المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
فصل في وجوب الصيام وفوائده
فصل في وجوب الصيام وفوائده
قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون إلى قوله : ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
- ص 91 - يخبر تعالى بمنته على عباده المؤمنين
بفرضه عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة ، لأنه من الشرائع الكبار
التي هي مصلحة للخلق في كل زمان ، وفي هذا حث للأمة أن ينافسوا الأمم في
المسارعة إليه وتكميله ، وبيان عموم مصلحته ، وثمراته التي لا تستغني عنها
جميع الأمم ؛ ثم ذكر حكمته بقوله : لعلكم تتقون فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى ؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه .
فالصيام
هو الطريق الأعظم للوصول إلى هذه الغاية التي فيها سعادة العبد في دينه
ودنياه وآخرته ، فالصائم يتقرب إلى الله بترك المشتهيات ؛ تقديما لمحبة ربه
على محبة نفسه ، ولهذا اختصه الله من بين الأعمال حيث أضافه إلى نفسه في
الحديث الصحيح ، وهو من أعظم أصول التقوى ، فإن الإسلام والإيمان لا يتم
بدونه .
وفيه
من حصول زيادة الإيمان ، والتمرن على الصبر والمشقات المقربة إلى رب
العالمين ، وأنه سبب لكثرة الطاعات من صلاة وقراءة وذكر وصدقة وغيرها ما
يحقق التقوى ، وفيه من ردع النفس عن الأمور المحرمة من أقوال وأفعال ما هو
من أصول التقوى .
ومنها :
أن في الصيام من مراقبة الله بترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه - لعلمه
باطلاع ربه عليه - ما ليس في غيره ، ولا ريب أن هذا من أعظم عون على التقوى
.
ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان البخاري الاعتكاف (1934) ، مسلم السلام (2175) ، أبو داود الصوم (2470) ، ابن ماجه الصيام (1779) ، أحمد (6/337). فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فبالصيام يضعف نفوذه ، وتقل معاصي العبد .
ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك ، وحمله على مواساة - ص 92 - الفقراء المعدمين ، وهذا كله من خصال التقوى .
ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام أخبر أنها أياما معدودات
أي : قليلة سهلة ، ومن سهولتها أنها في شهر معين يشترك فيه جميع المسلمين ؛
ولا ريب أن الاشتراك هذا من المهونات المسهلات ، ومن ألطاف المولى ومعونته
للصائمين ، ثم سهل تسهيلا آخر فقال : فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وذلك للمشقة - غالبا - رخص الله لهما في الفطر .
ولما كان لا بد من تحصيل العبد لمصلحة الصيام أمرهما أن يقضياه في أيام أخر ، إذا زال المرض ، وانقضى السفر ، وحصلت الراحة .
وفي قوله : فعدة من أيام أخر دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا كان أو ناقصا ، وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة عن أيام طويلة حارة كالعكس .
وبهذا
أجبنا عن سؤال ورد علينا : أنه يوجد مسلمون في بعض البلاد التي يكون في
بعض الأوقات ليلها نحو أربع ساعات أو تنقص ، فيوافق ذلك رمضان ، فهل لهم
رخصة في الإطعام إذا كانوا يعجزون عن تتميمها ؟
فأجبنا :
إن العاجز منهم في هذا الوقت يؤخره إلى وقت آخر ، يقصر فيه النهار ،
ويتمكن فيه من الصيام كما أمر الله بذلك المريض ، بل هذا أولى ، وأن الذي
يقدر على الصيام في هذه الأيام الطوال يلزمه ولا يحل له تأخيره إذا كان
صحيحا مقيما ، هذا حاصل الجواب .
وقوله : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قيل : هذا في - ص 93 - أول الأمر وفي ابتداء فرض الصيام لما
كانوا غير معتادين للصيام ، وكان ابتداء فرضه حتما فيه مشقة عليهم ، درجهم
الرب الحكيم بأسهل ما يكون ، وخير المطيق للصوم بين أن يصوم ، وهو الأفضل
الأكمل ، أو يطعم ويجزيه ، ثم لما تمرنوا على الصيام ، وكان ضروريا على
المطيقين فرضه عليهم حتما .
وقيل إن قوله : وعلى الذين يطيقونه أي : يتكلفون الصيام ، ويشق عليهم مشقة لا تحتمل كالكبير والمريض الميئوس من برئه ، فدية طعام مسكين عن كل يوم يفطره .
وقوله : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
أي : الصوم المفروض عليكم هو شهر رمضان ، الشهر العظيم الذي حصل لكم من
الله فيه الفضل العظيم ، وهو إنزال القرآن الذي فيه هدايتكم لجميع مصالحكم
الدينية والدنيوية ، وفيه بيان الحق وتوضيحه ، والفرقان بين الحق والباطل ،
والهدى والضلال ، وأهل السعادة من أهل الشقاوة ، فحقيق بشهر هذا فضله ،
وهذا إحسان الله العظيم فيه عليكم أن يكون معظما محترما ، موسما للعباد
مفروضا فيه الصيام .
فلما قرر فرضيته ، وبين حكمته في ذلك وفي تخصيصه قال : فمن شهد منكم الشهر فليصمه أي : من حضر الشهر وهو قادر تحتم عليه صيامه ، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر أعاد ذلك تأكيدا له ، ولئلا يظن أنه أيضا منسوخ مع ما نسخ من التخيير للقادر .
يريد الله بكم اليسر
أي : يريد الله أن ييسر ويسهل عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير
ليسهل سلوكها ، ويعين عليها بكل وسيلة ؛ ليرغب فيها العباد ، وهذا أصل عظيم
من أصول الشريعة ، بل كلها تدور - ص 94 - على هذا الأصل ، فإن جميع الأوامر لا
تشق على المكلفين ، وإذا حصل بعض المشاق والعجز خفف الشارع من الواجبات
بحسب ما يناسب ذلك ، فيدخل في هذا جميع التخفيفات في جواز الفطر ، وتخفيفات
السفر ، والأعذار لترك الجمعة والجماعة .
وقوله : ولتكملوا العدة وذلك لئلا يتوهم متوهم أن صيام رمضان يحصل المقصود ببعضه دفع هذا الوهم بقوله : ولتكملوا العدة وأمر بشكره على إتمامه ؛ لأن من أكبر منن الله على عبده توفيقه لإتمامه وتكميله وتبيين أحكامه للعبيد ، ولتكبروا الله على ما هداكم هداية التعليم وهداية التوفيق والإرشاد .
quran.al.islam
- ص 91 - يخبر تعالى بمنته على عباده المؤمنين
بفرضه عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة ، لأنه من الشرائع الكبار
التي هي مصلحة للخلق في كل زمان ، وفي هذا حث للأمة أن ينافسوا الأمم في
المسارعة إليه وتكميله ، وبيان عموم مصلحته ، وثمراته التي لا تستغني عنها
جميع الأمم ؛ ثم ذكر حكمته بقوله : لعلكم تتقون فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى ؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه .
فالصيام
هو الطريق الأعظم للوصول إلى هذه الغاية التي فيها سعادة العبد في دينه
ودنياه وآخرته ، فالصائم يتقرب إلى الله بترك المشتهيات ؛ تقديما لمحبة ربه
على محبة نفسه ، ولهذا اختصه الله من بين الأعمال حيث أضافه إلى نفسه في
الحديث الصحيح ، وهو من أعظم أصول التقوى ، فإن الإسلام والإيمان لا يتم
بدونه .
وفيه
من حصول زيادة الإيمان ، والتمرن على الصبر والمشقات المقربة إلى رب
العالمين ، وأنه سبب لكثرة الطاعات من صلاة وقراءة وذكر وصدقة وغيرها ما
يحقق التقوى ، وفيه من ردع النفس عن الأمور المحرمة من أقوال وأفعال ما هو
من أصول التقوى .
ومنها :
أن في الصيام من مراقبة الله بترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه - لعلمه
باطلاع ربه عليه - ما ليس في غيره ، ولا ريب أن هذا من أعظم عون على التقوى
.
ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان البخاري الاعتكاف (1934) ، مسلم السلام (2175) ، أبو داود الصوم (2470) ، ابن ماجه الصيام (1779) ، أحمد (6/337). فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فبالصيام يضعف نفوذه ، وتقل معاصي العبد .
ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك ، وحمله على مواساة - ص 92 - الفقراء المعدمين ، وهذا كله من خصال التقوى .
ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام أخبر أنها أياما معدودات
أي : قليلة سهلة ، ومن سهولتها أنها في شهر معين يشترك فيه جميع المسلمين ؛
ولا ريب أن الاشتراك هذا من المهونات المسهلات ، ومن ألطاف المولى ومعونته
للصائمين ، ثم سهل تسهيلا آخر فقال : فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وذلك للمشقة - غالبا - رخص الله لهما في الفطر .
ولما كان لا بد من تحصيل العبد لمصلحة الصيام أمرهما أن يقضياه في أيام أخر ، إذا زال المرض ، وانقضى السفر ، وحصلت الراحة .
وفي قوله : فعدة من أيام أخر دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا كان أو ناقصا ، وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة عن أيام طويلة حارة كالعكس .
وبهذا
أجبنا عن سؤال ورد علينا : أنه يوجد مسلمون في بعض البلاد التي يكون في
بعض الأوقات ليلها نحو أربع ساعات أو تنقص ، فيوافق ذلك رمضان ، فهل لهم
رخصة في الإطعام إذا كانوا يعجزون عن تتميمها ؟
فأجبنا :
إن العاجز منهم في هذا الوقت يؤخره إلى وقت آخر ، يقصر فيه النهار ،
ويتمكن فيه من الصيام كما أمر الله بذلك المريض ، بل هذا أولى ، وأن الذي
يقدر على الصيام في هذه الأيام الطوال يلزمه ولا يحل له تأخيره إذا كان
صحيحا مقيما ، هذا حاصل الجواب .
وقوله : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قيل : هذا في - ص 93 - أول الأمر وفي ابتداء فرض الصيام لما
كانوا غير معتادين للصيام ، وكان ابتداء فرضه حتما فيه مشقة عليهم ، درجهم
الرب الحكيم بأسهل ما يكون ، وخير المطيق للصوم بين أن يصوم ، وهو الأفضل
الأكمل ، أو يطعم ويجزيه ، ثم لما تمرنوا على الصيام ، وكان ضروريا على
المطيقين فرضه عليهم حتما .
وقيل إن قوله : وعلى الذين يطيقونه أي : يتكلفون الصيام ، ويشق عليهم مشقة لا تحتمل كالكبير والمريض الميئوس من برئه ، فدية طعام مسكين عن كل يوم يفطره .
وقوله : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
أي : الصوم المفروض عليكم هو شهر رمضان ، الشهر العظيم الذي حصل لكم من
الله فيه الفضل العظيم ، وهو إنزال القرآن الذي فيه هدايتكم لجميع مصالحكم
الدينية والدنيوية ، وفيه بيان الحق وتوضيحه ، والفرقان بين الحق والباطل ،
والهدى والضلال ، وأهل السعادة من أهل الشقاوة ، فحقيق بشهر هذا فضله ،
وهذا إحسان الله العظيم فيه عليكم أن يكون معظما محترما ، موسما للعباد
مفروضا فيه الصيام .
فلما قرر فرضيته ، وبين حكمته في ذلك وفي تخصيصه قال : فمن شهد منكم الشهر فليصمه أي : من حضر الشهر وهو قادر تحتم عليه صيامه ، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر أعاد ذلك تأكيدا له ، ولئلا يظن أنه أيضا منسوخ مع ما نسخ من التخيير للقادر .
يريد الله بكم اليسر
أي : يريد الله أن ييسر ويسهل عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير
ليسهل سلوكها ، ويعين عليها بكل وسيلة ؛ ليرغب فيها العباد ، وهذا أصل عظيم
من أصول الشريعة ، بل كلها تدور - ص 94 - على هذا الأصل ، فإن جميع الأوامر لا
تشق على المكلفين ، وإذا حصل بعض المشاق والعجز خفف الشارع من الواجبات
بحسب ما يناسب ذلك ، فيدخل في هذا جميع التخفيفات في جواز الفطر ، وتخفيفات
السفر ، والأعذار لترك الجمعة والجماعة .
وقوله : ولتكملوا العدة وذلك لئلا يتوهم متوهم أن صيام رمضان يحصل المقصود ببعضه دفع هذا الوهم بقوله : ولتكملوا العدة وأمر بشكره على إتمامه ؛ لأن من أكبر منن الله على عبده توفيقه لإتمامه وتكميله وتبيين أحكامه للعبيد ، ولتكبروا الله على ما هداكم هداية التعليم وهداية التوفيق والإرشاد .
quran.al.islam
|
شيماء ابو الصفاء- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رد: فصل في وجوب الصيام وفوائده
[.::.].::
جزآكِ الله كل الخير
جزآكِ الله كل الخير
بآرك الله فيك على الطَرح المميز ,,
آسأل الله أنْ يَرزقـكِ فسيح آلجنات !!
دمتِ بـِ طآعَة الله ..~
آسأل الله أنْ يَرزقـكِ فسيح آلجنات !!
دمتِ بـِ طآعَة الله ..~
..:ღ:..
|
meriem- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 22/11/2010
رد: فصل في وجوب الصيام وفوائده
تسلم ايدك ع المجهود الجميل
دمتم بتميز
بانتظار جديدك دائما
يعطيك العافيه
ودي واحترامي
دمتم بتميز
بانتظار جديدك دائما
يعطيك العافيه
ودي واحترامي
|
الخنساء- نائبة المدير
- تاريخ التسجيل : 20/10/2010
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى