المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
قبسات من روائع البيان
قبسات من روائع البيان
قبسات من روائع البيان - سورة مريم الجزء الاول
سورة مريم
يقولُ تعالى -على لسانِ زكريَّا
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (4))
لا شكَّ أنَّ التالي لهذه الآية يشعرُ بتناسقٌ أخَّاذ في ترتيبِ الكلمات،
فالنسقُ بُنِيَ على ترتيبٍ لا يصلُحُ فيه التقديمُ والتأخير،
فلو حاولتَ مثلاً أن تُغيرَ وَضعَ كلمةِ مِنِّي فقط،
فتجعلها سابقةًً لكلمةِ الْعَظْم
فتقول (قال ربِّ إني وهن منِّيَ العظم)
لأحسستَ بما يُشبهُ الخَلَلَ في التناغُمِِ اللفظيّ،
ذلك أنَّ مِنِّي تتوازنُ مع إِنِّي
في صّدْرِ الفِقْرة هكذا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعّظْمُ مِنِّي.
ولنتأمَّلُ في قولهِ تعالى على لسانِ زكريّا
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)
هذا الأسلوبُ الرقيقُ في استرحامِ اللهِ واستجلابِ عطفِهِ،
فقد أسند الوَهنَ إلى عظامِهِ دونَ غيرها مما شَمَلَهُ الوَهنُ في جسدِهِ،
فلم يقل (إني ضعيف) أو ما شابه،
لأنَّ إسنادَ الوهنِ إلى العظمِ أوجزُ في الدِّلالةِ على عمومِِ
الوهنِ لجميعِ بدنهِ لأنَّ العظمَ هو قَوامُ البدن،
وهو أصْلَبُ شيئٍ فيه فلا يبلُغُهُ الوَهنُ إلّا وقد بَلَغَ ما فوقَهُ.
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيْبًا (4))
إنَّ التعبيرَ القرآنيِّ يَنْبِضُ بالحياةِ والحركة،
فما إن يَمَسُّ الساكِنَ أو ما شأنُهُ السُّكون
حتى تَدُبَّ فيهِ الحياة فيَنْتفِضَ حيًا مُتحرِّكًا،
فالرأسُ ساكِن، ولكنَّ هذا التعبيرَ المُصَوِّر يُخَيِّلُ للشيبِ
في الرأسِ حركةً تَخْيلية سريعةِ الحركة كسرعةِ اشتعالِ النارِ في الهَشيم،
وهي حركةٌٌ جميلة تُثيرُ الخيال، وتُشْرِكَ النظرَ والمُخَيِّلَة في تذوُّقِِ ما فيها من جَمال.
(وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15))
انظر إلى هذه العناية الإلهية التي أحاطت بسيدنا يحيى .
فهو محاط بالأمن والسلام الإلهي في مختلف مراحل حياته
وبعد مماته ومكلوء بالرحمة في كل لحظة.
ألا ترى كيف عبّر ربنا عن ذلك بيوم الولادة إلى يوم الوفاة
وأتبعه بيوم حشره وبعثته ليكون ذلك عاماً له دونما استثناء.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16))
إن السياق القرآني نكّر لفظ (مكاناً)،
فلِم عاد ووصفه بالشرقي فقال (مَكَانًا شَرْقِيًّا)؟
في وصف المكان بالشرقي نكتة بديعة في تاريخ الشرائع.
فهذا الوصف كان للتنبيه على أصل اتخاذ النصارى الشرق قِبلة لصلواتهم.
(قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23))
عندما تتلو هذه الاية أو تسمعها فكأنك ترى مريم مشحونة بمشاعر الخوف والأسى. وذلك بفضل قوة العرض والإيحاء.
فمريم العذراء تحمل في بطنها جنيناً في موقف مهول مرعب.
فتنزوي مفكِّرة بأي وجه ستقابل مجتمعها.
فتعذبها الآلآم النفسية وتواجه الآلآم الجسدية آلآم الوضع وهي بِكرٌ وحيدة غريبة.
فماذا تراها تنطق في مثل هذا الموقف المفزع؟
إنها تطلق عبارات تبلغ القمة في تصوير ما تحس به من شتى الأحاسيس.
ولذلك لم تقف عند أمنية الموت
(قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا)
بل بالغت في أمنية الموت قائلة (وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)
وبذلك رصدت هذه العبارة حالتها النفسية المحطمة.
(يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ (28))
في هذه الآية يخاطب القوم مريم بنت عمران،
فلِمَ عدلوا عن التصريح بإسمها إلى التعريض بـ (أخت هارون).
خاطبها القوم بأخت هارون لأن هارون كان صالحاً
وفي إضافتها إلى إسمه توبيخ لها.
أي ما كان لأخت رجل مثله أن تفعل فعلتها.
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29))
لِمَ هذا الاطناب في السؤال؟ هلاّ قالوا "كيف نكلم صبياً"؟
في زيادة الفعل (كان) مع (المهد) دلالة على تمكن ظرفية
المهد من عيسى وذاك للمبالغة في الإنكار
والتعجب الذي صدر منهم إزاء مقالتها.
إذ يُعدّ هذا الطلب استخفافاً بهم.
ولذلك أطالوا في صيغتهم فقالوا (من كان في المهد)
للتأكيد على سبب استغرابهم.
نقلا من ملتقى اهل التفسير
سورة مريم
يقولُ تعالى -على لسانِ زكريَّا
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (4))
لا شكَّ أنَّ التالي لهذه الآية يشعرُ بتناسقٌ أخَّاذ في ترتيبِ الكلمات،
فالنسقُ بُنِيَ على ترتيبٍ لا يصلُحُ فيه التقديمُ والتأخير،
فلو حاولتَ مثلاً أن تُغيرَ وَضعَ كلمةِ مِنِّي فقط،
فتجعلها سابقةًً لكلمةِ الْعَظْم
فتقول (قال ربِّ إني وهن منِّيَ العظم)
لأحسستَ بما يُشبهُ الخَلَلَ في التناغُمِِ اللفظيّ،
ذلك أنَّ مِنِّي تتوازنُ مع إِنِّي
في صّدْرِ الفِقْرة هكذا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعّظْمُ مِنِّي.
ولنتأمَّلُ في قولهِ تعالى على لسانِ زكريّا
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)
هذا الأسلوبُ الرقيقُ في استرحامِ اللهِ واستجلابِ عطفِهِ،
فقد أسند الوَهنَ إلى عظامِهِ دونَ غيرها مما شَمَلَهُ الوَهنُ في جسدِهِ،
فلم يقل (إني ضعيف) أو ما شابه،
لأنَّ إسنادَ الوهنِ إلى العظمِ أوجزُ في الدِّلالةِ على عمومِِ
الوهنِ لجميعِ بدنهِ لأنَّ العظمَ هو قَوامُ البدن،
وهو أصْلَبُ شيئٍ فيه فلا يبلُغُهُ الوَهنُ إلّا وقد بَلَغَ ما فوقَهُ.
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيْبًا (4))
إنَّ التعبيرَ القرآنيِّ يَنْبِضُ بالحياةِ والحركة،
فما إن يَمَسُّ الساكِنَ أو ما شأنُهُ السُّكون
حتى تَدُبَّ فيهِ الحياة فيَنْتفِضَ حيًا مُتحرِّكًا،
فالرأسُ ساكِن، ولكنَّ هذا التعبيرَ المُصَوِّر يُخَيِّلُ للشيبِ
في الرأسِ حركةً تَخْيلية سريعةِ الحركة كسرعةِ اشتعالِ النارِ في الهَشيم،
وهي حركةٌٌ جميلة تُثيرُ الخيال، وتُشْرِكَ النظرَ والمُخَيِّلَة في تذوُّقِِ ما فيها من جَمال.
(وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15))
انظر إلى هذه العناية الإلهية التي أحاطت بسيدنا يحيى .
فهو محاط بالأمن والسلام الإلهي في مختلف مراحل حياته
وبعد مماته ومكلوء بالرحمة في كل لحظة.
ألا ترى كيف عبّر ربنا عن ذلك بيوم الولادة إلى يوم الوفاة
وأتبعه بيوم حشره وبعثته ليكون ذلك عاماً له دونما استثناء.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16))
إن السياق القرآني نكّر لفظ (مكاناً)،
فلِم عاد ووصفه بالشرقي فقال (مَكَانًا شَرْقِيًّا)؟
في وصف المكان بالشرقي نكتة بديعة في تاريخ الشرائع.
فهذا الوصف كان للتنبيه على أصل اتخاذ النصارى الشرق قِبلة لصلواتهم.
(قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23))
عندما تتلو هذه الاية أو تسمعها فكأنك ترى مريم مشحونة بمشاعر الخوف والأسى. وذلك بفضل قوة العرض والإيحاء.
فمريم العذراء تحمل في بطنها جنيناً في موقف مهول مرعب.
فتنزوي مفكِّرة بأي وجه ستقابل مجتمعها.
فتعذبها الآلآم النفسية وتواجه الآلآم الجسدية آلآم الوضع وهي بِكرٌ وحيدة غريبة.
فماذا تراها تنطق في مثل هذا الموقف المفزع؟
إنها تطلق عبارات تبلغ القمة في تصوير ما تحس به من شتى الأحاسيس.
ولذلك لم تقف عند أمنية الموت
(قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا)
بل بالغت في أمنية الموت قائلة (وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)
وبذلك رصدت هذه العبارة حالتها النفسية المحطمة.
(يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ (28))
في هذه الآية يخاطب القوم مريم بنت عمران،
فلِمَ عدلوا عن التصريح بإسمها إلى التعريض بـ (أخت هارون).
خاطبها القوم بأخت هارون لأن هارون كان صالحاً
وفي إضافتها إلى إسمه توبيخ لها.
أي ما كان لأخت رجل مثله أن تفعل فعلتها.
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29))
لِمَ هذا الاطناب في السؤال؟ هلاّ قالوا "كيف نكلم صبياً"؟
في زيادة الفعل (كان) مع (المهد) دلالة على تمكن ظرفية
المهد من عيسى وذاك للمبالغة في الإنكار
والتعجب الذي صدر منهم إزاء مقالتها.
إذ يُعدّ هذا الطلب استخفافاً بهم.
ولذلك أطالوا في صيغتهم فقالوا (من كان في المهد)
للتأكيد على سبب استغرابهم.
نقلا من ملتقى اهل التفسير
|
ممدوح السروى- مدير عام
- تاريخ التسجيل : 09/10/2009
رد: قبسات من روائع البيان
أج ــمل وأرق باقات ورودى
تــ ح ــياتيـ لكــ
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
تــ ح ــياتيـ لكــ
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
|
بسمة- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 28/01/2011
الموقع : http://3alami.hooxs.com/forum
مواضيع مماثلة
» قبسات من الدرر
» فائدة لُغويّة من أضواء البيان
» صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة البيان التالي دفاعاً عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها
» روائع عشـــــــــــــــــــر
» روائع عشـــــــــــــــــــر ....
» فائدة لُغويّة من أضواء البيان
» صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة البيان التالي دفاعاً عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها
» روائع عشـــــــــــــــــــر
» روائع عشـــــــــــــــــــر ....
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى