أحكام الإظهار

أحكام الإظهار

إنّ الإظهار من أحكام التجويد المندرجة تحت أحكام النّون الساكنة والتنوين، ويُقصد بالنّون الساكنة: النّون التي تأتي ساكنةً عند الوقف، لكنّها ثابتةٌ عند وصل الكلام ببعضه أو عند الوقف كذلك، وتكون موجودةً في الأسماء والأفعال والحروف، وأمّا التنوين: فهو نونٌ زائدةٌ على الكلمة لغير توكيدٍ، تلتحق بآخر الاسم لفظاً، وتسقط وقفاً وخطاً، وأمّا الإظهار فيُقصد به: نُطق حرف النون أو التنوين ساكنةً دون غُنّةٍ، وحروف الإظهار هي ستّة حروفٍ، يأتي عندها الإظهار إذا سُبق أحد هذه الحروف الستّة بالنّون الساكنة أو التنوين، وفيما يأتي ذكرٌ لحروف الإظهار الستّة، مع مثالٍ على ورودها مع النون أو التنوين:

* الهمزة: وذلك مثل: (وَيَنْأَوْنَ)، (كُلٌّ آمَنَ).

* الهاء: وذلك مثل: (يَنْهَى)، (جُرُفٍ هَارٍ).

* العين: وذلك مثل: (أَنْعَمْتَ)، (حَكِيمٌ عَلِيمٌ).

* الحاء: وذلك مثل: (وَتَنْحِتُونَ)، (نَارٌ حَامِيَةٌ).

*الغين: وذلك مثل: (فَسَيُنْغِضُونَ)، (إِلَهٍ غَيْرُهُ).

* الخاء: وذلك مثل: (وَالْمُنْخَنِقَةُ)، (عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

كيفيّة الإظهار ومراتبه

إذا وقع أحد حروف الإظهار الستّة بعد حرف النّون الساكنة في كلمةٍ واحدةٍ، أو في كلمتين، حيث تكون النّون الساكنة في آخر الكلمة، وتلاها حرف الإظهار في أوّل الكلمة الثانية، أو إذا ورد حرف الإظهار بعد التنوين في كلمتين منفصلتين، وجب إظهار النّون أو التنوين، ويسمى الإظهار كذلك إظهاراً حلقيّاً؛ لأنّ حروفه الستّة خارجةٌ من الحلق، ويأتي الإظهار على ثلاثة مراتبٍ؛ أعلاها عند حرفي الهمزة والهاء، ثمّ أوسطها عند حرفي العين والحاء، وأخيراً أدناها عند الغين والخاء.

سبب الإظهار وحقيقته

يتحقّق الإظهار بسبب بُعدِ المخارج بين حرفي النّون والتنوين وبين مخرج حروف الإظهار، إذ إنّ التقارب هو سبب وقوع الإدغام أو الإخفاء، ولأنّ المخرجين بين النّون والتنوين وحروف الإظهار بعيدةٌ عن بعضهما، فلم يلزم حصول الإدغام أو الإخفاء، فكان الإظهار أولى، وأمّا حقيقة الإظهار فهي: النطق بحرف النّون أو التنوين دون أيّ تغييرٍ عليهما بغنّةٍ أو ما شابه، ثمّ النطق بحرف الإظهار من غير سكتٍ ولا فاصلٍ بينهما.