المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
معالجة القلب في الحجر الصحي
معالجة القلب في الحجر الصحي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( معالجة القلب في الحجر الصحي ))
إن من أعظم الأسباب التي يقسو بها القلب ويفسد، ويشوش بها الذهن وينشغل - كثرة الخلطة مع الناس،
إلا خلطة الصالحين وطلبة العلم،
خلطة غير الصالحين: وقوع في الأعراض، وسعي في غيبة ونميمة.
خلطة غير الصالحين: فساد للطبع واكتساب للأخلاق الرديئة؛ لذا جعلها ابن القيم داءً؛ لأنها تؤثر امتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، فيوجب له تشتتًا وتفرقًا وهمًّا وغمًّا، وضعفًا، وحملًا لِما يَعجِز عن حمله مِن مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟
ثم يعقب ابن القيم رحمه الله بقوله: هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة؟ وأنزلت من محنة، وعطَّلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء؟ لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد، وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندمًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ [الفرقان: 27 - 29]، وقال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، وقال خليله إبراهيم لقومه: ﴿ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرض، يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزنًا وألَمًا، وانقلبت تلك المودة بغضًا ولعنةً، وذمًّا من بعضهم لبعض، لما انقلب ذلك الغرض حزنًا وعذابًا، كما يشاهد في هذه الدار من أحوال المشتركين في خزيه، إذا أخذوا وعوقبوا، فكل متساعدين على باطل، متوادين عليه لا بد أن تنقلب مودتهما بغضًا وعداوة.
فإذا كانت خلطة الناس ومجالستهم بهذا الضرر على القلب، فقد منحك الله فرصة تحمي بها قلبك وتزيل ما علِق به من الأدناس والأرجاس، فحظر التجوال والابتعاد عن خلطة الناس فيه ما يزجر عن هذه المعايب، ويبصر بتلك المثالب، فلا بد للمرء من وقت يختلي فيه بنفسه، فيحاسبها وبقلبه، فيطهره مما علق به، كما روي عن عمر رضي الله عنه: خذوا حظَّكم من العزلة[1]، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: لوددت أن بيني وبين الناس بابًا من حديد، لا يكلمني أحد ولا أكلمه، حتى ألقى الله سبحانه.
ومن أعظم مِنَح حظر التجوال التي تعين على علاج القلب وإصلاحه:
• التفرغ للعبادة، والاستئناس بمناجاة الله سبحانه، فإن ذلك يستدعي فراغًا، ولا فراغ مع المخالطة، فالعزلة وسيلة إلى ذلك.
• صيانة الدين عن الخوض في الجدال والخصومات والفتن.
• السلامة والخلاص من شر الناس، وكما قيل:
عَدُوُّكَ مِن صَدِيقِكَ مُسْتَفَادُ
فَلَا تسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الصِّحَابِ
فَإِنَّ الدَّاءَ أَكثَرُ مَا تَرَاهُ
يَكُونُ مِنَ الطَّعَامِ أَوِ الشَّرَابِ
• انقطاع طمع الناس فيك، فرضاهم غاية لا تدرك، وانقطاع طمعك فيهم ودنياهم، فإن خلطة كثير منهم تظلم القلب، بل رؤية بعض الناس تجعل قلبك قاسيًا؛ مرَّ الحسن البصري فرأى قصور المترفين، فغمض عينيه، فقالوا: مالك؟ قال: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].
وكل ذلك دواء لقلبك، فاحرِص عليه قبل أن يُرفع حظر التجوال، واستثمر ما أنت فيه من نعمة العزلة وعدم الخلطة، واعلَم أن سلامة قلبك من الشبهات والحيرات والريب، لا تكون إلا بالتفرغ له، فإذا تعهَّدته كنت من أصحاب القلوب السليمة التي تكون سببًا في نجاتك يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( معالجة القلب في الحجر الصحي ))
إن من أعظم الأسباب التي يقسو بها القلب ويفسد، ويشوش بها الذهن وينشغل - كثرة الخلطة مع الناس،
إلا خلطة الصالحين وطلبة العلم،
خلطة غير الصالحين: وقوع في الأعراض، وسعي في غيبة ونميمة.
خلطة غير الصالحين: فساد للطبع واكتساب للأخلاق الرديئة؛ لذا جعلها ابن القيم داءً؛ لأنها تؤثر امتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، فيوجب له تشتتًا وتفرقًا وهمًّا وغمًّا، وضعفًا، وحملًا لِما يَعجِز عن حمله مِن مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟
ثم يعقب ابن القيم رحمه الله بقوله: هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة؟ وأنزلت من محنة، وعطَّلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء؟ لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد، وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندمًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ [الفرقان: 27 - 29]، وقال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، وقال خليله إبراهيم لقومه: ﴿ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرض، يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزنًا وألَمًا، وانقلبت تلك المودة بغضًا ولعنةً، وذمًّا من بعضهم لبعض، لما انقلب ذلك الغرض حزنًا وعذابًا، كما يشاهد في هذه الدار من أحوال المشتركين في خزيه، إذا أخذوا وعوقبوا، فكل متساعدين على باطل، متوادين عليه لا بد أن تنقلب مودتهما بغضًا وعداوة.
فإذا كانت خلطة الناس ومجالستهم بهذا الضرر على القلب، فقد منحك الله فرصة تحمي بها قلبك وتزيل ما علِق به من الأدناس والأرجاس، فحظر التجوال والابتعاد عن خلطة الناس فيه ما يزجر عن هذه المعايب، ويبصر بتلك المثالب، فلا بد للمرء من وقت يختلي فيه بنفسه، فيحاسبها وبقلبه، فيطهره مما علق به، كما روي عن عمر رضي الله عنه: خذوا حظَّكم من العزلة[1]، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: لوددت أن بيني وبين الناس بابًا من حديد، لا يكلمني أحد ولا أكلمه، حتى ألقى الله سبحانه.
ومن أعظم مِنَح حظر التجوال التي تعين على علاج القلب وإصلاحه:
• التفرغ للعبادة، والاستئناس بمناجاة الله سبحانه، فإن ذلك يستدعي فراغًا، ولا فراغ مع المخالطة، فالعزلة وسيلة إلى ذلك.
• صيانة الدين عن الخوض في الجدال والخصومات والفتن.
• السلامة والخلاص من شر الناس، وكما قيل:
عَدُوُّكَ مِن صَدِيقِكَ مُسْتَفَادُ
فَلَا تسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الصِّحَابِ
فَإِنَّ الدَّاءَ أَكثَرُ مَا تَرَاهُ
يَكُونُ مِنَ الطَّعَامِ أَوِ الشَّرَابِ
• انقطاع طمع الناس فيك، فرضاهم غاية لا تدرك، وانقطاع طمعك فيهم ودنياهم، فإن خلطة كثير منهم تظلم القلب، بل رؤية بعض الناس تجعل قلبك قاسيًا؛ مرَّ الحسن البصري فرأى قصور المترفين، فغمض عينيه، فقالوا: مالك؟ قال: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].
وكل ذلك دواء لقلبك، فاحرِص عليه قبل أن يُرفع حظر التجوال، واستثمر ما أنت فيه من نعمة العزلة وعدم الخلطة، واعلَم أن سلامة قلبك من الشبهات والحيرات والريب، لا تكون إلا بالتفرغ له، فإذا تعهَّدته كنت من أصحاب القلوب السليمة التي تكون سببًا في نجاتك يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
رد: معالجة القلب في الحجر الصحي
ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
بإنتظآر القآدم بشووق
فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
|
nouraleeman- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 27/05/2020
مواضيع مماثلة
» القلب هو القلب والقبر صندوق العمل
» القلب هو القلب والقبر صندوق العمل
» معالجة شيب الشعرطبيعيا
» معالجة الجلطة
» معالجة النسيان
» القلب هو القلب والقبر صندوق العمل
» معالجة شيب الشعرطبيعيا
» معالجة الجلطة
» معالجة النسيان
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى