المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
بعد رحيل العشر الأول
بعد رحيل العشر الأول
ها هي العَشر الأول من رمضان رحلت أو أوشكت على الرحيل ، وثمة حديث
يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع ، تُرى ما ذا حفظت لنا ؟ وما ذا حفظت
علينا ؟ إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع .
يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع ، تُرى ما ذا حفظت لنا ؟ وما ذا حفظت
علينا ؟ إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع .
- أول هذه التساؤلات كم تبلغ مساحة هذا الدين من اهتماماتنا ؟ هل
نعيش له ؟ أم نعيش لأنفسنا وذواتنا ؟ كم نجهد من أجله ؟ كم يبلغ من
مساحة همومنا ؟ إن العيش في حد ذاته يشترك فيه الإنسان مع غيره من
المخلوقات ، ولا ينشأ الفرق إلا عندما تسمو الهمم ، وتكبر الأهداف .
وعلى أعتاب العَشر الثانية آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل
{ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف }
.
فالسابقون مضوا والسير حفظت لنا قول بكر بن عبد الله : من سره ينظر
إلى أعلم رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى الحسن فما أدركنا أعلم منه
، ومن سره أن ينظر إلى أورع رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى ابن
سيرين إنه ليدع بعض الحلال تأثماً ، ومن سره أن ينظر إلى أعبد رجل
أدركناه فلينظر إلى ثابت البناني فما أدركنا أعبد منه ، ومن سره أن
ينظر إلى أحفظ رجل أدركناه في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمع
فلينظر إلى قتادة .
وليت شعري أن نكون وإياك أحد هؤلاء . - سؤال آخر يتردد : حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان تساؤلنا
: هل لا زالت قلوبنا تجل الشهر ؟ وتدرك ربيع أيامه ؟ أم أن عواطفنا
عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات ، ضعيفة في أوقات الطاعات ، ورحم
الله سلفنا الصالح فلكأنما تقص سيرهم علينا عالماً من الخيال حينما
تقول : قال الأوزاعي : كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت
لأحد من التابعين ، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة ، عشرين منها
لم ينظر إلى أقفية الناس . وكانت امرأة مسروق تقول : والله ماكان
مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام ، وكنت
أجلس خلفه فأبكي رحمة له إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك
الصلاة ، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف
.
قال أبو مسلم : لو رأيت الجنة عياناً أو النار عياناً ما كان عندي
مستزاد ، ولو قيل لي إن جهنم تسعّر ما استطعت أن أزيد في عملي .
وكان يقول : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ،
والله لأزاحمهم عليه حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً .
وفي ظل هذه الأخبار تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت ؟ وكم نافلة في
صراع الأعمال تاهت ؟ تُرى كم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا ؟ تُرى
كم هي الخيانة التي عاثتها أعيننا في رحاب الحرمات . كم خطت أقدامنا
من خطو آثم ؟ كم ، وكم ، من عالم الحرمات هتّكت فيه الأسوار بيننا
وبين الخالق ؟ والمعصية أياً كانت ، حتى لو عاقرناها في ليالي رمضان
فلا تبقى خندقاً تحاصركم ، وهي كما قال بعض العلماء :
( أي خلال المعصية لا تزهدك فيها ؟ الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين
تواقعها ، وليس يضيع سدى ، بل يصبح شؤماً عليك ؟ أم الأخدود الذي
تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيء والإدمان
الخبيث ، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها
، ويشك إليها ؟ أم استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها
وغبطتها ، أم اعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما
وقعت ، أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار
والعصاة ، أم الخوف من تحول قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت
وكرباته وغصصه ، فياولك إن مت على غير ملة الإسلام ! ) - سؤال ثالث يتردد معاشر الدعاة والمصلحين والمربين عُدوا لي بارك
الله فيكم في شهر رمضان فقط : ما ذا قدمتم لمجتمعاتكم من خير ؟ دينكم
الذي تتعبدون به هل نجحتم في طريقة عرضه ؟ فالبائع ينجح بقدر ما يحسن
في طريقة العرض ، وأنتم أولى هؤلاء بحسن الطريقة ، ونوعية التقديم .
مجتمعاتكم بكل من فيها ما ذا قدمتم لها ؟ مسجد الحي ، وجيران البيت ،
وأقارب الأسرة ، أولى الناس بمعروفك فأين هم من مساحة اهتماماتك
؟
أسئلة تتردد على الشفاه ..
أو ليس رمضان فرصة سانحة للإجابة عنها ؟
أملي أن يكون ذلك .
وكل ما أرجوه أن لاتخرج نفسك أخي الفاضل من قطار الدعاة والمصلحين
والمربين أياً كنت ، وفي ظل أي ظروف تعيش ، فالمسؤولية فردية. وعندما
نحسن فن التهرب من المسؤولية نكون أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا ،
ويحاول إخراجنا من التيه الكبير .
يقول أبا إسحاق الفزاري : ( ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري ، فأما
الأوزاعي فكان رجل عامة ، وأما الثوري فكان رجل خاصة ، ولو خيّرت لهذه
الأمة لا خترت لها الأوزاعي ) . - وأخيراً : رحلت العَشر الأول ولئن كنا فرطنا فلا ينفع ذواتنا بكاء
ولا عويل ، وما بقي أكثر مما فات ، فلنري الله من أنفسنا خيراً ،
فالله الله أن يتكرر شريط التهاون ، وأن تستمر دواعي الكسل ، فلقيا
الشهر غير مؤكدة ، ورحيل الإنسان مُنتظر ، والخسارة مهما كانت بسيطة
ضعيفة فهي في ميزان الرجال قبيحة كبيرة . فوداعاً ياعشر رمضان الأول ،
سائلاً الله تعالى أن يكتب لك النجاة ، وأن يجعلك في عداد الفائزين ،
وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير . والله يتولاك .
|
مسك الجنة- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 05/04/2010
مواضيع مماثلة
» وقفات بعد رحيل رمضان
» الوصايا العشر في الأيام العشر
» رحيل بلا وداع
» وقفات عند رحيل رمضان
» وقفات بعد رحيل رمضان
» الوصايا العشر في الأيام العشر
» رحيل بلا وداع
» وقفات عند رحيل رمضان
» وقفات بعد رحيل رمضان
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى