المواضيع الأخيرة
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 12:03
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 10:26
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 10:22
» Sondos
الثلاثاء 03 أكتوبر 2023, 17:03
» Sondos
الخميس 25 مايو 2023, 22:47
» Sondos
الأربعاء 08 فبراير 2023, 16:19
» Sondos
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 15:50
» Sondos
الخميس 02 فبراير 2023, 15:44
» Sondos
الثلاثاء 31 يناير 2023, 13:40
» Sondos
الإثنين 30 يناير 2023, 13:04
المواضيع الأكثر نشاطاً
دعوة للإحتواء والمشاركة الفكرية للأبناء
دعوة للإحتواء والمشاركة الفكرية للأبناء
السلام عليكم ورحمة الله
ألقتْ برأسها على الطاولة متذمِّرة شاكية ترفض تناول الطعام. تتذمر حيناً وتتنهد حيناً آخر. بعد ذلك سحبتْ مقعدها وجلستْ في زاوية بعيدة عنا تواصل التذمر من كل شيء؛ المدرسة, الطعام, أختها الصغيرة .تذمَّرت من كل شيء حولها. راقبتُ كل ذلك وأنا صامتة هادئة. لكنني أدركتُ أن فيها خطباً ما فأعددتُ العدة لموجهة ما يعتريها.
أخذتُ نفساً طويلاً وبدأتُ معها حواراً أحادي الطرف فهي ليست بمزاج يجعلها تشاركني الحديث. في البداية صرتُ أتحدث مع الجميع حول ترتيبها لكتبها وأناقة ملابسها المدرسية واهتمامها بإنجاز واجباتها. ثم مدحتُ طريقتها في الرسم وأنها ترسمني دوماً وتقدم لوحاتها هدية لي. كل ذلك قلته وأنا أظهر إعجابي بها وحماسي لكل ما تقوم به فما كان منها إلا أن أعادت مقعدها إلى السفرة وأصلحتْ جلستها وبدأتْ بتناول الطعام بشهية وتتحدث عما دار في يومها براحة وانفتاح. وانتهى الأمر على خير وتخلصت من توترها وعدم رضاها الذي بدا غير مبرر.
في السابق كنتُ عندما أواجه من أحد أبنائي هذا السلوك أعمد إلى تجاهله والعمل بالقاعدة التي ورثتها عن والدتي وورثها مثلي الكثيرون:- مَن يريد أن يأكل فليأكل ومَن لا يريد فلن يضرنا غيابه، نعم لن يضرنا غيابه لكنه سيضره.
أذكر في طفولتي, أنني كنتُ أسلك هذا السلوك تعبيراً عن عدم رضاي تجاه شيء ما أو عن غضب من شيء أو حاجة للمكاشفة والحديث عن أمر ما. وأذكر أن والدتي ووالدي كانا يطبِّقان معي قاعدة ( لن يضرنا غيابه ) فكنتُ أنزوي وأتوارى لا أنا تناولتُ طعامي ولا بحتُ بما في نفسي من الهم والتذمر وعدم الرضا. ويوماً بعد يوم وتطبيقاً بعد تطبيق للقاعدة التي تريح الوالدين صار الحاجز بيني وبينهم يزداد طولاً والمسافة تزداد بُعداً وبدأت بالبحث عن البديل كتصرف طبيعي لمن يبحث عن الملجأ. فكان من فضل الله ونِعمه أن منّ علي بأخوات فضليات وإخوة داعمين، أما الكارثة فهي لو أن الطريق ضاقتْ بي وتهت في آخر وكان دليلي فيه صحبة سيئة تقودني كالغربان إلى الخراب والضياع!
إنّ واجبنا تجاه أبنائنا لا يقتصر على تأمين المأكل والملبس لهم، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى الاهتمام بما يدور في رؤوسهم الصغيرة والكشف عما يعتري نفوسهم الشفافة والنظر في صفحاتهم لمعرفة ما سُطر فيها وما سطره غيرنا.
لابد من تعويدهم على التحدث بما يدور في نفوسهم براحة وتلقائية حتى نظل معهم في تواصل نفهمهم ونقدم لهم الدعم والعون، وإلا فإنهم سوف يلجأ ون لغيرنا متخذين منهم أبطالاً يحلون مشكلاتهم ويبثونهم همومهم ويتلقون منهم الحلول المريحة التي ربما تكون طريقاً غير نافذ ينتهي بكارثة أو حبة مخدرة تقود إلى الإدمان أو تمرداً على القيم السليمة وعقوق الوالدين ونكران المجتمع وفشل محتم.
ضمن خبرتي في عملي كمعلمة كنتُ دوماً أتوجه للطالبات بدعوة قوية أن تكون الأم هي الصديقة الوحيدة فهي التي تفهم ما بكِ وهي التي تعرف همكِ وتعذر خطأكِ وتقدم لكِ الدعم اللازم، وكنتُ دوماً أتوجه للأمهات برسالة ملحة أن تتقرب من ابنتها وتصادقها وتبني بينهما جسور الثقة المبنية على أسس الحب والصدق لتتمكن من بناء حوارات مع ابنتها تكشف من خلالها عن الجديد في شخصيتها وعن الطرق التي تسير فيها ولتتمكن من مشاركتها الطريق السليم.
من أهم ما على الوالدين القيام به والأم بشكل خاص أن تقدم الحب لأبنائها والعمل باستمرار على التعبير عن هذا الحب بالكلام. فلا مانع من أن تقول لابنتها ( أحبكِ ) وكذلك لابنها مهما كان عمر أي منهم. كذلك لا بد من التقارب الجسدي باللمس من خلال حضن البنت وتقبيلها فهي بحاجة لتلمس رائحة أمها مهما بلغت من العمر. بل وإنها كلما كبرت أكثر أصبحت أكثر حاجة لحضن أمها.
أما الأمر الآخر فهو الكشف عن اهتمامات الأبناء ومتابعتها ومشاركتهم بها وتوفير السبل الميسرة لتنميتها وهم بذلك يخلقون فرصاً أخرى للتواصل وتعزيز الثقة بين الطرفين وإذابة الإحساس بفرق العمر بينهم والذي بدوره يجعل منهم أصدقاء يتشاركون ويأنسون باهتمامات بعضهم البعض.
من الجدير بالأبوين التعرف بأصدقاء الأبناء والتواصل معهم بود. فهم بذلك يكونون أصدقاء مشتركين بين أبنائهم وأصدقائهم، وهذا أيضاً يعزِّز الثقة ويزيل الفوارق ويكشف للأبوين عن نوع أصدقاء أبنائهم. فإذا رأى الأبوان أن أحد الأصدقاء غير ملائم أو أن أخلاقه لا تتلاءم مع تربية ابنهم أو ابنتهم عندها يستطيعون التقدم بهدوء بالنصح المقبول دون إشعار الابن بالفوقية أو السلطة القهرية التي تنفِّره وتجعله يصر على ما هو عليه من باب العناد والتفرد بالرأي لإظهار قوة الشخصية والاستقلالية التي ينشدها.
وبين كل ذلك لا بد من الترفيه عن الأبناء والخروج بهم بين الحين والآخر فهذا يقربهم وينعش العلاقة بينهم.
ولا نغفل استمرار الاهتمام بهم لمعرفة ما يعتريهم وخلق الحوارات بينهم وحثهم على التحدث والكشف عن دواخل نفوسهم حتى لا يظلوا صناديق مغلقة يفتحها غيرنا ويملأونها قيماً غير التي نريد وحكايات غير التي نرتضي تكون نهاياتها غفلة واستغفالاً وجنوحاً عن الطريق.
راقني جدا فنقلته لكم
ألقتْ برأسها على الطاولة متذمِّرة شاكية ترفض تناول الطعام. تتذمر حيناً وتتنهد حيناً آخر. بعد ذلك سحبتْ مقعدها وجلستْ في زاوية بعيدة عنا تواصل التذمر من كل شيء؛ المدرسة, الطعام, أختها الصغيرة .تذمَّرت من كل شيء حولها. راقبتُ كل ذلك وأنا صامتة هادئة. لكنني أدركتُ أن فيها خطباً ما فأعددتُ العدة لموجهة ما يعتريها.
أخذتُ نفساً طويلاً وبدأتُ معها حواراً أحادي الطرف فهي ليست بمزاج يجعلها تشاركني الحديث. في البداية صرتُ أتحدث مع الجميع حول ترتيبها لكتبها وأناقة ملابسها المدرسية واهتمامها بإنجاز واجباتها. ثم مدحتُ طريقتها في الرسم وأنها ترسمني دوماً وتقدم لوحاتها هدية لي. كل ذلك قلته وأنا أظهر إعجابي بها وحماسي لكل ما تقوم به فما كان منها إلا أن أعادت مقعدها إلى السفرة وأصلحتْ جلستها وبدأتْ بتناول الطعام بشهية وتتحدث عما دار في يومها براحة وانفتاح. وانتهى الأمر على خير وتخلصت من توترها وعدم رضاها الذي بدا غير مبرر.
في السابق كنتُ عندما أواجه من أحد أبنائي هذا السلوك أعمد إلى تجاهله والعمل بالقاعدة التي ورثتها عن والدتي وورثها مثلي الكثيرون:- مَن يريد أن يأكل فليأكل ومَن لا يريد فلن يضرنا غيابه، نعم لن يضرنا غيابه لكنه سيضره.
أذكر في طفولتي, أنني كنتُ أسلك هذا السلوك تعبيراً عن عدم رضاي تجاه شيء ما أو عن غضب من شيء أو حاجة للمكاشفة والحديث عن أمر ما. وأذكر أن والدتي ووالدي كانا يطبِّقان معي قاعدة ( لن يضرنا غيابه ) فكنتُ أنزوي وأتوارى لا أنا تناولتُ طعامي ولا بحتُ بما في نفسي من الهم والتذمر وعدم الرضا. ويوماً بعد يوم وتطبيقاً بعد تطبيق للقاعدة التي تريح الوالدين صار الحاجز بيني وبينهم يزداد طولاً والمسافة تزداد بُعداً وبدأت بالبحث عن البديل كتصرف طبيعي لمن يبحث عن الملجأ. فكان من فضل الله ونِعمه أن منّ علي بأخوات فضليات وإخوة داعمين، أما الكارثة فهي لو أن الطريق ضاقتْ بي وتهت في آخر وكان دليلي فيه صحبة سيئة تقودني كالغربان إلى الخراب والضياع!
إنّ واجبنا تجاه أبنائنا لا يقتصر على تأمين المأكل والملبس لهم، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى الاهتمام بما يدور في رؤوسهم الصغيرة والكشف عما يعتري نفوسهم الشفافة والنظر في صفحاتهم لمعرفة ما سُطر فيها وما سطره غيرنا.
لابد من تعويدهم على التحدث بما يدور في نفوسهم براحة وتلقائية حتى نظل معهم في تواصل نفهمهم ونقدم لهم الدعم والعون، وإلا فإنهم سوف يلجأ ون لغيرنا متخذين منهم أبطالاً يحلون مشكلاتهم ويبثونهم همومهم ويتلقون منهم الحلول المريحة التي ربما تكون طريقاً غير نافذ ينتهي بكارثة أو حبة مخدرة تقود إلى الإدمان أو تمرداً على القيم السليمة وعقوق الوالدين ونكران المجتمع وفشل محتم.
ضمن خبرتي في عملي كمعلمة كنتُ دوماً أتوجه للطالبات بدعوة قوية أن تكون الأم هي الصديقة الوحيدة فهي التي تفهم ما بكِ وهي التي تعرف همكِ وتعذر خطأكِ وتقدم لكِ الدعم اللازم، وكنتُ دوماً أتوجه للأمهات برسالة ملحة أن تتقرب من ابنتها وتصادقها وتبني بينهما جسور الثقة المبنية على أسس الحب والصدق لتتمكن من بناء حوارات مع ابنتها تكشف من خلالها عن الجديد في شخصيتها وعن الطرق التي تسير فيها ولتتمكن من مشاركتها الطريق السليم.
من أهم ما على الوالدين القيام به والأم بشكل خاص أن تقدم الحب لأبنائها والعمل باستمرار على التعبير عن هذا الحب بالكلام. فلا مانع من أن تقول لابنتها ( أحبكِ ) وكذلك لابنها مهما كان عمر أي منهم. كذلك لا بد من التقارب الجسدي باللمس من خلال حضن البنت وتقبيلها فهي بحاجة لتلمس رائحة أمها مهما بلغت من العمر. بل وإنها كلما كبرت أكثر أصبحت أكثر حاجة لحضن أمها.
أما الأمر الآخر فهو الكشف عن اهتمامات الأبناء ومتابعتها ومشاركتهم بها وتوفير السبل الميسرة لتنميتها وهم بذلك يخلقون فرصاً أخرى للتواصل وتعزيز الثقة بين الطرفين وإذابة الإحساس بفرق العمر بينهم والذي بدوره يجعل منهم أصدقاء يتشاركون ويأنسون باهتمامات بعضهم البعض.
من الجدير بالأبوين التعرف بأصدقاء الأبناء والتواصل معهم بود. فهم بذلك يكونون أصدقاء مشتركين بين أبنائهم وأصدقائهم، وهذا أيضاً يعزِّز الثقة ويزيل الفوارق ويكشف للأبوين عن نوع أصدقاء أبنائهم. فإذا رأى الأبوان أن أحد الأصدقاء غير ملائم أو أن أخلاقه لا تتلاءم مع تربية ابنهم أو ابنتهم عندها يستطيعون التقدم بهدوء بالنصح المقبول دون إشعار الابن بالفوقية أو السلطة القهرية التي تنفِّره وتجعله يصر على ما هو عليه من باب العناد والتفرد بالرأي لإظهار قوة الشخصية والاستقلالية التي ينشدها.
وبين كل ذلك لا بد من الترفيه عن الأبناء والخروج بهم بين الحين والآخر فهذا يقربهم وينعش العلاقة بينهم.
ولا نغفل استمرار الاهتمام بهم لمعرفة ما يعتريهم وخلق الحوارات بينهم وحثهم على التحدث والكشف عن دواخل نفوسهم حتى لا يظلوا صناديق مغلقة يفتحها غيرنا ويملأونها قيماً غير التي نريد وحكايات غير التي نرتضي تكون نهاياتها غفلة واستغفالاً وجنوحاً عن الطريق.
راقني جدا فنقلته لكم
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
رد: دعوة للإحتواء والمشاركة الفكرية للأبناء
يعطيك العافية
شكرا لك على الموضوع الرائع
تقبلو مروري المواضيع
اخوكم
ابو المجد
شكرا لك على الموضوع الرائع
تقبلو مروري المواضيع
اخوكم
ابو المجد
|
ابو المجد- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب
رد: دعوة للإحتواء والمشاركة الفكرية للأبناء
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك وجزاك كل الخير
و ان شاءالله يكون في ميزان حسناتك
و شكرا على الموضوع
|
فاطمة الزهراء- مشرفة
- تاريخ التسجيل : 26/08/2011
رد: دعوة للإحتواء والمشاركة الفكرية للأبناء
اأسأل الله أن يرزقك الفردوس
الأعلى من الجنة جزاءماطرحت
كل الود
الأعلى من الجنة جزاءماطرحت
كل الود
|
همسات المحبة- مشرفة
- تاريخ التسجيل : 13/07/2012
رد: دعوة للإحتواء والمشاركة الفكرية للأبناء
موضوع رائع
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــار جديدك
|
أمل عربية- نائبة المدير
- تاريخ التسجيل : 22/11/2013
مواضيع مماثلة
» االتربية الفكرية للاطفال
» التربية العاطفيّة للأبناء
» الصحة النفسية للأبناء
» التربية الصالحة للأبناء
» الإعاقة الفكرية والجسدية
» التربية العاطفيّة للأبناء
» الصحة النفسية للأبناء
» التربية الصالحة للأبناء
» الإعاقة الفكرية والجسدية
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى