https://www.ahladalil.org
 منزلة العقل والعلم في الإسلام 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  منزلة العقل والعلم في الإسلام 829894
ادارة المنتدي  منزلة العقل والعلم في الإسلام 103798
https://www.ahladalil.org
 منزلة العقل والعلم في الإسلام 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  منزلة العقل والعلم في الإسلام 829894
ادارة المنتدي  منزلة العقل والعلم في الإسلام 103798
لقد نسيت كلمة السر
منتديات تقنيات
1 / 4
تقنيات حصرية
2 / 4
اطلب استايلك مجانا
3 / 4
استايلات تومبلايت جديدة
4 / 4
دروس اشهار الموقع

المواضيع الأخيرة
»   Sondos
الثلاثاء 03 أكتوبر 2023, 17:03
»   Sondos
الأربعاء 08 فبراير 2023, 16:19
»   Sondos
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 15:50
»   Sondos
الخميس 02 فبراير 2023, 15:44
»   Sondos
الثلاثاء 31 يناير 2023, 13:40
»   Sondos
الإثنين 30 يناير 2023, 13:04

منزلة العقل والعلم في الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

 منزلة العقل والعلم في الإسلام Empty منزلة العقل والعلم في الإسلام

مُساهمة من طرف ابو المجد السبت 20 أغسطس 2011, 22:45

 منزلة العقل والعلم في الإسلام Nawasreh-com






منزلة العقل والعلم في الإسلام

فضل العقل في الإسلام

لا
يوجد دين غير الإسلام كرم العقل والفكر وأشاد بأولى الألباب والنهى، ودعا
إلى النظر والتفكر، وحرض على التعقل والتدبر، وقرأ الناس في كتابه:
(أفلا
تعقلون)، و(أفلا ينظرون)، و(لعلكم تعقلون)، و(لعلكم تتفكرون)، و(أو لم
ينظروا)، و(أو لم يتفكروا)، و(لآيات لقوم يعقلون)، و(لآيات لقوم يتفكرون).

ومن أروع ما جاء في القرآن قوله: (قل إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا).
ومعناه: أنه لا يطلب منهم إلا خصلة واحدة، وهي أن يتوجهوا بعقولهم وقلوبهم
إلى الله الذي يؤمنون به، وبخالقيته للكون وتدبيره لأمره، مخلصين في طلب
الهداية إلى الحقيقة، بعيدا عن تأثير "العقل الجمعي"، وعن الخوف من الناس
أو المجاملة لهم، كل فرد مع صديقه ممن يثق به، ويطمئن إليه، أو يفكر وحده،
وهو معنى قوله:
(مثنى وفرادى)، ثم يتفكروا في أمر النبوة، وسيهديهم فكرهم الحر إلى الحق.

وقد
اعتبر علماؤه أن العقل مناط التكليف، ومحور الثواب والعقاب، كما قرروا أن
العقل أساس النقل، إذ لو لم يثبت وجود الله بالعقل، ما ثبت الوحي، فالعقل
هو الذي يثبت النبوة، ويثبت صدق النبي بالعقل، ما ثبت الوحي، فالعقل هو
الذي يثبت النبوة، ويثبت صدق النبي عن طريق المعجزة الدالة على صدقه دلالة
عقلية، ثم بعد ذلك يعزل العقل نفسه، ليتلقى عن الوحي الذي هو سلطة أعلى
منه.

ومن
هنا قرر المحققون من علماء الإسلام: أن الإيمان المقلد المطلق غير مقبول،
لأنه لم يؤسس على برهان، ولم يقم على حجة بينة، بل على تقليد محض:
(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون).

والقرآن يطالب كل ذي دعوى بإقامة البرهان على دعواه، وإلا اطرحت ورفضت، ولهذا قال في محاورة المشركين: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، (أم اتخذتم من دونه آلهة، قل هاتوا برهانكم).

وقال في محاجة أهل الكتاب: (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، تلك أمانيهم، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

فالعقائد لابد أن تؤسس على البراهين اليقينية، لا على الظنون والأوهام. ولهذا عاب الله المشركين بقوله: (وإذا
قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن
إلا ظنا وما نحن بمستيقنين)، (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا
وما يهلكنا إلا الدهر، وما لهم بذلك من علم، إن هم إلا يظنون).

ليس
في الإسلام إذن ما عرف في بعض الأديان الأخرى من اعتبار الإيمان شيئا خارج
منطقة العقل ودائرة التفكير، وإنما يؤخذ بالتسليم المطلق، وإن لم يرتضه
العقل، أو يسانده البرهان، حتى شاع عندهم مثل هذا القول: "اعتقد وأنت
أعمى"! أو "أغمض عينيك ثم اتبعني"!

ويحرم
على المسلم أن يتبع الظنون والأوهام، معطلا الأدوات التي وهبه الله إياها
لتحصيل المعرفة الصحيحة، وهي: السمع والبصر والفؤاد، قال تعالى:
(ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) قال العلماء في تفسير هذه الآية: إن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، وفي الصحيحين: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" وفي سنن أبي داود وغيره: "بئس مطية الرجل: زعموا".

إن
تعطيل السمع والبصر والفؤاد ينزل بالإنسان من أفق الإنسانية العاقلة إلى
حضيض البهيمية الغافلة، بل يجعل الإنسان أضل سبيلا من الأنعام، لأنها لم
تؤت ما أوتي من قوى التمييز والإدراك، فكان جديرا أن يكون من حطب جهنم:
(ولقد
ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس، لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا
يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم
الغافلون).

لقد
عاب القرآن على المشركين اتباعهم للظن في تكوين العقائد التي لا يغني فيها
إلا اليقين القائم على البصيرة والبرهان. وفي ذلك يخاطبهم فيقول في شأن
آلهتهم:
(إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)، ويقول في هذا السياق نفسه: (وما لهم به من علم، إن يتبعون إلا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).

وعاب على أهل الكتاب في قضية قتل المسيح ما عابه على الوثنيين فقال: (ما لهم به من علم إلا اتباع الظن، وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه).

ولا
يحل لمسلم أن يأخذ فكرته عن الوجود: مبدئه ومنتهاه، وعلته وأسراره، إلا عن
رب الوجود، فكل ما يتصل بمسائل الغيب والعقيدة في الله وملائكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر، وغايات الحياة وأسرار الكون، ليس له مصدر إلا وحي الله
المنزل على رسوله، المؤيد بالآيات البينات، الدالة على صدق نبوته، القاطعة
بصحة رسالته.

إن
من أراد أن يعرف فكرة صحيحة كاملة عن دقائق جهاز ما، وعن الغاية من صنعه،
فلابد أن يأخذها من صانعه نفسه، والله تعالى هو صانع هذا الكون، علويه
وسفليه، بمن فيه وما فيه، وما نبصره وما لا نبصره، وهو وحده القادر على أن
يمدنا بالحقائق الصادقة عن هذا الوجود وأسراره وغاياته:
(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

وكل النظريات والفلسفات التي زعمت أنها فسرت الوجود وخباياه، والحياة وأسرارها، إنما هي فروض ظنية يضرب بعضها بعضا، (وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).


والقرآن
الكريم أعظم كتاب أشاد بالعلم وأهله، ورفع قدر "أولى العلم" و"العالمين"،
ونوه بمكانة "الذين أوتوا العلم"، كما بين أنه أنزل كتابه وفصل آياته
(لقوم يعلمون)، كما بث آياته في الآفاق وفي الأنفس لهؤلاء الذين يعلمون.

يقول تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط)، فانظر كيف بدأ الله تعالى بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأولى العلم، واستشهد بهم على أعظم قضايا الوجود، وهي قضية الوحدانية.

وقال تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وهو استفهام إنكاري معناه نفي التسوية بين أهل العلم وأهل الجهل، كما في قوله تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير، ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور، وما يستوي الأحياء ولا الأموات).

فالجهل
بمثابة العمى، والعلم بمثابة البصر، والجهل كالظلمة، والعلم كالنور،
والجهل حرارة قاتلة، والعلم ظل ظليل، والجهل موت، والعلم حياة، ولا يمكن أن
يستوي الضدان في هذا كله.

وقال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، أي لا يخشى الله إلا العلماء الذين يعرفون مقامه، ويقدرونه حق قدره، والعلم الحقيقي هو الذي يورث الخشية.

وقد
جاءت هذه الآية ـ أو هذا الجزء من الآية ـ بعد أن ذكر الله سبحانه بعض
آياته في خلقه: في السماء والماء والنبات والجبال، ومن الناس والدواب
والأنعام، مما يوحي بأن العلماء المذكورين هم علماء الطبيعة والكون والأرض
والنبات والإنسان والحيوان. اقرأ قوله تعالى:
(ألم
تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها، ومن
الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب
والأنعام مختلف ألوانه كذلك، إنما يخشى الله من عباده العلماء).

وقال تعالى: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين).

والأوفق
بـ "العالمين" هنا: أنهم العلماء بالظواهر الكونية في الفلك وفي الأرض،
والعلماء باختلاف الألسنة والألوان،أي علماء الكون، وعلماء الإنسان.

وقال تعالى: (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون). فالأقرب
أن القوم الذين يعلمون هنا: هم علماء الفلك والطبيعة الجوية، فهم أقدر
الناس على معرفة أسرار الله تعالى واكتشاف سننه في جعل النجوم للاهتداء.

ومن
هنا نرى أن العلم الذي أشاد به القرآن ليس مقصورا على علم الدين وحده، وإن
كان علم الدين له الصدارة والأولوية، لأنه العلم الذي يتعلق بالمقاصد
والغايات، وعلوم الدنيا تتعلق بالوسائل والآلات، ولكنها مهمة أيضا لنماء
الحياة وبقائها كما يريد الله تعالى.

وقال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس، وما يعقلها إلا العالمون).


ومن قرأ قصص الأنبياء في القرآن وجد أن للعلم مكانا في كل منها، وأن العلم كان وراء كل خير أو فضل أحرزه واحد منهم.

فآدم
عليه السلام ـ أبو البشر ـ إنما فضله الله على الملائكة، وأظهر تفوقه
عليهم، وأنه المرشح الصالح للخلافة في الأرض، بسبب "العلم" الذي علمه الله
إياه، ولم يعلمه للملائكة، ولهذا لما سألهم عن أسماء الأشياء ـ والسؤال عن
الاسم يتضمن السؤال عن المسمى وخواصه ـ قالوا:
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم).

وكذلك استطاع آدم أن يتطهر من ذنبه ـ حين أكل من الشجرة المنهي عنها ـ بما تعلمه من الكلمات التي تلقاها من ربه: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه هو التواب الرحيم).

ونوح ـ شيخ المرسلين ـ نجد أثر العلم في حسن دعوته لقومه، وجداله لهم حتى أفحمهم. وقالوا: (يا
نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين، قال
إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين، ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن
أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم، هو ربكم وإليه ترجعون).

وإبراهيم ـ خليل الرحمن ـ آتاه الله الحجة، فحاج نمروذ فأسكته، وحاج قومه فغلبهم، وقال لأبيه: (يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا مستقيما).

وقال تعالى في شأنه: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء).

ويوسف
لما بلغ أشده آتاه الله حكما وعلما، وعلمه من تأويل الأحاديث تعبير الرؤى،
وكان هذا العلم سببا في إخراجه من السجن، وكذلك كان العلم مؤهلا لتوليه
خزائن الأرض:
(قال اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم)، فالحفظ يمثل العنصر الأخلاقي، والعلم يمثل العنصر المعرفي، وكلاهما يكمل الآخر، وكلاهما ضروري لكل من يتولى منصبا قياديا.

ولقد
برز يوسف في علم التخطيط الزراعي والاقتصادي في أيام الأزمات والمجاعات،
ووضع خطة لخمسة عشر عاما، وتولى هو الإشراف على تنفيذها بنفسه، فأنقذ الله
به مصر وما حولها من محنة كادت تودي بها.

وقال الله في شأن موسى: (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما، وكذلك نجزي المحسنين).

ولما
أعلم الله موسى أن هناك رجلا عنده من العلم ما ليس عنده، سافر إليه سفرا
طويلا لقي فيها النصب والعناء، وطلب إليه أن يصحبه، بل أن يتبعه ليتعلم منه
مما علمه الله، وهو موسى الذي اصطفاه الله برسالاته وبكلامه، فاشترط عليه
أن يصبر على ما يراه منه، ولا يبادره بالسؤال حتى يبين هو له، وقبل موسى
هذا الشرط:
(قال له موسى هل أتبعك على أن
تعلمن مما علمت رشدا، قال إنك لن تستطيع معي صبرا، كيف تصبر على ما لم تحط
به خبرا، قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني
فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا).

وفي قصة داود وسليمان قال تعالى: (ولقد
آتينا داود وسليمان علما، وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده
المؤمنين، وورث سليمان داود، وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا
من كل شيء).

ونجد علم سليمان يتجلى في فهم كلام النملة مع النمل، وفي كلام الهدهد الذي أدل عليه بالعلم، وقال له: (أحطت بما لم تحط به).

وفي قصة سليمان مع ملكة سبأ، نجد أن الذي أحضر عرشها من اليمن إلى الشام قبل أن يرتد إليه طرفه إنما هو: (الذي عنده علم من الكتاب).

كما امتن الله على داود بتعليمه صناعة الدروع: (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم).

وفي قصة طالوت بين الله تعالى أنه اختاره لزعامة القوم وقيادتهم بسبب مؤهلاته العلمية والمادية: (قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم).

وقال عن المسيح عيسى: (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل).

وقال عن خاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيما).


وجاءت
الأحاديث النبوية فأكدت ما جاء في القرآن من فضل العلم، ومنزلة العلماء،
من ذلك ما رواه معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما إلا سهل الله له به طريقا إلى الجنة".

وعنه مرفوعا: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

فمن
خصائص العلم: أن نفعه مستمر، وأن أجره دائم، وأنه باق للإنسان حتى بعد
موته، قال الحافظ النذري: "وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من أقرأه، أو
نسخه، أو عمل به من بعده، ما بقي خطه والعمل به، لهذا الحديث وأمثاله،
وناسخ غير النافع ـ مما يوجب الإثم ـ عليه وزره، ووزر من قرأه، أو نسخه، أو
عمل به من بعده، ما بقي خطه والعمل به".

وعن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من
سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع
أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات
ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء! وفض العالم على العابد كفضل القمر على
سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا
ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".

قال
الإمام الغزالي: ومعلوم أنه لا رتبة فوق رتبة النبوة، ولا شرف فوق شرف
الوراثة لتلك الرتبة! ويعلق على استغفار من في السموات ومن في الأرض للعالم
فيقول: "وأي منصب يزيد على منصب من تشتغل ملائكة السموات والأرض
بالاستغفار له؟ فهو مشغول بنفسه (أي بعلمه)، وهم مشغولون بالاستغفار له"!

وعن
زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه، قال: ما جاء
بك؟ قلت: أنبط العلم (يعني أطلبه وأستخرجه)، قال: فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: "ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم، إلا وضعت له
الملائكة أجنحتها، رضا بما يصنع".

وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، وما والاه، وعالما،
ومتعلما".

والمراد
بلعن الدنيا: ذمها، وهي ليست مذمومة لذاتها، فإنها مزرعة الآخرة، وهي دار
الإيمان والعبادة والجهاد في سبيل الله، وإنما تذم من حيث أنها دار للكفر
والشر وعبادة الطاغوت، ومن حيث أنها تشغل عن الله تعالى وعن الدار الآخرة.
ولهذا استثنى الحديث من الذم كل ما يذكر الإنسان بربه، ويصله بحبله، من ذكر
الله، وما يحبه ويرضاه، من العلم النافع والعمل الصالح، والمقصود بالعالم
والمتعلم: من يجمع بين العلم والعمل، فيخرج الجهلاء الذين لا يعلمون،
والذين يعلمون ولا يعملون.

وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع" والمراد بسبيل الله: هو الجهاد.

وعن
أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء إلى مسجدي هذا،
لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله"
، لأن كلا من المتعلم والمجاهد يعمل لتكون كلمة الله هي العليا، هذا بقلمه، وهذا بسيفه.

كما حثت الأحاديث النبوية على إكرام أهل العلم وإعطائهم حقهم من الإجلال والتوقير، وحذرت من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم.

فعن
جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ـ
يعني: في القبر ـ ثم يقول: "أيهما أكثر أخذا للقرآن"؟ فإذا أشير إلى أحدهما
قدمه في اللحد.

وعن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا".


وقال
علي كرم الله وجهه لكميل بن زياد: يا كميل، العلم يحرسك وأنت تحرس المال،
والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق.
وقد شرح ابن القيم هذه الكلمات ـ المقتبسة من مشكاة النبوة ـ شرحا مستفيضا في "مفتاح دار السعادة".

وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك! وهذا ما عبر عنه الشاعر فقال:

إن الأكابر يحكمون على الورى وعلى الأكابر يحكم العلماء!

وسئل
ابن المبارك: من الناس؟ فقال: العلماء، قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد.
قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين! وإنما لم يجعل غير
العالم من الناس، لأن الخاصية التي يتميز بها الإنسان عن البهيمة هي العقل،
وهو إنما يظهر بالعلم.

وقال ابن عباس: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها!

وقال الحسن: يوزن مداد العلماء بدماء الشهداء، فيرجح مداد العلماء.

وقال في تفسير قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) إن الحسنة في الدنيا هي العلم والعبادة، وفي الآخرة هي الجنة.

وقيل لحكيم: أي الأشياء تقتني؟ قال: الأشياء التي إذا غرقت سفينتك سبحت معك! يعني: العلم.

وقال
الإمام أحمد: الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب، لأن المرء
يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين، وحاجته إلى العلم بعدد
الأنفاس.

وقال بعض السلف: من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم.


ابو المجد
ابو المجد
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 منزلة العقل والعلم في الإسلام Empty رد: منزلة العقل والعلم في الإسلام

مُساهمة من طرف اصيل العرب السبت 20 أغسطس 2011, 22:47

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحث ممتاز وملىء بالحقائق العلمية التي أعترف بها غير المسلمين وكل ذي نظرة حيادية
ولعل الله يجعله في ميزان حسناتكم
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
اصيل العرب
اصيل العرب
مدير منتدى
مدير منتدى

تاريخ التسجيل : 07/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 منزلة العقل والعلم في الإسلام Empty رد: منزلة العقل والعلم في الإسلام

مُساهمة من طرف بسمة امل السبت 20 أغسطس 2011, 22:51

بارك الله فيك اخي
بسمة امل
بسمة امل
مشرفة
مشرفة

تاريخ التسجيل : 07/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 منزلة العقل والعلم في الإسلام Empty رد: منزلة العقل والعلم في الإسلام

مُساهمة من طرف ابو المجد السبت 20 أغسطس 2011, 23:06

بسمة امل
وعليكم السلام والرحمة ياطيبة

اللهم أمين يارب، ولك بالمثل ،

بوركت ياطيبة جزاك الله الفردوس الأعلى ،

تحياتي واحترامي
ابو المجد
ابو المجد
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 منزلة العقل والعلم في الإسلام Empty رد: منزلة العقل والعلم في الإسلام

مُساهمة من طرف شيماء ابو الصفاء الأحد 21 أغسطس 2011, 11:13

مجهود رائع و معلومات قيمة


ونحن سعداء جميعا بوجودك معنا

اضفت لنا الكثير تسلم دمت لنا

و لمنتدى احلى دليل
بارك الله فيك
كل الود والاحترام
و تحياتي لك
شيماء ابو الصفاء
شيماء ابو الصفاء
مديرة منتدى

تاريخ التسجيل : 26/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات تقنيات فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى