https://www.ahladalil.org
مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب 829894
ادارة المنتدي مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب 103798
https://www.ahladalil.org
مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب 829894
ادارة المنتدي مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب 103798
لقد نسيت كلمة السر
منتديات تقنيات
1 / 4
تقنيات حصرية
2 / 4
اطلب استايلك مجانا
3 / 4
استايلات تومبلايت جديدة
4 / 4
دروس اشهار الموقع

المواضيع الأخيرة
»   Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
»   Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف wisam الإثنين 22 أغسطس 2011, 21:10

بسم الله الرحمان
الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,اللهم علمنا علما
ينفعنا ونفعنا بما علمتنا ورزقنا الإخلاص في القول والعمال ,اللهم النصر
الإسلام والمسلمين وخذل أعدائك أعداء الدين اللهم برم لهذه الأمة أمر رشدا
وخلافة رشيدة يذل بها أهل معصيتك ويعزوا بها أوليائك أمين ,
إخواني
الأعزاء أشارك معكم بهذا الموضوع واتني أن تكون مشاركة مفيدة أن شاء الله
:مفهوم لا اله إلا الله ,لشيخ الفاضل المجاهد محمد قطب ,جزاه الله عنا وعن
المسلمين حير الجزاء .


إن
لا إله إلا الله هي دعوة الرسل جميعا - صلوات الله وسلامه عليهم - من لدن
آدم ونوح إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - وموقف الجاهلية تجاهها موقف واحد
لم يتغير خلال التاريخ : موقف الرفض والصد والإعراض والجنوح ..
فما الذي فيها يدعو الجاهلية إلى اتخاذ هذا الموقف الموحد خلال التاريخ ، وخاصة من جهة الملأ المستكبرين في كل جاهلية .
(
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ
مُبِينٌ أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ
عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ
إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ
عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ) ( ) .
( وَإِلَى
عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكـُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْـرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ) .. ( قَالُوا
يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا
عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ) ( ) .
( وَإِلَى
ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ
فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ
مُجِيبٌ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا
أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ
مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) ( ) .
( وَإِلَى مَدْيَنَ
أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي
أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ )
.. ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُـكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا
يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ
إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) ( ) .

ولم تكن
الجاهلية العربية بدعا من الجاهليات تجاه ذات الدعوة التي أرسل بها كل رسول
من قبل . فلماذا وقفت الجاهلية العربية هذا الموقف العنيد ، وأبت ذلك
الإباء ، كما وقفت كل جاهلية من قبل ؟
أمن أجل الكلمـة ؟ أم من أجل
مدلولها ومقتضاها ؟ وماذا كان مدلولها في حسهم بالضبط ؟ وما الفارق - حسب
مدلول الكلمة - بين صورة حياتهم التي كانوا عليها وبين الصورة التي
يُدْعَوْن إليها ، أو يتوقعون أن تكون عليها حين يدخلون في لا إله إلا الله
؟
أما الكلمة في ذاتها - بغير مقتضى ولا مدلول - فلا يتصور من قريش
خاصة أن تقف من أجلها موقف العناد الشديد كله الذي وقفته ، وتخوض من أجلها
ذلك الصراع كله الذي خاضته ، حتى يفلت الأمر من أيديها ، ويقتل من صناديدها
من يقتل .. كما لا يتصور من بقية العرب كذلك أن يخوضوا صراعا هائلا من أجل
كلمة ، لو كانت تلك الكلمة لا تغير من حياتهم شيئا ، ولا تقدم ولا تؤخر .
فأما
قريش ، فإن القبيلة التي كان يولد فيها شاعر كانت تتيه فخرا على بقية
القبائل ، فكيف بالتي يخرج منها نبي ؟ ! وقد كان لقريش خاصة زعامة " دينية "
تعطيها في الوقت ذاته مركزا سياسيا واقتصاديا متميزا ، ومولد نبي فيها
يزيد الزعامة الدينية بروزا ، ومن ثم يؤكد المركز السياسي والاقتصادي
ويزيده وثاقة .
فلماذا رفضت قريش أن تنطق الكلمة .. لو أنها مجرد كلمة تقال ؟ !
ولقد
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب وهو يناشده أن يسلم :
قلها يا عم ! كلمة أشفع لك بها عند الله ! فهل كان يتصور من أبي طالب أن
يرفض الكلمة لو أنها مجرد الكلمة ، أي لو لم يكن لها مقتضى ، ولا يترتب على
قولها تغيير ؟ أم إنه رفضها من أجل ما يترتب على التلفظ بها من تغيير كامل
في منهج الحياة كله ، وفي كل جزئية من جزئياته ؟
تلك بديهية لا نحسبها موضع جدال .
لقد
كان البون شاسعا جدا بين صورة حياتهم التي كانوا عليها والصورة التي يدعون
إليها ، وكانت معارضتهم لهذه الدعوة متعددة الصور متعددة الأسباب :
كانوا يكذبون بقضية الوحي ..
ويكذبون بالبعث والحشر والحساب والجزاء ..
وكانوا يرفضون أن يجعلوا الآلهة إلها واحدا ..
وكانوا يرفضون أن يتركوا ما عليه آباؤهم ويتبعوا ما أنزل الله ، وأن يكون حلالهم وحرامهم ما أحل الله وما حرم الله ..
وذلك
فضلا عن الأمور " الخلقية " الأخرى كالخمر والميسر والزنا والقتل والسلب
والنهب ووأد البنات وأكل مال اليتيم والظلم المتفشي بينهم والبغي بغير الحق
..
باختصار .. كانوا يرفضون أن يتلقوا " الدين " من عند الله ، بمعناه
الواسع الشامل ، الذي يشمل الاعتقاد والشعائر والتحليل والتحريم ،
والأخلاقيات والتصورات ، كما يرفضون أن يلتزموا بما يلزمهم به الدين المنزل
من عند الله .
وكانت أهم القضايا التي ركز عليها القرآن قضيتان
رئيسيتان ، تجمعان في طياتهما جميع القضايا : قضية توجيه العبادة لله
الواحد ، وقضية اتباع ما أنزل الله في التحليل والتحريم :
(
وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا
سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا
لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) ( )
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) ( )

ويلخص القرآن موقف الشرك في هاتين القضيتين تلخيصا دقيقا في سورة الأنعام وسورة النحل :
(
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا
آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا ) ( ) .
( وَقَالَ الَّذِينَ
أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ
نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ
فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ
الْمُبِينُ ) ( ) .

فالشرك يتمثل - في صورته الاعتقادية - في
الاعتقاد بوجود آلهة أخرى غير الله ، وفي صورته العملية في التوجه بالعبادة
لغير الله ، والتحريم والتحليل من دون الله .
وهذا الذي من أجله رفض المشركون العرب أن ينطقوا بلا إله إلا الله .
* * *
أشرنا
فيما سبق إلى أن هذا الموقف - موقف الرفض والصد - لم يكن خاصا بالجاهلية
العربية وحدها ، إنما هو أمر عام في كل الجاهليات التي كانت من قبل . وآيتا
سورة الأنعام وسورة النحل اللتان ذكرناهما آنفا تشيران إلى ذلك :
" كذلك كذب الذين من قبلهم " .
" كذلك فعل الذين من قبلهم " .
كما
أن قصص الأنبياء تشير كلها إلى هذه الحقيقة التاريخية . ففي كل جاهلية
أرسل إليها رسول نجد " الملأ " يسارعون إلى التصدي للرسول وتكذيبه ومحاول،ة
تخذيله عن دعوته ، ونجد " الجماهير " المستضعفة تتبع سادتها - إلا القليل
منهم - وتصد عن السبيل .
وقد ترفض الجماهير أن تترك مألوف عبادتها من
الآلهة المتعددة ، لأن الجماهير - في جاهليتها - تكون أكثر التصاقا بعالم
الحس . وهذه الآلهة المحسوسة القريبة تلبي انحرافاتها الجاهلية ، وتجعلها
تحس كلما رأتها أو لمستها أو قدمت لها القرابين أو شعائر التعبد ، أنها
قريبة من آلهتها قربا ماديا محسوسا !
وأما الملأ - وهم أكثر تنورا وأكثر
استعلاء عن الجماهير - فإن الذي يحركهم لمحاربة الرسول المبعوث إليهم ليس
قضية الآلهة المزعومة بقدر ما هو قضية " السلطة " !
إن ولاءهم لهذه
الآلهة صوري أكثـر مما هو حقيقي ! وإن دفاعهم عنها - مهما بدا حارا - لا
ينبعث من الاعتقاد بألوهيتها بقدر ما ينبعث من كونها هي الأداة التي
يستعبدون باسمها الجماهير ، ويعطون أنفسهم سلطانا مقدسا مستمدا من قداستها
في نفوس الجماهير !
أما القضية الحقيقية بالنسبة إليهم فهي قضية
الحاكمية : من يحكم هذه الجماهير ؟ هم ؟ أم الله - سبحانه وتعالى - عن طريق
تحكيم شريعته ؟
هذه هي القضية الحقيقية التي تستفز الملأ في كل جاهلية ليحاربوا دعوة لا إله إلا الله .
إن
السلطة التي في أيديهم ، سلطة التشريع التي يحكمون بها الجماهير -
ويستذلونهم بها - ليست سلطتهم أصلا ، إنما هي حق الخالق الرازق المنعم
المتفضل ، الذي خلق ، ثم رزق وأنعم وتفضل ، فكان من حقه وحده أن يحل ويحرم ،
وأن يبيح ويمنع ، وليس لأحد غيره أن يشرع - أي يحل ويحرم - إلا أن يكون
خالقا مثل الله ، رازقا مثل الله ، منعما متفضلا مثل الله . والله ( لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ( ) .
( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُون ) ( ) .
( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى
تُؤْفَكُونَ ) ( ) .
ولكن
" الملأ " يتجاهلون هذه الحقيقة ، ويتجاهلون أسسها " الاعتقادية "
ومقتضياتها العملية ، حين يستبدون بالسلطة - سواء حكموا بالدكتاتورية
الصريحة أم من وراء ستار كما هو الحال في " الديمقراطية " ( ) ، وسواء
استجابوا لشهوات الجماهير وأهوائهم أم اكتفوا بشهواتهم هم وأهوائهم ( ) -
ويظلون يؤصلون سلطانهم " بأنظمة " للحكم و " دساتير " عرفية أو مكتوبة تجعل
لهم الحق في التحليل والتحريم ، والإباحة والمنع ..
حتى إذا جاء رسول من عند الله يقول : " لا إله إلا الله " " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره " يتغير الموقف كله !
إن
الملأ قد يختصمون فيما بينهم أيهم الذي يتولى " السلطة " ويستعبد الجماهير
. وقد يختصمون فيما بينهم وبين الجماهير - كما حدث في الديمقراطية - أي
قدر من السلطة يحتفظون به في أيديهم وأي قدر يسقطونه فُتَاتاً تتلهى به
الجماهير . أما حين يأتي الرسول الذي يقول : " لا إله إلا الله " " اعبدوا
الله ما لكم من إله غيره " فإن جوهر القضية يتغير .. وتصبح القضية هي نزع
السلطة أصلا من أيدي الملأ ، بل من أيدي البشر جميعا ، وردها إلى الله صاحب
السلطان ، صاحب الحق في المنع والإباحة ، والتحليل والتحريم !
ومن أجل
ذلك يفزع " الملأ " من دعوة لا إله إلا الله أضعاف أضعاف ما يفزعون من
منازعيهم على السلطان الأرضي ، ويجندون طاقتهم كلها لمحاربة الدعوة ،
ويستخدمون الجماهير ذاتها من بين الأدوات التي يستخدمونها لهذه الحرب ،
بتزييف الحقائق لها تارة ، وتارة بالإرهاب !
(
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي
أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ
الْفَسَادَ ) ( ) .
( ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى
وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ بِآياتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا
وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا
قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ
لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا
بِمُؤْمِنِينَ ) ( ) .
( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ) ( )
.
* * *
وفي
مكة كانت القضية هي ذات القضية .. وكانت قريش هي " الملأ " الذي يتصدى
للدعوة بالصد والحرب . ولم تكن في حقيقتها حربا بين قريش ومحمد - صلى الله
عليه وسلم- إنما كانت حربـا بينهـم وبين " الدعوة " التي يحملها رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - :
( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) ( ) .
وفي
ذروة المعمعة أرسلت قريش رسولها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يعرض عليه الملك والمال ومتاع الأرض كله على أن يتخلى عن تلك الدعوة ! فلم
تكن العداوة بينهم وبين شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما نجمت
العداوة من تمسكه بهذه الدعوة وعدم تخليه عنها ، وهم لا يطيقونها ولا
يصبرون عليها ! ثم كان لا بد أن تتحول في النهاية إلى معركة بينهم وبين
ممثل الدعوة - عليه الصلاة والسلام - ..
* * *
ثم شاء الله أن يؤمن
من آمن بلا إله إلا الله ، فكان منهم ذلك الجيل الفريد في التاريخ .. فكيف
كانت لا إله إلا الله في حياتهم ، وكيف كان مدلولها لديهم ؟ !
هل كانت
مجرد تصديق بأن الله واحد - سبحانه وتعالى - وأنه لا إله غيره في هذا الكون
العريض كله ؟ أو كانت مجرد تصديق بالقلب وإقرار باللسان ؟ !
أم كانت في نفوسهم وفي واقع حياتهم شيئا أضخم من ذلك بكثير ، وأعمق من ذلك بكثير ، وأشمل من ذلك بكثير ؟ !
فلننظر إلى حقيقة الواقع ..
[/size]


***********************

يتوهم
كثير من الناس أن لا إله إلا الله كانت مطلوبة بكل مقتضياتها ، ومؤثرة في
ذلك الجيل الفريد بكل آثارها لأنهم كانوا - قبل ذلك - مشركين ! ! وأنهم لو
كانوا في غير هذا الوضع لكان كل المطلوب منهم هو التصديق والإقرار ! !
وتلك
هي الجناية الكبرى التي جناها الفكر الإرجائي على الأمة الإسلامية ، والتي
ظلت - مع عوامل أخرى - تفرغ لا إله إلا الله من محتواها الحقيقي تدريجيا
حتى أحالتها في النهاية كلمة خاوية من الروح .

وقبل أن نناقش هذا الوهم ، نريد أن نستعرض - قليلا - صورة لا إله إلا الله مع المؤمنين في المدينة .
إن
حديث لا إله إلا الله - كما أسلفنا - لم ينقطع في المدينة ، لأنه ليس
حديثا يذكر في مبدإ الطريق ثم ينتقل منه إلى موضوع آخر ، إنما يذكر في مبدإ
الطريق ثم ينتقل معه إلى كل موضوع آخر .
ولنأخذ نماذج من السور المدنية تبين هذا الأمر .
إن
سورة البقرة التي تناولت موضوعات متعددة بدأ بها تنظيم حياة المؤمنين في
المجتمع الجديد بعد قيام الدولة ، تبدأ بوصف المؤمنين الذين صح اعتقادهم
ورسخ على الصورة الصحيحة ، ثم أدوا العبادات التي فرضت عليهم :
(
الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا
أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى
هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( ) .

فماذا
يقال لهؤلاء " المؤمنين " " المتقين " " المفلحين " الذين لم يستوفوا فقط
شرط التصديق والإقرار ، بل أضافوا إلى ذلك إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،
وهما العبادتان اللتان كانتا وقتئذ قد فرضتا عليهم ؟
هل يقال لهم :
يكفيكم ! أحرزتم المطلوب كله وضمنتم الجنة .. أم يقال لهم : إن الله فرض
عليكم ، وفرض عليكم وفرض عليكم .. على سبيل الوجوب لا على سبيل التخيير ؟
ويقال لهم ، لكي يعلموا يقينا أن حقيقة الإيمان لا تتحقق بالتصديق والإقرار وحده ، ولكن بأعمال معينة دالة على الإيمان :
(
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ
عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ
فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ
صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ( ) .

وسورة آل عمران ، المشغولة كلها بقضية لا إله إلا الله ( ) ، والتي تبدأ بهذه الآيات المتعلقة بالعقيدة :
(
الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ
التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ
الْفُرْقَانَ .. ) ( )
.
هذه
السورة تقرر أصول العقيدة واضحة حاسمة وتقرر إلى جانبها مقتضياتها ، وتبرز
من بين هذه المقتضيات قضية القتال لإقرار هذا الحق في واقع الأرض ، ويرد
فيها بالذات هذا الدرس التربوي العظيم :
( إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً
وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ
أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا
سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ
فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا
سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا
وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا
تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ
عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي
سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتـِهِمْ
وَلَأُدْخِلَنّـَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) ( ) .

فهؤلاء
المؤمنون الصادقون الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم - والذكر
من عمل الجوارح إلى جانب عمل القلب - ويتفكرون في خلق السموات والأرض ،
فيهتدون إلى أنها لم تخلق باطلا ، إنما خلقت بالحق ، والحق يقتضي أن يحاسب
الناس على أعمالهم التي قاموا بها في الحياة الدنيا ، فلا بد من بعث وحساب
وجزاء ، فيدعون الله أن يقيهم النار ويدخلهم الجنة ، ويتقدمون بمؤهلات
الطلب : أنهم بمجرد سماعهم للمنادي الذي ينادي للإيمان - عليه الصلاة
والسلام - قد آمنوا .. هؤلاء المؤمنون الذين هذه حالهم وهذه صفاتهم
يُخْبَرُون أن الله استجاب لهم .. فلأي شيء استجاب سبحانه ؟ أللتصديق
والإقرار ؟ أللتفكر والتدبر ؟ أللذكر الدائم الذي لا ينقطع ؟ أللضراعة
الحارة للوقاية من النار ودخول الجنة ؟ أم لشيء بعد ذلك كله ، هو من "
مقتضيات " ذلك كله ؟!
"فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم ... "
والتوجيه
التربوي واضح .. فالمطلوب ، والذي يستجيب له الله - جل وعلا - هو أن يتحول
التفكر والتدبر والتذكر إلى عمل . ولما كانت السورة مشغولة بقضية الجهاد
لإقرار الحق في واقع الأرض ، أبرزت الآية أنواعا من العمل تناسب السياق ،
فذكرت الذين هاجروا في سبيل الله ، والذين أخرجوا من ديارهم في سبيل الله ،
والذين أوذوا في سبيل الله ، والذين قتلوا في سبيل الله ، لا لأنها
الأعمال الوحيدة المطلوبـة ، ولكن لأنهـا هي المناسبة في السياق ( ) .
وسورة
النساء ، التي وردت فيها الآية التي تخاطب " الذين آمنوا " فتطلب منهم أن
يؤمنوا ، بل تطلب منهم أن يؤمنوا بذات الأشياء التي هم مؤمنون بها بالفعل -
كما أشرنا من قبل - لا تقول للذين آمنوا إنكم إذا آمنتم هذا الإيمان
المطلوب ، بل رسختموه وحافظتم عليه وحرصتم عليه ، وامتلأت به قلوبكم
ووجداناتكم ، وصدقتم وأقررتم ، فلا عليكم بعد ذلك أن يكـون سلوككم الواقعي
وتصرفاتكم العملية كما تملي عليكم أهواؤكم ، أو كما تقرر لكم أعرافكم ..
إنما يفرض عليهم " فرائض " ( ) يختم بيانها بقوله تعالى :
(
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ
حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ) ( )
.

ويوجههم توجيهات معينة يقيمون عليها علاقاتهم الأسرية ، وعلاقاتهم الاجتماعية ، ويوجههم إلى المرجع الذي يرجعون إليه في ذلك كله :
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .. )
( ) .
فيربط
رد الأمور إلى الله والرسول ، وإجراء الحياة كلها بحسب ما يقضي به الله
ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بالإيمان بالله واليوم الآخر ويجعله شرطه : "
إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " .
ثم يخبرهم أنه لم يرسل رسله
لمجرد التبليغ والإعلام ، حتى يقول من يقول : لقد بلغني وقد علمت ، وصدقت
وأقررت .. إنما أرسلهم ليطاعوا :
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ .. ) ( ) .
ثم
يعلمهم - بعد بيان أحكامه وأوامره ونواهيه وتوجيهاته التي فرضها على "
الذين آمنوا " - أن الإيمان ليس بالتمنـي ، إنما بالتصديق الواقعي للإيمان
في صورة عمل محسوس :
( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ
وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا
يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً وَمَنْ يَعْمَلْ
مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) ( ) .

وسورة المائدة التي ورد فيها الإعلان باكتمال " الدين " وإتمام النعمة :
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) ( ) .
هذه
السورة كلها بيان لما أحل الله وما حرم من المطاعم والمشارب والمعاملات
والأحكام ، وهي كلها موجهة " للمؤمنين " من أول آية في السورة :
" يا أيها الذي آمنوا أوفوا بالعقود .. "
وهي
السورة التي نصت نصا صريحا على وجوب التحاكم إلى شريعة الله دون غيرها من
الشرائع كافة ، وبينت أن الحكم نوعان اثنان لا ثالث لهما ولا واسطة بينهما :
إما حكم الله وإما حكم الجاهلية :
( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) ( ) .
وأن من لم يحكم بما أنزل الله فحكمهم عند الله أنهم الكافرون الفاسقون الظالمون :
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) ( ) .
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ( ) .
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ( )
.
وهكذا
بقية السـور المدنية على إطلاقها .. كلها خطاب للذين آمنوا ، أي أقروا
وصدقوا ، تقول لهـم : إن التصديق والإقرار الذي جاءوا به من مكة مهاجرين به
في سبيل الله - والهجرة ذاتها " عمل " كلفوا به فنفذوه - أو الذي كانوا
عليه في المدينة ( إن كانوا من الأنصار ) يقتضيهم أن يلتزموا بما جدّ في
المدينة من الأحكام والتكاليف والأوامر والنواهي ، وأن إيمانهم - الآن -
صار مرتبطا بالالتزام بما جاء من عند الله من هذا كله ، وأن هذا الالتزام
هو المحك لصدق إيمانهم ، وإلا فهو النفاق الذي لا يقبله الله ، ولا يجزي به
إلا الخلود في الدرك الأسفل من النار ..
(
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُـوا
إِلَى الطَّاغُـوتِ وَقَـدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيـدُ
الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً ) ... ( فَلا وَرَبِّكَ لا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيماً ) ( ) .

( وَيَقُولُونَ
آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ
مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا
دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ
مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ
مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ
أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )
( ) .
( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا ) (
) .
فإذا
كان هذا ما جاءت به السور المدنية من مقتضيات لا إله إلا الله ، قفد وضح
لنا أنه حين اكتمل الدين .. يوم أنزل الله قوله تعالى : " اليوم أكملت لكم
دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا " كانت لا إله إلا
الله منهج حياة كامل ، يشمل الجانب الاعتقادي ، والجانب التعبدي ، والجانب
السلوكي العملي . يشمل الاعتقاد بوحدانية الله ( أي توحيده في ذاته وصفاته
وأسمائه وأفعاله ) وتوجيه الشعائر التعبدية له وحده بلا شريك ، وتحكيم
شريعته وحدها دون غيرها من الشرائع ، والتخلق بأخلاق لا إله إلا الله ، إلى
جانب التكاليف المتعددة التي كلفهم إياها ..
وإذا كانت السور المكية قد
ركزت على الجانب الاعتقادي : الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة
والكتاب والنبيين ، والقدر خيره وشره ، وعلى الجانب الأخلاقي كذلك ، وما
كان قد فرض في مكة من الشعائر التعبدية ، فإن السور المدنية قد ركزت تركيزا
شديدا على قضية الحاكمية ، والالتزام بتحكيم شريعة الله ، واعتبار ذلك هو
المحك لصدق الإيمان ، مع التوكيد على الجانب الأخلاقي ، والعبادات الأخرى
التي فرضت في المدينة ..
ولكـن من الخطـأ البالـغ أن نظـن أن قضية
الحاكميـة ، أي تقرير كون الحاكميـة لله وحـده ، وأن حـق التشـريـع مـن
تحليـل وتحريـم وإباحـة ومنـع هـو حـق خالص لله لا يشـاركـه فيـه البشـر ،
وأن التشريـع بغيـر ما أنـزل الله - معـه أو من دونه - شـرك ، وأن إطاعـة
الذيـن يشرعـون بغيـر ما أنـزل الله شـرك ..
من الخطأ الظن بأن هذه
القضية - بتفصيلاتها تلك - قد تقررت في المدينة حين بدأت التشريعات تتنـزل
ليقيم المسلمون حياتهم عليها . بل لقد تقررت تقريرا واضحا حاسما في مكة ،
في أكثر من سورة مكية ، كأصل من أصول الاعتقاد بلا إله إلا الله ، لا
بوصفها التزاما سلوكيا فحسب .
خذ على سبيل المثال هذه الآية من سورة الأعراف المكية :
( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ) ( ) .
فماذا تفيد هذه الآية ؟
إنها تفيد أن الناس في حالتين اثنتين : إحداهما مأمور بها والأخرى منهي عنها . الأولى هي الإيمان ، والثانية هي الشرك .
فالإيمان ملخص في قوله تعالى : " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم " .
والمقابل - أي اتباع غير ما أنزل الله - هو اتباع الأولياء - أي الشركاء - وهو الشرك الصريح .
وخذ هذه الآية أيضا من سورة الأعراف :
( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) ( ) .
فهي
تقرر أمرين في وقت واحد : أن الأمر لله وحده . بصيغة القصر . الأمر على
إطلاقه غير محدد بنطاق معين ولا مجال معين . الأمر في السماوات والأرض وفي
حياة البشر كذلك . فأما في السماوات والأرض فمستفاد من قوله تعالى قبل هذه
العبارة : (
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ
النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ) (
)
، وأما في حياة البشر فمستفاد من قوله تعالى بعدها : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا
فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ) ( ) أي لا تعتدوا بالخروج على أمر الله
، ولا تفسدوا في الأرض باتباع غير شرع الله ومنهجه بعد إصلاحها بما نزل من
عند الله .
أما الأمر الآخر الذي تقرره الآية فهو كون حق الحاكمية في
السماوات والأرض وفي حياة البشر مستمدا من الخالقية ، أي من القدرة على
الخلق . فالذي له القدرة على الخلق هو وحده صاحب الأمر . وإذ كان الله وحده
- سبحانه وتعالى - هو المتفرد بالخلق ، فهو وحده كذلك صاحب الأمر ، في
السماوات والأرض وفي حياة البشر سواء .
وخذ هذه الآية من سورة الشورى المكية :
(
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ
اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ( ) .

فهي
تقرر ذات المبدأ ، وهو رد الحاكمية لله في كل شيء يعرض للناس في حياتهم ،
فقوله تعالى : " من شيء " معناها جنس الشيء وعمومه ، أي كل شيء على إطلاقه .
وكل شيء على إطلاقه حكمه إلى الله في كونه حلالا أ حراما أو مباحا أو
مكروها أو مندوبا . والآية السابقة لها تقرر ذات المعنى الذي قررته آية
الأعراف :
( أَمِ اتَّخَـذُوا مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( ) .

فرد الحاكمية في كل شيء لله
هو الإيمان ، وخلاف ذلك هو اتخاذ الأولياء - أي الشـرك - وهو عمل باطل ،
لأن الله وحده هو الولي ، وهو الذي يحيي الموتى ، وهو على كل شيء قدير .


***********************

[size=21]ولننظر
الآن في هذه القضية الخطيرة - قضية مقتضيات لا إله إلا الله - من ثلاثة
منطلقات مختلفة ، تؤدي كلها إلى نتيجة واحدة في النهاية :
أولا : هل
يمكن أن يؤدي هذا الدين أهدافه التي نزل من أجلها إذا كان المطلوب كله هو
التصديق والإقرار ، أو إذا كان التصديق والإقرار - وحده - يكفي لإعطاء صفة
الإسلام ، لا في الدنيا وحدها ، بل في الآخرة كذلك ؟!
ثانيا : هل كان ما
يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام في تطبيق مقتضيات
لا إله إلا الله ، تطوعا من عند أنفسهم ، غير واجب عليهم ؟!
ثالثا : هل يمكن في واقع النفس البشرية أن يؤمن إنسان بشيء ثم يكون سلوكه الواقعي كله مغايرا لمقتضيات ذلك الإيمان ، أو مناقضا له ؟!
* * *
ونبدأ بالمنطلق الأول فنسأل أولا : لماذا يرسل الله الرسل إلى البشرية ، ولماذا ينزل معهم الرسالات ؟
ولا
نجيب من عند أنفسنا في هذا الأمر الخطير ، فإنه لا ينبغي لأحد أن يجيب من
عند نفسه في هذا الأمر ، لأن الله - سبحانه وتعالى - قد تكفل بهذا في كتابه
المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه :
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( ) .

ومقتضى
الآية المشار إليها آنفا إن إرسال الرسل وإنزال الكتاب ليس لمجرد التبليغ
والإعلام ، إنما لتحقيق هدف عملي واقعي في حياة الناس هو إقامة شريعة الله
ومنهجه ، وإخضاع الناس لهذه الشريعة وذلك المنهج ، لأن هذا هو السبيل
الوحيد الذي يؤدي إلى قيام الناس بالقسط . أي أن هناك عملا ينبغي أن يتم في
واقع الأرض بعد التصديق والإقرار . وبغيره لا يكون الهدف من إرسال الرسل
وإنزال الدين قد تحقق ، إنما يظل الدين شعارات مرفوعة بغير رصيد واقعي ، أو
أمانيّ في الضمائر , لا تقدم ولا تؤخر ، ولا تغير شيئا في حياة الناس ،
والإشارة - في الآية - إلى الحديد والبأس ، ونصرة الله ورسله ، واضحة
الدلالة في أن من بين الأعمال المطلوبة الجهاد في سبيل الله لكي " يقوم
الناس بالقسط " .
فإذا كان هذا المعنى متحققا في جميع الرسالات من لدن آدم ونوح
إلى
محمد - صلى الله عليه وسلم - فالرسالة الأخيرة لها وضع خاص ، وتكاليف خاصة
، غير الرسالات السابقة جميعا ، وبالإضافة إليها جميعا .

يقول - سبحانه وتعالى - عن الرسالات السابقة وأهلها :
(
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ ) ( ) .


فـإذا كان هذا الأمر شاملا للرسالات
كلها حتى رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن الرسالة الأخيرة - الخاتمة
- التي أرسل إليها الرسول الخاتم - عليه الصلاة والسلام - لها شأن آخر غير
بقية الرسالات ، وتكاليف إضافية غير بقية الرسالات .
لقد كان في قدر الله ومشيئته ألا يرسل رسولا بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - :
( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) ( ) .
" ألا إنه ليس بعدي نبي " ( ) .
وكان في قدر الله ومشيئته أن يتم الدين بهذه الرسالة الخاتمة ، وأن تكون للبشرية كافة :
(
الْيَوْمَ أَوقد اقتضى ذلك جميعه أن تكلف الأمة الخاتمة ذاتُ الرسالةِ
الخاتمة تكليفين اثنين لا تكليفا واحدا كبقية الأمم المؤمنة من قبل .
فإذا
كانت الأمم المؤمنة السابقة كلها قد كلفت أن تعبد الله " مخلصين له الدين
حنفاء " ، وتستقيم على الدين وتكاليفه في حدود ذاتها فحسب ، فإن الأمة
المسلمة قد كلفت هذا التكليف ذاته ، ثم كلفت فوق ذلك أن تنشر هذا الدين في
كل بقاع الأرض ، خلفاء عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وامتدادا له ، وأن
تجاهد حتى يكون الدين كله لله .
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) ( ) .
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ) ( ) .

ومقتضى
ذلك أن يكون " العمل " المطلوب من هذه الأمة بعد التصديق والإقرار أضخم
بكثير ، وأخطر بكثير من كل عملٍ طلب من أمة سابقة في التاريخ .
وإذا كان
التصديق والإقرار وحدهما ، بغير عمل ، لا يفيان بالتكليف الرباني لأي أمة
من الأمم السابقة ، لأن الله فرض على كل واحدة منها تكاليف ، وأرسل إليها
رسولا ليطاع بإذن الله ، لا ليبلغ فحسب ، فهذه الأمة - بصفة خاصة - لا يمكن
أن يفي التصديق والإقرار بالتكليف الرباني الملقى على عاتقها ، وقد كلفت
تكليفين في آن واحد : أن تستقيم لله في ذات نفسها ، ثم تنشر الهدي الرباني
في كل الأرض ..
كْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) ( )
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
wisam
wisam
عضو فعال
عضو  فعال

تاريخ التسجيل : 10/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty رد: مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف اصيل العرب الإثنين 22 أغسطس 2011, 21:42

بارك الله فيك اختي الفاضله
جعل الله هدا العمل بموازين اعمالك
اصيل العرب
اصيل العرب
مدير منتدى
مدير منتدى

تاريخ التسجيل : 07/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty رد: مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف ممدوح السروى الإثنين 22 أغسطس 2011, 22:23

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب 68
ممدوح السروى
ممدوح السروى
مدير عام
مدير عام

تاريخ التسجيل : 09/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty رد: مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف عاشق البحر الثلاثاء 23 أغسطس 2011, 17:29

السلام عليكم ورحمة الله


جزاك الله خيرا


تقبل الله من ومنكم صالح الأعمال
عاشق البحر
عاشق البحر
مراقب
مراقب

تاريخ التسجيل : 17/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty رد: مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف الشيماء الثلاثاء 23 أغسطس 2011, 20:39

مشكور على مجهودك الرائع تسلم ايدك
الشيماء
الشيماء
المراقبة العامة
المراقبة العامة

تاريخ التسجيل : 29/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty رد: مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف حسام الدين الأربعاء 31 أغسطس 2011, 11:41

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

حسام الدين
عضو فعال
عضو  فعال

تاريخ التسجيل : 26/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty رد: مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف الخنساء الجمعة 02 سبتمبر 2011, 11:37

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك
و جزاك الله خير الجزاء
وجعله الله في ميزان حسناتك
وتقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
الخنساء
الخنساء
نائبة المدير
نائبة المدير

تاريخ التسجيل : 20/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب Empty رد: مفهوم لا إله إلا الله, / الشيخ محمد قطب

مُساهمة من طرف جوهرة الايمان الجمعة 02 سبتمبر 2011, 17:01

بارك الله فيكِ ونفع بكِ
جوهرة الايمان
جوهرة الايمان
المشرفة العامة
المشرفة العامة

تاريخ التسجيل : 26/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات تقنيات فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى