مضت السنون

مضت السنون و ما زلت كما أنا
أُسائل الغيوم أين أخفيت القمر؟!
مضت أزمان منذ رأيت خيالهُ
يمشى بيننا كما يمشى البشر
ذرعت ربوع الوادى و القمم العلا
و بحثت فى البحار له عن أثر
و قضيت نهارى فى ظلامٍ موحشٍ
و سلوا ليلِى كم أعيانى السهر
و ظللت أُقرض فيه الشعر علّنى
يوماً أجده أو يعلونى الكَبَر
فإن إشتعل الشيب برأسى علّهُ
يطفىء ما تحت العظام من شرر
يسائلونى عارفىّ و ما همُ
بمنصفىّ,(ألا يُنسى السفر؟!)
لو كان قيساً مثلكَ قد وَلِه
لكان حبه فى البعد قد فتر
قلت ما كان قيساً عارفاً لها
و ما كانت ليلى لتعطر المطر
فمُنيتى كانت تفيض دلالاً
إن مست جبالً يذوب الحجر
تهفوا العيون إلى مكانها
فإذا بالنور قد أغشى البصر
إن كان فى لقائها هلاكى
لما ترددت و أخترت الضرر
إنما يُهوِن علىّ علمى
بأن الجنّة جزاء من صبر