المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
المتحابان في الله
المتحابان في الله
المتحابان في الله
المستظلون في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله (4)
مضى معنا حديث عن الصنف الثالث من السبعة السعداء، الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو من تعلق قلبه بالمساجد، فعرفنا أن من الناس من تهفو نفوسهم إلى الصلوات الخمس في بيوت الله، ويسعدون بالمكوث فيها ينتظرون الصلاة بعد الصلاة، حتى إذا خرجوا لقضاء مآربهم، رأيتهم في أشد الشوق لسماع الأذان، ثم الإسراع إلى المسجد لإعادة ربط الاتصال بربهم، بدعائه، وتسبيحه، والتضرع بين يديه، فاستحقوا بذلك أن يكونوا جيرانا لله تعالى، حين ينادي ربنا - عز وجل - يوم القيامة: "أين جِيرَانِي؟ أين جِيرَانِي؟". فَتقولُ الملائكةُ: رَبَّنا، ومَنْ يَنبغي أنْ يُجَاوِرَكَ؟ فيقولُ: أين عُمَّارُ المَساجِدِ؟" (الصحيحة).
أما الصنف الرابع من هؤلاء الفائزين بظل الرحمن يوم القيامة، ف "رَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي الله، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ". وقد مضى معنا أن ذكر الرجال خرج مخرج التغليب أو التمثيل، وأن النساء في ذلك كالرجال. ولا يقصد بالرجلين العدد، بل قد تقع المحبة بين اثنين أو أكثر، سواء كانوا رجالا أو نساء، أو رجالا ونساء، كالمحبة القائمة بين الزوج وزوجته، وبين الابن وأمه، و بين الأخ وأخته. ويدل على العموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ ـ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ ـ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" متفق عليه.
وصيغة "تَحَابَّا" تفيد التشارك في جنس المحبة، وأن كل واحد منهما أحب الآخر محبة حقيقية صادقة، لا غش فيها ولا تزوير، إذ بعض المحبة قد يقع لمصلحة دنيوية، أو لمآرب نفعية، أو لمقاصد آنية، متى ما تحققت، تلاشت هذه المحبة وتبخرت، ولذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم المحبة الحقيقية فقال: "اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ"، إذ إن ذلك من أوثق عرى الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله ـ عز و جل ـ" صحيح الجامع.
هؤلاء هم الذين يناديهم رب العزة والجلال يوم القيامة فيقول: "أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلِّي" مسلم، فيجعل الله لهم منابر من نور يتفيؤون عليها ظل العرش، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنّ للهِ عباداً ليسُوا بأنْبياءَ ولا شهداءَ، يغبِطُهم الشهداءُ والأنبياءُ يومَ القيامةِ، لقربِهم مِنَ الله ـ تعالى ـ و مجلِسهم منه". فجثَا أعرابيٌّ على ركْبتيه فقالَ: يا رسولَ الله، صفْهم لنا، وجَلِّهم لنا؟ قال: "قومٌ من أفْناءِ النّاسِ، مِن نُزَّاعِ القَبائلِ، تصادقُوا في اللهِ، و تحابُّوا فيه، يضعُ اللهُ ـ عزّ و جلّ ـ لهم يومَ القيامةِ منابرَ من نورٍ، يخافُ الناسُ ولا يخافونَ، هم أولياءُ اللهِ عزّ و جلّ [الذين لا خوفٌ عليهم و لا هُم يحْزنُون]" صحيح الترغيب.
وهذا أبو مسلم يقول لمعاذ بن جبل: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها منك، ولا قرابة بيني وبينك. قال: فلا شيء؟ قلت: لله. قال معاذ: فجذب حُبوتي (ثوب يجمع به الظهر والرجلان) ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء" صحيح الترغيب.
فانظر إلى إحدى أيسر الخصال تحققاً، مع ما ترتب عليها من عظيم الجزاء، وجسيم الكرم والعطاء.
ولقد هيأ لنا شرعنا مجموعة من الوسائل، بها تتحقق الوشاجة القوية بين المسلمين، وتتمتن المحبة بينهم، من ذلك:
1- إفشاء السلام بين الناس، ونشر الأمن بينهم، فالمسلم لا يُخاف جانبه، ولا يتصور غدره، أو خيانته، أو تدليسه وكذبه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ" مسلم. وجاء في صحيح البخاري معلقا قال: "قَالَ عَمَّارٌ: ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ".
2- الإكثار من الأعمال الصالحة، فإنها تورث صاحبها حب الناس، والسعي في قضاء مصالحهم، وحب الخير لهم. قال الراغب: "عظَّم الله ـ تعالى ـ المنَّة بإيقاع المحبَّة بين أهل الملَّة، فقال ـ عزَّ مِن قائل ـ: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ [الأعراف: 179] أي: محبَّة في القلوب.. وكلُّ قوم إذا تحابُّوا تواصلوا، وإذا تواصلوا تعاونوا، وإذا تعاونوا عملوا، وإذا عملوا عمَّروا وبورك لهم". فإذا حقق العبد هذه الدرجة من المحبة الصادقة، بسط الله له القبول في الأرض، فصار بدوره محبوبا عند أهل الأرض وأهل السماء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحَبَّ الله عَبْدًا، نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ" متفق عليه.
3- ترك الطمع في ما في أيدي الناس، فمتى كان المسلم عفيفا، لا يتطاول إلى ما فُضل به عليه غيره، كان محبوبا عند الناس، رفيع المقام، عظيم التقدير، وافر التوقير. فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ الله، وَأَحَبَّنِيَ النَّاسُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا، يُحِبَّكَ الله، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، يُحِبك الناسُ" صحيح سنن ابن ماجة.
4- تقديم الهدية، فهي تبعث الألفة بين الناس، وتثبت المودة بينهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تهادَوا تحابوا" صحيح الجامع. وعن أنس قال: " يا بَنِي، تبادلوا بينكم، فإنه أودّ لما بينكم".
5- استقبال الناس بالبشاشة وبسط الوجه، والإقبال عليهم بالوجه والكلام. وكذلك كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم . قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم.." حسنه في مختصر الشمائل.
وقال مجاهد: "بلغني أنه إذا تراءى المتحابّان، فضحك أحدُهما إلى الآخر، وتصافحا ، تحاتَّت خطاياهما كما يتحاتُّ الورقُ من الشجر. فقيل له: إنَّ هذا ليسيرٌ مِنَ العمل. قال: تقولُ يسيرٌ والله يقولُ: "لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
ومن السنن الماضية في تمتين هذه المحبة بين الناس أمور ، منها:
1- أن يخبر من يحب بأنه يحبه. لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليُعلِمه، فإنه أبقى في الألفة، وأثبت في المودة" صحيح الجامع.
ويقول صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَلْيَأْتِهِ فِي مَنْزِلِهِ، فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ لِلَّهِ" صحيح الجامع. فهذا يستميل القلوب، وينشر الود.
2- ومن السنة إذا أعلمه أخوه بأنه يحبه، أن يرد عليه بقوله: " أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ". فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَعْلَمْتَهُ؟". قَالَ: لاَ. قَالَ: "أَعْلِمْهُ". قَالَ: فَلَحِقَهُ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ. فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذي أَحْبَبْتَنِي لَهُ" صحيح سنن أبي داود.
3- استغلال فرصة هذه المحبة للنصح وتقويم ما يمكن أن يكون عليه أخوك من المخالفة. قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: "إذا تغير أخوك، وحال عما كان عليه، فلا تدعه لذلك، فإن أخاك يعوج مرة، ويستقيم أخرى".
ولا شك أن الجزاء من جنس العمل، فإن الله ـ تعالى ـ يجازي المحب في الله بأن يلقي عليه محبته، وكفى بذلك جزاء ومنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه ـ عز وجل ـ: "وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ" صحيح الجامع.
بل قد يكون هذا الرجل الصالح الذي أحببته في الله شفيعا لك في دخول الجنة يوم القيامة. فقد قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ـ رضي الله عنه ـ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" متفق عليه.
فلماذا بعد كل هذا نجد الكراهية منتشرة بين كثير من الناس، والتباغض ضاربا بِطُنُبِه بين الإخوة، والأقرباء، والأزواج، والجيران، حتى ضجت المحاكم بقضايا الاعتداءات والجرائم. فلنراجع أنفسنا، ولتكن أخلاق الإسلام سبيلنا، ولنبادر إلى مصالحة مَن بيننا وبينه عداوة أو بغضاء، والله يجزي الصابرين.
|
خديجة نجيب- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 12/10/2013
رد: المتحابان في الله
اشكرك جزيل الشكر
لكل ما تقدمه للمنتدى من مواضيع رائعة
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير
لكل ما تقدمه للمنتدى من مواضيع رائعة
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير
|
ايمان سلطان- المديرة العامة
- تاريخ التسجيل : 12/07/2009
الموقع : اطاليا
رد: المتحابان في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم أحسن خاتمتنا بين يديك ولا تخزنا يوم العرض عليك
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم أحسن خاتمتنا بين يديك ولا تخزنا يوم العرض عليك
|
الحلم الاكبر- نائب المدير
- تاريخ التسجيل : 22/04/2009
مواضيع مماثلة
» الله و أكبر الله الله برعاية maxpayne2 الله ينتقم من اليهود -فديو- حصرياً
» سيدة نساء الأمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
» أنظروا لهذه الصورة بسم الله ما شاء الله= غدخلو و شفوو يالا يااا مشاء الله
» لم جعل الله معراجا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصل به إلى السموات
» مولد رسول الله: كتاب يجمع فصولا مختيرة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» سيدة نساء الأمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
» أنظروا لهذه الصورة بسم الله ما شاء الله= غدخلو و شفوو يالا يااا مشاء الله
» لم جعل الله معراجا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصل به إلى السموات
» مولد رسول الله: كتاب يجمع فصولا مختيرة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى