المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
احذروا الفتور
احذروا الفتور
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطفات من
محاضرة للشيخ نبيل العوضي بعنوان
" بلغوا عني ولو اية"
تكلم الشيخ حفظه الله في هذه المحاضرة عن أهمية الأمر
بالمعروف
والنهي عن المنكر، حيث إن الله سبحانه وتعالى قد رتب عليه الخيرية
والصلاح والنجاح والنجاة والاجتماع لهذه الأمة المحمدية،
وقد
أصبحنا في عصر انتشر فيه الفساد وادلهمت الفتن، ولا
يوجد آمر بمعروف أو
ناه عن منكر؛ وكل هذا يرجع إلى أسباب أدت إلى الفتور عن
الدعوة.
قال الشيخ حفظه الله:
الفتور في الدعوة:
كان رجلاً داعية إلى الله
جل وعلا، لا يرى منكراً إلا أنكره،
وزجر عنه، يصدع بالحق لا يخاف في
الله لومة لائم،
يدخل في المجالس يذكرهم بالله، إذا ذهب إلى
الصلاة
ومر في الطريق على بشر قال لهم: الصلاة يا قوم، الصلاة،
أذكركم الصلاة، كان إذا
خرج من المسجد ورأى
منكراً، لا يتركه إلا أنكره بيده إن استطاع، وإن لم
يستطع فبلسانه،
كان آمراً ناهياً داعياً إلى الله جل وعلا.
ما الذي أصابه؟!
أصابه الفتور، وبدأ
يضعف،
بدأ الآن يرى المنكرات فيولي، ويستطيع الكلام لكن لا يتكلم، يدخل
في
محل فيه الموسيقى والمعازف لا يتكلم،
كان في السابق يقف عند
الباب، أأطفأتم المعازف
والموسيقى وإلا لا أدخل؟ أما اليوم تغير الحال،
بدأ يدخل،
لا يبالي سواءً أأُطْفِئت الموسيقى أم لَمْ
تُطْفَأ،
بل بدأ يتطور الأمر، بدأ يجلس مجلساً فيه المنكر، ويُعمَل فيه
بالحرام،
ويتكلم فيه بالإثم، وهو
مبتسم، لا يبالي!
ما الذي جرى؟! ما الذي حدث؟!
أكثر من هذا: بدأ
يتصور الأمر، بدأ يفعل هو المنكر، بدأ يقع فيه:
{ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ } [التوبة:71]
أنت وليي وأنت أخي وأنت
خليلي، لِمَ؟ لنأمر
بالمعروف ولننهى عن المنكر! ولَمْ يَسْتَثْنِ الله
جل وعلا النساء، قال:
حتى النساء، المرأة في بني جنسها، المرأة في
بيتها، المرأة
بين قريباتها، داعية إلى الله جل وعلا.
أسباب الفتور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أيها الأخ الكريم: الدعوة إلى الله قد يصيب صاحبها
الفتور
والضعف والخمول، ولهذا أسباب،
سوف نتكلم عنها في هذا المجلس، فأعرني سمعك،
وانتبه،
ولا تقولن: إن الدعوة إلى الله وظيفة الإمام، أو وظيفة الشيخ، أو
وظيفة
لجنة من اللجان، أو هيئة خيرية، أو هذا عمل وزارة الأوقاف،
أو العلماء والدعاة؟!
كلا، كل مسلم هو داعية الله
جل وعلا،
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( بلغوا عني
ولو آية ).
ألا تحفظ آية من كتاب الله؟!
بلغها يا عبد الله، ألم
تحفظ حديثاً من أحاديث
رسول الله؟!
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
( نضَّر الله امرءاً سمع مني مقالة فوعاها
فبلغها، فرب مبلغ
أوعى من سامع ).
الدعوة
لغير الله وترك الإخلاص
السبب الأول يا عبد
الله: بعض الناس يدعو لكن لغير
الله، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
لكن لغير الله جل وعلا، يدعو لنفسه،
يدعو لسمعة،
يدعو لوجاهة؛ حتى يصل إلى
منصب،
حتى يقال في الناس: فلان ما شاء الله اهتدى
على يديه عشرة،
يتمنى هذه الكلمات، ما يريد وجه الله تبارك وتعالى.
إنما يتعثر وينقطع عن الدعوة من لم يخلص لله،
هل حقاً كنت تدعو إلى
الله؟
فما
بالك اليوم جلست؟!
هل الله تبارك وتعالى الذي كنت تدعو إليه في
السابق غاب الآن؟
السبب الآخر الذي به
يفتر الناس عن الدعوة -واستمع لهذه
الأسباب، وابحث عن دائك، فإن
بعض الناس لا يدري أصلاً، ولعل أحد
هذه الأسباب أو أكثرها تقع عليك يا عبد
الله-
آفة النسيان: الركون إلى الدنيا:
همه قلبه حياته مماته لأجل الدنيا يعيش من أجلها يموت
من
أجلها لا يتمنى ولا يطلب غيرها قلبه منشغل بها واسمع إلى ما يقوله الرب
جل
وعلا:
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } [هود:15]
كان يوماً من الأيام يأمر
بالمعروف، دخل في تجارة،
وليست بحرام، ولكن انشغل عن الدعوة، بدأ في
تجارته يتعامل بالربا،
بدأ يسلف النساء، بدأ يعاقر الحرام، بدأ
يتساهل في
دين الله شيئاً فشيئاً:
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ
فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا
يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا
النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا
وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[هود:15-16].
شيخ الإسلام
ابن تيمية عليه رحمة الله يدخل على الملك، فيقول له الملك
الطاغية: يا
بن تيمية !
سمعنا أنك تريد ملكنا، وملك آبائنا؟
أتعرفون
ماذا قال ابن تيمية ؟!
كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لا يخاف
في
الله لومة لائم
سُجن مرات عديدة، رُمي في بئر عاماً كاملاً،
لا
يرى الشمس فيه، يُنزل إليه الطعام بالحبل، يقضي حاجته في مكانه،
عاماً
كاملاً في السجن.
استدعاه الملك فقال له: سمعنا أنك تريد
ملكنا؟
انظروا إلى أهل الدنيا، يخافون من الدعاة إلى
الله،
يظنون أن الدعاة يريدون الحكم، يريدون الملك، يريدون المنصب، لا
والله،
الدعاة إلى الله جل وعلا ما يريدون شيئاً من الدنيا، فقال له شيخ
الإسلام
،
وقد أخذ حفنة من تراب بيده، ثم قال له: والله
ما ملكُك ولا
ملك آبائك وأجدادك يساوي عندي حفنة من هذا التراب.
انظر يا عبد الله إلى الدنيا في قلب شيخ الإسلام ،
مات ولم يتزوج، ليس رغبة
عن الزواج، ولكنه لم يتفرغ للزواج،
من سجن إلى آخر، من سجن إلى آخر،
حتى توفي في سجن دمشق وقد ختم القرآن إحدى
وثمانين مرة، حتى وصل في
المرة الحادية والثمانين إلى قول الله جل وعلا:
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ *
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }
[القمر:54-55]
ثم خرجت روحه إلى بارئها، انظروا لمن تبرأ من
الدنيا! لمن ترك الدنيا! كيف عوضه الله جل وعلا! لعله يحصل على مقعد
صدق
عند مليك مقتدر.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا
يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
[فاطر:5]
إن المنافق إذا أمرته بعمل
دعوي، أو شجعته لنشاط
دعوي يحسب حسبته: هل هناك مصلحة مادية؟! هل هناك
أموال من ورائها؟!
هل هناك عَرَضٌ قريب، شهرة، منصب، أموال، فإذا
لم
يجد يتعذر بالأعذار:
{ لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً
قَاصِداً
لَاتَّبَعُوكَ } [التوبة:42]
والله الذي لا إله غيره لو
كانت الدعوة إلى الله
جل وعلا فيها أموال، وفيها مناصب، وفيها كنوز
لاتبع أكثر الناس سبيل الدعوة
إلى الله جل وعلا، ولكن بالعكس،
فيها تضحيات، فيها
بذل من المال، فيها بذل من الوقت والنفس
ولعلها الروح يا عبد الله!.
ولهذا ما يتبعها إلا قليل، وإذا سألتهم
يعتذرون بالتجارات، يعتذرون
بالأعمال، يعتذرون بالأولاد، يعتذرون
بالأهل، يقولون لك:
{ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا
فَاسْتَغْفِرْ
لَنَا } [الفتح:11]
هذا عذرهم في السابق وهذا عذرهم في اللاحق.
اسمع
يا عبد الله إلى أبي بكر رضي الله عنه، لما علم أن الدعوة إلى الله
تحتاج
منه بعض المال، تحتاج الآن الدعوة إلى الله مالاً،
وأنت فقير ما عندك شيء،
أتعرف ماذا فعل أبو بكر
رضي الله عنه؟!
جاء بكل ماله، لم يفكر في
غده،
ولم يفكر في أولاده، وأهله، الإيمان إذا بلغ هذه
المرتبة، لا
يفكر الإنسان بحطام الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( يا أبا بكر ! ماذا تركت
لأهلك؟! قال: تركتُ لهم
الله ورسوله )
أسألك بالله، هل سمعت أن
ابناً لـ أبي بكر أو
بنتاً لـ أبي بكر مات جوعاً؟!
لا يا عبد الله!
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى
اللَّهِ رِزْقُهَا } [هود:6].
عبد
الله: إذا كنت تخاف بعض الأحيان على منصب، أو رزق، أو أموال، أو تجارات
تضيع، فاعلم -يا عبد الله- أن الرزق:
{ وَفِي السَّمَاءِ
رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
[الذاريات:22]
لا أقول لك: اجلس في
المسجد، أو اترك العمل
نهائياً، لا يا عبد الله! ولكن ادعُ إلى الله
ولو كنت في العمل، ادعُ إلى
الله ولو كنت في تجارة، ادع إلى الله جل
وعلا ولو كنت تبيع وتشتري،
كن داعياً إلى الله جل وعلا
صباح مساء، في السر والعلن، في البيت
وخارج البيت، كن داعياً إلى الله
تبارك وتعالى.
عدم الشعور بالتحدي
أيها الإخوة
الكرام: كل منا مطالب بالدعوة إلى الله، ألا تشعر أننا يتحدانا
أُناس
يريدون أن ينشروا الرذيلة بين صفوفنا؟! ألَمْ تسمع بهذا؟!
ألا تعلم أن
اليهود والنصارى همهم الآن -في هذه البلاد خاصة- أن يجردوها من
الإسلام؟ أن يغير فكر المسلم الذي يصلي إلى فكرٍ غربي،
بحيث يصبح همه في الحياة
المادة، وهذا حصل لكثير
من الناس.
عبد الله: ألا
تشعر بالتحدِّي؟!
هناك كتَّاب في الجرائد
يسخرون من دينك، يستهزئون
بك، يشككون الناس حتى في العقيدة، هناك أناس
يشككون الناس حتى في دين الله،
بعضهم يشكك أن دين الإسلام لا يصلح،
لو
أردتَ أن تطبق فتطبق أي مذهب؟! انظر التشكيك، وبعضهم
يأتي بشُبه حتى
يشكك العجائز وكبار السن في دينهم يا عبد الله، أين أنت؟!
عباد الله: ما دورنا؟! ما عملنا؟! الواحد يكفي أنه يصلي
ويرجع إلى البيت؟! لا والله، لا يكفي هذا،
ما يكفي أنك تفتح المصحف ثم تدرس في البيت، ألم تسمع
قول
الله:
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }
[آل عمران:110].
يا عباد الله: الآن في هذا
الزمن من يفكر في أمريكا ، وفي بريطانيا ، وفي
روسيا كيف يدمروا ديننا
وكيف يفسدوا عقيدتنا؟!
إلى الآن ألَمْ تعلم أن من الناس من يفكر في
إفساد دينك ودين أولادك، حتى
في أرحام الأمهات، هناك من يخطط لإفساد
الأولاد في أرحام أمهاتهم! أما تعلم
بهذا يا عبد الله؟!
بعد عشرين
أو ثلاثين سنة تكبر وتشيخ، وسوف يعيش أولادك في هذا المجتمع، وإذا لم يصلح المجتمع -يا
عبد الله- فسوف يكون أولادك أول ضحية،
وإني مذكرك:
{
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } [غافر:44] ستذكر هذه
الكلمات.
سوف
يأتي يوم من الأيام ابنتك لا تستطيع أن تدرسها، بعض البلاد الإسلامية
اليوم
ممنوعٌ أن تظهر المرأة بحجاب، كونها تخرج من البيت بحجاب تعتبر
جريمة،
لو كنت مكانهم ماذا تفعل يا عبد الله؟!
فحتى لا نصل إلى مثل هذه الحال،
علينا أن نبادر إلى الدعوة إلى الله جل
وعلا، لنبلغ دين الله تبارك
وتعالى، لنأمر بالمعروف،
لننهَ عن المنكر، حتى لا
يأتي يوم ندعو الله جل وعلا فلا يستجيب
لنا، ثم يسلط الله عزَّ وجلَّ
عباداً علينا، ندعوه فلا يكشف عنا السوء،
حتى لا
يأتي يوم يصبح المنكر معروفاً،
والمعروف منكراً، حتى لا
يأتي ذلك اليوم علينا أن نجتهد في تبليغ
دين الله جل وعلا:
{
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا
وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ
} [يوسف:108].
قال الله تبارك وتعالى:
{
وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى
مَكَانَتِكُمْ
إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ }
[هود:121-122].
أقول
هذا القول.
وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطفات من
محاضرة للشيخ نبيل العوضي بعنوان
" بلغوا عني ولو اية"
تكلم الشيخ حفظه الله في هذه المحاضرة عن أهمية الأمر
بالمعروف
والنهي عن المنكر، حيث إن الله سبحانه وتعالى قد رتب عليه الخيرية
والصلاح والنجاح والنجاة والاجتماع لهذه الأمة المحمدية،
وقد
أصبحنا في عصر انتشر فيه الفساد وادلهمت الفتن، ولا
يوجد آمر بمعروف أو
ناه عن منكر؛ وكل هذا يرجع إلى أسباب أدت إلى الفتور عن
الدعوة.
قال الشيخ حفظه الله:
الفتور في الدعوة:
كان رجلاً داعية إلى الله
جل وعلا، لا يرى منكراً إلا أنكره،
وزجر عنه، يصدع بالحق لا يخاف في
الله لومة لائم،
يدخل في المجالس يذكرهم بالله، إذا ذهب إلى
الصلاة
ومر في الطريق على بشر قال لهم: الصلاة يا قوم، الصلاة،
أذكركم الصلاة، كان إذا
خرج من المسجد ورأى
منكراً، لا يتركه إلا أنكره بيده إن استطاع، وإن لم
يستطع فبلسانه،
كان آمراً ناهياً داعياً إلى الله جل وعلا.
ما الذي أصابه؟!
أصابه الفتور، وبدأ
يضعف،
بدأ الآن يرى المنكرات فيولي، ويستطيع الكلام لكن لا يتكلم، يدخل
في
محل فيه الموسيقى والمعازف لا يتكلم،
كان في السابق يقف عند
الباب، أأطفأتم المعازف
والموسيقى وإلا لا أدخل؟ أما اليوم تغير الحال،
بدأ يدخل،
لا يبالي سواءً أأُطْفِئت الموسيقى أم لَمْ
تُطْفَأ،
بل بدأ يتطور الأمر، بدأ يجلس مجلساً فيه المنكر، ويُعمَل فيه
بالحرام،
ويتكلم فيه بالإثم، وهو
مبتسم، لا يبالي!
ما الذي جرى؟! ما الذي حدث؟!
أكثر من هذا: بدأ
يتصور الأمر، بدأ يفعل هو المنكر، بدأ يقع فيه:
{ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ } [التوبة:71]
أنت وليي وأنت أخي وأنت
خليلي، لِمَ؟ لنأمر
بالمعروف ولننهى عن المنكر! ولَمْ يَسْتَثْنِ الله
جل وعلا النساء، قال:
حتى النساء، المرأة في بني جنسها، المرأة في
بيتها، المرأة
بين قريباتها، داعية إلى الله جل وعلا.
أسباب الفتور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أيها الأخ الكريم: الدعوة إلى الله قد يصيب صاحبها
الفتور
والضعف والخمول، ولهذا أسباب،
سوف نتكلم عنها في هذا المجلس، فأعرني سمعك،
وانتبه،
ولا تقولن: إن الدعوة إلى الله وظيفة الإمام، أو وظيفة الشيخ، أو
وظيفة
لجنة من اللجان، أو هيئة خيرية، أو هذا عمل وزارة الأوقاف،
أو العلماء والدعاة؟!
كلا، كل مسلم هو داعية الله
جل وعلا،
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( بلغوا عني
ولو آية ).
ألا تحفظ آية من كتاب الله؟!
بلغها يا عبد الله، ألم
تحفظ حديثاً من أحاديث
رسول الله؟!
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
( نضَّر الله امرءاً سمع مني مقالة فوعاها
فبلغها، فرب مبلغ
أوعى من سامع ).
الدعوة
لغير الله وترك الإخلاص
السبب الأول يا عبد
الله: بعض الناس يدعو لكن لغير
الله، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
لكن لغير الله جل وعلا، يدعو لنفسه،
يدعو لسمعة،
يدعو لوجاهة؛ حتى يصل إلى
منصب،
حتى يقال في الناس: فلان ما شاء الله اهتدى
على يديه عشرة،
يتمنى هذه الكلمات، ما يريد وجه الله تبارك وتعالى.
إنما يتعثر وينقطع عن الدعوة من لم يخلص لله،
هل حقاً كنت تدعو إلى
الله؟
فما
بالك اليوم جلست؟!
هل الله تبارك وتعالى الذي كنت تدعو إليه في
السابق غاب الآن؟
السبب الآخر الذي به
يفتر الناس عن الدعوة -واستمع لهذه
الأسباب، وابحث عن دائك، فإن
بعض الناس لا يدري أصلاً، ولعل أحد
هذه الأسباب أو أكثرها تقع عليك يا عبد
الله-
آفة النسيان: الركون إلى الدنيا:
همه قلبه حياته مماته لأجل الدنيا يعيش من أجلها يموت
من
أجلها لا يتمنى ولا يطلب غيرها قلبه منشغل بها واسمع إلى ما يقوله الرب
جل
وعلا:
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } [هود:15]
كان يوماً من الأيام يأمر
بالمعروف، دخل في تجارة،
وليست بحرام، ولكن انشغل عن الدعوة، بدأ في
تجارته يتعامل بالربا،
بدأ يسلف النساء، بدأ يعاقر الحرام، بدأ
يتساهل في
دين الله شيئاً فشيئاً:
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ
فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا
يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا
النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا
وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[هود:15-16].
شيخ الإسلام
ابن تيمية عليه رحمة الله يدخل على الملك، فيقول له الملك
الطاغية: يا
بن تيمية !
سمعنا أنك تريد ملكنا، وملك آبائنا؟
أتعرفون
ماذا قال ابن تيمية ؟!
كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لا يخاف
في
الله لومة لائم
سُجن مرات عديدة، رُمي في بئر عاماً كاملاً،
لا
يرى الشمس فيه، يُنزل إليه الطعام بالحبل، يقضي حاجته في مكانه،
عاماً
كاملاً في السجن.
استدعاه الملك فقال له: سمعنا أنك تريد
ملكنا؟
انظروا إلى أهل الدنيا، يخافون من الدعاة إلى
الله،
يظنون أن الدعاة يريدون الحكم، يريدون الملك، يريدون المنصب، لا
والله،
الدعاة إلى الله جل وعلا ما يريدون شيئاً من الدنيا، فقال له شيخ
الإسلام
،
وقد أخذ حفنة من تراب بيده، ثم قال له: والله
ما ملكُك ولا
ملك آبائك وأجدادك يساوي عندي حفنة من هذا التراب.
انظر يا عبد الله إلى الدنيا في قلب شيخ الإسلام ،
مات ولم يتزوج، ليس رغبة
عن الزواج، ولكنه لم يتفرغ للزواج،
من سجن إلى آخر، من سجن إلى آخر،
حتى توفي في سجن دمشق وقد ختم القرآن إحدى
وثمانين مرة، حتى وصل في
المرة الحادية والثمانين إلى قول الله جل وعلا:
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ *
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }
[القمر:54-55]
ثم خرجت روحه إلى بارئها، انظروا لمن تبرأ من
الدنيا! لمن ترك الدنيا! كيف عوضه الله جل وعلا! لعله يحصل على مقعد
صدق
عند مليك مقتدر.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا
يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
[فاطر:5]
إن المنافق إذا أمرته بعمل
دعوي، أو شجعته لنشاط
دعوي يحسب حسبته: هل هناك مصلحة مادية؟! هل هناك
أموال من ورائها؟!
هل هناك عَرَضٌ قريب، شهرة، منصب، أموال، فإذا
لم
يجد يتعذر بالأعذار:
{ لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً
قَاصِداً
لَاتَّبَعُوكَ } [التوبة:42]
والله الذي لا إله غيره لو
كانت الدعوة إلى الله
جل وعلا فيها أموال، وفيها مناصب، وفيها كنوز
لاتبع أكثر الناس سبيل الدعوة
إلى الله جل وعلا، ولكن بالعكس،
فيها تضحيات، فيها
بذل من المال، فيها بذل من الوقت والنفس
ولعلها الروح يا عبد الله!.
ولهذا ما يتبعها إلا قليل، وإذا سألتهم
يعتذرون بالتجارات، يعتذرون
بالأعمال، يعتذرون بالأولاد، يعتذرون
بالأهل، يقولون لك:
{ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا
فَاسْتَغْفِرْ
لَنَا } [الفتح:11]
هذا عذرهم في السابق وهذا عذرهم في اللاحق.
اسمع
يا عبد الله إلى أبي بكر رضي الله عنه، لما علم أن الدعوة إلى الله
تحتاج
منه بعض المال، تحتاج الآن الدعوة إلى الله مالاً،
وأنت فقير ما عندك شيء،
أتعرف ماذا فعل أبو بكر
رضي الله عنه؟!
جاء بكل ماله، لم يفكر في
غده،
ولم يفكر في أولاده، وأهله، الإيمان إذا بلغ هذه
المرتبة، لا
يفكر الإنسان بحطام الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( يا أبا بكر ! ماذا تركت
لأهلك؟! قال: تركتُ لهم
الله ورسوله )
أسألك بالله، هل سمعت أن
ابناً لـ أبي بكر أو
بنتاً لـ أبي بكر مات جوعاً؟!
لا يا عبد الله!
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى
اللَّهِ رِزْقُهَا } [هود:6].
عبد
الله: إذا كنت تخاف بعض الأحيان على منصب، أو رزق، أو أموال، أو تجارات
تضيع، فاعلم -يا عبد الله- أن الرزق:
{ وَفِي السَّمَاءِ
رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
[الذاريات:22]
لا أقول لك: اجلس في
المسجد، أو اترك العمل
نهائياً، لا يا عبد الله! ولكن ادعُ إلى الله
ولو كنت في العمل، ادعُ إلى
الله ولو كنت في تجارة، ادع إلى الله جل
وعلا ولو كنت تبيع وتشتري،
كن داعياً إلى الله جل وعلا
صباح مساء، في السر والعلن، في البيت
وخارج البيت، كن داعياً إلى الله
تبارك وتعالى.
عدم الشعور بالتحدي
أيها الإخوة
الكرام: كل منا مطالب بالدعوة إلى الله، ألا تشعر أننا يتحدانا
أُناس
يريدون أن ينشروا الرذيلة بين صفوفنا؟! ألَمْ تسمع بهذا؟!
ألا تعلم أن
اليهود والنصارى همهم الآن -في هذه البلاد خاصة- أن يجردوها من
الإسلام؟ أن يغير فكر المسلم الذي يصلي إلى فكرٍ غربي،
بحيث يصبح همه في الحياة
المادة، وهذا حصل لكثير
من الناس.
عبد الله: ألا
تشعر بالتحدِّي؟!
هناك كتَّاب في الجرائد
يسخرون من دينك، يستهزئون
بك، يشككون الناس حتى في العقيدة، هناك أناس
يشككون الناس حتى في دين الله،
بعضهم يشكك أن دين الإسلام لا يصلح،
لو
أردتَ أن تطبق فتطبق أي مذهب؟! انظر التشكيك، وبعضهم
يأتي بشُبه حتى
يشكك العجائز وكبار السن في دينهم يا عبد الله، أين أنت؟!
عباد الله: ما دورنا؟! ما عملنا؟! الواحد يكفي أنه يصلي
ويرجع إلى البيت؟! لا والله، لا يكفي هذا،
ما يكفي أنك تفتح المصحف ثم تدرس في البيت، ألم تسمع
قول
الله:
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }
[آل عمران:110].
يا عباد الله: الآن في هذا
الزمن من يفكر في أمريكا ، وفي بريطانيا ، وفي
روسيا كيف يدمروا ديننا
وكيف يفسدوا عقيدتنا؟!
إلى الآن ألَمْ تعلم أن من الناس من يفكر في
إفساد دينك ودين أولادك، حتى
في أرحام الأمهات، هناك من يخطط لإفساد
الأولاد في أرحام أمهاتهم! أما تعلم
بهذا يا عبد الله؟!
بعد عشرين
أو ثلاثين سنة تكبر وتشيخ، وسوف يعيش أولادك في هذا المجتمع، وإذا لم يصلح المجتمع -يا
عبد الله- فسوف يكون أولادك أول ضحية،
وإني مذكرك:
{
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } [غافر:44] ستذكر هذه
الكلمات.
سوف
يأتي يوم من الأيام ابنتك لا تستطيع أن تدرسها، بعض البلاد الإسلامية
اليوم
ممنوعٌ أن تظهر المرأة بحجاب، كونها تخرج من البيت بحجاب تعتبر
جريمة،
لو كنت مكانهم ماذا تفعل يا عبد الله؟!
فحتى لا نصل إلى مثل هذه الحال،
علينا أن نبادر إلى الدعوة إلى الله جل
وعلا، لنبلغ دين الله تبارك
وتعالى، لنأمر بالمعروف،
لننهَ عن المنكر، حتى لا
يأتي يوم ندعو الله جل وعلا فلا يستجيب
لنا، ثم يسلط الله عزَّ وجلَّ
عباداً علينا، ندعوه فلا يكشف عنا السوء،
حتى لا
يأتي يوم يصبح المنكر معروفاً،
والمعروف منكراً، حتى لا
يأتي ذلك اليوم علينا أن نجتهد في تبليغ
دين الله جل وعلا:
{
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا
وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ
} [يوسف:108].
قال الله تبارك وتعالى:
{
وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى
مَكَانَتِكُمْ
إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ }
[هود:121-122].
أقول
هذا القول.
وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
مريم- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 01/10/2009
مواضيع مماثلة
» احذروا السيئات الجارية
» احذروا من قتل الباعوض
» احذروا وانتبهوا من الاختلاط
» احذروا من رش العطر على الرقبة
» احذروا النوم في هذا الوقت
» احذروا من قتل الباعوض
» احذروا وانتبهوا من الاختلاط
» احذروا من رش العطر على الرقبة
» احذروا النوم في هذا الوقت
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى