المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
لماذا يمكِّن الله الكافرين من المسلمين؟
لماذا يمكِّن الله الكافرين من المسلمين؟
سؤال قد يرد على الخاطر يسأله كثير من الناس اليوم في مجالسهم ومنتدياتهم،
لماذا يمكِّن الله الكافرين من المسلمين؟! ولماذا ينصرهم عليهم؟! ولماذا
ينتصر أعداء الله عز وجل على المسلمين؟! هذا سؤال قد يرد على خاطر كثير من
الناس .
والإجابة أسوقها إليك من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إغاثة اللهفان الجزء الثاني صفحة (273):
يقول رحمه الله:
(الأصل الثامن: أن ابتلاء الله بغلبة عدوهم لهم وقهرهم وكسرهم لهم أحياناً فيه حكمة عظيمة لا يعلمها على التفصيل إلا الله عز وجل،
فمنها: استخراج عبوديتهم وذلهم لله
وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله نصرهم على أعدائهم، ولو كانوا دائمين
منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا، ولو كانوا دائماً مقهورين مغلوبين
منصوراً عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة، ولا كان للحق دولة، فاقتضت حكمة
أحكم الحاكمين، أن صرفهم بين غلبهم تارة، وكونهم مغلوبين تارة، فإذا
غُلِبوا تضرعوا إلى ربهم، وأنابوا إليه وخضعوا له وانكسروا له وتابوا إليه،
وإذا غَلَبوا أقاموا دينه وشعائره، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر،
وجاهدوا عدوه، ونصروا أولياءه.
ومنها:-أي من الحكم- أنهم لو كانوا
دائماً منصورين غالبين قاهرين لدخل معهم من ليس قصده الدين، ومتابعة
الرسول، فإنه إنما ينضاف إلى من له الغلبة والعزة، ولو كانوا مقهورين
مغلوبين دائماً لم يدخل معهم أحد فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم الدولة
تارة وعليهم تارة، فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله، ومن ليس له مراد
إلا الدنيا والجاه.
إذاً: التمييز بين الصادق من غيره،
من حكم ابتلاء الله المؤمنين، تمييز الخبيث من الطيب { مَا كَانَ اللَّهُ
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ
الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } [آل عمران:179] هذا هو الأصل { حَتَّى
يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } كيف نكتشف إسلام هذا الإنسان إلا
بالابتلاءات والفتن والشدائد، هنا يتضح المؤمنون الصادقون، ويتضح المنافقون
الذين أصابوا قلوبهم بالخوف، والهلع عند الشدائد والمحن.
ومنها: أنه سبحانه يحب من عباده
تكميل عبوديتهم على السراء والضراء، وفي حال العافية والبلاء، وفي حال
إدالتهم والإدالة عليهم، فلله سبحانه على العباد في تلك الحالتين عبودية
بمقتضى تلك الحال، لا تحصل إلا بها، ولا يستقيم قلب بدونها، كما لا تستقيم
الأبدان إلا بالحر والبرد، والجوع والعطش، والتعب والنصب وأضدادها تلك
المحن والبلايا شرط في حصول الكمال الإنساني، والاستقامة المطلوبة منه،
ووجوه الملزوم بدون لازمه ممتنع.
ومنها: أن امتحانهم بإدالة عدوهم
عليهم، يمحصهم ويخلصهم ويهذبهم، كما قال تعالى في حكمة إدالة الكفار على
المؤمنين يوم أحد قال: { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ
الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ
مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ
النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ
شُهَدَاءَ } [آل عمران:139-140] إذاً من الحكمة { وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ
شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } [آل عمران:140-141] يخلصهم
من ذنوبهم، من غفلتهم، مما تراكم عليهم من الغفلة والذنوب، فإن في هذه
الابتلاءات تمحيص وتخليص وتهذيب لهم من الله عز وجل، وأيضاً اتخاذ للشهداء
منهم في مثل هذه الأمور، ثم يقول سبحانه وتعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا
مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْن
الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ
تَنْظُرُونَ * وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران:142-144].
فذكر سبحانه أنواعاً من الحكم التي
لأجلها أديل عليهم الكفار بعد أن ثبتهم، وقواهم وبشرهم بأنهم الأعلون بما
أعطوا من الإيمان، وسلاهم بأنهم وإن مسهم القرح بطاعته وطاعة رسوله، فقد مس
أعداءهم القرح في عداوته وعداوة رسوله. انتهى.
لماذا يمكِّن الله الكافرين من المسلمين؟! ولماذا ينصرهم عليهم؟! ولماذا
ينتصر أعداء الله عز وجل على المسلمين؟! هذا سؤال قد يرد على خاطر كثير من
الناس .
والإجابة أسوقها إليك من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إغاثة اللهفان الجزء الثاني صفحة (273):
يقول رحمه الله:
(الأصل الثامن: أن ابتلاء الله بغلبة عدوهم لهم وقهرهم وكسرهم لهم أحياناً فيه حكمة عظيمة لا يعلمها على التفصيل إلا الله عز وجل،
فمنها: استخراج عبوديتهم وذلهم لله
وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله نصرهم على أعدائهم، ولو كانوا دائمين
منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا، ولو كانوا دائماً مقهورين مغلوبين
منصوراً عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة، ولا كان للحق دولة، فاقتضت حكمة
أحكم الحاكمين، أن صرفهم بين غلبهم تارة، وكونهم مغلوبين تارة، فإذا
غُلِبوا تضرعوا إلى ربهم، وأنابوا إليه وخضعوا له وانكسروا له وتابوا إليه،
وإذا غَلَبوا أقاموا دينه وشعائره، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر،
وجاهدوا عدوه، ونصروا أولياءه.
ومنها:-أي من الحكم- أنهم لو كانوا
دائماً منصورين غالبين قاهرين لدخل معهم من ليس قصده الدين، ومتابعة
الرسول، فإنه إنما ينضاف إلى من له الغلبة والعزة، ولو كانوا مقهورين
مغلوبين دائماً لم يدخل معهم أحد فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم الدولة
تارة وعليهم تارة، فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله، ومن ليس له مراد
إلا الدنيا والجاه.
إذاً: التمييز بين الصادق من غيره،
من حكم ابتلاء الله المؤمنين، تمييز الخبيث من الطيب { مَا كَانَ اللَّهُ
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ
الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } [آل عمران:179] هذا هو الأصل { حَتَّى
يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } كيف نكتشف إسلام هذا الإنسان إلا
بالابتلاءات والفتن والشدائد، هنا يتضح المؤمنون الصادقون، ويتضح المنافقون
الذين أصابوا قلوبهم بالخوف، والهلع عند الشدائد والمحن.
ومنها: أنه سبحانه يحب من عباده
تكميل عبوديتهم على السراء والضراء، وفي حال العافية والبلاء، وفي حال
إدالتهم والإدالة عليهم، فلله سبحانه على العباد في تلك الحالتين عبودية
بمقتضى تلك الحال، لا تحصل إلا بها، ولا يستقيم قلب بدونها، كما لا تستقيم
الأبدان إلا بالحر والبرد، والجوع والعطش، والتعب والنصب وأضدادها تلك
المحن والبلايا شرط في حصول الكمال الإنساني، والاستقامة المطلوبة منه،
ووجوه الملزوم بدون لازمه ممتنع.
ومنها: أن امتحانهم بإدالة عدوهم
عليهم، يمحصهم ويخلصهم ويهذبهم، كما قال تعالى في حكمة إدالة الكفار على
المؤمنين يوم أحد قال: { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ
الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ
مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ
النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ
شُهَدَاءَ } [آل عمران:139-140] إذاً من الحكمة { وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ
شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } [آل عمران:140-141] يخلصهم
من ذنوبهم، من غفلتهم، مما تراكم عليهم من الغفلة والذنوب، فإن في هذه
الابتلاءات تمحيص وتخليص وتهذيب لهم من الله عز وجل، وأيضاً اتخاذ للشهداء
منهم في مثل هذه الأمور، ثم يقول سبحانه وتعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا
مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْن
الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ
تَنْظُرُونَ * وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران:142-144].
فذكر سبحانه أنواعاً من الحكم التي
لأجلها أديل عليهم الكفار بعد أن ثبتهم، وقواهم وبشرهم بأنهم الأعلون بما
أعطوا من الإيمان، وسلاهم بأنهم وإن مسهم القرح بطاعته وطاعة رسوله، فقد مس
أعداءهم القرح في عداوته وعداوة رسوله. انتهى.
|
alfahloy- كبار الشخصيات
- تاريخ التسجيل : 13/01/2013
الموقع : http://egy40.yoo7.com/
رد: لماذا يمكِّن الله الكافرين من المسلمين؟
بارك الله فيك وجزاك ألف خير
شكرا لك على الموضوع القيم
واصل ولا تحرمنا من جديدك
وفقك الله
شكرا لك على الموضوع القيم
واصل ولا تحرمنا من جديدك
وفقك الله
|
العاشق- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 16/01/2013
مواضيع مماثلة
» لماذا تأخرت حضارة المسلمين ؟
» لماذا نرى مجتمعات المسلمين أكثر المجتمعات تخلفا
» هل تعلمن لماذا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟
» لماذا يعطينا الله الرخصة؟
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
» لماذا نرى مجتمعات المسلمين أكثر المجتمعات تخلفا
» هل تعلمن لماذا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟
» لماذا يعطينا الله الرخصة؟
» لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولم يعرج به من المسجد الحرام
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى