الارادة والخيال

ما هو ، إذن ، هذا الإيحاء ؟
يمكن تعريف الإيحاء بأنه "العمل على فرض فكرة على عقل شخص". هل يوجد
حقا شيء يستطيع أن يفرض فكرة على العقل ؟ بالمعنى الدقيق للكلمة ، لا.
الإيحاء
لا يوجد في الواقع بنفسه ، لا يوجد ولا يمكن أن يوجد إلا على شرط أن يتحول
بنفسه إلى الإيحاء الذاتي عند الشخص محل الإيحاء. وعليه نعرف هذه الكلمة ،
بأنها"زرع فكرة في الذات من قبل الذات ". يمكنك أن توحي شيئا إلى شخص ما ،
إذا لم يتقبل اللاوعي هذا الإيحاء ، وإذا لم يهضم ذلك ، إذا جاز التعبير ،
ويحوله إلى إيحاء ذاتي ، فلا ينتج أي أثر.



توظيف الإيحاء الذاتي :


يمكننا ترويض وقيادة خيالنا من
خلال الإيحاء الذاتي ، ببساطة ، يجب أولا أن نعرف أن هذا ممكن (وهو ما
يتجاهله الجميع تقريبا ) ، ومن ثم نعرف الوسيلة لذلك. وللعلم! هذه
الوسيلة
بسيطة للغاية : هي التي ، من غير قصد ، ومن دون علم ، وبشكل غير واع
نهائيا من جانبنا نستخدمها كل يوم منذ أن وجدنا في هذا العالم ، ولكن ،
لسوء الحظ بالنسبة لنا ، فغالبا ما نستخدمها بشكل سيء ومحزن.


هذه الوسيلة هي الإيحاء الذاتي. بما أننا متعودون على أن نستخدم الإيحاء
الذاتي دون وعي ، فيكفي ببساطة أن نستخدمه بوعي والطريقة هي : أولا ، حدد
بعناية الأشياء التي ينبغي أن
تكون موضوع الإيحاء الذاتي ، قم بتحرير عبارة أو جملة تلخص تلك الأشياء ،
كرر العبارة عدة مرات ، من دون التفكير في شيء آخر : "هذا يحصل وهذا يحدث ،
أو هذا يكون أو لا يكون ، وما إلى ذلك. "وإذا تقبل اللاوعي هذا الإيحاء ،
إذا قام بالإيحاء الذاتي ، فستشاهد هذه التغيرات تحدث نقطة بنقطة.


ومن هذا المنطلق ، فالإيحاء الذاتي ليس سوى الأثر المباشر للتنويم
المغناطيسي كما أفهمه ، وأنا أعرفه بهذه الكلمات البسيطة : تأثير الخيال
على الوجود المعنوي والمادي للإنسان.
وهذا التأثير مؤكد تماما.