المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
اتخاذ القرار
اتخاذ القرار
يمثل اتخاذ القرار ظاهرة مهمة وجوهرية في السلوك البشري. فأفراد أي مجتمع من المجتمعات البشرية يتصفون بقدرتهم على اتخاذ العديد من القرارات، التي قد تكون على مستوى الفرد مثل اختيار نوع معين من المواصلات للذهاب إلى العمل أو على مستوى الدولة مثل قرار إعادة الصف السادس الابتدائي للحلقة الأولى من التعليم الأساسي.ومن ثم فلا يمكن التصور بأنه يوجد مجتمع من المجتمعات يستغني عن اتخاذ القرارات.
ويعد اتخاذ القرار إحدى المهام الأساسية في تكوين شخصية الإنسان، وهدف التربية الأسمى مساعدة الفرد ليصبح أكثر ملاءمة للحياة وحينما يدرب الطفل على تنمية تفكيره ليواكب التطور المعرفي والتكنولوجي يمكن أن يكون قادرًا على اتخاذ القرار المناسب في الموقف المناسب.
ويحتاج أي متعلم إلى معارف، ومعلومات متعددة تفيده وتساعده في اتخاذ القرارات وتحمل مسؤوليتها، ولكن تختلف هذه القرارات باختلاف أعمار المتعلمين.
ففي مرحلة الطفولة تحدث عمليات اتخاذ القرار دون أي دراية أو خبرة بالخطوات المنطقية المتعلقة بالقرار أو بنتائجه، فإذا استمر الطفل في اتخاذ قراراته في المستقبل على هذا الأسلوب العشوائي، فسوف تكون قراراته خطأ في أغلب المواقف، أما إذا تعلم الخطوات المنطقية لاتخاذ القرار فإن احتمال الخطأ سوف يكون ضعيفًا عندما يتخذ قرارًا في مستقبل حياته (فهيم مصطفى، 2001).
ويشير فتحي جروان (1999) إلى أن التربية قد لا يكون من بين أهدافها الأساسية تنمية مهارات اتخاذ القرار عند المتعلمين. ولأنه لا يوجد ما يبرر الافتراض بأن المتعلمين يستطيعون أو أنهم سوف يتعلمون كيف يصبحون صانعي قرارات مهرة بالاعتماد على أنفسهم؛ فإن تعليمهم مهارات اتخاذ القرار وتدريبهم على ممارستها خلال سنوات الدراسة تبدو في غاية الأهمية خاصة في عصر لم تعد فيه الاختيارات محدودة.
فتنمية مهارات اتخاذ القرار والقدرة على الانتقاء والاختيار الصحيح بين البدائل لدى المتعلمين في جميع مراحل التعليم يعد ضرورة لمسايرة العصر الحالي ويمكن أن يتم ذلك بالانتقال من التفكير الخطي إلى التفكير المنظومي والاهتمام بطريقة الوصول إلى المعرفة والاهتمام بتنمية المهارات الإبداعية لدى المتعلمين في شتى مراحل التعليم (حسين بشير،2002).
لذلك لابد من ضرورة تزويد الطلاب بالاستراتيجيات المعرفية المختلفة التي تمكنهم من التفكير واتخاذ القرارات الإيجابية في حياتهم العملية والتعليمية.
اتخاذ القرار.. المفاضلة بين الحلول البديلة
القرار هو المفاضلة بين حلول بديلة لمواجهة مشكلة محددة، ومن ثم اختيار الحل الأفضل من بينها. واتخاذ القرار هو عملية دينامية مستمرة تهدف إلى إحداث تغييرات جوهرية في النظام التقليدي أو الوصول إلى نتائج إيجابية حول قضية أو موقف أو الوصول إلى حل مناسب حول مشكلة معينة بالاعتماد على معلومات وبيانات صحيحة (فهيم مصطفى، 2001) و(علي هجان،2000).
وهناك فرق بين القرار Decisionفي حد ذاته، وبين عملية اتخاذ القرارDecision– MakingProcess، وبين صناعة القرار يمكن توضيحها في الشكل الآتي:
علاقة صناعة القرار بعملية اتخاذ القرار
فمرحلة صناعة القرار تهتم بجميع العناصر المختلفة المكونة للقرار والتي تراعي الأبعاد المختلفة وفي الوقت نفسه تدخل ضمن المعايير المطلوبة أو التي تعبر عنها وإخراجها في صورة بدائل متعددة كل بديل يعبر عن رؤية خاصة تجاه حل المشكلة أو الموقف، وتجرى عملية المفاضلة بين البدائل حتى يتم الوصول إلى بديل أكثر تناسبًا مع المشكلة أو الموقف وهو مرحلة اتخاذ القرار (محمد حسن، 2002، ص 128).
ويرى الكاتب أن اتخاذ القرار يحكمه ثلاثة عوامل مجتمعة هي:
1-الهدف من القرار:
أي قرار يفترض أنه يؤدي إلى تحقيق أهداف محددة بطريقة فعالة، فالحافز وراء أي قرار هو تحقيق هدف معين، لذلك وجب على المتعلم أن يتخذ قراره وفقًا للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
2- ظروف الاختيار:
يشتمل أي قرار ضمنيًا على فكرة الاختيار،وهو نسبي ويختلف باختلاف الظروف التي يتم فيها، فالاختيار في ظروف قهرية قد يختلف بدرجة كبيرة في ظل ظروف غير قهرية، ففي الحالة الأولى تكون حرية المتعلم مقيدة، بينما في الحالة الثانية حرية المتعلم في الاختيار أكبر، ويتأثر الاختيار عادة بشخصية المتعلم وخبرته وخلفيته العلمية واستعداده وتكوينه النفسي وبعض الظروف الخارجية.
3-البدائـل المتاحة أو الممكنة:
القرار ما هو إلا اختيار من بين مجموعة من البدائل، وكثير من القرارات تشتمل على فكرة «هذا أم ذاك»، وهذا النوع من التفكير هو طريقة عادية لتبسيط المشكلات المعقدة المعروضة على المتعلم.
ما هي أنواع القرارات؟
تتعدد وتتنوع القرارات فمنها ما يتعلق بالناحية المنهجية والعمل التدريسي لمتعلم ومنها ما يتعلق بالجانب المهني لمسئول(المعلم، مدير المدرسة).
فمن الناحية المنهجية والعمل التدريسي يشير سامي هاشم (1990) إلى أن «توفلرTofler»قد ذكر أن هناك نوعين من القرارات التي يتخذها الفرد وهما:
1-القرار المنهجي:
وهو القرار الروتيني المتكرر وسهل الاتخاذ، وفيه لا يكلف العقل مجهودًا كبيرًا؛ حيث إن المعايير التي سيبنى عليها هذا القرار واضحة والظروف المحيطة به مألوفة مثل اختيار برمجية لتدريس درس معين أو اختيار وسيلة إيضاح.
2-القرار اللامنهجي:
ذلك النوع من القرارات تتخذ للمرة الأولى وتنشئ عادات جديدة وعوامل كثيرة يجب أن تدرس وتوزن وكمية من المعلومات يجب أن تعالج وهذا النوع من القرارات يقتضي من المعلم مجهودًا عقليًا كبيرًا مثل القيام برحلة علمية أو عقد مؤتمر علمي أو دعوة مسؤول عن تطوير التعليم.
ويركز كل من محمد الحوت، وحمدي المحروقي(1989) على الجانب المهني في العملية التعليمية فيريان أن القرارات تتضمن الأنواع الآتية:
1-القرارات الاستراتيجية:
وهي القرارات التي تتعلق بتغيير هيكل العملية أو النظام، وبالتالي فإنها تقود إلى إحداث التغير وإعادة الهيكلة المثلى لنظام التعليم مثل تعديل نظام الثانوية العامة أو جعل الامتحانات المدرسية تراكمية.
2-القرارات التكتيكية:
وهذه القرارات يوجهها متخذ القرار عند محاولة تخطيط أو إدارة سير عملية ذات هيكل معروف، وهذه العملية غالبًا ما تكون على مستوى نظم فرعية من نظام كلي مثل القرارات التي تؤخذ داخل الفصل الدراسي أو داخل المدرسة بصفة عامة مثل إعطاء اختبارات للطلاب في نهاية كل شهر.
ويفضل الكاتب استخدام القرارات المنهجية واللامنهجية في مجال التعليم، حيث يقوم المتعلم بفتح برنامج على الكمبيوتر، وهذا الوضع يتطلب من المتعلم قرارًا منهجيًا، كذلك عندما يتعرض المتعلم لمشكلة في الرياضيات مثلًا, فإن هذه المشكلة تتطلب من المتعلم تفكيرًا معينًا ومن ثم قرارًا يتسم بالمنطقية.
قبول التحدي.. أولى الخطوات لمهارات اتخاذ القرار
تعد مهارة اتخاذ القرار عملية معقدة وفهم هذه العملية لا يعني إمكانية التحول إلى متخذ قرار فعال. فالمتعلمون ليسوا على درجة واحدة من المهارة في اتخاذ القرارات فيما يتصل بأعمالهم المختلفة، بل تختلف هذه المهارات من متعلم إلى آخر، وقد يرجع ذلك إلى عدة عوامل ذاتية وغير ذاتية مثل استعداد ودافعية المتعلمين، نوعية الموقف أو المشكلة المطروحة، والمعلومات والمعارف المتاحة.
ومن الباحثين من ينظر إلى مهارات اتخاذ القرار على أنها مراحل مثل كمال زيتون (2002) الذي يرى أن اتخاذ القرارات يتم وفقًا للمراحل الآتية:
1-المرحلة الأولى: قبول التحدي: AcceptingTheChallenge
عندما يواجه الفرد تحديًا ما مثل مشكلة تتحدى قدراته فإنه لا يتوانى في بذل قصارى جهده وإعمال عقله للقيام بعملية اتخاذ القرار فيما يتعلق بهذا الأمر نحو إمكانية حل هذه المشكلة.
2-المرحلة الثانية: البحث عن البدائل: SearchingForAlternatives
في هذه المرحلة يتم توليد قائمة من البدائل الممكنة، وتنطوي هذه المرحلة على تفكير جيد في الأهداف والقيم التي تتعلق بالقرار بالإضافة إلى بحث واع ودقيق لمجال واسع من البدائل دون التعجل برفض أي من تلك البدائل.
3-المرحلـة الثالثـة: تقييم البدائل: EvaluatingAlternatives
في هذه المرحلة يتم فحص مزايا وعيوب كل بديل فحصًا جيدًا وذلك عن طريق فحص مزايا وعيوب كل بديل، وفي الغالب يتوصل المتمرسون على اتخاذ القرار إلى قرارات غير قطعية اعتمادًا على ما هو مجموع من بيانات في هذه الخطوة ويثار في تلك المرحلة سؤال مفاده أي البدائل أفضل؟
4-المرحلة الرابعة: اتخاذ القرار: DecisionMaking
بعد مراجعة وفحص قائمة البدائل المتاحة تتولد لدى المتعلم القدرة على اتخاذ القرار النهائي.
5-المرحلة الخامسة: الالتزام والقناعة بالقرار: AdheringToTheDecision
يعني الالتزام بتنفيذ القرار مهما كانت التبعات سواء كانت سلبية أم إيجابية والاقتناع به وكلما كانت العقبات متوقعة ومحسوبة كان التغلب عليها سهلًا من جانب الأفراد.
وإذا كان القرار يتضمن عملية وصناعة ومهارة فإن محمد الحوت وحمدي المحروقي(1989) قد ركزا على الجانب الأول وهو جانب العملية حيث يريان أن عملية اتخاذ القرار تمر عبر مراحل أربع فقط تتمثل في:
1-تحديد المشكلة:
تفيد الدقة في تحديد المشكلة كثيرًا في حلها، ويبرز دور متخذ القرار في تحديد الهدف من المشكلة بوضوح وبدقة وتحديد القيود على البدائل.
2-جمع المعلومات والبيانات اللازمة:
تساعد المعلومات والبيانات في التعرف على المتغيرات البيئية المحيطة، وتحديد عدد معين من البدائل وتفسير المشكلة.
3-اختيار البديل المناسب:
وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الحسم، حيث يقوم متخذ القرار بالموازنة بين المزايا والعيوب الخاصة بكل بديل ثم يختار بديلًا يعطي أفضل النتائج وقد لا يكون بالضرورة البديل الأمثل.
4-اتخاذ القرار ومتابعة تنفيذه:
بعد اختيار البديل المناسب تقع على متخذ القرار بعض المهام الرئيسة التي تساعد على نجاح القرار، ومعرفة النتائج المحتملة من اتخاذ القرار وإعادة فحص وتقييم البدائل المتاحة.
أما مجدي حبيب (1997) فيشير إلى أن «فانشي Vangich»قد قدم نموذجًا لمراحل اتخاذ القرار أضاف إليه خطوة تطبيق القرار ويتضح ذلك في شكل (2).
1-مرحلة تحديد التناقض:
يعد التناقض مثيرًا يحرك المتعلم فيبدأ في تحديد المشكلة، وما إذا كانت تحتاج إلى اتخاذ قرار عاجل أم لا.
2-مرحلة التدخل الشخصي:
وفيها يتم تحديد أسباب التناقض أو تحديد حدود النظام والعوامل المسؤولة عن حدوث التناقض.
3-مرحلة تحديد عناصر عملية اتخاذ القرار:
المعلومات تمثل عنصرًا أساسيًا في اتخاذ القرار، وجمع المعلومات عملية مستمرة أثناء وخلال مراحل اتخاذ القرار، فمن خلال المعلومات يتم تحديد المشكلة والبدائل المتاحة.
4-مرحلة المفاضلة بين البدائل:
وذلك من خلال تقييم جميع البدائل المتاحة والنتائج المرتبطة بكل بديل من البدائل.
5-مرحلة التطبيق:
في هذه المرحلة يتم تقويم البديل الذي تم اختياره في ضوء الهدف النهائي.
ويختلف كارتلاند (Kortland,1996) مع كل من مجدي حبيب (1997)، وكمال زيتون (2002) في النظر إلى مهارات اتخاذ القرار على أنها خطوات تتمثل في:
1-تحديد المشكلة.
2- توليد البدائل فقًا لمعايير معينة.
3- تقويم البدائل.
4- اختيار الحل.
5- تنفيذ القرار.
وتتضح هذه الخطوات في شكل(3).
ويوضح شكل (3) السابق أن معايير تقويم الحلول البديلة تأتي في مرحلة مبكرة وفي اتصال وارتباط مباشر مع تحديد المشكلة بعد ذلك يتم تقويم الحلول البديلة المولدة طبقًا لهذه المعايير، وهذا يؤدي إلى القرار الجيد، وأخيرًا تستخدم هذه المعايير من أجل التحكم في تأثير اتخاذ الإجراء: هل الحل المختار كان له نفس التأثيرات المطلوبة بالفعل؟
أما فهيم مصطفى(2001) فقدم نموذجًا لخطوات اتخاذ القرار وهي على النحو الآتي:
1-تحديد الهدف:
يحتاج المتعلم متخذ القرار إلى هدف يوجه سلوكه فبدون هدف لا يكون هناك اتجاه واضح، كما أن الهدف يمثل معيارًا لتقييم البدائل بعد ذلك، ويتم اختيار البديل لتحقيق الهدف أو الاقتراب منه.
2-تشخيص الموقف:
عندما يتمثل الموقف في مشكلة فإن تشخصيها يتطلب تحديدًا لطبيعة المشكلة وحجمها ومدى صعوبتها أو سهولتها بالنسبة للمتعلم.
3-تحديد البدائل:
عملية اتخاذ القرار تتطلب الاختيار من بين بدائل عدة وذلك للتوصل إلى أنسب هذه البدائل، فإن لم تتوافر بدائل مناسبة ومعقولة فلا قرار سيصنع.
4-تقييم البدائـل:
بعد إعداد قائمة مناسبة بالبدائل يتعين تقييم كل بديل وتقدير النتائج المتوقعة مع الأخذ في الاعتبار ما يأتي:
أ-أن البديل ممكن التنفيذ.
ب-البديل يحقق الهدف.
جـ-نتائج البديل إيجابية.
5-اختيار البديل المناسب:
بعد تقييم كافة البدائل يتم اختيار أحدها وتسمى هذه المرحلة من عملية اتخاذ القرار «بالقرار» ويهتم متخذ القرار باختيار البديل الذي يتوفر فيه أعلى مستوى من الإيجابية والفاعلية.
وتشير معالي حيدر (2002) إلى أن عملية اتخاذ القرار تتم وفقًا للخطوات الآتية:
1- تحديد المشكلة:
من الأشياء الضرورية لنجاح القرار المتخذ من جانب المتعلم تحديد المشكلة تحديدًا واضحًا حتى يأتي الحل مناسبًا في النهاية.
2- إيجاد الحلول أو البدائل:
بعد تحديد المشكلة تأتي الخطوة التالية المتمثلة في إيجاد أو تحديد البدائل الملائمة لحل المشكلة والتفكير في هذه المرحلة غالبًا ما يكون إبداعيًا، بمعنى أن المتعلم يمكنه إيجاد عدد من الحلول الجديدة للمشكلة.
3– تقييم البدائل:
بعد تحديد المشكلة وإيجاد البدائل الملائمة لحلها وتحديدها تأتي المرحلة التالية وهي تقييم البدائل وتتم هذه المرحلة من خلال عقد مقارنة بين الأوزان المختلفة للبدائل لمناقشة أوجه الضعف وجوانب القوة في كل بديل أو مزاياه وعيوبه،ويجب أن تتم عملية التقييم بطريقة موضوعية بعيدًا عن التحيز الشخصي لمتخذ القرار.
4 – اختيار البديل المناسب:
بعد إجراء عملية التقييم يتم اختيار البديل الأكثر ملاءمة لحل المشكلة.
يتضح مما سبق أن مهارات اتخاذ القرار قد ينظر إليها على أنها عمليات أو خطوات وهناك اتفاق بين هذه الخطوات أو العمليات في وجود مشكلة وبدائل مطروحة وقرار نهائي؛ لذلك فإن مهارات اتخاذ القرار في العملية التعليمية يمكن أن تتمثل في:
1-فهم المشكلة أو الموقف:
الخطوة الأولى في اتخاذ القرار تتمثل في تحديد وفهم المشكلة أو الموقف من حيث المعطيات والمطلوب الوصول إليه والمعلومات المرتبطة بالموقف أو المشكلة المطروحة وأبعاد هذه المشكلة وعلاقتها بمشكلات مشابهة وتحديد المشكلة تحديدًا دقيقًا يساعد على الانتقال إلى الخطوة التالية بصورة منطقية منظمة.
2-التعرف على البدائل المتاحة وفهمها:
بعد تعرف المشكلة وفهمها فهمًا جيدًا ينتقل المتعلم بعد ذلك إلى تعرف البدائل المقترحة والمتاحة للحل وفهمها، وفي هذه الحالة قد يصدر المتعلم حكمًا أوليًا على كل بديل قبل اختياره وذلك من أجل المفاضلة بين البدائل المتاحة ومدى مناسبتها لحل المشكلة أو الموقف. وبعد معرفة البدائل المقترحة للحل يدخل المتعلم في مرحلة تفكير عليا من حيث معرفة مزايا وعيوب كل بديل وخاصة فيما يتعلق بالوصول إلى الحل الصحيح للمشكلة في أقل وقت وجهد ممكنين.
3-اختيار البديل المناسب للحل (القرار) مع ذكر السبب:
بعد فهم المتعلم للمشكلة وللبدائل المتاحة للحل وتحليل كل بديل في هذا الوضع يصبح المتعلم في موقف يسمح له بإصدار قرار لاختيار البديل المناسب لحل المشكلة، وهذا البديل قد يختلف من متعلم إلى آخر وفقًا لمعارفه ومعلوماته وقدراته وحالته النفسية وفهمه للمشكلة وللبدائل المتاحة للحل.ولبيان أن المتعلم قد اختار البديل المناسب بصورة صحيحة وليست عشوائية يطلب من المتعلم ذكر الأسباب التي أدت به إلى اختيار هذا البديل.
والمهارات السابقة تنفذ في صورة خطوات تتضح في شكل (4)التالي.
الوسائط المتعددة الكمبيوترية ومهارات اتخاذ القرار
يمثل اتخاذ القرار لب العملية التعليمية، فالمتعلم والمعلم يتخذان قرارات متعددة مثل اختيار برمجية معينة لدراسة موضوع معين أو القيام برحلة علمية. وإن استخدم بيئة الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر في مجال التعليم والتعلم يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف عديدة من أبرزها تأكيد إيجابية المتعلم ونشاطه في الموقف التعليمي والإسهام في زيادة تحصيله للمعارف والمعلومات وتنمية مهاراته في اتخاذه القرار وتنمية التفكير التباعدي لديهم.
إن المؤشر الأكثر أهمية لكفاءة المتعلمين هو قدرتهم على التفكير الواضح واتخاذ القرارات السليمة في حياتهم التعليمية والعملية، فمن خلال الطريقة التي يتعاملون بها مع المعلومات والمعارف يستطيع المتعلمون اتخاذ قرارات معينة تتميز بالمنطقية وذلك في حياتهم التعليمية والعملية.
ولقد أصبحت برمجيات الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر في الوقت الحالي تهتم بتكامل النصوص والصور والرسوم المتحركة والأصوات، وكلها تعرض من خلال جهاز الكمبيوتر في منظومة متفاعلة يستطيع المتعلم من خلالها تناول المعلومات والتفاعل معها من خلال التحكم في طريقة عرضها واستعراضها في أي وقت يشاء، ومن ثم تنمو لدى المتعلم القدرة على اتخاذ القرار بصورة غير مباشرة.
فاختيار المتعلم لوسيط معين يمثل قرارًا، واختياره لدرس معين يمثل قرارًا واختياره لتمرين معين يمثل قرارًا وهكذا. ولا يقتصر تعامل الطالب مع برمجيات الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر على تذكر المعلومات الخاصة بموضوع معين فقط، ولكن لابد وأن يكون المتعلم قادرًا على التمييز بين هذه المعلومات والمعارف المختلفة من أجل اتخاذ القرار المناسب.
ويؤكد عبد المطلب القريطي(2001) على أن التمييز بين المعلومات والمعارف والأشكال والرسوم البيانية المختلفة يعكس مدى معرفة المتعلم بخصائصها ويعكس إدراكه لأوجه الشبه والاختلاف بينها، والمعلومات التي تعرض على المتعلم بصورة بصرية وسمعية تتيح للمتعلم فرصًا أوسع لتناولها ومعالجتها وإعادة تنظيمها من بين عدة بدائل متنوعة واحتمالات مختلفة نظرًا لأن العبرة في مجال التفكير واتخاذ القرار ليس بكم المعلومات التي تعرض على المتعلم، وإنما بالكيفية التي يتعامل بها مع هذه المعلومات بأسلوب يتسم بالتفرد في القرار.
ولكي يتخذ المتعلم قرارًا صحيحًا أثناء تعامله مع برمجيات الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر عليه أن يقدر ويحدد بوضوح الأهداف والغايات المطلوب تحقيقها، ثم عليه أن يتعرف على البدائل المختلفة التي قد توصله لتحقيق تلك الأهداف وأن يفاضل بين هذه البدائل ويختار ما يراه الأفضل بالنسبة له.
ويؤكد عبد الحافظ سلامة (1996) على أن برمجيات الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر تتطلب من المتعلم أن يكون صانع قرار أثناء تعامله مع المادة التعليمية، وتقوم هذه البرمجيات برصد نتائج قراراته، فعملية اتخاذ القرار تعتبر من العمليات الأساسية والمهمة في برمجيات الوسائط المتعددة.
كذلك يؤكد أحمد بدر (1996) على أن منظومة الوسائط المتعددة تسهم في عملية اتخاذ القرار عن طريق رفع مستوى خبرة متخذ القرار نفسه، وذلك إما بتيسير استخدام نماذج التعليم المختلفة أو استثارة خبرة المتعلمين للتعامل مع بنوك المعلومات عبر شبكة الإنترنت العالمية.
وأن استخدام الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر في التعليم يمكن أن يساعد الطلاب والمعلمين في الحصول بسهولة ويسر – من الشبكات المحلية والعالمية- على فيض من أحدث المعلومات الحديثة التي يمكن أن تساعدهم على اتخاذ القرارات المناسبة والمتعلقة بتطوير العملية التعليمية.
ولا تقتصر عملية اتخاذ القرار على اختيار الوسائط أو الدروس ولكن هناك النماذج المتحركة والديناميكية لأي قرار فمثلًا تشير نادية محمد (1996) إلى أن الموقف النموذجي الذي تقدمه برامج الوسائط المتعددة يكون موقفًا ثابتًا لا يتغير أثناء تفاعل المتعلم معه أو قد يكون نموذجًا متحركًا وديناميكيًا تتغير مواصفاته بناء على تصرفاته وحلوله، والمهام التي يقوم بها المتعلم في هذه الحالة تتمثل في:
•التطبيق المنظم لمهارات حل المشكلات.
•تجميع وتحليل وتفسير المعلومات.
•ترتيب الأولويات والقرارات.
•تعديل الموقف لتغييره.
•عرض ما يترتب على القرارات المختلفة.
فبرامج الوسائط المتعددة تسمح للمتعلم أن يعيد اتخاذ القرارات الخاصة بالموقف أو المشكلة المعروضة عليه عددًا من المرات حتى يمكنه أن يستكشف تأثير القرارات البديلة، وبذلك ينجح المتعلم في اتخاذ القرارات الإيجابية.
كذلك تتيح برامج الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر الجيدة عدة فرص لاتخاذ القرارات، وخاصة فيما يتعلق بالاختيارات والتحكم في البرنامج مثل: اختيار الأمثلة، والانتقال من السهل إلى الصعب، وتخطي بعض الأجزاء، والتقدم إلى الأمام أو الرجوع إلى قائمة الدروس الرئيسة أو الخروج من البرنامج في أي وقت يشاء المتعلم وإذا لم يستغل المتعلم هذه الاختيارات والتحكم فيها بصورة جيدة فإن البرنامج والمعلم يتدخلان لتوجيه المتعلم ومساعدته على اتخاذ القرار السليم.
ويشير جالبريس (Galbreath,1993) إلى جانب آخر مهم وهو التفاعلية في برامج الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر والتي يعتبرها لب برامج الوسائط المتعددة، فهي تتيح للمتعلم التدريب الجيد على مهارات اتخاذ القرار، فالمعلومات والمعارف تتسم بالتفاعلية مع بعضها البعض وتحتوي ضمنيًا على تحكم المتعلم وانعدام الخطية والمرونة.
أما لاشس (Lachs,2000) فيشير إلى جانب آخر من جوانب التفاعلية وهو التفاعل العقلي مع المادة ومن ثم قيام المتعلم باتخاذ القرارات وإصدار الأفكار المتنوعة، ويمكن تسهيل ذلك بالتفاعل مع آخرين من الطلاب ومناقشة الأفكار والتعاون معًا في الأفكار المشتركة، فمناقشة الأفكار في جماعات يساعد على فهمها ومن ثم اتخاذ القرار الصحيح وهذا ما أكدته دراسة (ماسنMason, 1997).
يتضح مما سبق أنه توجد علاقة وطيدة بين برمجيات الوسائط المتعددة المعززة بالكمبيوتر، وبين اتخاذ القرار فهي قد تؤدي دورًا مهمًا في تنمية مهارات اتخاذ القرار لدى المتعلمين، وذلك من خلال تفاعل المتعلم مع البرنامج وطرح أكثر من بديل والتركيز على ذكر أسباب اختيار البديل المناسب مما يساعد على اكتساب طريقة معينة في التفكير تساعد في اختيار البديل في كل الأوقات وبالتالي اتخاذ القرار في حياتهم التعليمية وقد ينعكس ذلك على حياتهم الشخصية، ومن ثم تتولد لديهم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهذا هو هدف التربية الأسمى، وهو إعداد المواطن القادر على اتخاذ القرار المناسب في الوقت.
بقلم: د. أحمد عبدالمجيد
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
رد: اتخاذ القرار
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
طرح اروع بارك الله قيك
يعجز القلم عن شكرك
فطرحك كان مميز بتميزك معنا
لاتحرمنا الجديد
بانتظارك
******
كل الاحترام والتقدير والمحبة الاخوية الصادقة
الى كل الاحبة الطيبين الشرفاء بنات واولاد
على مجهودهم وتواجدهم الدائم في المنتدى
جزاهم الله خير الجزاء
ولم يتخلو عنا في محنتنا هده بسسب المرض الدي الما بينا
بارك الله في الجميع
وشكرا لكم
تحياتي
امين
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى