اٌلـــرٍجــُـًـوٍلَــــــًة مَـــًــوٍآقـِــف...وٍلَــيسـَتْ ذٍُكــُـــــوٍرٍة

تختلط المفاهيم مع الزمن وظروفه احيانا , وقد تصدأ لأسبـاب تتعلـق بعـوامـل الأهمـال
في استخـدامـها الـذي قـد يكـون سببـه وهـن الأمـة وضعفـها أو لعـله تعـمد البـعض ممـن لـه
غـاية فـي ذلك يقصـدون بـها تجـريـد تـلك المفـاهيم مـن المعـاني والمضـامـين الـي تشكـل
خطـراً علـيهم أو تسـاهم فـي بنـاء مـداميك الخطـر عـلى مكتـسباتهم وكـراسيـهم ولا
يجـدون معـها حـلاً أو مهربـاً




ومـا الـرجـولة إلا أحـد تـلك المفـاهيم الـتي أبتليـت بالخـلط والصـدأ فجـعلت ذكـورة فحـسب,
بـل أقتـصر مفهـوم الرجـولة عـلى الذكـورة دون الأنـوثة , وتـراكم الصـدأ عـلى هـذا الخـلط
ردحـاً مـن الـزمن عـزت فـيه المـواقف وتـراجعـت فـيه الأمـة وكـان لأستكـانتــها وضعفـها
وهـزلـها دور فـي صـدأ المفـاهيم وخلطـها



أن الـرجولة مواقف عز ترجـي عند الملـمات وعنـدما تنتـخي بك المواقف والظـروف .
الرجولـة تدفعـك لتلبيـة النـداء دون تـردد مـادام الحـق والعـدل والصـدق والإخـلاص وقـيم
الأمـة ونبلـها والخطـر الداهـم عليـها هو عنـوان لتـلك المواقف والظـروف حتى وأن جـاء
ذلك عـلى حسـاب راحـتك وهنـاء نومك ورغـد عيـشك .



فمـن تسكـن الـرجولة داخلـه تهـون عليـه الحسـابات وتسمـو معـه النفـس مجـداً وشمـوخاً
ينتشـى بها عـزاً وهو يشـدو لاتسقـني كـأس الحـياة بذلـة بـل فأسقـني بالعـز كأس الحنـظل..
أمـا من تنعـدم الـرجولة داخـله فـلا نخـوة ترتجـي مـنه ولارجـاء وأن كـان ذا مـال أو جـاه
أو نفـوذ.ولعـل عظـمة الـرجولة تكمن في حجـم التضحـية ومقـدارها التي قـد تبـلغ من
الـذروة حداً تهـون معـه أعظم الـروابط الأنسـانية


ثـلاثــة مشـاهد مـن الـتــــأريـخ كــانــت الــرجــولة فـي قمـــتها :
سيـدنا أبراهيم أبو الأنبيـاء يقـدم على ذبـح أبنـه أسماعـيل أستجـابةً لنـداء الله في منـامه
( أنْـيّ أرَىّ فِـيّ اٌلْمَنَـامْ أنْـيّ أذبَحُكْ ) وهاهو الإبن يستـجيب لذلك عن طيب خـاطر رضا الله
وللـوالدين ( يَآأبَتٌِ اِفْعَـٌلْ مَـاتـُؤْمـَرْ سَتَجـٌِدُنِـيّ إنْ شـَآء الله مِـنْ اٌلصَـٌابـِرِيّنْ )



وهاهي الخنساء الأم من عـز التـأريخ وشمـوخ الأمـة تقـدم أبناءها الأربعـة فـداء وأحتسـاباً
في سبيـل الله ورفعـة أمتـها .


وهاهي أم الشهـيد محمد بـركات من غـزة هـاشم تنتـفض رجـولة من وهن الأمة وكـبوتها
فتـودع أبنـها وتحضـه على الشهـادة في سبيـل الله ومن أجـل تحـريرالوطـن ,وأمثـلة كثيـرة بلا شك....


فمـفاهيم الـرجولة وقيمـتها عندمـا تسـود تعنـي التضحـية من أجـل الآخر في سـبيل أهـداف
سامـية عليـا, وتخـلق التكـامل والتكـافل والتضـامن في المجتـمع وتهـون معهـا صغـائر
الأمـور الـتي قـد تعـظم فـي أعين الآخـرين
سيـما أن الـرجولة لاتعـرف الجنـس ولا العـرق ولاتعـترف بهيـكل الجـسم وتراكـيبها
لـبيولوجـية والفـسيولوجـية بل تسـكن نـفس من يعشقـها وينتـشي بها ذكـراً كان أم أنثـى
من أي عرق كان ما دامت النخـوة والشـهامة هما المنـهج والصدق والثــبات هما العـنوان والجـوهر.