دعوة الى الجنة

حبيبتي في الله ... نعم حبيبتي في الله ... ولو ما كنت حبيبتي ما خططت لأجلك حرفا ً ... ولا فكرت في سعادتك لحظة ...

إني أدعوك لامتلاك قصرا ً كبيرا ً في الجنة فيه لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك الأذفر ...

تحيط به حديقة غناء فيها من الأشجار والثمار والنخيل ما اشتهى قلب وتمنته العين ... سيقان شجرها الذهب الخالص وحصباء الحديقة اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ...تتفجر من تحته الأنهار وتنبع من جنباته الينابيع ... ولك فيه فرش لم يخطر على قلب مهندس ديكور أو مصمم أجمل الفلل وأروع القصور ...

لك ثياب لم تدركه قصر تفكير وخيال أي مصمم مشهور ... تحيط بك الوصيفات يخدمنك بكل سرور ... لسنا كخدم الدنيا ... بل إخلاص وتفاني وحب وحبور ...

وفي هذا القصر ستحيين ولن تموتي ... ستشبين ولن تهرمي ... ستصحين ولن تمرضي ... ستتنعمين ولن تبأسي أبدا ً ...

زوجك مبهور بجمالك ... حتى إذا رآك ذهل عم كل شيء ... يحيك حبا ً لا مثيل له ... ففي قصرك حب وسلام ... لا مشاكل ولا خصام ...

ألا ترغبين بشاليه فيها كل سبل الراحة ومصمم بأجمل تصميم وأبدع فرش ومستراح فيه لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر ... على نهر كبير لونه أكثر بياضا من اللبن وأحلى من العسل ... إذا لك بيتا ً من لؤلؤة مجوفة فيه السلام والهدوء والأمان ... نعم لؤلؤة كبيرة مجوفة يشق فيها الممرات وتتوزع فيها الغرف على نهر جار لا يفيض فيغرقك ولا يغيض فيجف جانبك ...

أختي وحبيبتي في الله :

إنها الجنة ... فيها رضوان من الله وفيها السعادة المنقاة من كل منغص وتعب ... هنا سعادة الصحة ينغصها المرض ... وسعادة المال ينغصها التعب والقلق ... وسعادة الشباب ينغصها الزوال ...

أما هناك فالسعادة الأبدية التي تزيد كل يوم أكثر وأكثر ....

أتعرفين كيف الوصول إلى هذه الجنة ؟؟؟؟

هناك بعض الأمور نبهنا رسول الله من فعلها وأمور أخرى أمرنا الله بها

فاسمعيني بقلبك بارك الله فيك ....

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة نمام ...

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 105

خلاصة حكم المحدث: صحيح

والنميمة هي نقل الكلام بين الناس ... ولا يدخل الجنة نمام ... لأن بالنميمة قد تخرب البيوت الآمنة وتقتل النفوس البريئة ويحل الخصام بدل السلام بين الأخوة المتحابين ويشيع الكره والحقد بين الناس ...

فهل ترضى إحدانا أن تكون سبب الدمار والخراب والخصام والأحقاد بين الناس ....

أم هل ترضى إحدانا أن تترك رضا الله ورضوانه وجنانه ... وتترك امتلاك القصور والحدائق والبيوت من اللؤلؤ المجوف وتترك الحياة السعيدة الخالدة لأجل تسلية رخيصة مدمرة ... كان الأجمل لو استبدلناها بالدعوة إلى الله ونشر المحبة والخير بين الناس من طيب الكلام ...

أختي وحبيبتي في الله :

تخيلي يا أختي الحبيبة أنك تدخلين الجنة بمجرد نزولك القبر ... فيفرش لك فراش من الجنة وتلبسين لباسا ً من الجنة ويفتح لك طاقة للجنة يصلك نورها وريحها وريحانها ويوسع لك في قبلك ... ... ويأتيك شخصا ً حسنا المظهر والرائحة واللباس ويقول لك أنا عملك الصالح فيونس وحدتك حتى تقوم الساعة ... وتنامين قريرة العين كما تنام العروس لا يوقظها إلا أحب الناس إليها ...

نعم عملك الصالح ... إنه صدقك ... إنه أمانتك ... إنه اخلاصك ... إنه توبتك ... إنه قيامك وصيامك وصلاتك وصدقتك وزكاتك ... إنه ذكر الله وقراءة القرآن ...

أو أن يقبر العاصي فيفتح له طاقة إلى النار يصله سمومها وحرها ويفرش له فرشا من نار ويلبس لباسا من نار ويجلس معه شخصا ً سيء الشكل نتن الرائحة مخيف المظهر يقول له أنا عملك السيئ ... أنا النميمة ... أنا الغيبة ... أنا الكذب ... أنا بذاءة اللسان ... أنا التفحش في الكلام ...

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحبي القبرين الذين مر بهما :

إنهما ليعذبان ، و ما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فيعذب في البول ، و أما الآخر فيعذب في الغيبة

الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2441

خلاصة حكم المحدث: صحيح

تخيلي المسلمة فينا تترك الجنة في قبرها والنعميم في قبرها والسعة في قبرها ... إلى حر النار وعذاب النار وضيق القبر الذي يفرق الضلوع ...

ومن أجل ماذا ؟

من أجل التسلية في ذكر الناس بما لا يرضوه ... في أكل لحومهم وهتك أعراضهم وفضحهم ...

أي تسلية رخيصة هذه ... وأي فعلة شنيعة ليس في حق الغير بل في حق النفس أولا وآخرا ...

لأن في الغيبة ستغلق طاقة الجنة وتفتح طاقة النار ... ستعذب المسلمة العاصية في قبرها إلى قيام الساعة بدلا من نومها سعيدة قريرة العين ...

أختي الحبيبة :

قال الله تعالى :

{قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة119

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا .

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6094

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

يا الله ... ما للصادقين من نعيم ... جنات وقصور تجري من تحتها الأنهار ... وسعادة دائمة لا تزول ... وخير عظيم ... وفوق هذا كله رضا من الله ورضوان ...

وقد كان رسول الله الصادق الأمين ... وقال الله فيه : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4

فالصدق من الأخلاق العظيمة التي ترضي الله وتدخل المسلم الجنات ...

‌ومعنى يكتب عند الله صديقا ً ... يشتهر بذلك عند الملأ الأعلى قولاً وفعلاً واعتقاداً ثم يوضع له ذلك في قلوب أهل الأرض ... فالمراد بالكتابة الكتابة في اللوح أو في صحف الملائكة ‌.‌

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة

الراوي: الحسن بن علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2518

خلاصة حكم المحدث: صحيح .

والصدق إذا مزج بالقلب ... أنار فيه نور الطمأنينة والسكينة ... ونور الإيمان ...

هل أحسست أختي الحبيبة بنور يطغى على القلب فيطفأ ظلامه ويشع السكينة في أرجائه والطمأنينة في سوداه ...

إذا جربي الصدق ... فبصدق يتحقق المراد ...

أختي وحبيبتي في الله :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

الكلمة الطيبة صدقة .

ما أجمل الكلمة الطيبة ... فلا فحش في الأقوال تغضب الله ولا تفحش في الكلام يسخط الرب ولا استهزاء في الناس تبعدنا عن رحمة الله ...

إنها صدقة لنا ... صدقة نتصدق بها على أجسامنا من عذاب النار وعلى أرواحنا من سخط الله ...

الكلمة الطيبة شجرة تنبت في الجنة نستظل تحتها في سعادة وسرور ...

قال الله تعالى :

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24

أختي وحبيبتي في الله :

مبارك لك توبتك ... وأرجو أن تكون توبة نصوحة تبدل السيئات حسنات وتقربك من رضوان الله والجنات ...

ولكي تكون توبتك نصوحة يجب ان تستغفري الله وتندمي على خطيئتك وتقرري قرارا ثابتا لا تراجع فيه أنك لن تعودي إليها ... ثم تطلبي المغفرة من الله لك ولكل من آذيته وتطلبين السماح منه ...

قد يأتي في بالك هذا السؤال : كيف أطلب السماح من أحدهم ؟؟؟ صعب جدا ً أن اخبر أحدهم بما اقترفته في حقه ...

ممكن تلتقين به وتدعين له بالخير ثم وقبل انصرافك قولي له : سامحنا وقد سامحناكم فقط دون ذكر الأسباب ...

ولا تقلقي يا أختاه ...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كل بني آدم خطاء ، و خير الخطائين التوابون

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4515

خلاصة حكم المحدث: حسن .

نعم ... يوما ً تأتين وتقفين أمام الله خجلى من ذنوبك وجلة خائفة ... فيبشرك الله أن سيئاتك استبدلت حسنات لتوبتك النصوح ... فيا بشراك ويا سعداك يا غالية ...

ولا تسوفي وتقولي سأتوب يوم الجمعة أو في شهر رمضان أو غدا ً أو بعد غد ...

إن الله ينتظرك فأسرعي له وكلك شوقا ً لرضاه ...

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي :

يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7405

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فأسرعي فأسرعي إلى الله ولا تسوفي ... الآن ... الآن ... إنه في انتظارك ... في انتظار أن يباهي الملائكة بك .... في انتظارك وقد أعد لك لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ...

في انتظارك وقد أعد لك الطمأنينة والسكينة والرضا والقبول والمغفرة ...

فيا أختي وحبيبتي في الله :

دارك اختيارك ... إما الجنة أو النار ... اللهم إني أسألك ولأختي في الله الجنة وأعوذ بك من النار ...

فأي البيتين تختارين ... وأي الخاتمتين ترغبين ؟؟؟

أسال الله لي ولك الرشد والسداد ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته