ظلم النفس ؟

ظُلم النفس !!

يتعرض الإنسان إلى الكثير من الظلم ،

لكن أقسى أنواع الظلم ، هو أن يظلم الأنسان نفسه ،

ربما يتسأل الكثير كيف يظلم الإنسان نفسه ؟

لإن الظلم إساءة للنفس ، والأجابة بنعم ..

فحقيقة الآمر إن ظلم النفس ينجم عن الغفلة

التى يعيشها الأنسان ولايدرك إنه يسئ إلى نفسه

ظناٌ منه إنه على صواب ،

فإذا به يلحق الضرر بنفسه التى بين جنبيه

مما يؤثر سلباٌ فى كل حياته وكل من حوله..

يقول تعالى:

(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا

وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً).

[الكهف: 104] .

إن الأخطاء التى يقع فيها الأنسان هى فى الحقيقة

محاولات وسلوكيات خاطئة غير متعمدة ،

لكنه يتصورٌ إنه يحسن إلى نفسه

فى حين يحدث العكس تماماٌ ،

لهذا نطلق على هذا النوع من البشر

إنه ظالماٌ ومظلوماٌ ،

ظالماٌ لإنه يرتكب أخطاء يؤذى بها نفسه ويسيئ إليها ،

ومظلوماٌ لإنه لايدرك إنه على خطأ .

فالكثير ينساق وراء سلوكيات قد يراها عادية ،

فتسيطر على عقله وتسحق إرادته

وتمثل ظلماٌ كبيراٌ لعقله ووجدانه ،

ولا يدرك ذلك إلا بعد أن يصدم أو يتعرض لأزمات

نتيجة سلوكياته الخاطئة والغير مقبولة ..

ومن المؤسف إنه بعدما تمر أزمته ،

يعود إلى نفس أخطاءه ،

ليعيش فى حلقة مفرغة من الأزمات التى لاتنتهى ،

كأنه يعيش ضد نفسه ويعاندها

برغم مايملك من مقومات ومستوى ذكاء يؤهله

لفعل الأفضل لنفسه ولمن حوله .

وأصعب أنواع الظلم أن يظلم الأنسان نفسه

لأنه بذلك لايظلم نفسه فحسب

فإنه يظلم غيره بإرادته أو بغير إرادته ،

بعلمه أو بغير علمه ،

متجاهلاٌ إن نفسه لاتستحق منه ذلك ،

وإنما تستحق أن يحسن إليها وإلى الناس .

ووما لاشك فيه إن من يظلم نفسه ،

فهو يجهدها دون طائل أو عائد إيجابى ،

مما يجعله يحيا فى مناخ من التوتر والضيق والقلق والخوف ..

لذا فالأنسان يجب أن يحرص على عدم ظلم نفسه

وظلم الآخرين مهما كان بداخله من خير..

فالنفس أغلى مايملكه الأنسان

ويجب عليه مراجعتها وألا يخجل من الإعتذار صراحة ،

ويفكر جيداٌ قبل أن يقبل على أى سلوكيات ،

حتى لايندم قبل فوات الآوان .