حتى نعرف جيدا قيمة التلفزيون

حتى نعرف جيدا قيمة التلفزيون

أولا حتى نعرف الموضوع جيدا يجب أن نتطرق إلى مفهوم التلفزيون و تاريخه بشكل مبسط ، فالتلفزيون هو جهاز اتصالات لبث و استقبال الصورة المتحركة و الصوت عن بعد ، من أفلام و برامج رياضية و نشرات أخبار ... إلخ ، و قد تم اصطلاحه بالتلفزيون لكي يشمل جميع نواحي البث و الارسال ، و حتى نفهم معنى كلمة تلفزيون Televisonفهي منقسمة إلى قسمين Tele هو الجهاز الذي نريد منه المشاهدة مثلا ، و أما Vision أو Vison فهي تعني الرؤية أي المشاهدة بالرؤية.

تعتبر حقبة الخمسينات بمثابة العصر الذهبي للتلفزيون ، وسط منافسة حامية ما بين شركات التلفزة الأمريكية الثلاث الكبرى NBC و CBS و ABC. وشهدت بدايات هذه الحقبة أول استخدام للتلفزيون سياسياً، حينما غطت شركة CBS حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 1952. وكان للتلفزيون لاحقاً دوره في ترجيح كفة جون كينيدي على منافسه ريتشاد نيكسون. إلا أن بريطانيا هي أول من دشن خدمة البث التلفزيوني المنتظم في عام 1936، من خلال هيئة الإذاعة البريطانية المشهورة BBC التي تعتبر أيضاً أولى مؤسسات التلفزة التي تقدم التصوير والبث الحي من خارج الاستوديوهات المغلقة.وفي عام 1935 عرف الألمان للمرة الأولى خدمة الإرسال التلفزيوني، واستطاعت فرنسا أن تدشن أول إرسال تلفزيوني منتظم من برج ايفيل عام 1939. ومنحت حكومة فيشي التابعة للألمان حق امتلاك وتطوير وسائل الإعلام المرئي للقطاع الفرنسي الخاص، وهو ما أبطلته الدولة الفرنسية بعد انتهاء الحرب. وانطلق البث التلفزيوني المنتظم للمرة الأولى في موسكو في عام 1939، حيث وظف السوفيات ريادتهم في مجال الفضاء في الإرسال عبر الأقمار الصناعية ، لتصبح محطة موسكو من بين أوائل المحطات التلفزيونية في العالم التي بثت برامجها فضائياً إلى العالم.

لكن من منطلقات الناجحات التي توالت في كيفية استخدام التلفزيون و توظيفه ظهرت عبارة تقول : من هم الذين أفسدوا قيمة التلفزيون ، و ليس التلفزيون هو الذي أفسد ؟ أي هل التلفزيون بذاته كجهاز آلي هو الذي يقوم بتغير سلوكات أفراد و جماعات أم هناك أشخاص هم من آساءوا استعمال هذا التلفاز في تقريب الواقع و التثقيف و الترفيه ؟

من هنا نبدأ تحليل مقولتنا ، لأن الفساد الأخلاقي لا يأتي من الشيء الصامت أو الجامد أو الشيء الغير موجودة فيه الروح ، و إنما الفساد يأتي من خلال الشخص الذي يتحكم في الشيء الجامد فمثال حتى نقرب الواقع ، فالمال الذي يكون من الربا هو حرام بالفعل ، و لكن ليس المال بذاته هو الذي أدى إلى الحرام و إنما الأشخاص هم الذين قاموا بالمعاملات الغير الشرعية لاستخدام المال و توظيفه ، و الأصنام التي عبدت في الجاهلية إنما كانت بأفعال جهال الذين كانو يعبدونها ( أعاذنا الله منها ) و كيف إذا نفسر برآة الأصنام يوم القيامة من المشركين مما كانوا يفعلونه.

و حتى لا نخرج عن سياق الموضوع ، فالتلفزيون كأداة و وسيلة ترفيهية و تعليمية و تثقيفية قد خرج عن نطاقه الشرعي و الحقيقي و هذا ناتج عن تدخل مجموعة من الأفراد من خلال :

-01- إنتاج قنوات الشرك و التنجيم مثل ما يحدث في إيطاليا حيث هناك العديد من القنوات التي تبث على القمر الصناعي هوتبيرد.

-02- قنوات الشعوذة و الشذوذ الجنسي و كلنا يعلم ذلك.

-03- قنوات للانحلال الأخلاقي و نشر الزانا بين الناس على أنها حرية فردية.

-04- نشر الفتن و الأكاذيب من خلال قنوات همها الوحيد هو التحريض.

-05- الاحتيال على الناس من خلال سرقة أمولهم بطريقة ذكية و كل هذا تحت استعمال التلفزيون.

-06- الاهمال الثقافي و الديني ، و الاهتمام بالأغاني المحرمة و أغاني الساقطات.

-07- نشر الدعاية السياسية و الحزبية عن طريق التلفزيون و هذا ما يزيد تقسيم المجتمع.

إذا من خلال هذه النقاط و الآثار ، نجم عنها تدخل الأفراد بعينهم في كيفية و تو ضيف التلفزيون حيث أفسدوا حقيقته و متعته ، و لكن لا بد من نحن أن نقوم في وطننا العربي بالترشيد و توعية المجتمع بمخاطر بعض القنوات التلفزيونية و نحاول إقناعهم للعدول عن ذلك ، كما يجب أن تكون لنا منظومة تلفزيونية قيمة و جيدة من مايلي:

أولا : إنشاء قنوات دينية إسلامية كثيرة ، حتى نعرف بالغرب ما هو الإسلام الحقيقي و ننشأ أطفالنا على التربية الدينية الصحيحة.

ثانيا : أن تكون هناك قوانين رادعة للقنوات المخالفة الآداب و أخلاق العامة كما يجب أن تكون رقابة لصيقة ممن يحاولن الاحتيال على المشاهدين.

ثالثا : إنشاء قنوات تثقيفية حتى نخرج من عصر الجهل و الظلمات إلى عصر النور و البركات.

رابعا: التبادل الثقافي بين الدول العربية و تبادل الخبرات.

أخيرا التلفزيون كأفراد و ليس كجهاز أصبح ظاهرة من مصالح أكثر من نفع ، و هذا نتاج أشخاص ذوي سلطة و نفوذ يسعون للسيطرة و قمع الحقيقة ونشر الجهل بين الناس ، فهما وصف التلفزيون فهو يعتبر العصر الذهبي و الإعلامي لخروج الانسان من ساحة العالم الكبير و الضخم إلى ساحة كما سماها العالم ماكلوهان < أصبحنا في قرية صغيرة > ، و هكذا حتى نعرف جيدا قيمة التلفزيون.

و شكرا و جزاكم الله خيرا.