المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
المــرأة الأم
المــرأة الأم
المـــرأة الأم /
إن لكلمة( أم) من الأيحاءات والمعانى , ماليس لكلمة ( والدة ) لأن فى الأمومة معنى رفيعاً يسمو بالمرأة إلى الأشراق على النفوس والأفكار , وهذا المعنى الرفيع هو الرصيد الأنسانى المدخر للأمومة فى آداب العالم شرقاً وغرباً , قديماً وحديثاً , وللأم فى التراث العربى والأسلامى مكانها المرموق , الذى لا تضاهيه مكانة .
الأم والدة , ولكن ليست كل والدة أماً , أى تحمل صفاتها .. فالأم من الأمومة , أما الوالدة فهى من فعل الولادة : ولدته أمه ولادة والأداة على البدل , فهى والدة على الفعل , ووالد على النسب .. وكل حامل تلد , ويقال لأم الرجل : هذه والدة .. وولدت المرأة ولادا وولادة وأولدت : حان ولادها ( العين : ولد ) ولم تختلف المعاجم فى ذلك .
وقد فرق القرآن الكريم بينهما تفريقاً واضحاً , فجاء لفظ الأم وأشتقاقاتها التى تدور فى فلكها ( 86 ) مرة ... كما ورد لفظ الوالدة وأشتقاقاتها التى تدور فى إطار المعنى نفسه أيضاً ( 104 ) مرة ... ولدى قراءتها قراءة متأنية يتبين أن القرآن الكريم عبر عن المعنى المقصود باللفظ المناسب , من حيث أن الله تعالى يطلق لفظ الوالدة على المرأة التى تنجب الأبن مهما كانت مواصفتها وصفاتها , بل هى عملية أنجاب تتم عند الأنسان وأيضاً عند الحيوان عندما يلتقى الذكر بالأنثى ومايتبع ذلك من حمل وأرضاع [ والوالدات يرضعن أولادهن حولبن كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة ] البقرة 233
وهذه الوالدة التى تحمل وتلد هى محل البر والأكرام كالوالد لا فرق بين السيىء منهما والحسن من حيث وجوب البر بهما , لقوله تعالى : [ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين أحساناً ] الأسراء 23
فى حين أطلق الله تعالى لفظ الأم على الأصل الطيب الكريم الذى هو رمز التضحية والفداء والطهر والنقاء والحب والحنان , وهى الأصل الذى يتشرف الولد به ويفخر بنسبه له ونسبته إليه ـ ففى قوله تعالى الذى جاء على لسان عيسى ـ عليه السلام [ وبراً بوالدتى ولم يجعلنى جباراً شقياً ] مريم 32 يتكلم عن البر والأكرام لذا قال ( والدتى ) أما فى حديثه عن الأم الكريمة المعجزة فقال تعالى [ مالمسيح أبن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ] المائدة 75
وعندما أراد سبحانه أن يلفت الأنتباه ويبين معاناة الأم من جراء الولادة من حيث مقدماتها وآثارها ونتائجها فقد قال تعالى :
[ ووصينا الأنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ] الأحقاف 15
فالأحسان واجب المرء تجاه والديه كليهما , أما معاناة الحمل والوضع والأرضاع فهى من نصيب المرأة الأم , وبهذا فإن الأنسان مطالب بالوقوف مطيعاً ومحسناً أمام أمه أكثر من غيرها لما عنته من الحمل والوضع والأرضاع
******************************
ولهذا كان القرآن الكريم يذكر بمعاناة الأم التى تتكبدها أثناء الحمل والوضع والأرضاع عندما يذكر الوالدين , ولإن معنى الأمومة يتجاوز حالة الحمل والوضع والأرضاع إلى الشعور بالعلاقة الخاصة .. قد ذكر القرآن الكريم أن زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هن أمهات المؤمنين , فقال تعالى : [ النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ] الأحزاب 6 وليؤكد هذا الفارق بينهما يشير إلى أن الأم قد تكون هى التى تحمل وتضع وترضع وقد لا تكون , فيقول تعالى : [ وأمهاتكم اللآتى أرضعنكم ] النساء 23 ـــ اى هناك أمهات لسن هن من يرضعن وأنما يحملن معنى الأمومة , وصفات الأمومة , وهذا لا يعنى نفى كون الأم هى الوالدة وإنما يوضح فروقاً بينهما , ولهذا قال تعالى :
[ يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق ] الزمر 6 ــ ولا ينتقص واحد من هذه المعانى من قدر الأم أو الوالدة فى شىء .. لقوله تعالى : [ ووصينا الأنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن , وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك إلىَ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفاً وأتبع سبيل من أناب إلىَ ثم إلىَ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ] لقمان 14 ـ 15
*******************************
الأم فى اللغة العربية
وكلمة ـ الأم ـ فى معاجم لغتنا العربية , لا تكاد تخرج عن معنى الجامعية أو معنى الأصالة للشىء طبقاً أو وضعاً , وحقيقة أو مجاز .. كما تنطق بذلك الكلمات الآتية على سبيل المثال لا الحصر :
أم القرى / بمعنى مكة المكرمة مشرق الأسلام
أم النجوم / بمعنى المجرة .. وهى منطقة سماوية بيضاء قوامها نجوم كثيرة لا يدركها البصر المجرد
أم زفر / كناية عن الدنيا
أم مثواك / كناية عن صاحبىة المنزل الذى تقيم فيه
أم الرمح / كناية عن الراية تلتقى لديها وترجع إليها جميع الرماح وغيرها من الآلات الحربية القديمة
** أما عن لفظ الأم المعنى به مقالنا .. ليست الأم هى الوالدة وحسب , بل هى أكثر من ذلك , ولهذا تأنت المعاجم اللغوية العربية المختلفة عند الحديث عنها .. فمن الأم أشتقت الأمومة التى هى عاطفة أودعها الله تعالى فى الأنثى الوالدة السوية لتدفعها إلى كثير من الشفقة والحنان , ومن هنا كانت الأم أصل الأشياء : أم الشىء : أصله .
والأم والأمومة : الوالدة . وأمت تؤم أمومة : صارت أماً .... وقال أبن الأعرابى فى أمرأة ذكرها : كانت لها عمة تؤمها : أى تكون لها كالأم .. وتأمها وأستأمها وتأممها : أتخذها أماً
فيقول أبن فارس : الهمزة والميم أصل واحد تفرع منه أربعة أبواب وهى : الأصل / المرجع / الجماعة / الدين
وهذه الأربعة متقاربة يقال : أمت المرأة تؤم أمومة : صارت أموماً وأمت ولداً صارت له كالأم تغذيه وتربيه
وفى مختار الصحاح : أم الشىء : أصله , والأم الوالدة والجمع أما , وأصل الأم أمهه ولذلك تجمع على : أمهات .. وقيل الأمهات للناس والأمات للبهائم .
*********************************
بقى أن نشير إلى أى مدى كان أثر الأم فى تكوين ولدها الذى يعتز بها مثل ماقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ معتزاً بأمهاته فى الجاهلية ( أنا أبن العواتك من سليم ) ومامن قارىء يتتبع مساق النسب الذكى فى السيرة النبوية إلا عجب لعنايتهم البالغة بذكر الأمهات مهما ترتفع الأصول وتبعد , وماهكذا يكون سلوك قوم ألفوا أن يئدوا بناتهم على نطاق واسع دون أن يكون لها من أمرها شىء .
********************************
الأم فى العصر الأســلامى
حينما نزل القرآن دستوراً للمسلمين يحمل قواعد وأصول المعاملات الحياتية بجانب الحدود وأمر الفلاح الأخروى . حفظ للعرب ماكانوا يتبعونه من مكارم الأخلاق وأزال عنهم ماكانوا يتبعونه من عادات وأمور جاهلية فأقسم بالمؤودة إذا سئلت بأى ذنب قتلت .. كما قال تعالى فى محكم كتابه [ المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً ] الكهف 46 .. ثم ينقلنا إلى التكريم والأحسان للوالدين [ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين أحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربى أرحمهما كما ربيانى صغيراً ] الأسراء 23 , 24 .. وقال تعالى : [ ووصينا الأنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك إلىَ المصير ] لقمان 14
ومازال القرآن فى الأسلام الدين الخاتم يذكر دور الأم فى حيوات الأنبياء الكرام ـ عليهم السلام ـ أسماعيل / موسى / عيسى / محمد
وقد يبدو من عجيب الأتفاق أنهم ـ عليهم السلام ـ قد عهد بهم فى طفولتهم إلى الأمهات وحدهن دون مشاركة الأباء .. فلم تقم الأم بدورها الطبيعى فقط بل عوضت إلى جانبه فقد الأب أو غيابه غير إنا نرى الأمر طبيعياً لا غرابة فيه ولا مصادفة , إذا الأمومة فى عاطفتها السخية وإيثارها البازل أقرب أن ترعى طفولة أصحاب الرسالات الدينية ــ فطرة الله التى فطر الناس عليها . لا تبديل لخلق الله .
********************************
الأم فى السنة المطهرة
** نجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يقول : ( من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة ) رواه أبو داود
** كما روى عبد الله بن عمر قال : جاء رجل إلى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأستأذن فى الجهاد فقال : أحى والداك ؟ قال : نعم ! قال : فيهما فجاهد
** وفى رواية أخرى أن معاوية بن جاهمة . جاء إلى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يارسول الله أردت أن أغزو وقد جئت استشيرك ؟ فقال : هل لك أم ؟ فقال : نعم ـ قال : فالزمها فإن الجنة عند رجلها
** وروى عن مالك أبن أنس أن رجلاً جاء شاكياً يقول : أمرنى أبى ونهت أمى فماذا أفعل . قال : أطع أباك ولا تعص أمك !
** وروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ انه قال : ( الكبائر : الأشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس )
********************************
وهذه قصيدة للشاعر المصرى / فريد عين شوكه ـ يرثى فيها أمه :
لا تلمــنى على بكــائى وغــمى .......... أى صــبر يعين فى فقــد أمـــى
أى كنز فقدتـه فى نواهــــــــــا .......... أى خسر أصابنى .. أى غــرم ؟
أين منى حنانها يسعد الــروح .......... وينفـى عن خاطـــرى كل هــم ؟
أين منى دعــاؤهـــا بركــــات .......... تتوالى من الســـــــماء وتهمى؟
أين منى ســـؤالها عن طعامى .......... وشــرابى وعن قيــامى ونومى ؟
أين منى حنينها للقــــــــــائى ........... إن تغيبت ســـــاعة دون علــم ؟
أين منى لقــاؤها فى أيــابى ........... بالتهاليل حين تهتف بأســـــــمى ؟
أين منى وداعها فى رحيلى ............ بالأمانى التى تجدد عـــــــــــزمى ؟
أين منى صدق الفداء إذا ما ........... مسنى فى الحياة أيسر ســـــــــقم ؟
تسهر الليل وهى حولى ولهى .......... تذرف الدمع فى خفاء ..... وكتم !!
فإذا ماأنتبهت فهى تلاقينـــى ........... بوجه مستبشر غير .......... جهم
وتروى جوانحــى بأمانــــى ........... عذاب تنفى ظنــونى ووهمـــــــــى
أين منى نفس آســـــر أليها ........... فرحتى أو شكايتى ....... من مــلم ؟
فترى السعد فى هنائى وترجو ......... لى فى النعيمات أوفــــــر قســــــم
أو تسرى عنى الهموم فأرضى ......... بالذى كان من قضــــــاء وحـــكم
ثم تمضى الأحداث والسر خاف ........ فكأنى ألقيتـــــه فى خـــــــــــــضم
أيها الحزن !! لا عدمتك حتى .......... تسحق النار فى أتونك عظمـــــــى
مقتطفات من بحث للأستاذ / صلاح الشهاوى
|
ابو المجد- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى