القاضي وقاطع الطريق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان قاضيا مقيما في مدينة الكرخ ويعمل عنده بستاني له ابن يبلغ العشر سنين ، يدخل داره بلا إذن ويلعب مع أولاده بفرح، ويعطيه الدراهم والثياب الجديدة، ويحمله على عنقه ويطعمه بيديه ، ويلاعبه كما يفعل مع أبناءه. ولظروف عمله كقاض ترك مدينة الكرخ ورحل لمدن أخرى ولم يعرف للرجل ولا لابنه خبرا.
مضت السنين وكان القاضي في بلدة بعيدة ، وعندما ركب السفينة في طريقه لمكان عمله الجديد ، قال له صديق عزيز: احذر طريق البحر .. يوجد لص خطير اسمه الكرخي.. يقطع الطريق ويستولي على كل شيء.
في السفينة قضى القاضي وقتا جميلا ، تم بدأ يلمح بعض السفن تتجه ناحيتهما ، تم بدأت السفن تحاصر سفينتهما وقبل أن يستعدوا اتجهت السهام صوب سفينتهما ، وحذث هلع وذعر ، واختبأ البعض ، وسمعوا الصياح : لصوص البحر ، عندما اقتربت سفن اللصوص استطاعوا رؤية اللصوص، وهم نحو مائة، وكأنهم عسكر ، فقام رجال القاضي وأحضروا السلاح الخاص بهم، وعندما صوبوا السلاح لضرب سفن اللصوص ، وقف القاضي أمامهم وحلف أن من يرمي منهم بسهم عاقبه عند الوصول إلى المدينة.
كان القاضي خائفا عليهم من شراسة اللصوص، وحاول الحفاظ على رجاله ، واستسلم للأمر طلبا للسلامة، تم اقتربت سفينة كبير اللصوص، وأشار لهم فقفز اللصوص إلى سفينة القاضي ، استسلموا جميعا ، وقفز كبيرهم يتفحصهم، ووقف أمام القاضي وحين رآه تأمله طويلا ، ومسح عرق جبنيه، تم مال نحو القاضي وشد يده وقبلها ، اندهش القاضي وقال له وصوته يرتجف: مالك يا هذا ؟ ابتعد خطوة وقال: أما تعرفني يا سيدي؟ تأمله القاضي وهو جزع، ولم يعرفه ، فقال له : لا والله ، فقال : أنا الكرخي ، قال في نفسه اللص الخطير تم قال له : أنا الكرخي ابن فلان الكرخي البستاني الذي عمل عندكم .. أنا الولد الذي ربيتني في دارك وكنت تحملني على كتفك وتعطيني الدراهم وتلاعبني كما تفعل مع أولادك . تأمله فإذا الخلقة خلقته ، ولكن السنوات غيرت شكله ، وحزن القاضي لما وصل إليه . سأله : كيف وصل إلى هذا الحال ؟ تم أخذ يعظه . طبطب عليه وسأله : أي الركاب أفرج عنهم ؟ قال: كلهم عندي بمنزلة واحدة فلو أفرجت عن الجميع كانوا أحسن بك . واتجه بالسفن إلى الشاطئ ، ومنع أن يؤخذ شيء من السفينة. تم ودع القاضي وانصرف مع أصحابه . واستغرب القاضي الحكاية من أولها إلى آخرها.

ميرسى على الموضوع

يعطيك العآفيه
لاعدمنآك ولا عدمنا تألقك
بإنتظارجديدك بكل شوق
ودي