تعليم القراءة بطريقة برايل

**عبير** مشرفة تاريخ التسجيل : 23/04/2012

طريقة برايل هي أكثر من مجرد رموز وإنما طريقة يتعلم الكفيف من خلالها القراءة والكتابة كما يتعلم المبصر القراءة والكتابة باستخدام الحروف .
إن كلا من الكفيف والمبصر يتعلمون رموزا ، سواء كانت حروفا أو علامات برايل ، كما يتعلمون كيف يمكنهم من خلال هذه الرموز أن يكونوا الكلمات والجمل والفقرات بحيث يمكنهم عند تجميعها مع بعضها البعض أن يتواصلوا مع الآخرين تواصلا فريدا .
العمليات الأساسية التي تتضمنها مهارة القراءة :
تشتمل القراءة على 11 عملية فكرية ( Harley, Henderson, and Truan, 1979 ) وهي :
1-التعرف على الموضوع والأفكار الرئيسية .
2- التعرف على تسلسل الأحداث والتطورات.
3- التنبؤ بالنتائج واستباق ردود الأفعال .
4- الاحتفاظ بالتفاصيل من خلال مفاهيم محددة.
5- التعرف على الأسباب والنتائج .
6- التعرف على الكلمات المحورية .
7- التفرقة بين الحقائق ووجهات النظر .
8- التعرف على التعبيرات المختلفة .
9- اكتساب العديد من القيم الجديدة.
10- تقييم مصادر المعلومات .
11- تلخيص الموضوع في عدد من العناصر الأساسية .
هذه هي العمليات الأساسية التي يجب تنمية مهارات الكفيف على استخدامها ونحن نعلمه القراءة حتى يفهم ما يقرأه.
نتائج حديثة :
ظهرت عددا من الملاحظات الحديثة في تعليم طريقة برايل نتيجة الدراسات في هذا المجال .
ومن أبرز هذه الملاحظات :
1- التركيز على الطفل نفسه :
ركزت طرق وأساليب تعليم القراءة خلال السنوات القليلة الماضية على الطفل نفسه، ليس فيما يتعلق بالمعرفة والقدرة على التعلم فقط وإنما أيضا من خلال المساهمة الفاعلة من الطالب واعتماده على نفسه. ( Sweet, 1994 )
2- تزويد الطالب بمعلومات عن البيئة المحيطة :
كما أكدت على أهمية أن يكون لدى الطالب قاعدة معلومات قوية عن البيئة المحيطة عندما يبدأ في تعلم القراءة، فالتلاميذ الذين ليس لديهم معرفة قوية بالبيئة سوف يواجهون مشكلات في تعلم القراءة، وقد تستمر معهم هذه المشكلات فيما بعد ، وتشمل هذه المشكلات مشكلات في الفهم ، ومشكلات في المفردات اللغوية .
3- الإبتعاد عن التجريد :
يواجه الأطفال المكفوفون قصورا في تنمية المفاهيم بسبب عدم قدرتهم على رؤية الأشياء كما هي عليه في الطبيعة كما يراها أقرانهم المبصرين، لذا يجب الإستعانة بالعديد من الأمثلة الملموسة والمتوفرة في بيئة الكفيف.
العوامل التي تؤثر في إعداد الخطة التعليمية للطالب الكفيف :
ونحن نورد بعضا منها لأخذها في الاعتبار عند تصميم الخطة التعليمية.
* تختلف خلايا برايل عن الكلمات العادية من حيث الوحدة الإدراكية ( perceptual unit ) .
* معرفة طريقة برايل يعتمد على ترتيب النقاط وليس عددها.
* معدلات القراءة بطريقة برايل قد تكون أبطا من القراءة بالطريقة العادية وقد لا تكون كذلك.
* قراءة برايل تستلزم منحى تركيبيا، بمعنى أنه يجب أن تتعرف على مكونات كل حرف أولا ثم بعد ذلك تدمج هذه الحروف مع بعضها البعض لتقرأ الكلمة التي تتكون منها هذه الحروف .
من المهم أن تقيم وزنا للعوامل الانفعالية والبيئية التي قد تؤثر في قدرة الطفل وميوله للقراءة.
فالأطفال المكتئبون غالبا ما يشعرون بنقص في تقدير الذات، ويعتبرون القراءة بمثابة الملجأ الذي يهربون إليه. بينما يلاحظ أن الأطفال الذين يحظون باتجاهات إيجابية من قبل عائلاتهم كانوا أكثر استمتاعا بالقراءة.
طريقة الخبرة اللغوية ( The language experience approach ) :
الخبرة اللغوية هي طريقة تستخدم فيه لغة الطالب وخبراته الخاصة في صياغة موضوعات مقروءة ذات معنى . وفي هذا الإتجاه يسمح للطالب أن يلاحظ كيف تتم عملية الكتابة، وأن يقرأ الكلمات المألوفة بالنسبة له .
وتتم هذه الطريقة، كما قدمها ركس ( by Rex, et al 1994 ) بإتباع الخطوات التالية :
1-أقصص للطفل ملخصا حول قصة معينة.
2- إجعل الطفل يصف القصة شفهيا.
3- إجعل الطفل يحول ما ذكره شفهيا إلى نص مكتوب.
4- ساعد الطفل على قراءة ما كتبه.
تحسين سرعة القراءة :
هناك العديد من الطرق لتحسين سرعة القراءة ، كلما قرأ الطالب أكثر كلما تحسنت سرعته في القراءة.
وقد ذكر ولبي و دوفي ( Willoughby and Duffy .1989 ) عدة طرق لتحسين سرعة القراءة :
القراءة الصامتة ( Silent Reading ) :
1- شجع الطفل على ألا يحرك شفتيه أثناء القراءة ، فتحريك الشفتين يقيد الطفل بعدد الكلمات التي ينطقها، ومن ثم يقلل من سرعته في القراءة.
لكن علينا أن نعلم أن الفهم أكثر قيمة من السرعة ، فالطفل الذي يقرأ 300 كلمة في الدقيقة لكنه لا يتذكر أو يفهم ما قرأ لا يعد متميزا أو أفضل من الطفل الذي يقرأ 175 كلمة في الدقيقة لكنه يتذكر ويفهم ما قرأ.
بعض الطلبة يحرك شفتيه أثناء القراءة لأنه يعاني من مشكلات في الانتباه، ويرى أن تحريك شفتيه يساعده على التركيز.
2- وضح السرعات المختلفة للقراءة ، فمن المهم أن يفهم الطلبة لماذا يجب عليهم أن يسرعوا أو يبطئوا في القراءة تبعا للمواقف المختلفة.
3- شجع القراءة المسلية، فالطالب الذي يقرأ كثيرا سيكون أكثر مهارة.
4- إوجد المنافسة بين الطلبة، فالطلبة يستمتعون بالمنافسة، وتزداد دافعيتهم للقراءة طمعا في المكافئة.
القراءة الشفهية ( reading ) :
* إقرأ مع مجموعة ما من خلال تبادل الأدوار ، واحد يقرأ والآخرون يستمعون .
* إقرأ بصوت عالي بصحبة مجموعة.
* إقرأ بصوت عالي باستخدام المسجل.
* لا يجب مقاطعة الطالب عندما يخطأ لتصحح أخطائه.
أصبحت طريقة برايل أكثر تقبلا لدى ضعاف البصر وخاصة أولئك الذين يعتمدون في قراءتهم على الخطوط الكبيرة. العديد من ضعاف البصر ويعتمد تعليم ضعاف البصر بطريقة برايل على الإتجاهات الإيجابية للمعلمين وأولياء الأمور والطلبة أنفسهم تجاه طريقة برايل.
من المهم ألا ننظر إلى طريقة برايل على أنها رمز للعجز أو أنها فقط للمكفوفين، ولكن على أنها أداة تساعد الأشخاص ضعاف البصر في المواقف التي يكون فيها استخدام الحروف الكبيرة أمر صعب أو غير عملي.
من المهم أن نشجع التلاميذ ضعاف البصر ألا ينظروا إلى النقاط، فالعديد منهم يحاول قراءة برايل بعيونهم، مما يجعلهم بطيئين في القراءة.
وقد أوصى ولبي و دوفي بارتداء المسكرة ( sleepshades ) لمنع التلاميذ من القراءة بأعينهم أو وضع ستارة رقيقة من القماش على الورقة تحجب النقاط وتسمح لهم بقراءتها عن طريق اللمس.
وتؤثر العوامل النفسية أيضا في إقبال ضعاف البصر على تعلم القراءة بطريقة برايل.
الإستعانة بالتلاميذ المكفوفين المهرة في طريقة برايل قد يقلل من بعض المخاوف والإتجاهات السلبية تجاه استخدام هذه الطريقة.
إن تشجيع أسرة الطالب الكفيف على تعلم طريقة برايل يعتبر وسيلة من وسائل زيادة دافعية هؤلاء الطلبة إلى التعلم. كما أن القدرة على القراءة والكتابة بطريقة برايل يمنح الأسرة فرصة كبيرة لمساعدة أبنائهم المكفوفين في أداء واجباتهم المدرسية. إلى جانب أنه يظهر للطلبة مدى أهمية طريقة برايل مما دفع الأسرة إلى تعلمها، فيزيد ذلك من حرص الطلبة على إتقان هذه الطريقة.
طريقة المستشار ( Mentoring ) :
تعتمد هذه الطريقة على الإستعانة بأحد الأشخاص المكفوفين المتميزين الذين يستخدمون طريقة برايل بطريقة منتظمة وبشكل يومي حيث يقوم بالحديث مع التلاميذ عن طريقة برايل واحترام الناس لها ، وأنها طريقة فعالة في القراءة والحصول على المعرفة وتحقيق الذات .