https://www.ahladalil.org
	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا 	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم 829894
ادارة المنتدي 	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم 103798
https://www.ahladalil.org
	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا 	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم 829894
ادارة المنتدي 	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم 103798
لقد نسيت كلمة السر
منتديات تقنيات
1 / 4
تقنيات حصرية
2 / 4
اطلب استايلك مجانا
3 / 4
استايلات تومبلايت جديدة
4 / 4
دروس اشهار الموقع

المواضيع الأخيرة
»   Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
»   Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59

أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم Empty أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 05 يناير 2021, 14:25

	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم Bism



أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم
د. محمد فضل الله شريف
أمراض القلب
وعلاجه في ضوء القرآن الكريم [1]

إن الله تعالى خلق الإنسان، وأودع في جسده الأعضاء المتباينة، لكلٍّ عضو من أعضاء البدن فعلٌ خاصٌّ، به كماله في حصول ذلك الفعل منه على وجه أكمل، ومرضُه أن يتعذر عليه الفعل الذي خُلق له، حتى لا يصدر منه، أو يصدر مع نوع من الاضطراب:
فمرض اليد مثلًا أن يتعذَّر عليها البطش.
ومرض العين أن يتعذر عليها النظر والرؤية.
ومرض اللسان أن يتعذر عليه النطق.
ومرض البدن أن يتعذر عليه حركته الطبيعية، أو يضعُفَ عنها.
ومرض القلب أن يتعذَّر عليه ما خُلق له؛ من معرفةِ الله ومحبته، والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوة؛ لأن العبد إذا عرَف كل شيء ولم يعرِف ربَّه، فكأنه لم يعرِف شيئًا، ولو نال كلَّ حظ مِن حظوظ الدنيا ولذَّاتها وشهواتها ولم يظفَرْ بمحبة الله، والشوق إليه، والأنس به، فكأنه لم يظفر بنعيم ولا قرَّة عين، فكل مَن عرَف الله أحَبَّه، وأخلَص العبادة له ولا بد، ولم يؤْثر عليه شيئًا من المحبوبات، فمَن آثر عليه شيئًا من المحبوبات فقلبُه مريض، بل قد يمرض القلب ويشتدُّ مرضه، ولا يعرف به صاحبُه؛ لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحَّته وأسبابها، بل قد يموتُ وصاحبه لا يشعرُ بموته، وعلامة ذلك أنه لا تُؤلِمُه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة؛ فإن القلب الحي الصحيح الخالي من المرض والسقم يألم بورود القبيح عليه، ويألم بجهله بالحق بحسب حياته.

يقول المتنبي:
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوانُ عليهِ *** مَا لجُرْحٍ بميِّتٍ إِيلَامُ[2]

تعريف المرض:
الميم والراء والضاد أصلٌ صحيح يدلُّ على ما يخرُج به الإنسان عن حد الصحة في أي شيء كان منه العلة.
وعرِّف أيضًا بأنه صفةٌ توجب وقوعَ الضرر في الأفعال الصادرة عن موضع تلك الصفة، وهو نوعانِ:
الأول: مرض جسماني: وهو تغيير في النسيج، أو عضو أو مجموع، يوجب تشوشًا في عمله، أو يمنع إتمام وظيفة من الوظائف الجسدية[3].
ومنه قول الله عز وجل: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ ﴾ [البقرة: 184]، وكذلك قول الله عز وجل: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ ﴾} [النور: 61، والفتح: 17].

والثاني: مرض نفساني: وهو عبارة عن الظلم والجهل، والجبن والبخل والنفاق، وغيرها من الرذائل الخُلقية والسجايا الخبيثة.
كما ذكر أهل التفسير أن المرض قد استُعمل في القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: مرض البدن، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ ﴾ [البقرة: 196].
الثاني: الشك، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ ﴾ [التوبة: 125].
الثالث: الفجور، ومنه قول الله عز وجل: ﴿ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ [الأحزاب: 32].

الأمراض التي تطرأ على القلب:
وهذه المُضْغَة الصغيرة (القلب) أمرُها عجيب، وما شُبِّه هذا القلب إلا بالبحر، نراه في الظاهر رؤيةً سطحية، لكنه في الحقيقة عالَم بحدِّ ذاته، ففيه من أنواع الحيوانات والنباتات العجيبة ما حيَّر علماءَ البحار، وهكذا القلب، فإن مَن تأمله حقَّ التأمل وجد أن أمره مثيرٌ للعجبِ بما يحصل له من أحوال وانفعالات، وبما يتباين فيه الناسُ من أحوال ومقامات وصفات، وهذا غَيْض من فَيْض في عالَمِ هذا القلب الصغيرِ الكبير.

وهذه إشارات قرآنية لبعض ما يطرأُ على القلب من عِلَل وأدواء، فمن ذلك: الغفلة، العمى، الزيغ، التقلب، الاشمئزاز، الإقفال، القسوة، اللَّهْو، الرياء، النفاق، الحسد، وهلم جرًّا، والنتيجة أن يتعرَّض هذا القلب للطبع والختم والموت بعد نزول هذه الأمراض، وعدم مدافعة الإنسان لها، فيكون قلبُه أسودَ[4].

فالذنوب والمعاصي تضُر القلبَ، وإن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان، على اختلاف درجاتها في الضرر.


فمتى مرِض القلب، وهو الملِك، أثَّر على بقية الجوارح؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألَا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))[5].

فإنه قيل: "فإن القلوب كالأواني، ما دامت مملؤةً ماءً لا يدخلها الهواء؛ لاشتغال المكان"[6]، فمتى ما كانت القلوب مملؤةً من الإيمان، فلا يدخلها شيء، وأما إذا خَلَتْ من الإيمان، فينجرف حيالها بما يملأ فراغها نكتة بعد أخرى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أذنب العبدُ، نُكِت في قلبه نكتةٌ سوداءُ، فإن تاب صقل منها، فإن عاد زادت حتى تعظُم في قلبه، فذلك الرانُ الذي ذكَره الله عز وجل: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]))[7].

فمتى مرِض القلب، أصبح به عِلَّة مع بقاء حياته، فله مادتانِ؛ تمده هذه مرة، وهذه أخرى، وهو لِمَا غلب عليه منهما، فهو قلب مصفح، كما فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأما القلب المُصْفَح، فقلبٌ فيه إيمان ونفاق، فمثل الإيمان فيه كمثل البَقْلة، يمدُّها الماء الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل القُرْحة، يمدُّها القَيْح والدم؛ فأي المادتين غلبت على الأخرى، غلبت عليه))[8].

فإن كان فيه مِن محبة الله والإيمان به، فهو مادة حياته، وإن كان فيه من محبة الشهوات والشبهات، فهو مادة هلاكه، يعني فما يعرضه الشيطان على النفس مِن الفتن والمعاصي، تكون فتنة للقلب المريض أو الميت، وقوة للقلب الحي السليم.

يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعرَض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا؛ فأيُّ قلب أُشْرِبَها نُكِت فيه نكتةٌ سوداء، وأي قلب أَنْكَرَها نُكِت فيه نكتةٌ بيضاءُ، حتى يصيرَ القلب على قلبينِ: أبيضَ مثل الصفا، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربادًّا كالكوز مُجَخِّيًا، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هواه))[9]، فإذا أشرب القلب حب الفتنة أتَتْه النكتةُ كما قال تعالى: ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ﴾ [البقرة: 93].

• أمراض القلوب ودركاتها في القرآن الكريم:
(1) آثام القلب: وقد نسَب اللهُ عز وجل الإثم إلى القلب، فقال عز وجل: ﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾ [البقرة: 283]، فالإثم جامعٌ لمطلق الذنب الذي يتدرَّج فيه القلب، من عموم المعاصي صغائر وكبائر، حتى يَهْوِيَ به إلى الشِّرك الأكبر، فيختم أو يطبع عليه، وقد أوضحها ابن القيم مُسلسَلة، فقال:
"وأول ما يطرق القلبَ الخطرةُ، فإن دفعها استراح مما بعدها، وإن لم يدفعها قَوِيَت، فصارت وسوسة، فكان دفعها أصعبَ، فإن بادر ودفَعَها وإلا قويت وصارت شهوة، فإن عالجها وإلا صارت إرادة، فإن عالجها وإلا صارت عزيمة، ومتى وصلت إلى هذه الحال، لم يمكن دفعُها، واقترن بها الفعل ولا بد".

(2) صَغْو القلوب: وقد وردت هذه المادَّة مرتين في القرآن الكريم، بمعنى الميل والركون:
ارتبطت الأولى بالفؤاد كما في قول الله عز وجل: ﴿ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾[الأنعام: 113].
والثانية بالقلب في قوله تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]؛ يعني أن القلب حاسَّة قابلة للانحرافِ ما لم تجد عاصمًا يكبحها.

(3) زيغ القلب: والزَّيغُ مرضٌ من أمراض القلب التي بدأَتْ في طريق الانحدار، وهو بمعنى التمايل؛ يعني الميل عن الاستقامة، وقد ذُكِرت المادة في ثمان مواضع من كتاب الله تعالى، ارتبطت بالقلب في أربعة؛ منها مثلًا: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8]؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: ((يا أم سلمة، ما من آدمي إلا وقلبُه بين إصبعينِ من أصابع الله عز وجل، ما شاء أقام، وما شاء أزاغ))[10].

(4) غلُّ القلب: وقد وردت هذه المادة في القرآن الكريم، في مثل قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].
وورد الغلُّ بمعنى الغشِّ، والعداوة، والضغن، والحقد، والحسد، والدغل، والنفاق، والحقد الكامن، والخيانة والشر، هذه أمراضُ الصدور عندما تُمكَّن تتخلل القلب بلطف، حتى تتمكَّن منه وتُصبِح صفة يوصف بها القلب؛ ولذا ورد في الحديث: ((ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهن قلبُ مسلم أبدًا: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإنَّ دعوتهم تحيط من ورائهم))[11].

(5) القلب الغليظ: والغلظ مَرَض آخر من أمراض القلوب، ذكره الله في محكم بيانِه، منزِّهًا عنه رسولَه صلى الله عليه وسلم، يقول الله عز وجل: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، والغلظة ضدُّ الرقة في الخلق والطبع والفعل والمنطق والعيش، فهي قسوة وشدة واستطالة؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألَا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدَّادِينَ، عند أصول أذناب الإبل))[12].

(6) إباء القلب: إباء القلب عن الإذعان لِمَا أمر الله مرضٌ يُؤدِّي إلى الكفر أو الفسق، نسَبَه الله عز وجل إلى القلب في قوله تعالى عن المشركين: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 8].

(7) نفاق القلب: النفاق أعمُّ أمراض القلب وأكثرها دائرة، يزيد وينقص، فإن زاد كان الموت لا محالة، وإلا فالمرض، وقد سماه الله مرضًا، كما في قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾ [البقرة: 10]، وقد وردت هذه المادة بأوجه مختلفة في القرآن الكريم، وخاصة بمعنى النفاق، تكررت بمشتقاتها أكثر من ثلاثين مرة.

موت القلب:
وأمراض القلب كلما ازدادت وأصابت القلب وتمكَّنت منه مات القلب، ولفظ الموتِ لم ينسب صراحةً للقلب في القرآن الكريم لحكمة أرادها الله؛ لأنه مهما بلغت بالقلب مراتبُ الضعف والمرض، قد يشاء الله له الهداية فيُحْيِيه بعد موته، وكذلك هناك موتٌ دون موت، كما في تعدُّد معانيه؛ كالسكون والنوم والبلى، أو تعدُّد أنواعه؛ كالجهل، أو زيادة الكدرات من الآثام، أو موت مؤقت كالنوم، أو تعدُّد أوجهه؛ كالضلال، والجدب، أو ذهاب الحياة منه لفترة، ثم عودتها إليه مرة أخرى.

وقد ورد في السُّنة النبوية تصريحٌ بموت القلب، ففي سنن ابن ماجه حديثان:
الأول: عن أبي أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قام ليلتَي العيدين محتسبًا لله، لم يمتْ قلبه يوم تموت القلوب))[13].
والثاني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُكثِروا الضحك؛ فإن كثرة الضحك تُميت القلب))[14].

وهنا نذكر بعض الأمراض الشديدة التي تلحق القلب، وهي مرحلة من مراحل موت القلب:
(1) لَهْو القلب: وهو كلُّ ما يشغل الإنسانَ عما يعنيه ويهمه، وقد ورد هذا اللفظ في القرآن بهذه المعاني في مواضع مختلفة، وقد ذُكِرت هذه المادة في القرآن الكريم ست عشرة مرَّة، وارتبطَت بالقلب في قوله تعالى: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [الأنبياء: 1 - 3].
وقال القرطبي: ﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾؛ أي: ساهيةً قلوبهم، معرضة عن ذكر الله، متشاغلة عن التأمل والتفهم[15].
وحيثما ورد لفظ اللهو في القرآن الكريم، فهو مرضٌ من أمراض القلب، وإذا بلغ موضع التأمُّل والتدبر والتفكر يعني القلب، إذا بها صفة لازمة له.

(2) القلب المغمور: ومادة (غمر) تكرَّرت في القرآن الكريم أربع مرات، وارتبطت بالقلب في قوله تعالى: ﴿ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 63]، والغَمْرة: غطاء القلب عن فهم ما أودع الله كتابه من المواعظ والعِبر والحُجج، وبهذا قال الطبري ومجاهد[16]، وإذا بلغ هذا المبلغ، فليس للقلب تعقُّل صحيح يفرق بين الحسن والقبيح، إلا بما تُمليه الأهواء والرغبات الناتجة عن جهل.

(3) القلب المنكِر: وقد وصف الله تعالى القلب بقوله: ﴿ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُون ﴾ [النحل: 22]، وقال المفسرون في القلوب المنكِرة: إنها التي لا تقبَلُ الوعظ، ولا ينجعُ فيها الذِّكرُ، فهم مستكبرون عن عبادة الله، مع إنكار قلوبهم لتوحيده[17].
والمقصود أن القلب يتَّصِف بالإنكار الناتج عن الكبر والحسد، لا لأجلِ شبهة أو إشكال، بل هي النفرة عن الرجوع إلى الحق، وهو أعلى درجة من القلب المغمور وأدنى درجة من الاشمئزاز.

(4) اشمئزاز القلب: وقد نُسِب الاشمئزاز إلى القلب في كتاب الله، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45]، الاشمئزاز: الانقباض، حالة تمرُّ على القلب فيمتلئ غيظًا وغمًّا يظهَرُ أثرُه على الجوارح، كما يشاهد في وجه العابس المحزون، يعني إذا سار القلب في مراحل الموت لا يسمع التوحيدَ إلا وظهرت آثارُ النفرة على وجهه، وهذه مرحلة خطرة.

(5) أَكِنَّة القلب: وأكنة القلب أو القلوب المكنَّنة، نُسِب إلى القلب في القرآن الكريم في أربعة مواضع؛ كما في قوله تعالى: ﴿ جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾ [الأنعام: 25]، ومثلها في [الإسراء: 46]، وفي [الكهف: 57]، وفي [فصلت: 5]، ويقال: أكننتُه في نفسي؛ أي: أسررتُه، والأكنَّة: الأغطية، ومنه قوله تعالى: ﴿ جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ﴾ [الأنعام: 25]؛ أي: جعلنا على قلوبهم أغطيةً وغشاوة، مجازاة على كفرهم، ومنَعْنا الإيمان من أن يدخل قلوبهم وأسماعهم[18]؛ يعني مغاليق التفقه مقفلة عليه، وأبواب السمع مؤصدة، وغِلاف الإدراك لا ينفذ إليه شيء، وهو أدنى درجةً من الارتياب.

(6) القلب المرتاب: وقد نُسِب الرَّيب إلى القلب في مواضعَ متعددة؛ في مثل قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ [التوبة: 45]، فالريب مرحلةٌ متقدِّمةٌ نحو الموت، فهو أعلى حالة المرض للقلب، فرَيْب القلب هو وجود شيء واحد فقط، وهو جانب الكره، وهو ما تمكن في القلب واستولى عليه؛ ولهذا نفاه الله عن المؤمنين، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15]، الريبة تأكل القلب كما تأكل النارُ الحطب، وتميته تقطيعًا، أو لا تزايله حتى تميته.

(7) تقطيع القلب: قال الله تعالى: ﴿ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 110]، وذكر بعض المفسِّرين أن القطع في القرآن على أحدَ عشرَ وجهًا، وأوصلها الفيروزابادي إلى اثني عشر وجهًا؛ منها: زوال الرجاء والأمل، كما في قول الله تعالى المذكور: أي يئسوا مما رجوا[19].
تقطيع ذو مراحل: فهو موتُ أجزاء القلب، فبحَسَب تفاوتِ المعصية يتفاوت الغطاء الذي يُغشِّي القلب، حي لا يعي شيئًا، ويسمى غِلافًا، ويوصم به القلب، فيقال: قلب أغلف.

(Cool أغلفة القلب: وقد وردت هذه المادة في القرآن الكريم مرتين: في قوله تعالى عن بني إسرائيل: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 88]، والثانية في قوله تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 155].
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾؛ أي: في أكنَّة، وفي رواية: أي لا تفقه، وفي أخرى: هي القلوب المطبوع عليها[20].

(9) إشراب القلب: وقد وُصِف القلب بالإشراب في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 93]، فيقال: أُشْرِبَ فلانٌ حبَّ فلانة؛ أي خالط قلبَه، وأُشرِبَ قلبُه محبَّةَ هذا؛ أي حل محل الشراب، فمعنى الآية أنه داخَلَهم حبُّ العِجْل، ورسخ في قلوبهم صورتُه؛ لفرط شغفهم به، كما داخل الصبغ الثوب.

(10) الإسلاك في القلب: قال تعالى ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الحجر: 9 - 13] ؛ السَّلْك: مصدر سَلَك الشيء في الشيء فانسلك؛ أي أدخلته فيه فدخل، وهذه المادة قد وردت في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرة، ارتبطَت بالقلب في موضعين؛ الأول في سورة الحجر، والثاني في وصف القرآن في [الشعراء: 198 - 201]؛ أي: سلك الله التكذيبَ في قلوب المجرمين الذين عاندوا واستكبروا عن اتباع الهدى.

(11) صَرْف القلب: ما دام العبد لا يرعَى حقوق الله، ولا يرتدع عن غيِّه، سيصرفُ الله قلبه عن الإيمان وعن طريق الهداية؛ جزاء سلوكه، فلا يؤمن بالآيات، وإنما يميل إلى الشهوات والرغبات، ويغفل عن منافع الدنيا والآخرة، فيقول الله عز وجل: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146].

(12) حَوْل الله بين العبد وقلبه: قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، قال السُّدي: يحولُ بين الإنسان وقلبه: لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه[21].

(13) القلب الأعمى: كما يفقد البصر قوَّته الباصرة، فالذنوب إذا توالَت على العبد طمستْ من القلب تعقُّله، وحجَبَت عنه نور الإيمانِ الذي هو حياةُ القلوب، قال تعالى في المكذِّبين بالرسل: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].

(14) الران على القلب: فالذنب على الذنب مع الإصرار وسوء الأدب، لا بد أن يكسبَ الإنسان حالةً أكبر من أن تنجلي عن قلبه، فهو حالة من حالات مراحل القلب الميِّت، فقد جاء في الحديث: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئةً، نكتت في قلبه نكتة، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زِيدَ فيها، حتى تعلوَ قلبه، وهو الرانُ الذي ذكره الله تعالى))[22]؛ قال الله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14].

(15) القفل على القلب: قال الله تعالى في وصف هذه الفئة من الناس: ﴿ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ * فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 20 - 24]؛ أي: أقفل الله عز وجل عليهم، فهم لا يعقلون؛ لأنهم لم يتفهموا القرآن.

(16) الطبع على القلب: قال الله عز وجل ﴿ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]، وأخيرًا يخبرهم بمقت الله ومقت المؤمنين لمَن يجادل في آيات الله بغير حجَّة وبرهان، وإنما هو التجبر والتكبر، فعاقبته الطبعُ على قلبه.

(17) ختم القلب: وقد عبَّر القرآن الكريم عن موت القلب - يعني: فمَن بلغ به الكفر الحقيقي آخرَ مداه، فهذا لا يؤمن - بالختم عليه، كما صرح بذلك الحقُّ تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 6، 7]، وذُكر الختم في كتاب الله تعالى مرتبطًا بالقلب في أربعة مواضع، والختم وغيره على القلوب لا يكون إلا بعد تمادٍ في الكفر والعصيان.

(18) القلب الغافل: فالقلب إذا خُتم عليه بعد أن غطَّته الذنوب، وعمَّه الصمم وعمى البصيرة، لا بد أن يكون من الغافلين، قال الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]؛ ولهذا جاء في الحديث النبوي الشريف: ((لينتهينَّ أقوامٌ عن ودعِهم الجُمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكوننَّ من الغافلين))[23].
وهناك أحوال وأعراض أخرى تُصاحب القلب، قد تكون أحوال مدح أو ذم، كما أنها للقلب المعنوي، فهي أيضًا تصاحب القلب الحسي:
وتظهر أعراضٌ يشعر بها الإنسان ويشعر بها ذوو الاختصاص في مجال الطب؛ كالرعب [آل عمران: 149 - 151].
والفزع والوجف [النازعات: 6 - 8].
وقد يمتاز بها المعنوي كالقسوة [البقرة: 74].
والحميَّة [ الفتح: 26].
والتشتيت [الحشر: 14]، والوهن، وغيرها.
وقد استعمل لمرض القلب ضرب القلب وتشابه القلب [البقرة: 118][24].

القلب السليم وأوصافه:
وكما أن القلب يتعرَّض للأمراض والعلل، فإن هذا القلب يحصل له من الأحوال الإيمانية والمقامات التعبُّدية من الصفات المحمودة؛ مثل اللين، والإخبات، والخشوع، والإخلاص، والحب لله، والتقوى، والثبات، والخوف، والرجاء، والإنابة وغيرها من الصفات التي ذكَرها القرآن الكريم.

(1) القلب السليم: ووردت هذه المادة كصفة من صفات القلب في موضعين من الذِّكر الحكيم:
الأولى: في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].
والثاني: قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 83، 84].
ولذا مما ورد من أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أسألك قلبًا سليمًا))[25]؛ يعني سلامةَ القلب من الشك في توحيد الله والبعث بعد الموت؛ فإن القلب العامر بالإيمان مهما وسوس له الشيطان، يتأبَّى أن ينساق معه وينقاد إليه، وقد يخطئ ولكن سرعان ما يتدارك ويعود إلى رشده ويتوب.

(2) خشية القلب: ولكن الحق تبارك وتعالى يريد من العبد أن يرتقي إلى مرتبة أعلى من القلب السليم، يريده أن يخشع لذكر الله وتهزه كلماتُ الله؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16]، تدل الآية على أن المطلوب هو الخشوع وهو الدرجة الأعلى التي تَلِي درجة القلب السليم، والتي توصلنا إلى أنها أول درجات الإيمان وأدنى مراتب حياة القلوب.

(3) قوى القلوب: التقوى مكانةٌ ومرتبة يرتقي إليها المؤمن، يُؤمَر بها العبد حتى قبل دخوله الإسلام، ويراد بها الحثُّ على الطاعة وإفراد الله بالتوحيد، فنتائج تقوى القلوب لا تحدُّ بحدٍّ، ولمن هو في هذه المكانة أن تسطع على قلبه أنوار رحمة الله، تقوى القلوب وردَتْ في القرآن الكريم في موضعين:
الأول: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
والثاني في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ﴾ [الحجرات: 3].

(4) القلب الليِّن: ذَكَره الله عز وجل في أربعة مواضع، في مثل قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23]، وعلامة لين القلب اتِّباع هَدْي المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ ففي حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: أخذ بيدي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: ((يا أبا أمامة، إن مِن المؤمنين مَن يلين لي قلبه))[26]، فإذا كان القلب لينًا، لا بد للفؤاد أن يرقَّ.

(5) القلب المُخْبِت: الإِخْبَات ورد في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع؛ في مثل قوله تعالى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الحج: 54]، والإِخْبَات معناه السكون إلى الله، ويتضمن معنى الطُّمأنينة، وهو أول مراتبها، فتقوى القلوب تُؤدِّي إلى العمل الصالح، فيلين القلب، ويثمر الإخبات الذي يكون حالةً من حالات القلب الحيِّ، يقول ابن القيم:
"اعلم أنه متى استقرَّت قَدَمُ العبد في منزلة الإخبات وتمكَّن فيها، ارتفَعَت همَّته وعَلَت نفسه عن خطفات المدح والذم، فلا يفرح بمدحِ الناس ولا يحزن لذمِّهم، وهذا وصف مَن خرج عن حظِّ نفسه وتأهَّل للفناء في عبودية ربه، وصار قلبه مطرحًا لأشعة أنوار الأسماء والصفات، وباشَر حلاوةَ الإيمان واليقينِ قلبُه"[27].

(6) القلب الوَجِل أو وَجَلُ القلب: وذكر اللهُ عز وجل "الوَجَل" في كتابه الكريم في أربعة مواضع، في ثلاثة منها أثبت الوَجَل للقلب؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]؛ يعني إذا ذُكِرت عظمةُ الله وقدرته لم تطمئنَّ قلوبهم إلى ما قدَّموه من الطاعة، وظنُّوا أنهم مُقصِّرون، فاضطربوا من ذلك وقلِقوا.

(7) القلب المُنِيب: إنابةُ القلب ورَدَت في موضعٍ واحد في قوله تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 31 - 33]؛ فالإنابة إلى الله تعالى من كثرةِ الرجوع إليه عز وجل بعد الذنوب، أو بعد الغفلة؛ فهي من صفات القلوب الحيَّة العامرة بالإيمان؛ بل هي درجة عليا من درجات الإيمان[28].

(Cool القلب المُطمَئِنُّ: كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 27، 28]، فبَيْن الإنابة والطُّمأنينة صلةٌ وثيقة.
يقول الرازي مبينًا معناه: "إن القلب كلما وصل إلى شيءٍ، فإنه يطلب الانتقال منه إلى حالةٍ أخرى أشرفَ منها؛ لأنه لا سعادة في عالم الأجسام إلا وفوقها مرتبة أخرى في اللذة والغبطة، أما إذا انتهى القلب والعقل إلى الاستسعادِ بالمعارف الإلهية والأضواء الصَّمَدية، بَقِي واستقرَّ، فلم يقدِرْ على الانتقال منه ألبتة؛ لأنه ليس هناك درجةٌ أخرى في السعادة أعلى منها وأكمل، فلهذا المعنى قال: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]"[29].

أفعال الله في القلوب:
(1) طهارة القلب: إذا أراد الله بعبده خيرًا، طهَّر قلبه من رجس الكفر وخبث الضلالة، يقول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ﴾ [المائدة: 41].

(2) تزيين الإيمان في قلب العبد: يقول الله عز وجل: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 7]؛ الزَّيْن خلاف الشَّيْن؛ أي حبَّبه إلى نفوسكم، وحسَّنه في قلوبكم[30]، فإذا زيَّن الله الإيمانَ في قلب العبد، كانت عبادته أكثرَ، وتحمُّلُه لمشاقِّ التكليف أتمَّ، فتكون العبادة والتكاليف عنده أكمل.

(3) كَتْب الإيمان في القلب: وبعد التزيين تأتي مرحلة التقرير أو التثبيت التي قال الله تبارك وتعالى فيها: ﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ﴾ [المجادلة: 22]، وقال ابن كثير: "أي كَتَب له السعادة وقرَّرها في قلبه، وزيَّن الإيمان في بصيرته"[31].

(4) القلب محل الرأفة والرحمة: والرحمةُ تنمو حين تكون الرأفةُ، وكلاهما صفتانِ جليلتانِ، إحداهما أرقُّ من الأخرى، هبةٌ من الحق تبارك وتعالى لقلوب عباده المؤمنين ارتبَطَتْ بالقلب في قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾ [الحديد: 27]، بهذه الرحمة المُودَعة في القلوب الطاهرة، تكوَّنت الألفة بينهم، فاتفقت قلوبُهم على المودة والمصافاة والتواصل.

(5) تأليف الله القلوب: قال الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103]، ذَكَر الله سبحانه "الألفة" في كتابه ثمانيَ مرَّاتٍ في خمس آيات، ارتبط القلب بالألفة في ثلاثٍ منها؛ فالألفة نوعٌ من الرحمة، سببُها الإيمان.

(6) السَّكينة: وقد ذكر الله السَّكينة في كتابه في ستة مواضع، في مثل قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4]؛ السكينة: السكون الذي ينزله الله تعالى في قلبِ عبده المؤمن عند اضطرابه من شدة المخاوف، فلا ينزعج بعد ذلك لِمَا يَرِدُ عليه، ويوجب له زيادة الإيمان وقوة القين والثبات[32].

(7) رَبْط القلوب: والربط في التنزيل ذُكِر في خمسة مواضع، ارتبط بالقلب في ثلاثة منها؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 11]، والرَّبط من الرباط، ففي مرحلةٍ معينة من مراحل القلب يربطُ الحق تبارك وتعالى على قلب العبد بما حوى؛ ليكرمه بأمر.

(Cool امتحان الله للقلوب وتمحيصها: المؤمن يتقلَّب في نعيم الله، ويسعد بقلبه به، ولا بد للقلوب المؤمنة من امتحان، ولا بد لها من تمحيص، وقد امتحنت قلوب الصفوة الطاهرة؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3].

علاج أمراض القلوب:
أولاً: إن أساس صحة القلب وسلامته في إيمانه بالله، ويتفرَّع عنه ما يأتي:
• كمال محبة الله: بأن يكون حبُّه لله وفي الله، وأن يكون بُغضه ومعاداته لله، وقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية أن مِن أعظم وسائل علاج القلب أن يمتلئ قلبُ الإنسان بحب الله؛ ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165].
وأما وسائل محبة الله، فكثيرة؛ منها:
• قراءة القرآن وتدبُّره وفَهْم معانيه، والتقرُّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، ودوام ذكر الله على كل حال، وإيثار محابِّه على هوى نفسك ومحابِّها، ومطالعة القلب لأسماء الله وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وانكسار القلب بين يدي الله عز وجل، وغيرها من الوسائل.

ثانيًا: الإخلاص: يقول عز وجل: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].
ثالثًا: حسن المتابعة : بأن يكون عمله واعتقاده وَفْقَ ما أمر الله ورسوله، يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، ويقول عز وجل: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، ومما يُعِين على تحقيق هذه الأصول ليَسْلم القلب وينجوَ مما يعرِض له من ابتلاء وامتحانٍ - ما يأتي:
1- ذكر الله :فإنه يجلو صدأَ القلوب، ويُذهِب ما ران عليها من آثامٍ ومعاصٍ، ويزيد من قُرْب الإنسان لربه، لا سيما إذا كان مستشعرًا للذِّكر، مصاحبًا له في كل أحواله وحركاته وهيئاته.
2- المراقبة والمحاسبة: وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أنها من أهمِّ العوامل لعلاج القلب واستقامته.
3- وسائل أخرى: ومنها: (العلم، تحقيق التقوى، قيام الليل، كثرة الدعاء خاصة في الثلث الأخير من الليل؛ فإن سهام الليلِ لا تُخطئ، فليُكثِرِ الإنسانُ فيه من التضرع إلى الله، وسؤاله الصفح والمغفرة والستر والتجاوز)، ومنها: إطابة المطعَمِ والملبَسِ، وكثرة الصدقة؛ ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]، ومن أعظمها غضُّ البصر؛ قال سبحانه: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ [النور: 30].

فخلاصة القول: أن علاج القلب من الأمراض المذكورة فيما قبله لا بد له من صفاء القلب من درن الذنوب العظام، والتفكُّر في قدرة الله، والتفاني في طاعته بعمار الدنيا والآخرة، وجَعْل الدنيا طريقَ الآخرة بإيمان كامل، ويقين صادق، ومداومة على الطاعة في الحدود المشروعة، سينقله ذلك من مرتبة الإخبات إلى مرتبة الوجَل؛ لأن المُخبِت إذا ذَكَر الله وَجِلَ قلبُه، فالقلوب مفطورة على الإقرار بالله تصديقًا ودينًا له، لكن يعرِض لها ما يُفسِدها، ومعرفة الحق تقتضي محبته، ومعرفة الباطل تقتضي بُغْضه؛ لِمَا في الفطرة من حب الحق وبغض الباطل، فشياطين الإنس والجن يعتمدون على نقط الضعف الموجودة في التكوين البشري، فيُحوِّلون الفطرة عن المنهج القويم، بطريق الشبهات وبطريق الشهوات، فلا بد من اختيار الفطرة السليمة واتباعها، واجتناب الغَواية والشبهات والشهوات؛ فبذلك يمكن لنا أن نعالج القلب المريض.
Admin
Admin
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

	أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم Empty رد: أمراض القلب وعلاجه في ضوء القرآن الكريم

مُساهمة من طرف ابو المجد الثلاثاء 05 يناير 2021, 15:39

بالفعل أخي الكريم ...نعمة الإسلام لا يضاهيها نعمة،
ولكن ...هل يعقل المسلمون بدل أن يلهثوا وراء السراب باسم الحضارة الخداعة؟؟

؟
الحمد لله على نعمة الإسلام

شكرا على التقاسم المفيد
ابو المجد
ابو المجد
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات تقنيات فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى