المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
قصة النبي اسماعيل عليه السلام
قصة النبي اسماعيل عليه السلام
قصة النبي اسماعيل عليه السلام
كان إبراهيم عليه السلام يحب أن تكون له ذرية صالحة تعبد الله عز وجل وتساعده في السعي على مصالحه فعلمت السيدة سارة ما يريده زوجها وكانت عاقرًا لا تلد فوهبت له خادمتها هاجر ليتزوجها لعلها تنجب له الولد فلما تزوجها إبراهيم عليه السلام حملت منه وأنجبت له إسماعيل وبعد مرور فترة من ولادة إسماعيل أمر الله عز وجل إبراهيم أن يذهب بزوجته هاجر وولده إلى مكة فاستجاب إبراهيم لأمر ربه وسار بهما حتى وصلوا إلى جبال مكة عند موضع بناء الكعبة وظل معهما فترة قصيرة ثم تركهما في هذا المكان وأراد العودة إلى الشام فلما رأته زوجته هاجر عائدًا أسرعت خلفه وتعلقت بثيابه وقالت له يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء فلم يرد عليها إبراهيم عليه السلام وظل صامتًا فألحت عليه زوجته هاجر وأخذت تكرر السؤال نفسه لكن دون فائدة فقالت له آلله أمرك بهذا فقال إبراهيم : نعم فقالت هاجر : إذن لن يضيعنا ثم رجعت وسار إبراهيم عليه السلام وترك زوجته وولده وليس معهما من الطعام والماء إلا القليل ولما ابتعد عنها إبراهيم رفع يده داعيًا ربه فقال : ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) ثم واصل السير إلى الشام وظلت هاجر وحدها ترضع ابنها إسماعيل وتشرب من الماء الذي تركه لها إبراهيم حتى نفد ما في السقاء فعطشت وعطش ابنها فتركته وانطلقت تبحث عن الماء بعدما بكى الطفل بشدة وأخذ يتلوى ويتمرغ أمامها من شدة العطش وأخذت هاجر تمشي حتى وصلت إلى جبل الصفا فصعدت إليه ثم نظرت إلى الوادي يمينًا ويسارًا لعلها ترى بئرًا أو قافلة مارة من الطريق فتسألهم الطعام أو الماء فلم تجد شيئًا فهبطت من الصفا وسارت في اتجاه جبل المروة فصعدته وأخذت تنظر بعيدًا لترى مُنقِذًا ينقذها هي وابنها مما هما فيه إلا أنها لم تجد شيئًا كذلك فنزلت من جبل المروة صاعدة جبل الصفا مرة أخرى لعلها تجد النجاة وظلت هكذا تنتقل من الصفا إلى المروة ومن المروة إلى الصفا سبع مرات وقد أصبح هذا السعي شعيرة من شعائر الحج وذلك تخليدًا لهذه الذكرى قال تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) وبعد أن تعبت هاجر وأحست بالإجهاد والمشقة عادت إلى ابنها دون أن يكون معها قطرة واحدة من الماء وهنا أدركتها رحمة الله سبحانه فنزل الملك جبريل عليه السلام وضرب الأرض فتفجرت وتدفقت منها بئر زمزم وتفجر منها ماء عذب غزير فراحت هاجر تغرف بيدها وتشرب وتسقى ابنها وتملأ سقاءها وشكرت الله عز وجل على نعمته وعلى بئر زمزم التي فجرها لها.
ومرت أيام قليلة وجاءت قافلة من قبيلة جرهم وهي قبيلة عربية يمنية فرأت طيرًا يحوم فوق مكان هاجر وابنها فعلموا أن في ذلك المكان ماء فأقبلوا نحو المكان الذي يطير فوقه الطير فوجدوا بئر زمزم فتعجبوا من وجودها في هذه المكانووجدوا أم إسماعيل تجلس بجواره فذهبوا إليها وعرفوا قصتها فاستأذنوها في الإقامة بجوار هذه البئر فأذنت لهم وعاشت معهم هي وابنها وتعلم منهم إسماعيل اللغة العربية وأخذت هاجر تربي ابنها إسماعيل تربية حسنة وتغرس فيه الخصال الطيبة والفضائل الحميدة حتى كبر قليلاً وصار يسعى في مصالحه لمساعدة أمه وكان إبراهيم عليه السلام يزور هاجر وولده إسماعيل من حين لآخر لكي يطمئن عليهما وذات يوم رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل الذي جاء بعد شوق طويل فلما قام من نومه علم أن ما رآه ما هو إلا أمر من الله لأن رؤيا الأنبياء حق فذهب إبراهيم إلى ابنه وقال له : ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ) فقال إسماعيل : ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) وأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل وذهب به إلى مِنَى ثم ألقاه على وجهه كي لا يرى وجهه عند الذبح فيتأثر بعاطفة الأبوة واستسلم إسماعيل لأمر الله ووضع إبراهيم السكين على رقبة ابنه إسماعيل ليذبحه وقبل أن يمر السكين سمع إبراهيم نداء الله تعالى يقول له : ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ) وبعد لحظات من النداء الإلهي رأى إبراهيم الملك جبريل عليه السلام ومعه كبش عظيم فأخذه إبراهيم وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل لقد أراد الله عز وجل أن يختبر إبراهيم في التضحية بابنه إسماعيل فلما وجده قد امتثل لأمره دون كسل واعتراض كشف الله هذا البلاء وفدى إسماعيل بكبش عظيم وقد أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يسمي بعيد الأضحى يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله وتخليدًا لهذه الذكري الطيبة وعاد إبراهيم بولده إلى البيت ففرحت الأم بنجاة ولدها فرحًا شديدًا وكبر إسماعيل حتى أصبح شابًّا قويًّا وتزوج امرأة من إحدى القبائل التي استقرت حول بئر زمزم.
وذات يوم زار إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل فلم يجده في بيته ووجد زوجته وكانت لا تعرفه فسألها إبراهيم عن زوجها إسماعيل فقالت : خرج يبتغي لنا رزقًا فسألها عن عيشهم فقالت : إننا نعيش في ضيق وشدة فقال إبراهيم : إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه فلما عاد إسماعيل سأل زوجته : هل زارنا أحد اليوم قالت له : نعم زارنا شيخ صفته كذا وكذا فقال إسماعيل : هل قال لك شيئًا قالت : سألني عنك وعن حالتنا وعيشتنا فقال لها : وماذا قلت له قالت : قلت له : إننا نعيش في ضيق وشدة فقال إسماعيل : وهل أوصاك بشيء قالت : قال لي : قولي لزوجك عندما يعود أن يغير عتبة بابه فقال إسماعيل : ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك فألحقي بأهلك فطلقها إسماعيل وتزوج بغيرها ومرت فترة من الزمن ثم عاد إبراهيم لزيارة ابنه إسماعيل ولم يجده أيضًا ووجد زوجته وكانت هي أيضا لا تعرفه فسألها أين زوجك إسماعيل قالت له : خرج يبتغي لنا رزقًا فقال إبراهيم : وكيف أنتم قالت : نحن بخير وسعة ففرح إبراهيم بهذه الزوجة واطمأن لحالها فقال لها : إذا جاء زوجك فاقرئي له مني السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل أخبرته زوجته بما حدث وأثنت على إبراهيم فقال إسماعيل : ذاك أبي وأمرني أن أمسكك.
وعاد إبراهيم إلى فلسطين وظل بها مدة طويلة يعبد الله عز وجل ثم ذهب لزيارة إسماعيل فوجده يبري نبلاً له قرب بئر زمزم فلما رآه إسماعيل قام إليه واحتضنه واستقبله أحسن استقبال ثم قال إبراهيم لابنه : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمرٍ فقال إسماعيل : اصنع ما أمرك به ربك فقال إبراهيم : وتعينني عليه قال إسماعيل : وأعينك عليه فقال إبراهيم : إن الله أمرني أن أبني هنا بيتًا كي يعبده الناس فيه فوافق إسماعيل أباه وبدأ ينقل معه الحجارة اللازمة لبناء هذا البيت وكان إبراهيم يبني وإسماعيل يعينه حتى إذا ما ارتفع البناء واكتمل جاء جبريل بحجر من الجنة وأعطاه لإبراهيم ليضعه في الكعبة وهو ما يسمى بالحجر الأسود وبعد أن انتهى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من بناء الكعبة وقفا يدعوان ربهما : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) وقد أثنى الله على نبيه إسماعيل عليه السلام ووصفه الحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة وأنه كان يأمر أهله بأدائها قال تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ).
وكان إسماعيل رسولاً إلى القبائل التي سكنت واستقرت حول بئر زمزم وأوحى الله إليه قال تعالى : ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) وقال تعالى : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ ) وكان إسماعيل عليه لسلام أول من رمى بسهم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع الشباب على الرمي بقوله : ( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا ) وإسماعيل عليه السلام هو جد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو العرب قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ).
كان إبراهيم عليه السلام يحب أن تكون له ذرية صالحة تعبد الله عز وجل وتساعده في السعي على مصالحه فعلمت السيدة سارة ما يريده زوجها وكانت عاقرًا لا تلد فوهبت له خادمتها هاجر ليتزوجها لعلها تنجب له الولد فلما تزوجها إبراهيم عليه السلام حملت منه وأنجبت له إسماعيل وبعد مرور فترة من ولادة إسماعيل أمر الله عز وجل إبراهيم أن يذهب بزوجته هاجر وولده إلى مكة فاستجاب إبراهيم لأمر ربه وسار بهما حتى وصلوا إلى جبال مكة عند موضع بناء الكعبة وظل معهما فترة قصيرة ثم تركهما في هذا المكان وأراد العودة إلى الشام فلما رأته زوجته هاجر عائدًا أسرعت خلفه وتعلقت بثيابه وقالت له يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء فلم يرد عليها إبراهيم عليه السلام وظل صامتًا فألحت عليه زوجته هاجر وأخذت تكرر السؤال نفسه لكن دون فائدة فقالت له آلله أمرك بهذا فقال إبراهيم : نعم فقالت هاجر : إذن لن يضيعنا ثم رجعت وسار إبراهيم عليه السلام وترك زوجته وولده وليس معهما من الطعام والماء إلا القليل ولما ابتعد عنها إبراهيم رفع يده داعيًا ربه فقال : ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) ثم واصل السير إلى الشام وظلت هاجر وحدها ترضع ابنها إسماعيل وتشرب من الماء الذي تركه لها إبراهيم حتى نفد ما في السقاء فعطشت وعطش ابنها فتركته وانطلقت تبحث عن الماء بعدما بكى الطفل بشدة وأخذ يتلوى ويتمرغ أمامها من شدة العطش وأخذت هاجر تمشي حتى وصلت إلى جبل الصفا فصعدت إليه ثم نظرت إلى الوادي يمينًا ويسارًا لعلها ترى بئرًا أو قافلة مارة من الطريق فتسألهم الطعام أو الماء فلم تجد شيئًا فهبطت من الصفا وسارت في اتجاه جبل المروة فصعدته وأخذت تنظر بعيدًا لترى مُنقِذًا ينقذها هي وابنها مما هما فيه إلا أنها لم تجد شيئًا كذلك فنزلت من جبل المروة صاعدة جبل الصفا مرة أخرى لعلها تجد النجاة وظلت هكذا تنتقل من الصفا إلى المروة ومن المروة إلى الصفا سبع مرات وقد أصبح هذا السعي شعيرة من شعائر الحج وذلك تخليدًا لهذه الذكرى قال تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) وبعد أن تعبت هاجر وأحست بالإجهاد والمشقة عادت إلى ابنها دون أن يكون معها قطرة واحدة من الماء وهنا أدركتها رحمة الله سبحانه فنزل الملك جبريل عليه السلام وضرب الأرض فتفجرت وتدفقت منها بئر زمزم وتفجر منها ماء عذب غزير فراحت هاجر تغرف بيدها وتشرب وتسقى ابنها وتملأ سقاءها وشكرت الله عز وجل على نعمته وعلى بئر زمزم التي فجرها لها.
ومرت أيام قليلة وجاءت قافلة من قبيلة جرهم وهي قبيلة عربية يمنية فرأت طيرًا يحوم فوق مكان هاجر وابنها فعلموا أن في ذلك المكان ماء فأقبلوا نحو المكان الذي يطير فوقه الطير فوجدوا بئر زمزم فتعجبوا من وجودها في هذه المكانووجدوا أم إسماعيل تجلس بجواره فذهبوا إليها وعرفوا قصتها فاستأذنوها في الإقامة بجوار هذه البئر فأذنت لهم وعاشت معهم هي وابنها وتعلم منهم إسماعيل اللغة العربية وأخذت هاجر تربي ابنها إسماعيل تربية حسنة وتغرس فيه الخصال الطيبة والفضائل الحميدة حتى كبر قليلاً وصار يسعى في مصالحه لمساعدة أمه وكان إبراهيم عليه السلام يزور هاجر وولده إسماعيل من حين لآخر لكي يطمئن عليهما وذات يوم رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل الذي جاء بعد شوق طويل فلما قام من نومه علم أن ما رآه ما هو إلا أمر من الله لأن رؤيا الأنبياء حق فذهب إبراهيم إلى ابنه وقال له : ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ) فقال إسماعيل : ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) وأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل وذهب به إلى مِنَى ثم ألقاه على وجهه كي لا يرى وجهه عند الذبح فيتأثر بعاطفة الأبوة واستسلم إسماعيل لأمر الله ووضع إبراهيم السكين على رقبة ابنه إسماعيل ليذبحه وقبل أن يمر السكين سمع إبراهيم نداء الله تعالى يقول له : ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ) وبعد لحظات من النداء الإلهي رأى إبراهيم الملك جبريل عليه السلام ومعه كبش عظيم فأخذه إبراهيم وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل لقد أراد الله عز وجل أن يختبر إبراهيم في التضحية بابنه إسماعيل فلما وجده قد امتثل لأمره دون كسل واعتراض كشف الله هذا البلاء وفدى إسماعيل بكبش عظيم وقد أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يسمي بعيد الأضحى يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله وتخليدًا لهذه الذكري الطيبة وعاد إبراهيم بولده إلى البيت ففرحت الأم بنجاة ولدها فرحًا شديدًا وكبر إسماعيل حتى أصبح شابًّا قويًّا وتزوج امرأة من إحدى القبائل التي استقرت حول بئر زمزم.
وذات يوم زار إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل فلم يجده في بيته ووجد زوجته وكانت لا تعرفه فسألها إبراهيم عن زوجها إسماعيل فقالت : خرج يبتغي لنا رزقًا فسألها عن عيشهم فقالت : إننا نعيش في ضيق وشدة فقال إبراهيم : إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه فلما عاد إسماعيل سأل زوجته : هل زارنا أحد اليوم قالت له : نعم زارنا شيخ صفته كذا وكذا فقال إسماعيل : هل قال لك شيئًا قالت : سألني عنك وعن حالتنا وعيشتنا فقال لها : وماذا قلت له قالت : قلت له : إننا نعيش في ضيق وشدة فقال إسماعيل : وهل أوصاك بشيء قالت : قال لي : قولي لزوجك عندما يعود أن يغير عتبة بابه فقال إسماعيل : ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك فألحقي بأهلك فطلقها إسماعيل وتزوج بغيرها ومرت فترة من الزمن ثم عاد إبراهيم لزيارة ابنه إسماعيل ولم يجده أيضًا ووجد زوجته وكانت هي أيضا لا تعرفه فسألها أين زوجك إسماعيل قالت له : خرج يبتغي لنا رزقًا فقال إبراهيم : وكيف أنتم قالت : نحن بخير وسعة ففرح إبراهيم بهذه الزوجة واطمأن لحالها فقال لها : إذا جاء زوجك فاقرئي له مني السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل أخبرته زوجته بما حدث وأثنت على إبراهيم فقال إسماعيل : ذاك أبي وأمرني أن أمسكك.
وعاد إبراهيم إلى فلسطين وظل بها مدة طويلة يعبد الله عز وجل ثم ذهب لزيارة إسماعيل فوجده يبري نبلاً له قرب بئر زمزم فلما رآه إسماعيل قام إليه واحتضنه واستقبله أحسن استقبال ثم قال إبراهيم لابنه : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمرٍ فقال إسماعيل : اصنع ما أمرك به ربك فقال إبراهيم : وتعينني عليه قال إسماعيل : وأعينك عليه فقال إبراهيم : إن الله أمرني أن أبني هنا بيتًا كي يعبده الناس فيه فوافق إسماعيل أباه وبدأ ينقل معه الحجارة اللازمة لبناء هذا البيت وكان إبراهيم يبني وإسماعيل يعينه حتى إذا ما ارتفع البناء واكتمل جاء جبريل بحجر من الجنة وأعطاه لإبراهيم ليضعه في الكعبة وهو ما يسمى بالحجر الأسود وبعد أن انتهى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من بناء الكعبة وقفا يدعوان ربهما : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) وقد أثنى الله على نبيه إسماعيل عليه السلام ووصفه الحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة وأنه كان يأمر أهله بأدائها قال تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ).
وكان إسماعيل رسولاً إلى القبائل التي سكنت واستقرت حول بئر زمزم وأوحى الله إليه قال تعالى : ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) وقال تعالى : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ ) وكان إسماعيل عليه لسلام أول من رمى بسهم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع الشباب على الرمي بقوله : ( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا ) وإسماعيل عليه السلام هو جد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو العرب قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ).
|
ابو المجد- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب
رد: قصة النبي اسماعيل عليه السلام
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك على موضوعك القيم
و جعله في ميزان حسناتك.
بارك الله فيك على موضوعك القيم
و جعله في ميزان حسناتك.
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
رد: قصة النبي اسماعيل عليه السلام
جزاك الله كل خير اخى
وبارك الله فيك
موضوع فى قمة الروعه
نحمد الله ونشكره على فضله ورضاه
دمت فى حفظ الرحمن
وبارك الله فيك
موضوع فى قمة الروعه
نحمد الله ونشكره على فضله ورضاه
دمت فى حفظ الرحمن
|
العاشق- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 16/01/2013
رد: قصة النبي اسماعيل عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك واثابك الفردوس الاعلى
وجعله في ميزان حسناتك
ونسأل الله قبول الاعمال الصالحة من الجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك واثابك الفردوس الاعلى
وجعله في ميزان حسناتك
ونسأل الله قبول الاعمال الصالحة من الجميع
|
ايمان سلطان- المديرة العامة
- تاريخ التسجيل : 12/07/2009
الموقع : اطاليا
رد: قصة النبي اسماعيل عليه السلام
جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم يارب
واثابكم الاجر ان شاء الله
واثابكم الاجر ان شاء الله
|
أمل عربية- نائبة المدير
- تاريخ التسجيل : 22/11/2013
مواضيع مماثلة
» قصة النبي لوط عليه السلام
» قصة النبي آدم عليه السلام
» قصة النبي عيسى عليه السلام
» قصة النبي يحيى عليه السلام
» قصة النبي ايوب عليه السلام
» قصة النبي آدم عليه السلام
» قصة النبي عيسى عليه السلام
» قصة النبي يحيى عليه السلام
» قصة النبي ايوب عليه السلام
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى