المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
في وداع رمضان والعشر الأواخر
في وداع رمضان والعشر الأواخر
في وداع رمضان والعشر الأواخر
الشيخ حسن البار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من
يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، وحبيبه وخليله ، خير من صلى وصام وقرأ القرآن ،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً
ألا سلامٌ على الأقدام المنصوبة ، والأكفِّ المبسوطة ، والدعوات المرفوعة .
سلامٌ على الأعين الساهرة ، والدمعات السائحة ، والقلوب الخاشعة .
سلامٌ على صفوف المساجد وقد ازدحمت بروادها ، وعلى رحبات المساجد وقد تباهت بعمَّارها
، وعلى صلاة التهجد والتراويح ، وعلى جلبة المصلين في المغرب والفجر .
سلامٌ على قلوب ابتهلت إلى ربها وأنابت ، وسلامٌ على أحرف من القرآن تُليت فأضاءت ،
أضاءت جوانح القلوب ، وملأت الرحب والفضاء ، بين مخافت ومجاهر ، ومنبر ومنارة ،
ومسجد ومنزل وسيارة .
ألا ليت السنة كلُّها رمضان ، نتنسم فيها نفحات الرحيم الرحمن ، وتتنشط نفوسنا من كسلها ،
وتقبل على ما ينفعها ، فتجد المعين على الإيمان.
ألا ليت السنة كلُّها رمضان تُملأ فيها المساجد ، وتهدأ في النفوس الثوائر ، وتجود الأيادي
بالأعطيات ، وتُخرج فيها للمستحقين الزكوات ، وتُقضى الحاجات ، وتُزال الكُربات ، ويفطَّرُ
الصائمون ، ويتداعى للقيام والسهر القائمون ، ويعتكف المعتكفون ، ويتحرى ليلة القدر
المتحرون . أما ترون لذة العبادة ، أما تشعرون بمنة الله عليكم وزيادة ، فكيف إذا أسكنكم دار
السعادة ، وتأذَّن سبحانه لأوليائه بالجنة وزيادة ، وأزال عنهم ثقل التكليف ، وأرغد لهم العيش ،
وأجرى على ألسنتهم التسبيح والتقديس كما يُجري عليها الآن النَّفَس .
أيها المسلمون الصائمون ، ها قد ولَّت العشر مؤذنة برحيل ، ولم يبق من الشهر الفضيل إلا أقلَّ
القليل ، ونُصِبَت الأسواق ، أسواق الدنيا منصوبة ، وأسواق الآخرة مطلوبة ، ولكلٍ منهما روادُها وعُوَّادُها.
ألا وإن شهركم راحلٌ لا محالة فشيِّعوه ، وتمتعوا في ما بقي من أيامه ولا تضيعوه ، فما من
شهر رمضان في الشهور عِوَض ، ولا كمُفترضه في غيره مفترض ، شهرُ عماراتِ القلوب ،
وكفاراتِ الذنوب ، وأمانُ كل خائف مرهوب ، شهرُ اغتصاص المساجد بالازدحام ، فيه هبوط
الأملاك بالعتق والخير.
أحبتي في الله ، فاز والله من تعبَّد لله وتهجد ، وقرأ القرآن فختم وعدَّد ، وإنما يختار الله (الدين)
لمن يحبه من عباده ، ويريد به الخير ، ثم لا تجده في العيد إلا مسروراً ، لم يعدم الجديد من
الثياب ، ولا الرغيد من لذيذ المآكل والعذب من الشراب ، ولكنه أضاف إلى هذه الفرحة فرحة
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}،وهو يرجو من ربه فرحة
{سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}، يقول وقد انقضى شهره مثلما كان يقول عند انقضاء
يومه: ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله . وغيره لا يسعد إلا بثوب يخلق ،
وجديد يتبدد ، وسرور منكَّد ، فسبحان من أذاق أولياءَه من حلاوة طاعته وبركتها ما يدلهم على
ما يدخره لهم من الجنة ، والسرور ، وطيب العيش ، ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم .
أيها المسلمون الصائمون ، هذه أيام التجارة مع الله ، وهذا أوان ختام الموسم فأين العبرات ،
وأين الحسرات ، وأين التدارك ، فلعل الله أن يطلع على إخلاص قلبك ، وصدق نيتك ، وحشرك
لنفسك مع المتملقين ، المتذللين ، المتخشعين المنكسرين ؛ فيقول لك : وله قد غفرتُ ، هم القوم لا
يشقى بهم جليسهم . إذا لم تحسن البكاء فتباكى ، وإذا لم يكن لك من القيام نصيب فالحق بالقائمين
ولو في دعائهم وختام صلاتهم ، وإن لم يكن للِسانك من القرآن نصيب ، فافسح المجال لأذنك ،
وإن كنت أدَّيت زكاة مالك من قبل فتصدَّق . ثم اعلم بعدها أنه لا يهلك في هذه الأيام ويُطرد إلا
محروم هالك ، فتعساً له ونكساً . فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال : صعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم المنبر ، فلما رقي عتبة ، قال : « آمين » ثم رقي عتبة أخرى ، فقال:«آمين»
ثم رقي عتبة ثالثة ، فقال : « آمين » ثم ، قال : « أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من
أدرك رمضان فلم يُغفر له ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما ، فدخل
النار ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، فقال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فأبعده الله ، قل : آمين
، فقلت : آمين» رواه ابن حبان في صحيحه وغيرُه .
أيها المسلمون، ونستقبل في الليلة المقبلة ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر ، وليلة القدر في
ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر
عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قالليلة القدر ليلة سبع وعشرين).
وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب كثير من الصحابة ، حتى إن أبيّ بن كعب
رضي الله عنه كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ، قال زر ابن حبيش : فقلت : بأي
شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال : بالعلامة ، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها . رواه مسلم
وبعضهم استنبط أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين لأن كلمة(فيها)
من قوله تعالىتنزل الملائكة والروح فيها)هي الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر .
لكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم وليس دائماً ، فقد تكون أحياناً ليلة إحدى
وعشرين ، كما جاء في حديث أبي سعيد ، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء عن عبد الله بن
أُنيس رضي الله عنه ، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى)
رواه البخاري
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام ، قال النووي رحمه الله: (وهذا هو
الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا
بانتقالها).فهي تنتقل في ليالي العشر في أشفاعها وأوتارها ، وهي في السبع الأواخر أرجى ،
وفي الأوتار أرجى وأرجى ، وهذا لا يعني أنها لا تكون في بعض الأحيان أو السنين في ليال غير وترية .
وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ، ويجدّوا في العبادة ، كما أخفى ساعة
الجمعة وغيرها.
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداء بنبينا صلى الله عليه
وسلم ، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟
قال: قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني)رواه الإمام أحمد ، والترمذي
(3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح .
الملعونون حذار.. حذار:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا
هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} فمن
جلب قوانين الطاغوت إلى بلاد المسلمين ، وتحاكم إليها ماذا ينفعه ولو قام ليلة القدر. ومن قال
عن الكفار في هديهم ومعاشهم وطرائق حياتهم : هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ، فماذا ينفعه
ولو قام ليلة القدر
{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا
يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً ، مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} فمن أرجف بالإسلام وأهله ،
وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ماذا ينفعه ولو قام ليلة القدر .
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}
القاتل ما لم يتب من معصيته
{أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}
{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ
أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
لعن الله اليهود إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها وإن الله إذا حرم على قوم أكل
شيء حرم عليهم ثمنه.(حم د)عن ابن عباس مستحل محارم الله بأدنى الحيل ، يحتال للربا ببيع العينة،
ويحتال على مال زوجته ليأخذه بغير إذنها ، ويحتال على موظفيه وعماله فلا يوفيهم حقوقهم.
لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه هم فيه سواء.(حم م)عن جابر.
لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده.(حم ق ن هـ)عن أبي هريرة.
عن علي رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لعن الله المحلل والمحلل له د
لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه
وآكل ثمنها .(د ك)عن ابن عمر
عن عبد الله قال:لعن الله الواشمات والمستوشمات قال محمد والواصلات وقال عثمان
والمتنمصات ثم اتفقا والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل د
لعن الله الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور.(هـ حب)عن أبي أمامة
لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم .(حم ت ك)عن أبي هريرة.
لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل.(د ك) عن أبي هريرة
لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء.(حم د ت هـ)عن ابن عباس.
وعن ابن عباس قال لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من
بيوتكم . رواه البخاري .
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الذين يأتون
النساء في محاشهن طب
لعن الله الرجلة من النساء.(د) عن عائشة.
لعن الله زوارات القبور.(حم هـ ك) عن حسان بن ثابت(حم ت هـ)عن أبي هريرة.
لعن الله من يسم في الوجه.(طب) عن ابن عباس.
لعن الله من مثل بالحيوان.(حم ق ن) عن ابن عمر.
لعن الله من سب أصحابي.(طب) عن ابن عمر.
عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَكَتَمَهُ النَّاسَ وَلَكِنَّهُ
سَمِعْتُهُ يَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا .
الشيخ حسن البار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من
يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، وحبيبه وخليله ، خير من صلى وصام وقرأ القرآن ،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً
ألا سلامٌ على الأقدام المنصوبة ، والأكفِّ المبسوطة ، والدعوات المرفوعة .
سلامٌ على الأعين الساهرة ، والدمعات السائحة ، والقلوب الخاشعة .
سلامٌ على صفوف المساجد وقد ازدحمت بروادها ، وعلى رحبات المساجد وقد تباهت بعمَّارها
، وعلى صلاة التهجد والتراويح ، وعلى جلبة المصلين في المغرب والفجر .
سلامٌ على قلوب ابتهلت إلى ربها وأنابت ، وسلامٌ على أحرف من القرآن تُليت فأضاءت ،
أضاءت جوانح القلوب ، وملأت الرحب والفضاء ، بين مخافت ومجاهر ، ومنبر ومنارة ،
ومسجد ومنزل وسيارة .
ألا ليت السنة كلُّها رمضان ، نتنسم فيها نفحات الرحيم الرحمن ، وتتنشط نفوسنا من كسلها ،
وتقبل على ما ينفعها ، فتجد المعين على الإيمان.
ألا ليت السنة كلُّها رمضان تُملأ فيها المساجد ، وتهدأ في النفوس الثوائر ، وتجود الأيادي
بالأعطيات ، وتُخرج فيها للمستحقين الزكوات ، وتُقضى الحاجات ، وتُزال الكُربات ، ويفطَّرُ
الصائمون ، ويتداعى للقيام والسهر القائمون ، ويعتكف المعتكفون ، ويتحرى ليلة القدر
المتحرون . أما ترون لذة العبادة ، أما تشعرون بمنة الله عليكم وزيادة ، فكيف إذا أسكنكم دار
السعادة ، وتأذَّن سبحانه لأوليائه بالجنة وزيادة ، وأزال عنهم ثقل التكليف ، وأرغد لهم العيش ،
وأجرى على ألسنتهم التسبيح والتقديس كما يُجري عليها الآن النَّفَس .
أيها المسلمون الصائمون ، ها قد ولَّت العشر مؤذنة برحيل ، ولم يبق من الشهر الفضيل إلا أقلَّ
القليل ، ونُصِبَت الأسواق ، أسواق الدنيا منصوبة ، وأسواق الآخرة مطلوبة ، ولكلٍ منهما روادُها وعُوَّادُها.
ألا وإن شهركم راحلٌ لا محالة فشيِّعوه ، وتمتعوا في ما بقي من أيامه ولا تضيعوه ، فما من
شهر رمضان في الشهور عِوَض ، ولا كمُفترضه في غيره مفترض ، شهرُ عماراتِ القلوب ،
وكفاراتِ الذنوب ، وأمانُ كل خائف مرهوب ، شهرُ اغتصاص المساجد بالازدحام ، فيه هبوط
الأملاك بالعتق والخير.
أحبتي في الله ، فاز والله من تعبَّد لله وتهجد ، وقرأ القرآن فختم وعدَّد ، وإنما يختار الله (الدين)
لمن يحبه من عباده ، ويريد به الخير ، ثم لا تجده في العيد إلا مسروراً ، لم يعدم الجديد من
الثياب ، ولا الرغيد من لذيذ المآكل والعذب من الشراب ، ولكنه أضاف إلى هذه الفرحة فرحة
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}،وهو يرجو من ربه فرحة
{سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}، يقول وقد انقضى شهره مثلما كان يقول عند انقضاء
يومه: ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله . وغيره لا يسعد إلا بثوب يخلق ،
وجديد يتبدد ، وسرور منكَّد ، فسبحان من أذاق أولياءَه من حلاوة طاعته وبركتها ما يدلهم على
ما يدخره لهم من الجنة ، والسرور ، وطيب العيش ، ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم .
أيها المسلمون الصائمون ، هذه أيام التجارة مع الله ، وهذا أوان ختام الموسم فأين العبرات ،
وأين الحسرات ، وأين التدارك ، فلعل الله أن يطلع على إخلاص قلبك ، وصدق نيتك ، وحشرك
لنفسك مع المتملقين ، المتذللين ، المتخشعين المنكسرين ؛ فيقول لك : وله قد غفرتُ ، هم القوم لا
يشقى بهم جليسهم . إذا لم تحسن البكاء فتباكى ، وإذا لم يكن لك من القيام نصيب فالحق بالقائمين
ولو في دعائهم وختام صلاتهم ، وإن لم يكن للِسانك من القرآن نصيب ، فافسح المجال لأذنك ،
وإن كنت أدَّيت زكاة مالك من قبل فتصدَّق . ثم اعلم بعدها أنه لا يهلك في هذه الأيام ويُطرد إلا
محروم هالك ، فتعساً له ونكساً . فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال : صعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم المنبر ، فلما رقي عتبة ، قال : « آمين » ثم رقي عتبة أخرى ، فقال:«آمين»
ثم رقي عتبة ثالثة ، فقال : « آمين » ثم ، قال : « أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من
أدرك رمضان فلم يُغفر له ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما ، فدخل
النار ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، فقال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فأبعده الله ، قل : آمين
، فقلت : آمين» رواه ابن حبان في صحيحه وغيرُه .
أيها المسلمون، ونستقبل في الليلة المقبلة ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر ، وليلة القدر في
ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر
عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قالليلة القدر ليلة سبع وعشرين).
وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب كثير من الصحابة ، حتى إن أبيّ بن كعب
رضي الله عنه كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ، قال زر ابن حبيش : فقلت : بأي
شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال : بالعلامة ، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها . رواه مسلم
وبعضهم استنبط أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين لأن كلمة(فيها)
من قوله تعالىتنزل الملائكة والروح فيها)هي الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر .
لكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم وليس دائماً ، فقد تكون أحياناً ليلة إحدى
وعشرين ، كما جاء في حديث أبي سعيد ، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء عن عبد الله بن
أُنيس رضي الله عنه ، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى)
رواه البخاري
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام ، قال النووي رحمه الله: (وهذا هو
الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا
بانتقالها).فهي تنتقل في ليالي العشر في أشفاعها وأوتارها ، وهي في السبع الأواخر أرجى ،
وفي الأوتار أرجى وأرجى ، وهذا لا يعني أنها لا تكون في بعض الأحيان أو السنين في ليال غير وترية .
وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ، ويجدّوا في العبادة ، كما أخفى ساعة
الجمعة وغيرها.
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداء بنبينا صلى الله عليه
وسلم ، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟
قال: قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني)رواه الإمام أحمد ، والترمذي
(3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح .
الملعونون حذار.. حذار:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا
هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} فمن
جلب قوانين الطاغوت إلى بلاد المسلمين ، وتحاكم إليها ماذا ينفعه ولو قام ليلة القدر. ومن قال
عن الكفار في هديهم ومعاشهم وطرائق حياتهم : هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ، فماذا ينفعه
ولو قام ليلة القدر
{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا
يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً ، مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} فمن أرجف بالإسلام وأهله ،
وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ماذا ينفعه ولو قام ليلة القدر .
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}
القاتل ما لم يتب من معصيته
{أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}
{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ
أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
لعن الله اليهود إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها وإن الله إذا حرم على قوم أكل
شيء حرم عليهم ثمنه.(حم د)عن ابن عباس مستحل محارم الله بأدنى الحيل ، يحتال للربا ببيع العينة،
ويحتال على مال زوجته ليأخذه بغير إذنها ، ويحتال على موظفيه وعماله فلا يوفيهم حقوقهم.
لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه هم فيه سواء.(حم م)عن جابر.
لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده.(حم ق ن هـ)عن أبي هريرة.
عن علي رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لعن الله المحلل والمحلل له د
لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه
وآكل ثمنها .(د ك)عن ابن عمر
عن عبد الله قال:لعن الله الواشمات والمستوشمات قال محمد والواصلات وقال عثمان
والمتنمصات ثم اتفقا والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل د
لعن الله الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور.(هـ حب)عن أبي أمامة
لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم .(حم ت ك)عن أبي هريرة.
لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل.(د ك) عن أبي هريرة
لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء.(حم د ت هـ)عن ابن عباس.
وعن ابن عباس قال لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من
بيوتكم . رواه البخاري .
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الذين يأتون
النساء في محاشهن طب
لعن الله الرجلة من النساء.(د) عن عائشة.
لعن الله زوارات القبور.(حم هـ ك) عن حسان بن ثابت(حم ت هـ)عن أبي هريرة.
لعن الله من يسم في الوجه.(طب) عن ابن عباس.
لعن الله من مثل بالحيوان.(حم ق ن) عن ابن عمر.
لعن الله من سب أصحابي.(طب) عن ابن عمر.
عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَكَتَمَهُ النَّاسَ وَلَكِنَّهُ
سَمِعْتُهُ يَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا .
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
رد: في وداع رمضان والعشر الأواخر
اشكرك جزيل الشكر
لكل ما تقدمه للمنتدى من مواضيع رائعة
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير
لكل ما تقدمه للمنتدى من مواضيع رائعة
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير
|
انا الشيماء- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 25/03/2014
رد: في وداع رمضان والعشر الأواخر
بارك الله فيك أخيتي
أحسنت صنعا أختي الموضوع قيم ويستحق القراءة
.تقبلي مروي وشكرا لك
أحسنت صنعا أختي الموضوع قيم ويستحق القراءة
.تقبلي مروي وشكرا لك
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
مواضيع مماثلة
» العشر الأواخر من رمضان
» أشجان في وداع رمضان
» العشر الأواخر من رمضان
» فضل العشر الأواخر من رمضان
» العشر الأواخر من رمضان
» أشجان في وداع رمضان
» العشر الأواخر من رمضان
» فضل العشر الأواخر من رمضان
» العشر الأواخر من رمضان
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى