المواضيع الأخيرة
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 12:03
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 10:26
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 10:22
» Sondos
الثلاثاء 03 أكتوبر 2023, 17:03
» Sondos
الخميس 25 مايو 2023, 22:47
» Sondos
الأربعاء 08 فبراير 2023, 16:19
» Sondos
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 15:50
» Sondos
الخميس 02 فبراير 2023, 15:44
» Sondos
الثلاثاء 31 يناير 2023, 13:40
» Sondos
الإثنين 30 يناير 2023, 13:04
المواضيع الأكثر نشاطاً
بين السلف والخلف
بين السلف والخلف
من منا يحب الازدحام؟! ومن منا لا يجتهد في الابتعاد عن مظانّه؟! ومع ذلك ففي كثير من الأحيان نجد أنفسنا عالقين فيه!! وهذا ما حدث معي عندما خرجت من صلاة العشاء في مسجد يجاور منطقة أسواق. فوجدت أمواجاً من البشر يتزاحمون ويتدافعون، وقد أغلقت السيارات الشوارع.
قلت مستنكراً: ما القصة؟!
قال ولدي الذي لم يكن متعجبا: ثبت هلال رمضان.
قلت يا ولدي: أعرف!! لكن رمضان شهر القرآن والصيام والقيام، وليس شهر الطعام.
ونحن نمخر عباب الزحام، وفيما يبدو من ولدي أنه محاولة للاتكاء على المناسبة الزمانية في حلول الشهر الكريم، وعدوى من السلوك القطيعي في المكان قال: نريد أن نشتري فوانيس رمضانية لتعليقها على الشرفة.
لم أعر طلبه التفاتاً ونظرت إلى الأطفال الذين بصحبة أهليهم، فقلت لنفسي: إن هذه الأجواء المشحونة بالروح الاستهلاكية والتنافس المحموم لشراء ما يلزم ومالا يلزم، تجعل أذهان الأطفال تندفع دفعاً نحو الاعتقاد بأن شهر رمضان هو شهر التسوق والطعام. فقد نقل لي صديق سؤالاً طريفاً لابنته ذات السبع سنوات عندما قالت: "هل نحن نجوّع أنفسنا أكثر في رمضان حتى نأكل أكثرعند المغرب".
يبدو أن الطفلة بتلقائيتها لخّصت كيف تحيا أمة القرآن في شهر رمضان. وكيف خرجت عن المقاصد الروحية الكبرى لهذا الشهر وآثرت المشمّر والمحمّر، والكنائف والقطائف المصحوبة بأنفاس "النرجيلة" في خيم الفسوق المنسوبة ظلما لرمضان، والسهر على الفضائيات التي تحيي نهار رمضان ولياليه بكم هائل من السخافات والقبائح والفقرات التي تبارز فيها رب الأرض والسماء بالمعاصي وتنشر فيها الفاحشة بين المسلمين.
إن ما يحدث في شهر رمضان تفريغ له من حقيقته، وتجريد له عن مقاصده التي أدركها وقام بحقها الصحابة والتابعون الذين رأوا فيه فرصة للتطهر من الذنوب، وباباً للولوج إلى مغفرة الله ورحمته والاقتراب من جنابه وتحقيق التقوى، أما تحرّيهم ليلة القدر فلم يكونوا مدفوعين فيله لطلب عظيم الثواب فقط، وبحسبهم هذه الغاية في ليلة هي خير من ألف شهر، لكنهم استلهموا منها أهمية حمل رسالة الله للبشر ونقل وحيه الأخير الذي أنزله الله في هذه الليلة المباركة للعالمين، فانطلقوا بالقرآن مجاهدين يفتحون عيونا عمياً وأذانا صماً وقلوباً غلفا، ويحققون الانتصار تلو الانتصار على الشرك والجهل والظلم، وإذا كنا نتعجب من انتصاراتهم فالعجب الأكبر أن نعرف أن الكثير من هذه الانتصارات كان زمانها شهر رمضان، فلنرجع إلى تاريخ غزوة بدر وفتح مكة، ومعركة البويب، وفتح الإسكندرية، وفتح عمورية، وانتصارات عين جالوت، وموقعة الزلاقة ومعركة مرج الصفر، وفتح بلغراد لنعرف أن السلف كانوا "رمضانيين" أما نحن الخلف فـ "مرضانيين".
قلت مستنكراً: ما القصة؟!
قال ولدي الذي لم يكن متعجبا: ثبت هلال رمضان.
قلت يا ولدي: أعرف!! لكن رمضان شهر القرآن والصيام والقيام، وليس شهر الطعام.
ونحن نمخر عباب الزحام، وفيما يبدو من ولدي أنه محاولة للاتكاء على المناسبة الزمانية في حلول الشهر الكريم، وعدوى من السلوك القطيعي في المكان قال: نريد أن نشتري فوانيس رمضانية لتعليقها على الشرفة.
لم أعر طلبه التفاتاً ونظرت إلى الأطفال الذين بصحبة أهليهم، فقلت لنفسي: إن هذه الأجواء المشحونة بالروح الاستهلاكية والتنافس المحموم لشراء ما يلزم ومالا يلزم، تجعل أذهان الأطفال تندفع دفعاً نحو الاعتقاد بأن شهر رمضان هو شهر التسوق والطعام. فقد نقل لي صديق سؤالاً طريفاً لابنته ذات السبع سنوات عندما قالت: "هل نحن نجوّع أنفسنا أكثر في رمضان حتى نأكل أكثرعند المغرب".
يبدو أن الطفلة بتلقائيتها لخّصت كيف تحيا أمة القرآن في شهر رمضان. وكيف خرجت عن المقاصد الروحية الكبرى لهذا الشهر وآثرت المشمّر والمحمّر، والكنائف والقطائف المصحوبة بأنفاس "النرجيلة" في خيم الفسوق المنسوبة ظلما لرمضان، والسهر على الفضائيات التي تحيي نهار رمضان ولياليه بكم هائل من السخافات والقبائح والفقرات التي تبارز فيها رب الأرض والسماء بالمعاصي وتنشر فيها الفاحشة بين المسلمين.
إن ما يحدث في شهر رمضان تفريغ له من حقيقته، وتجريد له عن مقاصده التي أدركها وقام بحقها الصحابة والتابعون الذين رأوا فيه فرصة للتطهر من الذنوب، وباباً للولوج إلى مغفرة الله ورحمته والاقتراب من جنابه وتحقيق التقوى، أما تحرّيهم ليلة القدر فلم يكونوا مدفوعين فيله لطلب عظيم الثواب فقط، وبحسبهم هذه الغاية في ليلة هي خير من ألف شهر، لكنهم استلهموا منها أهمية حمل رسالة الله للبشر ونقل وحيه الأخير الذي أنزله الله في هذه الليلة المباركة للعالمين، فانطلقوا بالقرآن مجاهدين يفتحون عيونا عمياً وأذانا صماً وقلوباً غلفا، ويحققون الانتصار تلو الانتصار على الشرك والجهل والظلم، وإذا كنا نتعجب من انتصاراتهم فالعجب الأكبر أن نعرف أن الكثير من هذه الانتصارات كان زمانها شهر رمضان، فلنرجع إلى تاريخ غزوة بدر وفتح مكة، ومعركة البويب، وفتح الإسكندرية، وفتح عمورية، وانتصارات عين جالوت، وموقعة الزلاقة ومعركة مرج الصفر، وفتح بلغراد لنعرف أن السلف كانوا "رمضانيين" أما نحن الخلف فـ "مرضانيين".
|
راجيه- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 20/10/2009
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى