السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها

لسؤال
كيف تزوج الرسول من زوجة ابنه بالتبني زينب بنت جحش ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيقول الله تعالى في ذلك: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [الأحزاب:37].
فالله تعالى يخبر في هذه الآية عن مقالة نبيه السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم لمولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه، وهو الذي أنعم الله عليه بالإسلام وبالقرب من رسوله السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم، والذي أنعم عليه النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم بالعتق والتربية والحب، ذلك الحب الذي كان عظيماً في قلب النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم حتى صار زيد يدعى بالحِب، ويقال لابنه أسامة: الحِب بن الحِب.
وكان رسول الله السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي كان قد تبناه قبل النبوة، بابنة عمته زينب بنت جحش رضي الله عنها، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم.
فمكثت عنده قريباً من سنة أو فوقها، وكان زيد يشتكي إلى النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم من تعاظمها وشدة لسانها عليه، ويخبره بعزمه على تطليقها، فأمره النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم بأن يتقي الله ولا يطلقها، مع علمه السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم عن طريق الوحي أن زيداً سيطلقها، وأنه عليه الصلاة والسلام سيتزوجها.
روى البخاري في صحيحه عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم يقول: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال أنس: لو كان رسول الله السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم كاتماً شيئاً لكتم هذه الآية، قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم تقول: زوجكن أهليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات.
وقوله تعالى: وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ [الأحزاب:37].
معناه: أن النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم أخفى في نفسه ما أخبره الله به من أن زيداً سيطلق زينب، وأنه السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم سيتزوجها، فقال لزيد: اتق الله وأمسك عليك زوجك. مع علمه بما ذكرنا.
قال أبو بكر بن العربي: إنما قال عليه الصلاة والسلام لزيد أمسك عليك زوجك، اختباراً لما عنده من الرغبة فيها أو عنها، فلما أطلعه زيد على ما عنده منها من النفرة التي نشأت من تعاظمها عليه أذن له في طلاقها.
والدليل على أن ما أخفاه النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم، في نفسه هو إخبار الله له بأنه سيتزوج زينب بعد أن يطلقها زيد، هو قوله تعالى: وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ [الأحزاب:37].
فإن الذي أبداه الله تعالى هو زواج النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم إياها، وذلك في قوله تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا
ومعنى قوله تعالى: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ أن النبي السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم كان يخشى أن يقول الناس: تزوج امرأة ابنه.
ولما طلقها زيد باختياره لأنه قضى وطره منها ولم تعد له بها حاجة، زوجها الله نبيه السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها 0099999

عليه وسلم.
والحكمة الإلهية من ذلك هي قطع تحريم أزواج الأدعياء أي المتبنين بعد إبطال التبني نفسه، وهذا صريح في قوله تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً
قال القرطبي في تفسيره بعد أن أورد تفسير هذه الآية على نحو ما ذكرناه: وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك

بارك الله فيك ويعطيك العافيه

ننتظر منك الكثير من خلال إبداعاتك المميزة

تحياتي