https://www.ahladalil.org
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا محبة الرسول صلى الله عليه وسلم 829894
ادارة المنتدي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم 103798
https://www.ahladalil.org
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا محبة الرسول صلى الله عليه وسلم 829894
ادارة المنتدي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم 103798
لقد نسيت كلمة السر
منتديات تقنيات
1 / 4
تقنيات حصرية
2 / 4
اطلب استايلك مجانا
3 / 4
استايلات تومبلايت جديدة
4 / 4
دروس اشهار الموقع

المواضيع الأخيرة
»   Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
»   Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف مريم الأربعاء 20 أبريل 2011, 22:28

- معنى المحبة وتعريفهـا:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

معنى المحبة في اللغة معروف، وهي في الشرع: أمر
زائد على مجرد الميل الطبيعي للمحبوب؛ فمحبة الله تعالى، ومحبة رسوله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومحبة المؤمنين، ومحبة ما شرع الله من
الدين، هي أمر زائد على مجرد الميل الطبيعي إلى شيء من ذلك؛ إذ لا بد فيها
من جانب اختياري تكليفي.


وباصطلاحاتنا المعاصرة أقول: إن
المحبة الشرعية ليست مجرد عاطفة متعلقة بالوجدان وحده، وإنما هي متعلقة
بالوجدان والعاطفة، والعقل والإرادة، والعمل: عمل القلب، وعمل الجوارح؛ إذ
أنها جزء مهم من الإيمان
.


والإيمان عند أهل السنة والجماعة كما هو معلوم للجميع قول وعمل، أي: قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، كما هو مبين في مواضعه.

وعلى
هذا فمن ظن أن محبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي مجرد
الميل الطبيعي والوجداني له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو غالط
غلطًا بينًا؛ لأن هذا الظن هو الذي أوقع طوائف من الأمة في التفريط في
اتباعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وترك سنته، ونبذ شريعته، وترك
تحكيمه، وترك التأدب معه، وأوقعهم في التقديم بين يدي هديه وحكمه، هذا مع
تعلقهم العاطفي بذاته، وتغنيهم بشمائله، وإعجابهم بكماله، وربما بكائهم
لتذكره، ولهجهم بالصلاة والسلام عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


وكذلك من قال: إن
معنى محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي طاعته، وامتثال أمره،
والتمسك بسنته، فهو مقصر عن إصابة كبد الحقيقة في هذا، إذ أن هذا هو تفسير
لها باللازم والمقتضى.


فالطاعة
والامتثال هو لازم المحبة ومقتضاها لا حقيقتها، ومعناها والتحقيق في ذلك:
أنها أمر زائد على ذلك يجمع ويشمل ما ذكرنا آنفًا، فالمحبة بهذا الاعتبار
أمر عظيم من أمور الإيمان
.




وقد بين ذلك شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله تعالى، يقول: "إذا
كان الحب أصل كل عمل من حقٍ أو باطل، وهو أصل الأعمال الدينية وغيرها،
وأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق
الله ورسوله، فالعملان القلبيان العظيمان إذًا هما المحبة والتصديق، المحبة
هي أصل جميع الأعمال والتصديق هو أصل جميع الأقوال الإيمانية".


ويقول رحمه الله في موضع آخر: "أصل
الإيمان العملي هو حب الله تعالى ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وحب الله هو أصل التوحيد العملي وهو أصل التأليه الذي هو عبادة الله وحده
لا شريك له، فإن العبادة أصلها أكمل أنواع المحبة مع أكمل أنواع الخضوع
وهذا هو الإسلام".


وقال: "أصل الإشراك العملي في الله الإشراك في المحبة، كما قال تعالى: {وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}
[البقرة:165].
وكما
هو معلوم أن تأليه الله تبارك وتعالى أو الشهادة بأنه لا إله إلا الله،
قيل: إنها مشتقة من الأله أو من الوله، فالأله هو: العبادة، كما في الآية: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف:127]
وأما إن كان من الوله فالمقصود بالوله هو: درجة عليا من درجات المحبة، وهي
تعلق القلب بهذا المألوه الذي هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، المعبود
وحده لا شريك له.


ومن
هنا وقع شرك المشركين حين أحبوا غير الله، وتعلقت قلوبهم به، ونتج عن ذلك
أن دعوهم واستغاثوا بهم وعبدوهم من دون الله سبحانه، وصرفوا لهم الحق
الخالص لله عز وجل، وهذا المعنى الواسع العميق للمحبة عند أهل السنة
والجماعة هو الذي يميز محبتهم عن المحبة العاطفية الهائمة، التي يدَّعيها
الصوفية دون أي أساس من الشرع
.


وهذه
المحبة التي يدعونها هي شحنه عاطفية يمكن أن تفرغ بقصيدة من الشعر أو حفلة
أو ذكر أو حضرة، أو بأي نوع من أنواع المتفرغات العاطفية وينتهي مفعولها،
بخلافها عند أهل السنة والجماعة؛ حيث تشمل عمل القلب وعمل الجوارح التي
ترتبط بعمل القلب، فيكون المحب في هذه الحالة مطيعًا وذاكرًا ومتعلق القلب
بالمحبوب.


وأما المحبة الصوفية أو المحبة البدعية الهائمة، فهي تلك المحبة التي عبَّر عنها السلف الصالح بأنها زندقة، حيث قالوا: 'من
عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن
عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو
المؤمن'
وهذا هو القول الصحيح، وقد عبَّر عن هذه المحبة الزنديقية تصديقًا لهذا القول القديم المأثور الشاعر الصوفي المشهور ابن عربي حين قال قاتله الله:


لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

لقـد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعىً لغزلان، وديرًا لرهبان

وبيـتًا لأوثـان، وكعبةَ طائف وألواحَ توراةٍ، ومصحفَ قرآن

أديـنُ بدينِ الحبِّ أَنَّى تَوَجَهَت رَكـَائِبُه فَالـحُبُّ ديني وإيماني

فلما
أصبحت المحبة بهذا المعنى، وأصبحت محبة الله ومحبة رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي هذا الهيام العاطفي الذي لا يحده ضابط ولا قيد؛
وقعت الأمة أو الطوائف التي اعتنقت هذه المحبة في الغلو العظيم، على ما سوف
نوضحه ـ إن شاء الله ـ في الفقرة المناسبة له، وخرج بذلك عن حد المحبة
الشرعية، وحقيقتها، وما ذلك إلا لجهلهم لهذه المحبة التي شرعها الله والتي
لا يقبل الله تبارك وتعالى إلا هي.


- مقتضيات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:

لوازم ومقتضيات محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرة جدًا، نرجو الله تعالى أن يوفقنا لنظم أشتات الحديث فيها:

تحقيق الشهادة له صلى الله عليه وسلم:

وأعظم
ذلك هو تحقيق الشهادة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه رسول الله،
هذه الشهادة التي هي ركن التوحيد، والشهادة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بالرسالة التي تعني طاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل
ما أمر، وتعني كذلك اجتناب كل ما نهى عنه وزجر، وتعني تصديقه في كل ما
أخبر به، وتعني ألاَّ يعبد الله إلا بما شرع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؛ ولهذا قال الله تبارك وتعالى: {قُلْ
إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[آل عمران:31] {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:32].


فلا
بد من اتباعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بد من طاعته؛ وهذا
الاتباع والطاعة يرث العبد بهما محبة الله فتورث محبة الله تبارك وتعالى
بذلك، وهذه هي الغاية العظمى التي يسعى إليها كل المؤمنين، كما قال بعض
السلف: "ليست العبرة بأن تُحِبْ، ولكن العبرة بأن تُحَبَّ".


فمن
أحبه الله تبارك وتعالى، فقد وفقه لكل خير، وتحقق محبة الله سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى للعبد لا يكون إلا بأن يحقق العبد اتباع رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[آل عمران:31] وبالطبع اتباع الله واتباع دين الله وشرعه.


الاقتداء به صلى الله عليه وسلم:

ومن ذلك الاقتداء به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والتأسي به، كما قال عز وجل: {لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}
[الأحزاب:21] فلابد
من الاقتداء به والتأسي به في هديه وخلقه ومعاملته وكل أحواله في البيت،
والمسجد، وفي الطريق، في السِّلْم، والحرب، وفي كل الأحوال، وهذا الاقتداء
هو حقيقة أو هو علامة ولازم تلك المحبة، التي يجب أن تكون كما أشرنا.


وقد
ورد حديث عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه حسنه الشيخ الألباني بل
ذكره في سلسلة الأحاديث الصحيحة في الجزء الذي لم يخرج، قال: "أن رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ يومًا فجعل الصحابة يتمسحون بوضوئه
وذلك تبركًا منهم بوضوئه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال لهم رسول
الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما يحملكم على هذا؟" ـ أي: لم تفعلون ذلك؟ ـ قالوا: حب الله ورسوله، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله، فليصدق حديثه إذا حدَّث، وليؤد أمانته إذا اؤتمن، وليحسن جوار من جاوره"".


ولو
تأملنا خلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوجدنا أنه أصدق الناس
لهجة، وأنه أعظم الناس أمانةً، وأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن
الناس جوارًا، فهذا نوع وجزء من شمائله العظمى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يجب الاقتداء به فيها، وهذا هو تحقيق محبته صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولازمها ومقتضاها.


تحكيمه في كل موضع نزاع:

ومن
أعظم لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحكيمه في كل موضع
نـزاع، فلا يقدم قول أحد ولا رأيه ولا اجتهاده ولا نظره، ولا حكمه على قول
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكمه، يقول الله تبارك وتعالى في
هذا
: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
[النساء:65].
وهذه الآية كما ذكر ابن القيم رحمه الله في شرح المنازل، هذه الآية شملت مراتب الدين الثلاثة، ففيها المقامات الثلاثة: مقام الإسلام ومقام الإيمان ومقام الإحسان، فالتحكيم في مقام الإسلام {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} [النساء:65].

فمن لم يحكم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا يكون مسلمًا، والإيمان في مقام نفي الحرج {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} [النساء:65]
فمن انتفى عنه الحرج فهو مؤمن ـ أي: حكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ـ وانتفى عنه الحرج بما حكم به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فهذا هو المؤمن.


وأعلى من ذلك وأجل هو تحقيق مرتبة الإحسان وهي التسليم المطلق {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65]
فيسلم المؤمن تسليمًا مطلقًا لما حكم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ولما أمر ولما أخبر به من خبر فلا يعرضه لا على عقله ولا على
رأيه ولا على مذهبه ولا على قول شيخه، ولا على أي مخلوق أو أي فكر بشري.


وإنَّ مما يجب أن ننبه عليه في هذا المقام، هو ذلك
المنكر العظيم الذي وقعت فيه الأمة الإسلامية أو طوائف كبيرة منها مع دعوى
محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومع إظهار بعض الشكليات التي
يظنون بها أنهم قد أدوا حقه وأظهروا محبته وزعموها، وذلك هو:
تحكيم القوانين الوضعية في شؤون حياتهم، ومعارضة سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهديه وحكمه وشريعته بتلك الأحكام.


فهذه
جرأة على الله، وجرأة على مقام النبوة، بل هي إهدار وحط من مقام الرسالة؛
لأن معنى الشهادة بأن محمدًا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو
أن يشهد العبد أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد أرسل هذا الرسول إلينا
لنطيعه ونتبع أوامره، ونلتزم بكل ما يأمرنا به فيما هو إلا رسول مبلغ من
عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.


فالذين
يرفضون حكم الله ورسوله ولا يقيمون شرع الله ودينه في أنفسهم ولا في
مجتمعاتهم ولا في شئون السياسة أو الحكم أو الاقتصاد أو الاجتماع أو مناهج
التعليم، أو أي ناحية من نواحي الحياة فلا ينفعهم أنهم يقيمون له الموالد
أو ينشدون له الأناشيد، أو يحيون ذكريات بدعية في ليلة الإسراء والمعراج
وما أشبهها، ويزعمون بعد ذلك أنهم مؤمنون وأنهم يعظمون رسول الله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وربما
ذهب بهم الشيطان إلى أبعد من هذا فَعَادوا من يُطبِّق سنة رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتمسك بها ويقتدي بهديه صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بحجة أنه مبغض للرسول، أو أنه خارج عن هديه، وينبزونه
بأشنع التهم، والألقاب.


فهذا من أعظم المنكرات الدالة على أن
هؤلاء الناس تركوا محبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا
يقيمون له وزنًا، ولا لرسالته ولا لمقام نبوته ولا لمنـزلته عند الله
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الذي فضله الله تعالى بها على العالمين أجمعين
.


ولا شك أن هذا مخالف لحال المؤمنين من السلف الكرام والصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين حالهم كما قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا
كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}
[النور:51] فلا اعتراض، ولا منازعة، ولا مدافعة، ولا تردد، ولهذا قال: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:51].
فلا
يكون الفلاح إلا لهؤلاء الذين حكَّموا سنته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في جميع أعمالهم وحركاتهم ولم تكن لهم الخيرة فيما يقضي به
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:36].


فلا اختيار مع أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل التنفيذ والامتثال،
هذه هي لوازم محبته وهذا هو تحقيقها، وقد أمر الله تبارك وتعالى تبعًا
لذلك بالرد إلى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قال: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء:59]
والرد إلى الله هو: الرد إلى كتابه عز وجل، إلى هذا الذكر الحكيم، والرد
إلى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هو: الرد إلى سنته، بأن يُسأل
في حياته ويرجع إليه في الأمور، وبعد مماته يرجع إلى دينه وسنته، وهديه،
فلا يكون لأحدٍ إيمانًا إلا بذلك، كما قال: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء:59].


فمن
ادَّعى الإيمان والمحبة مع عدم الرد إلى الله ورسوله في مواضع النـزاع
والاشتباه في أي حال من الأحوال فقد نقض تلك المحبة وهو كاذب في دعواها،
ولم يأتِ بلوازمها، ومقتضياتها
.


وكما هو معلوم عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الثابت: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وقد أشار الشراح رحمهم الله إلى أن هذه اللفظة "عليه أمرنا" فيها الجار والمجرور متعلق بمحذوف يقدر بـ"حاكمًا أو قاضيًا"، من عمل عملاً ليس أمرنا حاكمًا عليه أو قاضيًا عليه أو خاتمًا عليه فهو رد، فمعنى ذلك: أن أعمال العباد يجب أن تكون تحت أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتحت سنته وهديه وشرعه.

وكذلك في الحديث الآخر يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح: "فمن رغب عن سنتي فليس مني" فمهما ادَّعى من مدعي محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو راغب عن سنته فليس منه. وأما
صحابته الكرام الذين أحبوه ذلك الحب العظيم فإنهم رضي الله عنهم كانوا
متمسكين بسنته، حريصين على التأدب معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
والاقتداء به والاهتداء بهديه، والتأدب معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وعدم التقديم بين يديه.


عدم التقديم بين يديه وغضّ الصوت:

وأيضًا مما يجب لتحقيق هذه المحبة وهو لازم عظيم من لوازمها:

عدم
التقديم بين يديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغض الصوت عنده يكون
في حياته كما هو معلوم بالنسبة لشخصه ولذاته، وبعد مماته يكون بالتأدب مع
سنته وغض الصوت، فلا يرتفع صوت رأي، ولا فكرة، ولا مذهب، ولا قياس فوق سنة
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد
كان الصحابة الكرام، يدركون هذا المعنى غاية الإدراك كما ورد في صحيح مسلم
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: "كنا عند عمران بن حصين في رهط منا،
وفينا بشير بن كعب، فحدثنا عمران يومئذٍ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "الحياء خير كله" ـ قال:ـ أو قال: "الحياء كله خير".
الحديث المشهور المعروف "والحياء شعبة من الإيمان" والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الحياء خير كله" أو "الحياء كله خير" هذا بلفظ عام لم يخصص بشيء، فقال بشير بن كعب: "إنا لنجد في بعض الكتب، أو الحكمة أن منه سكينة ووقارًا لله ومنه ضعف" يقول: نجد في بعض الكتب أو في بعض موروثات كتب الأولين أن من الحياء سكينةً ووقارًا ولكن أيضًا، أن منه ضعف. قال
أبو قتادة: فغضب عمران حتى احمرتا عيناه، وقال: ألا أراني أحدثك عن رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارض فيه، ثم يقول أبو قتادة:
فأعاد عمران الحديث، فأعاد بشير، فغضب عمران.
ولا شك أن الغضب الثاني أشد من الغضب الأول، فلما رأى أولئك الرهط ثورة عمران، أخذوا يهدئونه قال أبو قتادة: "فما زلنا نقول فيه: إنه منا يا أبا نجيد إنه لا بأس به".

يقولون:
يا أبا نجيد، إن بشيرًا هذا منا، إنه ليس من أهل البدع ولا من أهل النفاق
ولا من أهل الزيغ والضلال، فما حصل منه هو عمل أهل الزيغ وأهل الضلال وأهل
النفاق الذين إذا قيل لهم: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قالوا: إن الأمر كذا، ولكن فلانًا قال كذا، ولكن العلماء قالوا كذا، ولكن
المذهب فيه كذا، ولكن الشيخ الفلاني أفتى بكذا، إلى آخر ذلك.


ولذلك
الإمام الشافعي رحمة الله عليه، عبَّر عن ذلك تعبيرًا عظيمًا حين جاءه رجل
يسأله عن أمر من الأمور، فقال: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كذا" ـ وتلا عليه حديثًا ـ فقال له الرجل: فما رأيك أنت؟ فغضب
الإمام الشافعي رضي الله عنه غضبًا شديدًا، وقال: "أتراني في كنيسة؟! أترى
عليَّ زنارًا؟! أقول لك: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وتقول ما رأيك أنت". فكانوا يعلمون ويدركون أنه لا رأي لأحد مع كلام رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع هديه، ومع سنته.


الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:

يجب أو ينبغي أن ننبه إلى أمر عظيم من لوازم
محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصلاة والسلام عليه صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الأمر العظيم قد جاء تفصيله في الشرع؛
فهناك مواضع تجب فيها الصلاة والسلام عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بالصيغة أو بالصيغ الشرعية الواردة في الأحاديث الصحيحة، وهناك مواضع
تستحب فيها هذه الصلاة وتتأكد، وهناك أحوال بل نقول: إنها في كل حال، وفي
كل وقت الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي
قربة وذكر ونافلة وعبادة من أعظم العبادات وأجلِّها.


عدم أذيته صلى الله عليه وسلم:

مما
يجب أن يعلم أن من لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدم
أذيته، كما تفضل الشيخ عبد الله في مسألة الاستهزاء؛ بل إن الله سبحانه
بيَّن أن أذيته هي شأن المنافقين {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة:61].


فأي
قول فيه نوع من التحقير، أو التقليل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أو الحط من قيمته، أو الأذية له أو لسنته فإنه من عمل المنافقين
وهذا النفاق هو نفاق أكبر ـ نسأل الله العفو والعافية ـ وما من قلب ينعقد
على شيء من بغض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو كراهيته ويكون
صاحبه مؤمنًا قط.


نعم،
الناس يتفاوتون في محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفاوتًا
عظيمًا، ولكن المؤمن المسلم لا يخلو قلبه أبدًا من شيء من محبته صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن قل، أما أن يشتمل قلب أحدٍ من البشر بشيء من
كراهيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهذا هو الكفر عياذًا بالله، ولا
يجتمع الإيمان مع بغضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبدًا، ومن ذلك عدم
إيذائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زوجاته، وعدم إيذائه صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صحابته الكرام.


فإن
من آذاه في زوجاته أو في صحابته فكأنما آذاه في نفسه وفي شخصه صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الواحد من الناس أو الواحد من البشر من آذاه في
زوجته أو في صديقه، أو في حبيبه فلا شك أنه آذاه هو، فكيف بمن آذى رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء من ذلك؟! وهذا مما هو معلوم من
جميع المسلمين ـ ولله الحمد ـ وإنما أحببنا أن ننبه فيه لأهميته.


المصدر رياض السنة

مريم
مريم
مديرة منتدى
مديرة منتدى

تاريخ التسجيل : 01/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف حارس المنتدى الخميس 21 أبريل 2011, 22:16

جزاك الله خيرا اختي الفاضلة
حارس المنتدى
حارس المنتدى
المراقب العام
المراقب العام

تاريخ التسجيل : 30/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف Admin الجمعة 22 أبريل 2011, 23:27

بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
Admin
Admin
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف لؤلؤة الكون الأحد 24 أبريل 2011, 08:48

جزاك الله خيرا

وجعله في ميزان حسناتك
لؤلؤة الكون
لؤلؤة الكون
المراقبة العامة
المراقبة العامة

تاريخ التسجيل : 20/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف حارس المنتدى الإثنين 25 أبريل 2011, 09:39

بارك الله فيك
حارس المنتدى
حارس المنتدى
المراقب العام
المراقب العام

تاريخ التسجيل : 30/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف najmi الثلاثاء 26 أبريل 2011, 18:10

بارك الله فيك

جزاك الله خيراً

أسأل الله أن يرحمنا و يعفو عنا و يهدينا و يستخدمنا في طاعته

najmi
مشرف
مشرف

تاريخ التسجيل : 07/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف عاجبني غروري الثلاثاء 26 أبريل 2011, 18:54

جزاك الله كل خير ان شاء الله
عاجبني غروري
عاجبني غروري
نائبة المدير
نائبة المدير

تاريخ التسجيل : 15/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف سمراء الثلاثاء 26 أبريل 2011, 19:42

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك
سمراء
سمراء
مشرفة
مشرفة

تاريخ التسجيل : 22/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف ابو القاسم الخميس 05 مايو 2011, 15:27

بارك الله فيك و جزاك كل خير

و نفع بك ان شاء الله
ابو القاسم
ابو القاسم
مشرف
مشرف

تاريخ التسجيل : 30/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات تقنيات فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى