فى داخلى!!!!!!!

فى داخلى :
طفل صغير يجرى فى كل الاتجاهات رغبة منه ان يلفت الانظار اليه ان تتعلق به
عيون الناس فيشعر وكأنه ملك الارض كلها يلعب ويلهو كما يحلو له دون ان يفكر
اهذا خطر عليه ام لا . يصنع طائرته الورقية ثم يطلقها الى السماء ولا ينظر
الا اليها وكأنه ينظر الى اماله وطموحاته . أو ان يكون وحيدا بعيدا معزولا
عمن حوله لايرغب حتى فى سماع ضجيجهم له عالمه الخاص الذى لايفهمه الا هو .
أو أن يقلد كل الناس حوله ويردد كلامهم بلا وعى أو تفكير دون منطق سوى
رغبته فى تكرار كلامهم وافعالهم .

فى داخلى :
شابا مقبلا على الحياة ملىء بالتفاءل ولايرى من الدنيا الا حلاوتها وجمالها
وان تعثرت معه بعض الايام فإنه يغض البصر عنها سريعا ويعتبرها مرحلة
والاجمل ما هو قادم فى المستقبل . شابا يرفض النصيحة ولايعترف الا بتجربته
الشخصية وكأنه يمل من روتين الهدوء و الاستماع الى الحكمة ممن شاب شعرهم
ولهم تجارب قبله بل هو يهرب منهم احيانا ولايعترف الا بتجاربه الشخصية فقط
فلو فشل فيحدد اسباب فشله ويتلافاها فى التجربة القادمة برغم انه سمع هذة
الاسباب من اشخاص سبقوه الى تجربة مماثلة.

فى داخلى :
رجل حكيم عاقل متزن يعشق الهدوء ويحب ان يتأمل امواج البحر ويعرف انه ملىء
بالأسرار ولكنه ليس لديه الجرأة على ان يخوضه فقط هو يكتفى بمتعة التأمل .
يحب ان يجلس يستمع الى الاخرين وحديثهم ثم يلخصه لهم وبعد ذلك يسرد تجربته
هو بكل حكمة ورزانة وهدوء . يعرف ان النهاية قد اقتربت وان ماتبقى يستحيل
ان يكون مثل مافات وان عليه الاستعداد للرحيل وانتظار دوره وهو فى سبيل ذلك
يحاول ان يرضى ربه ويتقرب اليه بالدعاء ان يعامله بفضله ولايعامله بعدله
فقد ظلم نفسه فى عمره ومهما قدم من عبادات فليس له امل الا رحمة الله.

فى داخلى :
عاشق يحب الجمال وتعجبه الكلمات الرقيقة والمشاعر الدافئة يلمس الجمال فى
كل شىء حوله فى الطبيعة فى هذا اللون الاخضر الهادىء وتخطف نظره الطيور فى
السماء تطير من مكان لأخر وكأنه يلمس فيها الحرية التى يحبها . عاشق
لإبتسامة الطفل الصغير ويعتبرها دنيا ضحكت له وازاحت عنه كل احزانه تلك
الابتسامة البريئة الطاهرة التى لم تلوثها الدنيا بمصالحها ودنوها . عاشق
لمحبوبته ويلقى عند اعتابها كل احزانه وهمومه فهى ملاذه من شرور الدنيا
واحقاد الناس وهى التى تمنحه الامل فى غد افضل بنظرات عينيها وكلامها
الساحر.

فى داخلى :
مجنون يتحدث الى نفسه ولا يرى أن ذلك سولكا غريبا ويقف كل يوم أمام المرآه
ويتفحص وجهه ويلوم نفسه لدرجة الاحتقار على مافعله بالأمس أوما كان يفكر به
ويبكى دون سبب الا لأنه يشعر أن دموعه تغسل قلبه من خطاياه من ذنوبه من
أفكاره من تصرفاته فقط يرتاح عندما يبكى فهل البكاء راحة أم انه شعور ورغبة
فى تصفية النفس كما تهطل الامطار فتصفى الجو من الشوائب فيكون نقيا نشعر
به فى صدورنا . أو ان يجلس مهموما فيتحدث اليه كل من حوله ويسألونه عما به
ولماذا هو حزين ومهموم ؟ ولايجيب فقط يكتفى بالنظر اليهم ويتسأل داخل نفسه
هل صحيح انكم لاتعرفون هل لاتعلمون الاجابة حقا ؟

فى داخلى :
كل هذا واكثر من هذا فأنا دواء كيميائى مركب من مواد عديدة وخواص مختلفة او
أنا معادلة رياضية لها نتيجة نهائية وخاضعة للتعديلات طبقا لتقدم الزمان
أو انا شكل هندسى قد اكون شبه منحرف فلا يمكن ان اكون مربع متساوى الاضلاع
وأغلب الظن اننى دائرة امشى على اطرافها ويجذبنى احيانا مركزها وانا اقاوم
ان اجلس فى المنتصف وبين عملية الجذب و رغبتى فى الوصول الى حدود الدائرة
امشى فى الفراغ فأشعر اننى تائه بلا صديق واننى يجب ان اقاوم أكثر لأصل الى
اطراف الدائرة وامشى على حدودها.