المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾
الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة القلم (1)
قال الله تعالى: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 1 - 4].
أولًا: سبب نزولها: أن المشركين رموه صلى الله عليه وسلم بالجنون وحاشاه؛ قال البغوي رحمه الله تعالى: قوله: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾ هو جواب لقولهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾ [الحجر: 6]، فأقسم الله بالنون والقلم وما يُكتب من الأعمال، فقال: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾.
ثانيًا: جاء دفاع الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم – لنفي هذا الافتراء - بطرق عديدة:
1- بدأ الرد على المشركين بالقسم بالقلم، فقال: (والقلم) كما أشار إليه في التفسير الوسيط بقوله: (والواو في قوله: (والقلم) للقسم، والمراد بالقلم: جنسه، فهو يشمل كل قلم يكتب، قوله: ﴿ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ مضارع سطر، يقال: سطر الكتاب سطرًا: إذا كتبَه، والسطر: الصف من الشجر وغيره، وأصله من السطر بمعنى القطع؛ لأن صفوف الكتابة تبدو وكأنها قطع متراصة.
2- نفى الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم الجنون نفيًا صريحًا؛ حيث قال: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾؛ أي: والقلم الذي يكتب به الكاتبون من مخلوقاتنا المتعددة، إنك - أيها الرسول الكريم - لمبرَّأ مما اتَّهمك به أعداؤك من الجنون، وكيف تكون مجنونًا وقد أنعم الله - تعالى - عليك بالنبوة والحكمة.
قال الرازي رحمه الله تعالى: (وقوله: (بنعمة ربك) كلام وقع في البين – يعني جملة اعتراضية - والمعنى انتفى عنك الجنون بنعمة ربك، كما يقال: أنت بحمد الله عاقل، وأنت بحمد الله لست بمجنون، وأنت بنعمة الله فهم، وأنت بنعمة الله لست بفقير، ومعناه أن تلك الصفة المحمودة إنما حصلت، والصفة المذمومة إنما زالت بواسطة إنعام الله ولطفه وإكرامه.
3- بعد أن نفى عنه الجنون بشَّره وطمْأَنه، فقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾: وإن لك - أيها الرسول الكريم - عندنا لأجرًا عظيمًا لا يعلم مقداره إلا نحن، وهذا الأجر غير مقطوع، بل هو متصل ودائم وغير ممنون.
4- أيضًا بعد أن نفى عنه الجنون امتدحه وأثنى عليه بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكون ذلك من دفاع الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم بيَّنه الرازي بقوله: (اعلم أن هذا كالتفسير لما تقدم من قوله: (بنعمة ربك)، وتعريف لمن رماه بالجنون بأن ذلك كذب وخطأ؛ وذلك لأن الأخلاق الحميدة والأفعال المرضية كانت ظاهرة منه، ومن كان موصوفًا بتلك الأخلاق والأفعال لم يَجُز إضافة الجنون إليه؛ لأن أخلاق المجانين سيئة، ولما كانت أخلاقه الحميدة كاملة لا جرم، وصفها الله بأنها عظيمة، ولهذا قال: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾ [ص: 86]؛ أي: لست متكلفًا فيما يظهر لكم من أخلاقي؛ لأن المتكلف لا يدوم أمره طويلًا، بل يرجع إلى الطبع).
وأخيرًا: قال في التفسير الوسيط: فالمقصود بالآيات الكريمة تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المشركين، ودفع تُهمهم الباطلة دفعًا يأتي عليها من القواعد فيهدمها.
ومن الفوائد المهمة:
• قال في التفسير الوسيط رحمه الله: وأقسم سبحانه بالقلم، لعظيم شرفه، وكثرة منافعه، فبه كُتبت الكتب السماوية، وبه تُكتَب العلوم المفيدة، وبه يحصل التعارف بين الناس، وصدق الله إذ يقول: ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 3 - 5].
• قال القرطبي رحمه الله: أقسم سبحانه بالقلم؛ لِما فيه من البيان كاللسان، وهو واقع على كل قلم مما يَكتُب به مَن السماء مَن في الأرض.
• قال الأُلوسي رحمه الله: (وفي إضافته صلى الله عليه وسلم إلى الرب عز وجل مزيد إشعار بالتسلية والقرب والمحبة، ومزيد إشعار أيضًا بنفي ما افتراه الجاهلون من كونه صلى الله عليه وسلم مجنونًا؛ لأن هذه الصفة لا تجتمع في عبد أنعم الله تعالى عليه وقربه، واصطفاه لحمل رسالته وتبليغ دعوته).
• قال الرازي رحمه الله: (وفيه دقيقة أخرى وهي قوله: (لعلى خلق عظيم)، وكلمة على للاستعلاء، فدل اللفظ على أنه مُستعلٍ على هذه الأخلاق ومُستولٍ عليها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالمولى بالنسبة إلى العبد، وكالأمير بالنسبة إلى المأمور).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾
الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة القلم (1)
قال الله تعالى: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 1 - 4].
أولًا: سبب نزولها: أن المشركين رموه صلى الله عليه وسلم بالجنون وحاشاه؛ قال البغوي رحمه الله تعالى: قوله: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾ هو جواب لقولهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾ [الحجر: 6]، فأقسم الله بالنون والقلم وما يُكتب من الأعمال، فقال: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾.
ثانيًا: جاء دفاع الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم – لنفي هذا الافتراء - بطرق عديدة:
1- بدأ الرد على المشركين بالقسم بالقلم، فقال: (والقلم) كما أشار إليه في التفسير الوسيط بقوله: (والواو في قوله: (والقلم) للقسم، والمراد بالقلم: جنسه، فهو يشمل كل قلم يكتب، قوله: ﴿ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ مضارع سطر، يقال: سطر الكتاب سطرًا: إذا كتبَه، والسطر: الصف من الشجر وغيره، وأصله من السطر بمعنى القطع؛ لأن صفوف الكتابة تبدو وكأنها قطع متراصة.
2- نفى الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم الجنون نفيًا صريحًا؛ حيث قال: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾؛ أي: والقلم الذي يكتب به الكاتبون من مخلوقاتنا المتعددة، إنك - أيها الرسول الكريم - لمبرَّأ مما اتَّهمك به أعداؤك من الجنون، وكيف تكون مجنونًا وقد أنعم الله - تعالى - عليك بالنبوة والحكمة.
قال الرازي رحمه الله تعالى: (وقوله: (بنعمة ربك) كلام وقع في البين – يعني جملة اعتراضية - والمعنى انتفى عنك الجنون بنعمة ربك، كما يقال: أنت بحمد الله عاقل، وأنت بحمد الله لست بمجنون، وأنت بنعمة الله فهم، وأنت بنعمة الله لست بفقير، ومعناه أن تلك الصفة المحمودة إنما حصلت، والصفة المذمومة إنما زالت بواسطة إنعام الله ولطفه وإكرامه.
3- بعد أن نفى عنه الجنون بشَّره وطمْأَنه، فقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾: وإن لك - أيها الرسول الكريم - عندنا لأجرًا عظيمًا لا يعلم مقداره إلا نحن، وهذا الأجر غير مقطوع، بل هو متصل ودائم وغير ممنون.
4- أيضًا بعد أن نفى عنه الجنون امتدحه وأثنى عليه بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكون ذلك من دفاع الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم بيَّنه الرازي بقوله: (اعلم أن هذا كالتفسير لما تقدم من قوله: (بنعمة ربك)، وتعريف لمن رماه بالجنون بأن ذلك كذب وخطأ؛ وذلك لأن الأخلاق الحميدة والأفعال المرضية كانت ظاهرة منه، ومن كان موصوفًا بتلك الأخلاق والأفعال لم يَجُز إضافة الجنون إليه؛ لأن أخلاق المجانين سيئة، ولما كانت أخلاقه الحميدة كاملة لا جرم، وصفها الله بأنها عظيمة، ولهذا قال: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾ [ص: 86]؛ أي: لست متكلفًا فيما يظهر لكم من أخلاقي؛ لأن المتكلف لا يدوم أمره طويلًا، بل يرجع إلى الطبع).
وأخيرًا: قال في التفسير الوسيط: فالمقصود بالآيات الكريمة تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المشركين، ودفع تُهمهم الباطلة دفعًا يأتي عليها من القواعد فيهدمها.
ومن الفوائد المهمة:
• قال في التفسير الوسيط رحمه الله: وأقسم سبحانه بالقلم، لعظيم شرفه، وكثرة منافعه، فبه كُتبت الكتب السماوية، وبه تُكتَب العلوم المفيدة، وبه يحصل التعارف بين الناس، وصدق الله إذ يقول: ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 3 - 5].
• قال القرطبي رحمه الله: أقسم سبحانه بالقلم؛ لِما فيه من البيان كاللسان، وهو واقع على كل قلم مما يَكتُب به مَن السماء مَن في الأرض.
• قال الأُلوسي رحمه الله: (وفي إضافته صلى الله عليه وسلم إلى الرب عز وجل مزيد إشعار بالتسلية والقرب والمحبة، ومزيد إشعار أيضًا بنفي ما افتراه الجاهلون من كونه صلى الله عليه وسلم مجنونًا؛ لأن هذه الصفة لا تجتمع في عبد أنعم الله تعالى عليه وقربه، واصطفاه لحمل رسالته وتبليغ دعوته).
• قال الرازي رحمه الله: (وفيه دقيقة أخرى وهي قوله: (لعلى خلق عظيم)، وكلمة على للاستعلاء، فدل اللفظ على أنه مُستعلٍ على هذه الأخلاق ومُستولٍ عليها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالمولى بالنسبة إلى العبد، وكالأمير بالنسبة إلى المأمور).
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
رد: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
شكرا لك
على الموضوع
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير
على الموضوع
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
مواضيع مماثلة
» معنى آية : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
» معنى وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
» معنى آية : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ.
» لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
» معنى وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
» معنى آية : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ.
» لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى