قاعدة صلح للزوجين مع النفس

"نصحى وننام على قاعدة رجالة في بيتنا والسبب قاعدة صلح بين ماما وبابا.. فاللأسف بابا رجل مراهق وتصرفاته كلها مراهقة، ماما كل شوية تلاقيه يكلم دي ويصاحب دي ويواعد فلانة ويعكاس علانة.. حتى لو كانت قدّ بنته.. فاتروح ماما غضبانة وتسيب البيت ويحضر رجالة العيلة ويعملوا قاعدة للصلح وبعد مايتصالحوا ترجع ريما لعادتها القديمة وبابا يخون تاني وماما تغضب تاني.. وييجوا الرجالة في قاعدة تاني..لحد ماادمرت نفسيًا واتعقدت أنا وإخواتى..كل واحد مابيفكرش غير في نفسه وعمره ماحد فكر فينا".

تلك هي الرسالة التي أرسلتها صديقة لي تطلب فيها حلا لمشكلة قريبتها التي عانت ومازالت تعاني من تصرفات والدها المراهق وغضب أمها والحقيقة أن تلك المشكلة ليست مشكلة حصرية بالنسبة لتلك الفتاة فحسب، بل مشكلة بنات كثيرات أيضا مثلها..

الزواج ليس معركة

تعلق د.بسمة جمال المتخصصة في الإرشاد الأسري وسفيرة مصر للنوايا الحسنة للاتحاد البرلماني الدولي والمستشارة الاجتماعية صاحبة مركز الحياة للاستشارات على تلك المشكلة قائلة: للأسف مشكله تتكرر كثيرًا وهي أن يعيش الزوجان ليثبت كل طرف أنه ملاك وأنه بلا عيوب وأنه على حق دائمًا وننسى أن الحياة الزوجية تكامل وبحث عن السعادة وليس إثبات من الأقوى ومن هنا تبدأ الحقيقة المؤلمة والتي بسببها يحدث تدميرًا لنفسية الأولاد وخاصة في سن المراهقة وهنا سأحاول تحليل الأمر في بعض نقاط لعلنا نصل إلى حل يساعدنا في إعادة بناء الحب والثقة في بيوتنا من جديد.

زواج من أجل الزواج

وتتباع السفيرة الشابة قائلة: أولا في بداية الزواج يتزوج الطرفان فقط من أجل الزواج دون التخطيط لأهم رحلة على الإطلاق في حياتنا وبعد الزواج يأتي الطموح الأكبر وهو الأبناء، ولكن ماذا بعد إذا سألت أي أب أو أم لما تريدين الإنجاب تجدي الإجابة لأنه الطبيعي أن تنجب بعد الزواج وليس لأنها رساله أو تتعلم كيف تربى طفلاً قائدًا وأيضًا الأب الذي بعد أول مشكلة يترك الأبناء وكأن أهم ما يفعل هو توفير النقود فقط ثم يبدأ عند ظهور أي مشكله مع زوجته بالهروب وبناء علاقات أخرى للمتعة غير مدرك أنه بذلك يهدم نفسية زوجته وأيضا قبل سن المراهقة لأولاده يبدأون في تخزين ما يفعل بذاكرتهم وبعد المراهقة يبدأون في تقليد أبيهم إما بالعلاقات المبكرة أو مشاهدة مشاهد إباحية أو غيرها.



من الفائز

وتضيف بسمة جمال: هنا نتوقف عند نقطة مهمة وهي الأم هنا عند اكتشافها تحاول أن تحل بعيدًا عن الأبناء لكن للأسف نبدأ في السباق أو الماتش الذي يثبت من الفائز ويعيش الطفل سنا أكبر من سنه وتبدأ صورة والديه بالاهتزاز أمام عينيه ثم بعد أن كانوا هم يسيطرون يبدأ بالمشاجرة معهم أو الهروب عن طريق انحراف سلوكي مثل السجائر والأفلام الساقطة وغيرها وهنا يبدأ الأب والأم في التساؤل عن السبب وكيف يفعل الابن هكذا وهنا أقول لهم أتدرون ما تفعلون.

أنت أيها الأب سقطت من نظر ابنك فأصبحت لا تملك أن تقول هذا خطأ، وأنت مثال لهذه الأخطاء فلم يعد يحترم رأيك أو يسمعه. وأنت أيتها الأم عندما تستدعين العائلة وتتكلمين أمام الأبناء فأنت تنتقمين منهم وليس من والدهم لأنكِ بهذا تفقديهم أغلى مثلين وهما الأب والأم فبمن يثقون وكيف يثقون بكلامكم مره أخرى أو يسمعونه، بل وتطلبون منهم النجاح أيضا بعدما دمرتم تفكيرهم وثقتهم بأنفسهم للأسف



حل المشكلة



وتقدم المتخصصة في الإرشاد الأسري الحلول كالآتي :

1 لا تناقشا مشاكلكما أمام الأبناء أبدا حتى لا تدمر نفسيتهم.

2 إذا حدث وقمتم بوساطة أحد لحل المشكلات فيفضل أن يكون شخصا واحدا حكيما ويكون في وقت وتوقيت بعيد عن المكان الذي به الأولاد

3 إياكم ومعاملة أطفالكم كأنهم أطفال لا يفهمون فأنتم قدوتهم الأولى وكل ما تفعل سيقلده ابنك حتى ولو بعد حين فحافظ على تصرفاتك فالله رقيب عليك قبل أي أحد ولا تهرب بالمشكلة، بل واجهها وعلم أولادك سياسة النقاش والاختلاف بهدوء فحياتكما الزوجية تنعكس على الأبناء وكل بذرة تزرعها ستحصدها ولو بعد حين.

وتختتم المستشارة الاجتماعية وسفيرة النوايا الحسنة د.بسمة جمال حديثها قائلة : أقول لا توجد حياة زوجيه بلا خلاف بل أوقات أقول إنه مطلوب، لكن كن ذكيًا وتقبل الطرف الآخر واعرف كيف تتعامل مع عيوبه، فإن تعلمت كيف تتعامل مع عيوب شريكك وتوظفها بمكانها ستتعلم أيضا كيف توجه طاقة طفلك بالإمكان الصحيح وتتعامل معه وتعده ليكون مؤثرا بمجتمعه وقائدًا يوما بإذن الله.

شكرا لكم على الطرح الطيب
بارك الله فيك
مودتي لك