المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
الإحسان.....
الإحسان.....
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي، الذي بعثه ربه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أما بعد:
فإن الله خلق الثقلين الجن والإنس لحكمة بالغة، وأمرهم أن يسيروا في الأرض ويضربوا في نواحيها - باحثين عن مصالحهم ومنافعهم، كل هذا لحكمة بالغة، وتلك الحكمة هي اختبارهم وابتلاؤهم ليتبين المحسن من المسيء، وليتبين الخبيث من الطيب، قال الله عز وجل: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، فصدق الله العظيم وجلَّت من حكمة بالغة.
والإحسان باب عظيم يمس جميع نواحي الحياة.
• فالإحسان مع الله تعالى: هو أن يعلم العبد أن الله لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وأن يراقبه في صلاته أو غيرها، في خشوع ورهبة حتى كأنه يرى الله عيانًا، فإذا لم يستطع فليعلم أن الله مطلع عليه، وأنه بين يدي علَّام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، كما قال جبريل عليه السلام لمحمد صلوات الله وسلامه عليه حينما سأله عن الإحسان فقال له: «الإِحْسَانُ: أَنْ تَعْبَدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»[2].
فالإحسان مع الله: هو أن يراقب الإنسان الله في حركاته وسكناته، وأن يدرك تمام الإدراك أن الله علّام الغيوب يراه؛ وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
• وأما الإحسان في السوق ومع عامة الناس: فهو أن يمشي الإنسان بسكينة ووقار، وأن يُفشي السلام على كل مسلم، وأن يَسْلَمَ المسلمون من يده ولسانه، وأن يعطي السائل ويحسن إليه على قدر استطاعته، كما روي أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: «لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»[3]، وقال الشاعر المقنع الكندي:
لَيْسَ العَطَاءُ مِنَ الفُضُولِ سَمَاحَةً حَتَّى تَجُودَ وَمَا لَدَيْكَ قَلِيْلُ |
وأن يحسن معاملته مع الناس في بيعه وشرائه وصدقته، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]، وعليه أيضًا أن يجعل قول الشاعر نصب عينيه:
مَنْ يَفْعَل الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ لا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ الله وَالنَّاسِ |
وقول الآخر:
ازرعْ جميلًا ولو في غيرِ موضعِه فلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرعا |
أما الصدقة فينبغي أن تبذل لمستحقيها إحسانًا وتفضلًا، فليس من المروءة في شيء أن تعطى لغير أصحابها، فأصحابها أولئك المساكين والفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافًا، تعرفهم بسيماهم من رقة الحال ومن ضعف المسكنة، وهي إن لم تعط لهؤلاء فليس لها ثواب كامل ولا تسمى إحسانًا، قال الشاعر:
إنَّ الصَّنيعةَ لا تكون صنيعةً حتى يصابَ بها طريقُ المصنَعِ |
وعلى كل: حال فباذل الخير والإحسان ينبغي أن يضعه في موضعه اللائق به، حتى يعطى جزاءَه كاملًا مضاعفًا يوم القيامة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20]، وقال: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].
فينبغي أن تبادروا أيها المسلمون في هذا الشهر المبارك، شهر العطف والرحمة، شهر المحبة والإخاء، شهر الإحسان والمواساة، وواسوا فقراءكم بالإحسان إليهم، فليس للإنسان إلا ما سعى وقدم.
والإحسان ليس مقصورًا على العطاء وبذل المال للآخرين، فإرشاد الأعمى إلى الطريق الذي يريده إحسانٌ، وجاه صاحب الجاه إذا توجه لإنسان على الوجه الشرعي إحسانٌ، وإفشاء السلام إحسانٌ، والتواضع ولين الجانب إحسانٌ إلى النفس وإلى الآخرين.
ثم يجب أن يكون الإنسانُ محسنًا في بيته، وعند أسرته، وأن ينشئ معهم حب الإحسان بإحسانه إليهم، وقد جرت العادة أن يقلد الصغار الكبار في أفعالهم، فأروا أطفالكم أفعالكم الحميدة وخصالكم الطيبة لكي يشبوا خيرين طيبين، قال الشاعر:
يَنْشُو الصَّغِيرُ عَلَى مَا كَانَ وَالِدُهُ إنَّ الْأُصُولَ عَلَيْهَا تَنْبُتُ الشَّجَرُ |
وقال الآخر:
إذا كان ربُّ الدار بالدف ضاربًا فلا تلُم الصبيانَ فيه على الرقصِ |
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال، وأن يعيننا على الصيام والقيام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
من كتاب "رسالتان في القدر والربا ومقالات متنوعة" للمؤلف.
[1] كلمة ألقيت في إحدى المساجد بتاريخ: 17/9/1375هـ.
[2] جزء من حديث جبريل الطويل وقد سبق تخريجه.
[3] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3/227)، رقم (3398)، عن عائشة رضي الله عنها، وإسناده ضعيف جدًّا.
|
عبير- مشرفة
- تاريخ التسجيل : 23/04/2012
رد: الإحسان.....
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
|
صدى الحرمان- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 23/10/2012
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى