المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
الإمام الشاطبي
الإمام الشاطبي
الإمام الشاطبي
--------------------------------------------------------------------------------
نشأته وتربيته
هو أبو محمد القاسم بن فِيرُّه بن أحمد الشَّاطِبِيُّ الرُّعَيْنِيُّ.
وُلِد عام 538هـ في مدينة شاطبة بالأندلس، كُفَّ بصره صغيرًا، وعنيت به
أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم طرفًا من الحديث والفقه، واتجه إلى حلقات
العلم التي كانت تعقد في مساجد شاطبة، ومالت نفسه إلى علم القراءات،
فتلقاها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النَّفْزِيِّ، ثم شدَّ رحاله
إلى بلنسية وكانت من حواضر العلم في الأندلس. وممن كنَّاه أبا القاسم
كالسخاوي وغيره، لم يجعل له اسمًا سواها، والأكثرون على أنه أبو محمد
القاسم.
رحيل الشاطبي إلى القاهرة
رحل الإمام الشاطبي إلى الحج، وهو في طريقه إلى الأراضي الحجازية نزل
الإسكندرية، حيث الحافظ أبي طاهر السلفي، وكانت شهرته في الحديث قد عمت
الآفاق، ويشد إليه العلماء الرحال من الشرق والمغرب يتتلمذون على يديه،
فاستقر الشاطبي بالإسكندرية فترة من الزمن، تلقى فيها الحديث عن الحافظ
السلفي، ثم استكمل طريقه إلى الحجاز لأداء مناسك الحج، وفي طريق العودة دخل
مصر وكانت تحت حكم الأيوبيين؛ فأكرم (القاضي الفاضل) وفادته، وأحسن
استقباله وعرف مكانته، وأنزله مدرسته التي بناها بدرب الملوخية بالقاهرة،
وجعله شيخًا لها.
طابت للشاطبي الحياة بالقاهرة فاستوطنها واستقر بها، وجلس للإقراء
والتعليم، فطارت شهرته في الآفاق، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، وكان
الشيخ إمامًا متقنًا في علمه، متبحرًا في فنِّه، آية في الفهم والذكاء،
حافظًا للحديث، بصيرًا باللغة العربية، إمامًا في اللغة، مع زهد ودين وورع
وإخلاص، زاده هيبة وإجلالاً، وأسبغ عليه الاشتغال بالقرآن نورًا كسا وجهه،
وألقى محبة له في القلوب.
ولما فتح الله على الناصر صلاح الدين الأيوبي باسترداد مدينة بيت المقدس -
ردَّ الله غربتها - سنة (583هـ/ 1187م)، توجَّه فزاره سنة (589هـ/ 1193م)،
ثم رجع فأقام بالمدرسة الفاضلية، وأقام بها يُقرِئ الناس ويعلمهم.
شيوخه
قرأ الشاطبي على ابن هزيل، وسمع الحديث منه ومن أبي عبد الله محمد بن أبي
يوسف بن سعادة، وأبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر، وأبي محمد عبد الله بن أبي
جعفر المرسي، ودرس كتاب سيبويه، والكامل للمبرد، وأدب الكاتب لابن قتيبة
على أبي عبد الله محمد بن حميد، ودرس التفسير على أبي الحسن بن النعمة صاحب
كتاب (ري الظمآن في تفسير القرآن)، واستقر الشاطبي بالإسكندرية فترة من
الزمن، تلقَّى فيها الحديث عن الحافظ السلفي.
تلامذته
ظل الشاطبي في القاهرة يقيم حلقته في مدرسته، ويلتف حوله تلاميذه النابهون
من أمثال أبي الحسن على بن محمد السخاوي، وكان أنبغ تلاميذه، وانتهت إليه
رئاسة الإقراء بعد شيخه، وأبي عبد الله محمد بن عمر القرطبي، وأبي عمرو
عثمان بن عمر بن الحاجب، وغيرهم كثير.
وقد حدَّث عنه: أبو الحسن بن خيرة، ومحمد بن يحيى الجنجالي، وأبو بكر بن
وضاح، وأبو الحسن علي بن الجميزي، وأبو محمد بن عبد الوارث قارئ مصحف
الذهب.
وقرأ عليه بالسبع: أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي، وعبد الرحمن بن سعيد
الشافعي، وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي، والزين أبو عبد الله الكردي،
والسديد عيسى بن مكي، والكمال علي بن شجاع، وآخرون.
منظومة الشاطبية
تعود شهرة الشاطبي رحمه الله إلى منظومته (حرز الأماني ووجه التهاني) في
القراءات السبع، وهي قراءات نافع إمام أهل المدينة، وابن كثير إمام أهل
مكة، وأبي عمرو بن العلاء إمام أهل البصرة، وعاصم وحمزة والكسائي أئمة أهل
الكوفة، وابن عامر إمام أهل الشام. وجاء عنه قال: "لا يقرأ أحد قصيدتي هذه
إلا وينفعه الله؛ لأنني نظمتها لله".
ومتن الشاطبية، ذلك النظم المدهش، نجد الشاطبي لم يكتفِ بالقراءات فحسب، بل
ضمن منظومته العديد من الفوائد النحوية، واللغوية، والإشارت الوعظية،
والاقتباسات الحديثية.
والشاطبية قصيدة لامية اختصرت كتاب (التيسير في القراءات السبع) للإمام أبي
عمرو الداني المُتوفَّى سنة (444هـ/ 1052م)، وقد لقيت إقبالاً منقطع
النظير، ولا تزال حتى يومنا هذا العمدة لمن يريد إتقان القراءات السبع،
وظلت موضع اهتمام العلماء منذ أن نظمها الشاطبي رواية وأداءً، وذلك
لإبداعها العجيب في استعمال الرمز وإدماجه في الكلام، حيث استعمله عوضًا عن
أسماء القراء أو الرواة، فقد يدل الحرف على قارئ واحد أو أكثر من واحد،
وهناك رموز ومصطلحات في المنظومة البديعة، لا يعرفها إلا من أتقن منهج
الشاطبي وعرف مصطلحه، وقد ضمَّن في مقدمة المنظومة منهجه وطريقته، ومن
أبياتها:
جزى الله بالخيرات عنا أئمـة *** لنا نقلوا القرآن عذبًا وسلسلا
فمنهم بُدورٌ سبعة قد توسطت *** سماء العُلا والعدل زهر وكُمَّلا
لها شهبٌ عنها استنارت فنوَّرتْ *** سواد الدجى حتى تفرق وانجلا
ولم يحظَ كتابٌ في القراءات بالعناية التي حظيت بها هذه المنظومة، حيث كثر
شُرَّاحها، وتعددت مختصراتها. وقد حصر أحد الباحثين المغاربة أكثر من مائة
عمل ما بين شرح للشاطبية، وحاشية على الشرح. وللشاطبي منظومتان معروفتان
هما:
- عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد. وهي في بيان رسم المصحف.
- وناظمة الزهر في أعداد آيات السور.
مناقبه
كان الشاطبي (رحمه الله) إمامًا ثبتًا، حجةً في علوم القرآن والحديث
واللغة، كما كان آية من آيات الله في حدة الذهن، وحصافة العقل، وقوى
الإدراك، وكان مثلاً أعلى في الصبر والاستسلام لله تعالى والخضوع لحكمه،
وكان إذا سُئِل عن حاله لا يزيد على أن يقول: العافية.
وكان عالمًا بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيرًا، وبحديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم مُبرَّزًا فيه، وكان إذا قُرِئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ
تُصحح النسخ من حفظه، وكان أوحدَ في علم النحو واللغة، عارفًا بعلم الرؤيا،
حسن المقاصد، مخلصًا فيما يقول ويفعل.
آراء العلماء فيه
هذا وقد أفاض العديد من العلماء في الحديث عنه؛ فنجد ابن خلكان يتحدث عنه
في وفيات الأعيان فيذكر عنه: "صاحب القصيدة التي سماها حرز الأماني ووجه
التهاني في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتًا، ولقد أبدع
فيها كل الإبداع، وهي عمدة قُرَّاء هذا الزمان في نقلهم، فقلَّ من يشتغل
بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها، وهي مشتملة على رموز عجيبة وإشارات
خفية لطيفة، وما أظنة سبق إلى أسلوبها، وقد روي عنه أنه كان يقول: لا يقرأ
أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله عز وجل بها؛ لأني نظمتها لله تعالى مخلصًا
في ذلك. ونظم قصيدة دالية في خمسمائة بيت مَن حفظها أحاط علمًا بكتاب
التمهيد لابن عبد البر".
وللذهبي في (سير أعلام النبلاء): "الشيخ الإمام، العالم العامل، القدوة،
سيد القراء، أبو محمد، وأبو القاسمِ القاسمُ بن فِيرُّه بن خلف بن أحمد
الرعيني، الأندلسي، الشاطبي، الضرير، ناظم الشاطبية والرائية".
وفاته
ظل الشاطبي في القاهرة يقيم حلقته في مدرسته، ويلتف حوله تلاميذه النابهون
من أمثال أبي الحسن على بن محمد السخاوي، وكان أنبغ تلاميذه، وانتهت إليه
رئاسة الإقراء بعد شيخه، وأبي عبد الله محمد بن عمر القرطبي، وأبي عمرو
عثمان بن عمر بن الحاجب، وغيرهم كثير. ولم تطل بالشاطبي الحياة، حيث
تُوفِّي وعمره اثنان وخمسون عامًا في (28 من جمادى الآخرة 590هـ/ 20 من
يونيو 1194م)، ودفن في تربة القاضي الفاضل بالقرب من سفح جبل المقطم
بالقاهرة. رحمه الله، وجزاه عما قدم لهذا العلم خير الجزاء.
|
باندة الاسكندرية- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 03/02/2010
العمل/الترفيه : مهندسة
الموقع : منتدى ليلتي
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى