المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
تأملات وعبر من حياة نبي الله صالح (ع)
تأملات وعبر من حياة نبي الله صالح (ع)
نحن لا زلنا في ضيافة الأنبياء السلف الذين يقص رب العالمين عز وجل قصصهم، لعبرة في حياتنا.. والآن نحن في ضيافة نبي من أنبياء الله عز وجل، وهو صالح عليه السلام، الذي كان نبياً في قومه، وهم ثمود.. {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}.
إن الإنسان عندما يقرأ كتاب رب العالمين، بنظرة المتأمل المتفحص؛ تفتح له أبواب من المعرفة، لم يكن ليعلم بها قبل ذلك.. لاحظوا هؤلاء القوم، الذين كانت عاقبتهم الدمار، والصيحة.. وقد أمهلوا ثلاثة أيام، وبعد ذلك نزلت عليهم الصيحة القاتلة.. ومع ذلك فإن القرآن يعبر بـ{أَخَاهُمْ صَالِحًا} فكم لطفُ ربِّ العالمين كبير في دفع الناس إلى الهداية!.. ويقال بأن بعثة نبي الله صالح، كانت في مرحلة من مراحـل بلوغ القوم درجة عالية من الفساد.. والله سبحانه وتعالى رأفةً بعباده، يرسل إليهم هذا النبي الذي -كدأب الأنبياء السلف- أطال باله ودعاهم، وأخرج لهم -كما في بعض الروايات- ناقة من الجبل.. ولهذا قال بأنها آية من آيات الله عز وجل.
إن النبي عندما يأتي لقوم -سواءً نبينا الخاتم، أو الأنبياء السلف- شعــارهم الأول هو التوحيــد: {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}.. ولو أننا ترجمنا التوحيد بكل أبعاده في حياتنا، لاستقامت أمورنا.. إن المعصية، وهي حركة جوارحية.. والخيالات الباطلة، وهي حركة جوانحية.. كل ذلك يعود إلى عدم التوحيد.. والذي يرى الله كبيراً في نفسه، فيصغُرُ كل شيءٍ في عينه.. وبالتالي لا خيال فاسد، ولا همّ في المعصية.. فالذي يرى الله عز وجل حاضراً، ومهيمناً، ورقيباً، وعتيداً، ومجازياً، ومثيباً، ومنتقماً، وجباراً… هل ينقدح في نفسه الميل إلى المعصية؟.. فالتوحيد هو منبع البركات في كل شؤون الحياة.. وقلّ من يصل إلى درجة التوحيد القصوى، والتوحيد الجامع.. ولهذا فإن الأنبياء لا يبدؤون من الذيل، بل يبدؤون من الرأس.. فلم يأتوا بالصلاة والصيام والتشريعات، إنما بدأوا بالأصل الأول من أصول الدين وهو التوحيــد.
{هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}.. أي يا قوم!.. ألا تذكرون هذه النعمة الإلهيـة؟.. حيث أنه طلب منكم عمارة الأرض.. فهذه الحضارة أذهلت العقول، وجعلت الناس يخلطون بين التمدن والعمارة والعمران، وبين الثـقافة والدين.. إن هذا الإنسان استعمره الله عز وجل في الأرض، فأخرج له المعادن من الأرض، وألهمه الفكر الذي ينسق به بين أنواع المعادن، ويستغل الوقود الذي فيها، ويستخرجه من باطنها، ويجعله في الأجهزة، وإذا بها تتحرك.. فالفضل لله تعالى رب العالمين، الذي استعمرنا، والذي مكننا من هذه السيطرة على الطبيعة.. فإذا كان هذا المستعمر -بالمعنى القرآني، أي طالب العمارة- له دينه المنحرف، وله أخلاقياته المنحرفة، فلماذا نخلط بين هذا وذاك؟.. فهذا من هبات رب العالمين، وذاك من انحراف نفسه.. فلا ينبغي أن نخلط بين العالمين فنُغَشَّ بذلك.. فإذن، إن المُسْتَعمِرُ هو رب العالمين، الذي طلب العمارة في الأرض، وأعطانا مواد العمارة.. فأنزل الحديد فيه بأس شديد.. وعليه، فإن تذكُّرُ هذه النعم من دواعي التوحيد.
ثم تقول الآية -وهنا لفتة قرآنية ملفتة جداً-: {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ}.. في ذهن الناس أن الاستغفار هو التوبة، فلمـاذا (ثم) وبأداة التراخي، وكأن هناك مرحلة بعد مرحلة؟.. فهنالك استغفار، وهنالك توبة.. نعم، هنالك مرحلتان، ولو التفتنا إلى ذلك: {فَاسْتَغْفِرُوهُ}.. بمعنى تذكروا المعاصي، والندم على ما مضى.. ثم بعد ذلك لا بد من نقلة أخرى { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ}.. أي ارجعوا إلى الله عز وجل.. فإذن، لا بد من حركة مبرمجة منظَّمة للسير إلى الله سبحانه وتعالى.. هذا هو الذي يحبه البعض، ويتمناه من السير إلى الله عز وجل، وهي دعوة قرآنية "توبوا" أي ارجعوا إليه.. وبعد أن استغفرتَ من ماضيك الأسود، الآن برمج للحركة إليه.
{إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}.. فأنت إذا طلبتَ من الله عز وجل، سوف لن يخيّب رجاءك.. (وقد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك، عزم إرادة يختارك بها).. (وإنك لا تحتجب عن خلقك، إلا أن تحجبهم الأعمال دونك).. يلاحظ أن هذه المعاني العرفانية الدقيقة، ممزوجة بدعوة الأنبياء إلى مثل ثمود.. حيث أنه يتكلم مع ثمود، ويعطيهم برنامجاً عاماً أساسياً، ثم إشارات لمن كان له قلب، ثم دعوة للاستغفار ثم للتوبة.
{قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا}.. أي كنا نظن بك خيراً، والآن تأتينا بدعوة التوحيد.. ما مشكلة دعوة التوحيد؟.. {أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}.. إن هذه الحالة حالة مستنكرة في (هود) في (قوم) ثمود.. إن أحدنا في حياته اليومية يعيش هذه الحالة الثمودية.. كأن يرى جماعته على نمط من الغفلة عن الله عز وجل.. ويرى الناس يعبدون الله هذه العبادة الظاهرية، التي لا تطابق في كثيرٍ من الأوقات حتى الرسالة العملية.. وإن طابقت ماذا عملت في لمرحلة بعد ذلك، لكي تتعرف على صاحب الصلاة.. آمنتَ به، ولكن لم تعرفه، فالإيمان شيء، والإقرار بوجوده شيء، والتعرف عليه شيء آخر.. في مملكة من الممالك، الشعب كلهم يعتقدون بوجود المـلك، لأنهم يرون آثاره، ويرون أعوانه، ويرون جنده.. ولكن هل كل من في المملكة يتعرف على السلطان، ويعرف ثقافته، ويعرف عائلته، ويعرف تاريخه مثلاً.. ولكن أين الإيمان من تلك المعرفة التفصيلية؟..
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ}.. سلوا الله عز وجل أن يعطيكم البينة والرحمة!.. البينة، لكي تروا الطريق.. والرحمة، لكي يدفعك في الطريق.. فإذا حاز الإنسان على مرتبة البينة والرحمة، سلك إلى الله عز وجل من دون أي تعثر.. إن هذا النبي كالأنبياء السلف، يأتي من زوايا مختلفة: النصيحة، والتوجيه، والبرهان، والاستعطاف.. وأخيراً الآية، والحجة التكوينية {وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}.. إن النوق على هذه الأرض، كلها نوق الله، كلها مخلوقة لله عز وجل.. ولكن هذه الناقة منتسبةً إلى الله انتساباً تشريفياً.. والناس كلهم عباد الله، ولكن الإنسان يتخصص في التقرب إلى مولاه، ليصبح عبدَ الله، وليصبح منتسباً إلى الله عز وجل.. الناقة تخرج من بطن الجبل، وبأمرٍ من الله عز وجل، فالقرآن لا يستنكف أن يسمي هذه الناقة {نَاقَةُ اللّهِ}.. فالإنسان إذا خرج من بطن عالم الطبيعة وانتسب إلى ربه، فإن رب العالمين يباهي الملائكة، ويفتخر بأن يقول: هذا عبد الله، وهذا عبدي.. ولهذا، فإن في صلاة الليل، عندما يرى عبده نائماً في صلاته، يباهي به الملائكة: قال النبيّ (ص): (إنّ ربّك يباهي الملائكة بثلاثة نفر: ... ورجلٌ قام من الليل يصلّي وحده، فسجد ونام وهو ساجدٌ، فيقول: انظروا إلى عبدي!.. روحه عندي وجسده ساجدٌ لي).. فهو يترنح يميناً وشمالاً، لكي يرضي رب العالمين بأمر لم يوجبه عليه.
{فَعَقَرُوهَا}.. وتعدوا على ناقة الله عز وجل، {فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}.. فكيف بمن تعدى على عبد من عباد الله عز وجل؟.. فإذا نزلت بعض صور العذاب على قتلة الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وهو إمـــامٌ منتسب إلى الله تعالى.. العبد الذي حقق أرقى صور العبودية، لماذا يكون هذا العمل مستنكرا؟.. وأنتم تعلمون بأن الله عز وجل، لا يأخـذ إلا قسماً من الثأر في زمان ظهور ولده المهدي.. وقسم من الثأر الإلهي لا يتجلى إلا يوم القيامة، عندما تأتي فاطمة وتقول: (إلهي وسيدي!.. احكم بيني وبين من ظلمني.. اللهم!.. احكم بيني وبين من قتل ولدي).
{تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ}.. ولكن عاقبة هذه المتعة هي الصيحة.. إن الذين في هذه الأرض يتمتعون صباحاً ومساءً، وخاصةً هذه الأيام.. إن هؤلاء مساكين كقوم صالح –كثمود- يتمتعون أياماً قليلة، والصيحة في انتظارهم.
{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}.. إنه أمر الوفـــاء الإلهي.. فنوح مع مَنْ آمن معه، ولوط مع مَنْ آمن، وصالح مع مَنْ آمن.. ففي خضم الأحـداث، وفي أعظم النكبات، إن رب العالمين ينجّي عباده، فهو غيور على أوليائه.. وعليه، فإنه ينبغي على المؤمن ألا يخف ولا يحزن في كل تقلبات الحياة، ما دام يرى الله عز وجل له ولياً، فإنه كما أنقذ أصحاب نوحٍ، وأصحاب لوطٍ، وأصحاب صالح.. فإنه ينقذه.
{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا}.. أي كأنهم لم يقيموا في هذا البلد.. فهؤلاء غرتهم الحياة الدنيا {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ}.
|
nova_mima- كبار الشخصيات
- تاريخ التسجيل : 19/03/2012
رد: تأملات وعبر من حياة نبي الله صالح (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
رد: تأملات وعبر من حياة نبي الله صالح (ع)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونسأل الله أن يصلح أحوال بيوت المسلمين
جزاكم الله خيرا ونسأل الله أن يصلح أحوال بيوت المسلمين
|
ايوب- مشرف
- تاريخ التسجيل : 14/10/2011
مواضيع مماثلة
» قــــــبل المشاهدة قل الله اكبر ماشاء الا الله أهمية الصلاة في حياة المسلم
» من أقوال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
» العلاّمة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
» آثار مدائن نبي الله صالح - ديار قوم ثمود
» الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
» من أقوال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
» العلاّمة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
» آثار مدائن نبي الله صالح - ديار قوم ثمود
» الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى