المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
بيــــوت نـاجحـــة
بيــــوت نـاجحـــة
الأسرة السعيدة
بيــــوت نـاجحـــة
بيــــوت نـاجحـــة
بيوت ناجحة
ظهرت نماذج خالدة لبيوت مسلمة ناجحة،توفَّرتْ فيها الحياة السعيدة الهادئة.. إنها بيوت بنيت على تقوى اللهوطاعته، وبدأت على أسس ومبادئ صحيحة من حسن الاختيار، وتربية الأبناء،وعرف كل فرد ما عليه فأعطاه، وما له فأخذه أو تسامح فيه، ومن هذه البيوتالطيبة:
1- البيت النبوي
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدةخديجة -رضي الله عنها- وكانت تزيد عنه في العمر خمسة عشر عامًا، وعاش معهاالنبي صلى الله عليه وسلم حياة سعيدة هانئة، وظل الرسول صلى الله عليهوسلم يحن إليها ويحفظ عهدها بعد وفاتها إلى أن توفاه الله، فقد كانت خديجةأروع مثال للزوجة المسلمة الصالحة، حيث قدمت له خير ما تقدم زوجة لزوجها.
ومن ذلك أنه لما تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم قبيل بعثته بسنوات للتأمل والتدبر في الكون خلال شهر رمضان من كل عام، لم تضجر السيدة
خديجة-رضي الله عنها- لبعد النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاعه عنها، بل قابلتذلك بالرضا والقبول، فكانت تحمل إليه الطعام والشراب في الغار.
ولمانزل عليه الوحي ولَّى مسرعًا إلى السيدة خديجة، وهو يقول: (زملوني،زملوني) والرعدة تملأ جسده، فغطته وقامت على أمره حتى ذهبت عنه الرعدة، ثمحكي لها ما حدث له، وهو يقول: لقد خشيت على نفسي، فطمأنته، وبذلت غايةجهدها للتخفيف عنه، فجمعت قواها، وقالت له: كلا، والله لا يخزيك اللهأبدًا، إنك لتصل الرحم، وتقْرِي الضيف، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتكسب المعدوم،وتعين على نوائب الحق. [البخاري].
وليس هذا فحسب، بل أسرعت لتخفف الأمرعنه وبحثت عن تفسيره لهذا الأمر، فعرضته على ابن عمها ورقة بن نوفل وكانراهبًا متعبدًا قد دخل دين النصارى، فقالت له: يا بن عم، اسمع من ابنأخيك، فلما حكى له، أخبره ورقة أن ذلك هو الوحي الذي نزل على موسى وعيسىمن قبل، وبشره بالنبوة.
وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمنبدعوة زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم، كانت تخفف عنه ما يلقاه من أذىالناس، وتثبته وتمنحه الثقة، وتؤكد أن الله ناصره ومؤيده، وظلت السيدةخديجة تساند النبي صلى الله عليه وسلم وتؤازره، وتخفف عنه آلامه، وتدعمدعوته بمالها وجهدها، إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاثة أعوام.
ومن أعظمما يذكر لها موقفها في سنوات الحصار الذي فرضته قريش على النبي صلى اللهعليه وسلم وأصحابه، للإضرار به وبأصحابه، فإنها لازمت زوجها النبي في هذهالشدة، وكان لها القدرة على البعد عن الحصار، وقد كانت سيدة مرموقةالمقام، رفيعة القدر، ولو فعلت لكان معها العذر؛ فقد بلغت من
العمر عِتيًّا.
وكانالنبي صلى الله عليه وسلم يحب السيدة خديجة -رضي الله عنها- حُبًّاشديدًا، وامتد حبه لها بعد وفاتها، فكان يكثر من ذكرها، ويكرم أقاربها،ويحسن إلى صديقاتها، وقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يومًا عند عائشة،فأخذتها الغيرة، فقالت: هل كانت إلا عجوزًا أبدلك الله خيرًا منها. فغضبالنبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لا والله ما أبدلني خيرًا منها، آمنت بيحين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس،ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء) قالت عائشة -رضي الله عنها- فينفسها: لا أذكرها بعدها أبدًا [أحمد]. وبذلك استحقت السيدة خديجة -رضيالله عنها- رضا ربها؛ كما رضي عنها رسوله صلى الله عليه وسلم، فنالت خيرجزاء.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى جبريلُ النبي صلى اللهعليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك، معها إناء فيه إدام،أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجلَّ،ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب (اللؤلؤ المجوف) لا صخب فيهولانصب._[متفق عليه].
وذلك شأن كل زوجة مسلمة، تبتغي سعادة زوجهاوتخفيف آلامه، لتُرضيه، فيرضى عنها ربها عز وجل، ومثلما كانت خديجة -رضيالله عنها- كانت كذلك جميع نسائه -رضوان الله عليهن- وكان صلى الله عليهوسلم حسن العشرة مع زوجاته ،يقابلهن جميعًا بالوُدٍّ والحب، وقورًا لايتكلم في غير حاجته، عدلا لا يفضل زوجة على أخرى في النفقة والمعيشة،مُبَشِّرًا لامنفرًا، وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكنإثمًا.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعامًا قط، إن أحبه أكله، وإنكرهه تركه، وكان يأكل الخبز بالزيت، فإن لم يجد طعامًا، قال: إني صائم.وكان في مهنة أهله؛ يحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقِّع الثوب، ويقمُّ البيت(يجمع قمامته)، ويحمل بضاعته من السوق، فكان نموذجًا كاملا للمسلم معزوجته.
وكانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عابدات طائعات، يتحملنمعه نوائب الدهر، وتبعات الدعوة، وعاشوا عيشة الكفاف التي تسدُّ الحاجة،وتمنع الهلاك، وقد نظرن يومًا إلى فقرهن، وهن زوجات النبي صلى الله عليهوسلم قائد الأمة وسيدها، فمالت نفوسهن إلى شيء من النعيم والترف، فلما علمالنبي صلى الله عليه وسلم بأمرهن قاطعهنَّ شهرًا؛ حتى أنزل الله فيهنقرآنًا.
قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياةالدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلاً. وإن كنتن تردن اللهورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا} [الأحزاب:28-29] . فخيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يبقين على حالتهنوجزاؤهن الجنة، أو أن يطَلِّقُهن، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة..وهكذا، فالوقوف عند أوامر الله ونواهيه يوفر للزوجين حياة سعيدة هادئةمطمئنة، فالغاية عندئذ، هي رضا الله ورسوله.
2- بـيت على وفاطمة -رضي الله عنهما-:
تقدمعلي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لخطبة السيدة فاطمة، أحببناته إلى قلبه، وكان علي فقيرًا، فلم يكن له مال ترغب فيه النساء، ولكنهكان غنيًّا بإيمانه، وتقواه، وجهاده في سبيل الله. فأخبر النبي صلى اللهعليه وسلم ابنته فاطمة برغبة علي في الزواج بها، فسكتت علامة على قبولهاورضاها، فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وكان صداقها درْع علي -رضيالله عنهما- الذي لم يكن يمتلك شيئًا غيره، والذي كان الرسول صلى اللهعليه وسلم قد أهداه له.
وقد ساهم حمزة -رضي الله عنه- في نفقات هذاالزواج المبارك، ففي ليلة البناء ذبح كبشًا، وأعد وليمة العُرس، ودعاإليها الصحابة، ثم دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم بما يستحب أن يدعوبه المسلم عند تهنئة الزوجين ليلة العرس، فقال : (بارك الله لك، وباركعليك، وجمع بينكما في خير) [أبو داود].
وكانت السيدة فاطمة تقوم علىخدمة زوجها علي -رضي الله عنهما-، ورعاية شئون البيت، ولما كثرت عليهاأعباء الحياة الزوجية، رغبت في خادمة تساعدها، وكان علي فقيرًا لا يقوىعلى شراء خادم أو استئجاره، فسأل علي النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنحهماخادمًا، فأرشدهما إلى خير زاد فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركما بخيرمما سألتماني؟) فقالا: بلى يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: (كلماتعلمنيهن جبريل: تسبحان دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبران عشرًا،وإذا أويتما إلى فراشكما: تسبحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين،وتكبران ثلاثًا وثلاثين) [متفق عليه].
وكان علي -رضي الله عنه- يقسمعمل البيت بين أمه فاطمة بنت أسد، وزوجته فاطمة بنت رسول الله -رضوان اللهعليهما- فيقول لأمه: اكْفَ فاطمة بنت رسول الله سقاية الماء والذهاب فيالحاجة، وتكفيك الداخل: الطحين والعجين. وذات يوم وقع الخلاف بين عليوفاطمة -رضي الله عنهما- فلما زارهما النبي صلى الله عليه وسلم وجد فاطمةغير هاشة له كعادتها، وسألها، فأخبرته. وكان علي خارج البيت، فذهب إليهحيث وجده نائمًا بالمسجد على التراب، فداعبه بقوله: (قم يا أباتراب)_[الطبراني]، ومازحه ولم يعكِّر صفو حياته الزوجية بتعميق المشكلة،بل أخذ عليًّا إلى بيته ليستأنف حياته الزوجية، ويعالج بنفسه المشكلة معزوجته، ورزقهما الله أبناء بررة، فأنجبت السيدة فاطمة الزهراء: الحسنوالحسين، وأم كلثوم، وزينب وغيرهم؛ فكانت ذرية طيبة.
3- عثمان بن عفان ونائلة -رضي الله عنهما-:
أمانائلة فقد أوصاها أبوها في ليلة زفافها، فقال لها: أي بنية، إنك ستقدمينعلى نساء قريش، وهن أقدر على الطيب منكِ، فاحفظي عني اثنتين: تكحلي وتطيبيبالماء، حتى تكون ريحك حسنة. فلما زُفَّت إلى عثمان جلس إلى جانبها، ومسحرأسها، ودعا بالبركة.
وكان عثمان -رضي الله عنه- يكثر من الصيام وقيامالليل وإطعام الطعام، وهي صابرة، تساعده بصدق ويقين، ولما خرج الخارجونعلى عثمان -رضي الله عنه- بمكيدة عبدالله بن سبأ أحد اليهود الذين أظهرواالإسلام، وحاصروا بيته يريدون قتله، وقفت إلى جانبه موقفًا نبيلاً، فلمادخلوا بيته ألقت بنفسها عليه تتحمل الضرب عنه، فضرب أحدهم عجيزتها، فقالت:أشهد أنك فاسق لم تأت غضبًا لله ولا لرسوله، وابتعدت عن عثمان قليلاً.فأهوى إليه بالسيف ليضربه، فمدت يدها دفاعًا عن زوجها، فقطع السيف إصبعينمن أصابعها. وبعد استشهاد عثمان -رضي الله عنه- تدافع الخطاب إلى نائلة-رضي الله عنها- فرفضتْ وفاءً منها لعثمان.
4- الزبـير وأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهم-:
تحدثت أسماء عن زواجها من الزبير، فقالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض
مال،ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنتُ أعلف فرسه، وأكفيه مئونته، وأسوسه،وأدق النوى، وأعلفه، وأسقيه الماء، وأعجن، ولم أكن أحسن الخبز، فكانتجاراتي من الأنصار يخبزن لي، وكُنّ نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرضالزبير التي أقطعها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي... [مسلم].
وكانالزبير رجلا شديد الغيرة على أهله، لذا فإنها قدرت غيرته، وراعتها لتتلافىما ينجم عنها، وكانت أسماء تراعي فقر زوجها في بداية حياتهما، فكانتمقتصدة في الإنفاق والمعيشة، وقد سألت أسماء -رضي الله عنها- رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ليس في بيتي شيء إلا ما أدخلعلى الزبير، فهل علي جناح أن أرضخ (أعطي قليلاً) مما أدخل علي؟ فقال صلىالله عليه وسلم: (ارضخي ما استطعت، ولا توكي فيوكي الله عليك (أي لا تبخليفيضيق الله عليك) [متفق عليه].
وقد تزوج الزبير على أسماء بامرأة أخرى،فلم يكن زواجه منها ذا أثر على هدوء حياتهما الزوجية، فالمرأة الصالحةتعلم أن لزوجها أن يتزوج بأربع، ورزقهما الله: عبد الله، وعروة، والمنذر،وظلت أسماء وفية لزوجها حتى مات سنة ست وثلاثين من الهجرة، وشهدت وفاةابنها عبد الله، ولقيت ربها صابرة شاكرة سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.
5- بـيت عمر بن عبد العزيز وفاطمة بنت عبد الملك:
كانعمر بن عبد العزيز رجلا جميلاً، محبًّا للنعيم والترف، وكان يغدق على أهلهويكرمهم، فلما ولي الخلافة، استوقف زوجته قليلا، وخيرها بين البقاء معه معتحمل تبعات الخلافة، أو الطلاق، فاختارت أن تكون معه على كل حال.
وأودعما تملكه من ذهب ببيت المال، وكان يدخل عليها، فيسألها أن تقرضه من مالها،وذات مرة استقرضها درهمًا ليشتري عنبًا لها، فلم يجد عندها شيئًا، فقالتله: أنت أمير المؤمنين، وليس في خزانتك ما تشترى به عنبًا؟ فقال: هذا أيسرمن معالجة الأغلال والأنكال غدًا في نار جهنم.
ودخلت عليه زوجته فاطمةيومًا، وهو جالس في مصلاه، واضعًا يده على وجهه، ودموعه تسيل على خديه،فقالت له: مالكَ؟ قال: ويحك يا فاطمة! قد وليتُ من أمر هذه الأمة ما وليت،ففكرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، واليتيم المكسور، والأرملةالوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيالالكثيرة، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض، وأطراف البلاد، فعلمتُأن ربي -عز وجل- سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى اللهعليه وسلم، فخشيتُ ألا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمتُ نفسي فبكيت.
وبعد،فهذه أُسَرٌ مسلمة، طبقت الإسلام، واحتكمت إليه في كل أمورها، ورأت فيهحلا لمشاكلها، فكانوا قدوة حسنة، يهتدي اللاحقون بنورهم
.ظهرت نماذج خالدة لبيوت مسلمة ناجحة،توفَّرتْ فيها الحياة السعيدة الهادئة.. إنها بيوت بنيت على تقوى اللهوطاعته، وبدأت على أسس ومبادئ صحيحة من حسن الاختيار، وتربية الأبناء،وعرف كل فرد ما عليه فأعطاه، وما له فأخذه أو تسامح فيه، ومن هذه البيوتالطيبة:
1- البيت النبوي
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدةخديجة -رضي الله عنها- وكانت تزيد عنه في العمر خمسة عشر عامًا، وعاش معهاالنبي صلى الله عليه وسلم حياة سعيدة هانئة، وظل الرسول صلى الله عليهوسلم يحن إليها ويحفظ عهدها بعد وفاتها إلى أن توفاه الله، فقد كانت خديجةأروع مثال للزوجة المسلمة الصالحة، حيث قدمت له خير ما تقدم زوجة لزوجها.
ومن ذلك أنه لما تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم قبيل بعثته بسنوات للتأمل والتدبر في الكون خلال شهر رمضان من كل عام، لم تضجر السيدة
خديجة-رضي الله عنها- لبعد النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاعه عنها، بل قابلتذلك بالرضا والقبول، فكانت تحمل إليه الطعام والشراب في الغار.
ولمانزل عليه الوحي ولَّى مسرعًا إلى السيدة خديجة، وهو يقول: (زملوني،زملوني) والرعدة تملأ جسده، فغطته وقامت على أمره حتى ذهبت عنه الرعدة، ثمحكي لها ما حدث له، وهو يقول: لقد خشيت على نفسي، فطمأنته، وبذلت غايةجهدها للتخفيف عنه، فجمعت قواها، وقالت له: كلا، والله لا يخزيك اللهأبدًا، إنك لتصل الرحم، وتقْرِي الضيف، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتكسب المعدوم،وتعين على نوائب الحق. [البخاري].
وليس هذا فحسب، بل أسرعت لتخفف الأمرعنه وبحثت عن تفسيره لهذا الأمر، فعرضته على ابن عمها ورقة بن نوفل وكانراهبًا متعبدًا قد دخل دين النصارى، فقالت له: يا بن عم، اسمع من ابنأخيك، فلما حكى له، أخبره ورقة أن ذلك هو الوحي الذي نزل على موسى وعيسىمن قبل، وبشره بالنبوة.
وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمنبدعوة زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم، كانت تخفف عنه ما يلقاه من أذىالناس، وتثبته وتمنحه الثقة، وتؤكد أن الله ناصره ومؤيده، وظلت السيدةخديجة تساند النبي صلى الله عليه وسلم وتؤازره، وتخفف عنه آلامه، وتدعمدعوته بمالها وجهدها، إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاثة أعوام.
ومن أعظمما يذكر لها موقفها في سنوات الحصار الذي فرضته قريش على النبي صلى اللهعليه وسلم وأصحابه، للإضرار به وبأصحابه، فإنها لازمت زوجها النبي في هذهالشدة، وكان لها القدرة على البعد عن الحصار، وقد كانت سيدة مرموقةالمقام، رفيعة القدر، ولو فعلت لكان معها العذر؛ فقد بلغت من
العمر عِتيًّا.
وكانالنبي صلى الله عليه وسلم يحب السيدة خديجة -رضي الله عنها- حُبًّاشديدًا، وامتد حبه لها بعد وفاتها، فكان يكثر من ذكرها، ويكرم أقاربها،ويحسن إلى صديقاتها، وقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يومًا عند عائشة،فأخذتها الغيرة، فقالت: هل كانت إلا عجوزًا أبدلك الله خيرًا منها. فغضبالنبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لا والله ما أبدلني خيرًا منها، آمنت بيحين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس،ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء) قالت عائشة -رضي الله عنها- فينفسها: لا أذكرها بعدها أبدًا [أحمد]. وبذلك استحقت السيدة خديجة -رضيالله عنها- رضا ربها؛ كما رضي عنها رسوله صلى الله عليه وسلم، فنالت خيرجزاء.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى جبريلُ النبي صلى اللهعليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك، معها إناء فيه إدام،أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجلَّ،ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب (اللؤلؤ المجوف) لا صخب فيهولانصب._[متفق عليه].
وذلك شأن كل زوجة مسلمة، تبتغي سعادة زوجهاوتخفيف آلامه، لتُرضيه، فيرضى عنها ربها عز وجل، ومثلما كانت خديجة -رضيالله عنها- كانت كذلك جميع نسائه -رضوان الله عليهن- وكان صلى الله عليهوسلم حسن العشرة مع زوجاته ،يقابلهن جميعًا بالوُدٍّ والحب، وقورًا لايتكلم في غير حاجته، عدلا لا يفضل زوجة على أخرى في النفقة والمعيشة،مُبَشِّرًا لامنفرًا، وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكنإثمًا.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعامًا قط، إن أحبه أكله، وإنكرهه تركه، وكان يأكل الخبز بالزيت، فإن لم يجد طعامًا، قال: إني صائم.وكان في مهنة أهله؛ يحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقِّع الثوب، ويقمُّ البيت(يجمع قمامته)، ويحمل بضاعته من السوق، فكان نموذجًا كاملا للمسلم معزوجته.
وكانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عابدات طائعات، يتحملنمعه نوائب الدهر، وتبعات الدعوة، وعاشوا عيشة الكفاف التي تسدُّ الحاجة،وتمنع الهلاك، وقد نظرن يومًا إلى فقرهن، وهن زوجات النبي صلى الله عليهوسلم قائد الأمة وسيدها، فمالت نفوسهن إلى شيء من النعيم والترف، فلما علمالنبي صلى الله عليه وسلم بأمرهن قاطعهنَّ شهرًا؛ حتى أنزل الله فيهنقرآنًا.
قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياةالدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلاً. وإن كنتن تردن اللهورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا} [الأحزاب:28-29] . فخيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يبقين على حالتهنوجزاؤهن الجنة، أو أن يطَلِّقُهن، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة..وهكذا، فالوقوف عند أوامر الله ونواهيه يوفر للزوجين حياة سعيدة هادئةمطمئنة، فالغاية عندئذ، هي رضا الله ورسوله.
2- بـيت على وفاطمة -رضي الله عنهما-:
تقدمعلي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لخطبة السيدة فاطمة، أحببناته إلى قلبه، وكان علي فقيرًا، فلم يكن له مال ترغب فيه النساء، ولكنهكان غنيًّا بإيمانه، وتقواه، وجهاده في سبيل الله. فأخبر النبي صلى اللهعليه وسلم ابنته فاطمة برغبة علي في الزواج بها، فسكتت علامة على قبولهاورضاها، فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وكان صداقها درْع علي -رضيالله عنهما- الذي لم يكن يمتلك شيئًا غيره، والذي كان الرسول صلى اللهعليه وسلم قد أهداه له.
وقد ساهم حمزة -رضي الله عنه- في نفقات هذاالزواج المبارك، ففي ليلة البناء ذبح كبشًا، وأعد وليمة العُرس، ودعاإليها الصحابة، ثم دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم بما يستحب أن يدعوبه المسلم عند تهنئة الزوجين ليلة العرس، فقال : (بارك الله لك، وباركعليك، وجمع بينكما في خير) [أبو داود].
وكانت السيدة فاطمة تقوم علىخدمة زوجها علي -رضي الله عنهما-، ورعاية شئون البيت، ولما كثرت عليهاأعباء الحياة الزوجية، رغبت في خادمة تساعدها، وكان علي فقيرًا لا يقوىعلى شراء خادم أو استئجاره، فسأل علي النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنحهماخادمًا، فأرشدهما إلى خير زاد فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركما بخيرمما سألتماني؟) فقالا: بلى يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: (كلماتعلمنيهن جبريل: تسبحان دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبران عشرًا،وإذا أويتما إلى فراشكما: تسبحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين،وتكبران ثلاثًا وثلاثين) [متفق عليه].
وكان علي -رضي الله عنه- يقسمعمل البيت بين أمه فاطمة بنت أسد، وزوجته فاطمة بنت رسول الله -رضوان اللهعليهما- فيقول لأمه: اكْفَ فاطمة بنت رسول الله سقاية الماء والذهاب فيالحاجة، وتكفيك الداخل: الطحين والعجين. وذات يوم وقع الخلاف بين عليوفاطمة -رضي الله عنهما- فلما زارهما النبي صلى الله عليه وسلم وجد فاطمةغير هاشة له كعادتها، وسألها، فأخبرته. وكان علي خارج البيت، فذهب إليهحيث وجده نائمًا بالمسجد على التراب، فداعبه بقوله: (قم يا أباتراب)_[الطبراني]، ومازحه ولم يعكِّر صفو حياته الزوجية بتعميق المشكلة،بل أخذ عليًّا إلى بيته ليستأنف حياته الزوجية، ويعالج بنفسه المشكلة معزوجته، ورزقهما الله أبناء بررة، فأنجبت السيدة فاطمة الزهراء: الحسنوالحسين، وأم كلثوم، وزينب وغيرهم؛ فكانت ذرية طيبة.
3- عثمان بن عفان ونائلة -رضي الله عنهما-:
أمانائلة فقد أوصاها أبوها في ليلة زفافها، فقال لها: أي بنية، إنك ستقدمينعلى نساء قريش، وهن أقدر على الطيب منكِ، فاحفظي عني اثنتين: تكحلي وتطيبيبالماء، حتى تكون ريحك حسنة. فلما زُفَّت إلى عثمان جلس إلى جانبها، ومسحرأسها، ودعا بالبركة.
وكان عثمان -رضي الله عنه- يكثر من الصيام وقيامالليل وإطعام الطعام، وهي صابرة، تساعده بصدق ويقين، ولما خرج الخارجونعلى عثمان -رضي الله عنه- بمكيدة عبدالله بن سبأ أحد اليهود الذين أظهرواالإسلام، وحاصروا بيته يريدون قتله، وقفت إلى جانبه موقفًا نبيلاً، فلمادخلوا بيته ألقت بنفسها عليه تتحمل الضرب عنه، فضرب أحدهم عجيزتها، فقالت:أشهد أنك فاسق لم تأت غضبًا لله ولا لرسوله، وابتعدت عن عثمان قليلاً.فأهوى إليه بالسيف ليضربه، فمدت يدها دفاعًا عن زوجها، فقطع السيف إصبعينمن أصابعها. وبعد استشهاد عثمان -رضي الله عنه- تدافع الخطاب إلى نائلة-رضي الله عنها- فرفضتْ وفاءً منها لعثمان.
4- الزبـير وأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهم-:
تحدثت أسماء عن زواجها من الزبير، فقالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض
مال،ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنتُ أعلف فرسه، وأكفيه مئونته، وأسوسه،وأدق النوى، وأعلفه، وأسقيه الماء، وأعجن، ولم أكن أحسن الخبز، فكانتجاراتي من الأنصار يخبزن لي، وكُنّ نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرضالزبير التي أقطعها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي... [مسلم].
وكانالزبير رجلا شديد الغيرة على أهله، لذا فإنها قدرت غيرته، وراعتها لتتلافىما ينجم عنها، وكانت أسماء تراعي فقر زوجها في بداية حياتهما، فكانتمقتصدة في الإنفاق والمعيشة، وقد سألت أسماء -رضي الله عنها- رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ليس في بيتي شيء إلا ما أدخلعلى الزبير، فهل علي جناح أن أرضخ (أعطي قليلاً) مما أدخل علي؟ فقال صلىالله عليه وسلم: (ارضخي ما استطعت، ولا توكي فيوكي الله عليك (أي لا تبخليفيضيق الله عليك) [متفق عليه].
وقد تزوج الزبير على أسماء بامرأة أخرى،فلم يكن زواجه منها ذا أثر على هدوء حياتهما الزوجية، فالمرأة الصالحةتعلم أن لزوجها أن يتزوج بأربع، ورزقهما الله: عبد الله، وعروة، والمنذر،وظلت أسماء وفية لزوجها حتى مات سنة ست وثلاثين من الهجرة، وشهدت وفاةابنها عبد الله، ولقيت ربها صابرة شاكرة سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.
5- بـيت عمر بن عبد العزيز وفاطمة بنت عبد الملك:
كانعمر بن عبد العزيز رجلا جميلاً، محبًّا للنعيم والترف، وكان يغدق على أهلهويكرمهم، فلما ولي الخلافة، استوقف زوجته قليلا، وخيرها بين البقاء معه معتحمل تبعات الخلافة، أو الطلاق، فاختارت أن تكون معه على كل حال.
وأودعما تملكه من ذهب ببيت المال، وكان يدخل عليها، فيسألها أن تقرضه من مالها،وذات مرة استقرضها درهمًا ليشتري عنبًا لها، فلم يجد عندها شيئًا، فقالتله: أنت أمير المؤمنين، وليس في خزانتك ما تشترى به عنبًا؟ فقال: هذا أيسرمن معالجة الأغلال والأنكال غدًا في نار جهنم.
ودخلت عليه زوجته فاطمةيومًا، وهو جالس في مصلاه، واضعًا يده على وجهه، ودموعه تسيل على خديه،فقالت له: مالكَ؟ قال: ويحك يا فاطمة! قد وليتُ من أمر هذه الأمة ما وليت،ففكرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، واليتيم المكسور، والأرملةالوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيالالكثيرة، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض، وأطراف البلاد، فعلمتُأن ربي -عز وجل- سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى اللهعليه وسلم، فخشيتُ ألا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمتُ نفسي فبكيت.
وبعد،فهذه أُسَرٌ مسلمة، طبقت الإسلام، واحتكمت إليه في كل أمورها، ورأت فيهحلا لمشاكلها، فكانوا قدوة حسنة، يهتدي اللاحقون بنورهم
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
رد: بيــــوت نـاجحـــة
السلام عليكم
شكرا على المـوضوع الروووع ــــة
في انتظآآآر ج ــــديدك
موضوع كتيــرمميز
ترتيب وتنسيق
يسلمو ايديك
|
صفاء الروح- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 05/10/2009
رد: بيــــوت نـاجحـــة
لكي كل الشكر والتقديرعلى مشاركتك الرائعه والمميزه
وعلى هذا الموضوع الذي قمتي بطرحه علينا
وتمنياتي لكي بالتوفيق والتميز في المنتدى
وفي انتظار جديدكي
تقبلـي مروري وتحياتي
وعلى هذا الموضوع الذي قمتي بطرحه علينا
وتمنياتي لكي بالتوفيق والتميز في المنتدى
وفي انتظار جديدكي
تقبلـي مروري وتحياتي
|
ابو المجد- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب
رد: بيــــوت نـاجحـــة
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
والف شكر لكم
على المرور الطيب يا طيبين
نورتم صفحتي بتواجدكم العطر
والف شكر لكم
على المرور الطيب يا طيبين
نورتم صفحتي بتواجدكم العطر
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى