السعادة والفرح

بسم الله الرحمان الرحيم

فبالطبع أن البشرية جمعاء تبحث وتعمل من أجل أشياء بغية تحقيقها

،لكن حين نتعمق ونغوص في طبيعة هذه الأشياء نجدها كلها تنصب وتذهب في اتجاه واحد ومشترك ، وهذا الإتجاه هو السعادة والفرح الإبتعاد عن القلق والإكتئاب .

نرى كل يوم أن الإنسان سواء العربي أو الأجنبي ينعل الدنيا ويغضب ويلعن في الأشياء . لماذا؟ ببساطة لأنه غير راضي بالقدر وغير راضي بالمكان الذي هو فيه ويتمنى لو كان مكانه أفضل من ذلك الذي هو فيه . ونحن كمسلمين نعرف أن من أركان الإيمان الأساسية : الإيمان بالقدر خيره وشره .

ولكن للأسف الكثير منا لا يرضى بالقدر فإذ كان القدر جيد ومرضي يضحك ،وإذ كان القدر غير مرضي بكى وشكى إلى الله .

ومن جهة أخرى نجد أن كل الأنبياء والرسل عاشوا حياتهم كلها يعملون جاهدين من أجل تبليغ الرسالة ،ورغم كل الضروف المحيطة بهم من مرض وفقر وابتلاء لم يتخلوا عن الهدف الذي أتو من أجله ولم يمنعهم حاجز أو عائق عن التبليغ .

وحين نأتي إلى الوقوف على أحوالهم نجد نبي كان مريضا وكان مرضه هو الأصعب والأكثر خطورة ، ونبيا كان فقيرا قمة الفقر ورسولا ولد وعاش يتيما ،

اختلفت ظروف الأنبياء وتنوعت ولكن نجد ميزة تجمعهم وتربط بينهم وهي التمسك بحبل الله تعالي رغم كل الظروف والإمتحانات ، يصلون في الوقت ،يقومون الليل ،يصومون ،يزكون ... ويحمدون الله .

وبالرجوع إلى عصرنا وجيلنا هذا نجد أن الإنسان في كامل قواه البدنية ، ولكن نجد عقله خالي من الدين وينحاز للإنحراف بدل الدخول في الدين والإنغماس في أموره ،ويميل إلى الشهوات والرغبات والفتيات والسهر الليلي .

وهذا كله من أجل استحضار السعادة ، فماهي الوسيلة الأفضل لكي تتحقق السعادة لذى الشاب الآني؟ السعادة عند الشاب في عصرنا تتحقق ب السهر في الليالي و مداعبة البنات وبشرب الخمر وتحقيق الرغبات الجنسية والعديد من الأمور الأخرى .

فمن جهة أخرى بماذا تتحقق السعادة والسكينة لذى الأنبياء ؟ عكس الشباب الذي نراه الآن تتحقق السعادة لذى الأنبياء بالعبادة ، الصيام والقيام فهاتين الكلمتين هما مفتاح السعادة لذى الأنبياء الرسل آنذاك .