عبد الرحمن الثعالبي أحد علماء الجزائر و أئمّتها الصّالحين

عبد الرحمن الثعالبي أحد علماء الجزائر و أئمّتها الصّالحين

من أجلّ آثاره تفسيره للقرآن العظيم

ولد الشيخ عبد الرحمن الثعالبي سنة 786هـ / 1385م بناحية (وادي يسر) الواقع بالجنوب الشرقي الجزائري -حوالي 86 كلم من الجزائر العاصمة-
حيث نشأ الشيخ عبد الرحمن في بيئة علم ودين وصلاح،

بدأ تعليمه في يسّر على يديّ علماء بلدته.
و في سنة 802هـ/1399م واصل تعليمه في بجاية التي كانت حاظرة العلم والثقافة والفكر والأدب، فأخذ الكثير عن علمائها في مختلف فنون المعرفة، كان من أشهرهم: أبو الحسن علي بن عثمان المانجلاتي، وأبو الربيع سلمان بن الحسن، وأبو العباس أحمد النقاوسي، وأبو القاسم المشدالي، وأبو زيد الوغليسي، وغيرهم.

ثم انتقل إلى تونس سنة 809هـ/1406م فلقي بها كوكبة من كبار علمائها، فأفاد من مجالسهم، من بينهم: الأبي، والبرزلي تلميذ ابن عرفة.

ثم ارتحل إلى مصر سنة 819هـ /1414م، فلقي بها البلالي، وأبا عبد الله البساطي، وولي الدين العراقي وغيرهم، فأخذ عنهم الكثير من معارفهم.

ثم ارتحل إلى الحجاز واستفاد من مجالس العلم هناك

ثم عاد بعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم والمعرفة إلى وطنه الجزائر، فعكف به على نشر العلم وهداية الخلق والانقطاع للعبادة والتدريس والتأليف

مؤلّفاته: فسّر القرآن الكريم كاملا
و تزيد مؤلّفاته عن تسعين مؤلفا في التفسير والحديث والفقه واللّغة والتّاريخ والتراجم وغيرها، نذكر من بينها:
1- تفسيره الجواهر الحسان في تفسير القرآن في أربعة أجزاء، طبع أول مرة بالجزائر 1909، ثم طبع طبعة ثانية في السنوات الأخيرة بتحقيق الدكتور عمار طالبي.
2- روضة الأنوار ونزهة الأخيار في الفقه.
3- جامع الهمم في أخبار الأمم.
4- جامع الأمهات في أحكام العبادات.
5- الأربعين حديثا في الوعظ
و غيرها فيظ كثير من المؤلّفات

، تخرج على يديه كثير من العلماء، من بينهم:
1- محمد بن يوسف السنوسي 2- الشيخ أحمد زروق 3- محمد المغيلي التلمساني
4- أحمد بن عبد الله الزواوي 5- محمد بن مرزوق الكفيف، وغيرهم.

تولى القضاء زمنا قصيرا، و كان إماما خطيباعلى منبر الجامع الأعظم بالجزائر العاصمة

وكان الشيخ عبد الرحمن يقرض الشعر ويكتب النثر، ومن شعره :
و إن امرؤ أدنى بسبعين حجّة ++++جديــر بأن يسعى معدا جهازه
و أن لا تهز القلب منه حوادث +++++و لــكن يرى للباقيات اهتزازه
و أن يسمع المصغى إليه بصدره ++++أزيزا كصوت القدر يبدي ابتزازه
فماذا بعد هذا العمر ينتظر الذي ++++يعمره في الدّهــر إلا اغتراره ؟
وليس بدار الذلّ يرضى أخو حجى ++++ولكن يرى أنّ بالعزيـز اعتزازه

انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة 23 رمضان875هجري -مارس 1471م .
ودفن رحمه الله في زاويته بالجزائر العاصمة حيث ضريحه بها إلى اليوم .