ألا تخافون الله أن يبتليكُم

بسم الله الرّحمن الرّحيميتخبّط الإنسان في خضمِّ يوميات الحياة ساعياً للمال وتأمين لوازم حياة مُرفّهة له ولعائلته وعندما يكبر الأولاد يتحكّم الوالدين في إختيارهم لشريك حياتهم .على مقاعد الدِّراسة التقت مها بزميلها محمود الّذي يُعاني من عوق في رجله اليُمنى فيعرج نوعا ما لكنّه شابٌ مُثابر وذو خلُق حسن أرتاحت مها له ومع الأيّام أحبّا بعضهُما وتواعدا على الزّواج بعد التخرّج وتمرّ الأيّام وهما يحلمان بالبيت الصغير الّذي يجمعهُما على المحبّة والتضحية وشاء الله أن يتخرّجا ويُكلّلا فرحة التخرّج بالخُطبة .تقدّم محمود لوالد مها طالباً الزَّواج منها مُفتَخراً بمُؤهِّلاته العلمية وقدرته على فتح بيت ، لكنّ والد مها أبى أن يُزَوَّجُها له لا لشئ غير كونهُ مُعوّق حاول مرّات ومرّات وأرسل الأعيان من النّاس ووقفت مها بجانبه ضد جبروت والدها ولكن دون جدوى ،ومرّت سنين والمتحابين يُعانون من تعنُّت والدها ، وشاءت الأقدار أن تنقلب سيّارة الوالد المُتعنّت في طريق خارجي وتُصاب رجله اليُمنى بعوق كلّي فيُصبح مُقعداً في السّرير وليرى بِأمِّ عينيه محنة الإعاقة قامت مها في خدمة والدها رغم جراحها ،كانت تُواسيه وتُساعده وتسهر على راحته عندها انتبه والدها إلى نفسه وكيف أنّه وقف في طريق زواجها من محمود وأنّبَ نفسه على ظُلمه لهُما وكيف ابتلاهُ الله بمثل ذلك العوق ، كيف صار مُقعداً ولله في خلقه ما يشاء يفعل.عندها طلب من محمود أن يتقدّم لمها وزوّجها له وعاشا الحبيبين في سعادةٍ فائقة حياة مِلئُها المحبّة والتّفاهُم .كان محمود نِعم الصهر لوالد مها كان يُساعده مادياً ويُغدِق عليه الرّحمة والعطف ذلك أنّه كان يدري بمُعاناته. هكذا تدور الأيّام وما هذه القصّة إلاّ نقطة من بحر ،وما مِنّا إلا سيُصبح مُعاقاً جسدياً أو عقليّاً في مرحلة الشّيخوخة سيلفي الإنسان نفسه غير قادر رُبّما على المشي ؟أليس هذه إعاقة؟؟ نعم فمن يضمن الأيّام وما تفعل؟لنقف وقفةً مع الذّات ونحترس من غضب الله جراء أعمالنا ، نعم فغضب الله في الدّنيا رُبّما قِصاص ورُبّما يُؤخِّرها ليوم الحساب يوم لا ينفع ندم .منقوووووووووووووووووول