المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
شرح وأسرار الأسماء الحسنى (الشيخ هاني حلمي )
شرح وأسرار الأسماء الحسنى (الشيخ هاني حلمي )
(1) أهمية الأسماء والصفات
من أعظم آثارها: أن من قام في قلبه حقائق هذه الأسماء، وتراءت معانيها لناظريه كان أعظم الناس تحقيقًا للتوحيد، وأكملهم عبودية لربِّ العالمين.. معرفة أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته عليها مدار الإيمان، فهي ركن من أركان التوحيد وذروة سنام العبودية... والإيمان بأسماء الله وصفاته يقتضي: معرفة الله سبحانه وتعالى بصفاته الواردة في القرآن والسُّنَّة الصحيحة، وإثبات لله ما أثبته لنفسه من غير تمثيل، ولا تكييف ولا تعطيل، ولا تحريف. والعلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم وأوجبها...
يقول الإمام ابن القيم: "إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم، فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا... إما علم بما كونه أو علم بما شرعه ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى" (بدائع الفوائد: [273-2]). فمن يُمعِن النظر في أسرار هذا العلم يقف على رياض من العلم بديعة، وحقائق من الحِكَم جسيمة... ويحصل له من الآثار الحميدة ما لا يُحاط بالوصف ولا يُدرك إلا لمن يُرزق فهمها ومعرفتها... ومنها أنه: إذا علم العبد ربَّه وامتلأ قلبه بمعرفته، أثمرت له ثمرات جليلة في سلوكه وسيره إلى الله عزَّ وجلَّ... وتأدب معه ولزم أمره واتبع شرعه، وتعلَّق قلبه به وفاضت محبته على جوارحه، فلهج لسانه بذكره، ويده بالعطاء له، وسارع في مرضاته غاية جهده، ولا يكاد يمل القرب منه سبحانه وتعالى... فصار قلبه كله لله ولم يبق في قلبه سواه...
(2) القابض الباسط
القابض الباسط جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه: اقتران الاسمين: يلزم حين نعرّف بهما أن نجمع بينهما فذكرهما معاً يؤدي إلى معنى تمام القدرة.. معنى القبض لغة: (من الأخذ والمنع)، البسط: (العطاء والسّعة). أدلة ثبوت الاسمين لله تعالى: ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "غلا السِّعر على عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلّم فقالوا: يا رسول الله، لو سعَّرت، فقال: «إنَّ الله هو الخالقُ القابضُ الباسطُ، الرّازق المُسعِّر، وإنِّي لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال» (صحيح الجامع:1846)، ووردا فعلاً في القرآن الكريم في قوله تعالى: {..وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245]، وفي أحاديث كثيرة منها، كقوله صلّ الله عليه وسلّم: «إنّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل» (رواه مسلم). وقوله صلّ الله عليه وسلّم: «يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه»" (صجيح البخاري:7382) معنى الاسمين في حقّ الله تعالى: في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، قالوا في تأويلها: "يقبض على من قبض وأمسك عن الإنفاق، ويبسط على من بسط يده عطاءً وإنفاقاً"، قالوا هنا قاعدة في مسألة حب الدنيا والخوف من الفاقة: "أنت مع الدنيا ما لم تشهد ربّها، فإذا شهدت ربّها كانت الدنيا معك تأتيك وهي راغمة"، وأن الله عز وجل إنّما يقبض ويبسط على حسب ما يراه سبحانه من المصلحة للعباد، فالقاعدة: قالوا: "يقبض بالعدل ويبسط بالفضل، ويقبض بالحِكمة ويبسط بالرّحمة"، فإذا أعطاك أعطاك ستُعجب وتهلك، فيقبض بالحكمة، ويمنع عنك حتّى إذا أوشكت على اليأس والقنوط أغاثك بالرحمة. يُولج ليل البسط في نهار القبض ويولج نهار البسط في ليل القبض، ويرزق من يشاء بغير حساب.. وقالوا في المعنى: "فهو سبحانه القابض الباسط، يقبض الأرواح من الأشباح عند الممات ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة، ويقبض الصّدقات من الأغنياء ويبسط الأرزاق للفقراء، ويبسط الرزق لمن يشاء حتى لا تبقى فاقة، ويقبضه حتى لا تبقى طاقة".
قاعدة: إذا قَبض قبض حتى لا طاقة وهذا معنى {..وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ..} [التوبة:118]، فيمنع عن العبد حتى يجمع قلبه عليه، ثم ينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وإذا بَسَطَ بَسَطَ حتى لا فاقة يُعطيك أكثر مما تحتاج ومما تتصوّر، والكلّ منه وإليه. وقالوا: القابض الباسط:
"إذا زاده لم يزده سرفاً، وإذا نقصه لم ينقصه عدماً أو بخلاً".
1- حظّ المؤمن من هذين الاسمين من أسماء الله الحسنى: (أن يفهم فقه القبض والبسط): القاعدة تقول: "بسطك كي لا تكون مع القبض، وقبضك كي لا تكون مع البسط، وأخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه"، المعنى: أعطاك كي لا تيأس ولا تحزن، وحتى لا تستحوذ عليك ظلال المنع فتشعر أن الأبواب مغلقة، هذا يحمل كل معاني الرجاء وحُسن الظّنّون مع العسر يسرًا، وهكذا تتعاقب الأمور. وهنا نفهم المعنى الذي يخفى علينا كثيراً في أوقات نشتكي فيه أننا لا نجد قلوبنا، حين يسير الواحد منا في الطريق إلى الله وقد لا يجد الأثر في وقت ما، ونجد الغالب أن هناك قسوة وقبض فهنا يجب على العبد أن يفقه معالم الطريق إلى الله عزّ وجلّ، وأن يفهم كيف يعامله ربّه.. فإذا أعطاك ستُعجب، وإذا منع عنك تماماً ستأيس فلا بد من الاثنين، سبحانه الحكيم الخبيرعز وجل.. ونحن لا نتعبّد الله بالأحوال بل نعبّده بالمقام، أي الصلاة التي تُرضي الله هي التي تخرج بعده وأنت غاضّاً لبصرك، الصلاة التي تنهاك عن الفحشاء والمنكر، وليست الصلاة التي تبكي فيه قليلاً مثل الناس وهذا الحال وبعد ذلك لا أثر لها، وأحياناً تقول: لا أجد نفسي لا في القبض ولا في البسط، وهذا هو: وأخرجك عنهما حتى لا تكون لشيء دونه، فهذا مقام أعلى أن تكون راضي وترضيه، سواء أعطاك أو منع عنك، مُتعلّق بالذّات، المهم يا رب إن لم يكن بك عليّ سخطٌ فلا أبالي هذا المقام، لتكون له يُحرّكك كيف يشاء وأنت مُفوّض الأمر تماماً..
2- فإذا آمنّا بأن الله هو القابض الباسط.. يحثّنا على النفقة في سبيل الله ليس بالمال فقط بل تنفق علم، جهد تكون حقاً خادم لله تبارك وتعالى.
3- الاعتدال: تتعلم متى تُعطي ومتى تمنع، وهكذا مع أهل بيتك مثلاً فهناك أوقات تبسط وتوسع عليهم، وأوقات تقبض قليلاً، والمطلوب الاعتدال بينهما، ويُعطي كل ذي حق حقه..
4- فقه التعامل مع النفس بالقبض والبسط في العبادات: كيف تعاملها بالخوف والرجاء، بالترغيب والترهيب، فبعض الناس قد يتعبد الله بالحرمان ويظن أنه كلما حرم نفسه كان لله أطوع، وخير الهدي هدي النّبيّ صلّ الله عليه وسلّم، كان يصوم حتى لا يكاد يُفطر ويُفطر حتى لا يكاد يصوم، وهذا أعظم في العبودية لأنه فقه القبض والبسط، فقه التعامل مع النفس، وليس عبودية الهوى.
- ومن كلام الإمام ابن القيّم رحمه الله عن منزلة البسط والتخلّي عن القبض (في كتاب المدارج): "والانبساط مع الحقّ سبحانه: أن لا يحبسك خوف ولا يحجبك رجاء، ولا يحول بينك وبينه آدم ولا حوّاء، فالمعنى أنك تراه أقرب إليك من أمّك وأبيك وأرحم عليك منهما، فالمُحب الصادق لا بد أن يقارنه أحياناً فرح بمحبوبه -هذه هو الانبساط، السرور بالله- ويشتد فرحه به ويرى مواقع لُطفه به وبرّه به وإحسانه إليه وحُسن دفاعه عنه، والتّلطّف في إيصال المنافع له، والمسّار بكل طريق ودفع المضار والمكاره عنه بكل طريق، وكلما فتّش عن ذلك اطّلع منه على أمور عجيبة".
نختم بما كان عليه النبي صلّ الله عليه وسلّم، لم يكن مُنبسط ولا متدلل، ولا قابضاً طوال الوقت، بل كان أشد الناس لله خشية وتعظيمًا وإجلالاً في كمال عبوديته، وفي نفس الوقت كان أعظم الناس حبّاً ورجاء فيه سبحانه وتعالى، فبينهما ندندن بين السرور والفرح والرجاء، وفي نفس الوقت يكون منه على وجل لأن الله يقبض ويبسط.
المصدر: موقع الكلم الطيب
من أعظم آثارها: أن من قام في قلبه حقائق هذه الأسماء، وتراءت معانيها لناظريه كان أعظم الناس تحقيقًا للتوحيد، وأكملهم عبودية لربِّ العالمين.. معرفة أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته عليها مدار الإيمان، فهي ركن من أركان التوحيد وذروة سنام العبودية... والإيمان بأسماء الله وصفاته يقتضي: معرفة الله سبحانه وتعالى بصفاته الواردة في القرآن والسُّنَّة الصحيحة، وإثبات لله ما أثبته لنفسه من غير تمثيل، ولا تكييف ولا تعطيل، ولا تحريف. والعلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم وأوجبها...
يقول الإمام ابن القيم: "إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم، فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا... إما علم بما كونه أو علم بما شرعه ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى" (بدائع الفوائد: [273-2]). فمن يُمعِن النظر في أسرار هذا العلم يقف على رياض من العلم بديعة، وحقائق من الحِكَم جسيمة... ويحصل له من الآثار الحميدة ما لا يُحاط بالوصف ولا يُدرك إلا لمن يُرزق فهمها ومعرفتها... ومنها أنه: إذا علم العبد ربَّه وامتلأ قلبه بمعرفته، أثمرت له ثمرات جليلة في سلوكه وسيره إلى الله عزَّ وجلَّ... وتأدب معه ولزم أمره واتبع شرعه، وتعلَّق قلبه به وفاضت محبته على جوارحه، فلهج لسانه بذكره، ويده بالعطاء له، وسارع في مرضاته غاية جهده، ولا يكاد يمل القرب منه سبحانه وتعالى... فصار قلبه كله لله ولم يبق في قلبه سواه...
(2) القابض الباسط
القابض الباسط جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه: اقتران الاسمين: يلزم حين نعرّف بهما أن نجمع بينهما فذكرهما معاً يؤدي إلى معنى تمام القدرة.. معنى القبض لغة: (من الأخذ والمنع)، البسط: (العطاء والسّعة). أدلة ثبوت الاسمين لله تعالى: ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "غلا السِّعر على عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلّم فقالوا: يا رسول الله، لو سعَّرت، فقال: «إنَّ الله هو الخالقُ القابضُ الباسطُ، الرّازق المُسعِّر، وإنِّي لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال» (صحيح الجامع:1846)، ووردا فعلاً في القرآن الكريم في قوله تعالى: {..وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245]، وفي أحاديث كثيرة منها، كقوله صلّ الله عليه وسلّم: «إنّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل» (رواه مسلم). وقوله صلّ الله عليه وسلّم: «يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه»" (صجيح البخاري:7382) معنى الاسمين في حقّ الله تعالى: في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، قالوا في تأويلها: "يقبض على من قبض وأمسك عن الإنفاق، ويبسط على من بسط يده عطاءً وإنفاقاً"، قالوا هنا قاعدة في مسألة حب الدنيا والخوف من الفاقة: "أنت مع الدنيا ما لم تشهد ربّها، فإذا شهدت ربّها كانت الدنيا معك تأتيك وهي راغمة"، وأن الله عز وجل إنّما يقبض ويبسط على حسب ما يراه سبحانه من المصلحة للعباد، فالقاعدة: قالوا: "يقبض بالعدل ويبسط بالفضل، ويقبض بالحِكمة ويبسط بالرّحمة"، فإذا أعطاك أعطاك ستُعجب وتهلك، فيقبض بالحكمة، ويمنع عنك حتّى إذا أوشكت على اليأس والقنوط أغاثك بالرحمة. يُولج ليل البسط في نهار القبض ويولج نهار البسط في ليل القبض، ويرزق من يشاء بغير حساب.. وقالوا في المعنى: "فهو سبحانه القابض الباسط، يقبض الأرواح من الأشباح عند الممات ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة، ويقبض الصّدقات من الأغنياء ويبسط الأرزاق للفقراء، ويبسط الرزق لمن يشاء حتى لا تبقى فاقة، ويقبضه حتى لا تبقى طاقة".
قاعدة: إذا قَبض قبض حتى لا طاقة وهذا معنى {..وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ..} [التوبة:118]، فيمنع عن العبد حتى يجمع قلبه عليه، ثم ينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وإذا بَسَطَ بَسَطَ حتى لا فاقة يُعطيك أكثر مما تحتاج ومما تتصوّر، والكلّ منه وإليه. وقالوا: القابض الباسط:
"إذا زاده لم يزده سرفاً، وإذا نقصه لم ينقصه عدماً أو بخلاً".
1- حظّ المؤمن من هذين الاسمين من أسماء الله الحسنى: (أن يفهم فقه القبض والبسط): القاعدة تقول: "بسطك كي لا تكون مع القبض، وقبضك كي لا تكون مع البسط، وأخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه"، المعنى: أعطاك كي لا تيأس ولا تحزن، وحتى لا تستحوذ عليك ظلال المنع فتشعر أن الأبواب مغلقة، هذا يحمل كل معاني الرجاء وحُسن الظّنّون مع العسر يسرًا، وهكذا تتعاقب الأمور. وهنا نفهم المعنى الذي يخفى علينا كثيراً في أوقات نشتكي فيه أننا لا نجد قلوبنا، حين يسير الواحد منا في الطريق إلى الله وقد لا يجد الأثر في وقت ما، ونجد الغالب أن هناك قسوة وقبض فهنا يجب على العبد أن يفقه معالم الطريق إلى الله عزّ وجلّ، وأن يفهم كيف يعامله ربّه.. فإذا أعطاك ستُعجب، وإذا منع عنك تماماً ستأيس فلا بد من الاثنين، سبحانه الحكيم الخبيرعز وجل.. ونحن لا نتعبّد الله بالأحوال بل نعبّده بالمقام، أي الصلاة التي تُرضي الله هي التي تخرج بعده وأنت غاضّاً لبصرك، الصلاة التي تنهاك عن الفحشاء والمنكر، وليست الصلاة التي تبكي فيه قليلاً مثل الناس وهذا الحال وبعد ذلك لا أثر لها، وأحياناً تقول: لا أجد نفسي لا في القبض ولا في البسط، وهذا هو: وأخرجك عنهما حتى لا تكون لشيء دونه، فهذا مقام أعلى أن تكون راضي وترضيه، سواء أعطاك أو منع عنك، مُتعلّق بالذّات، المهم يا رب إن لم يكن بك عليّ سخطٌ فلا أبالي هذا المقام، لتكون له يُحرّكك كيف يشاء وأنت مُفوّض الأمر تماماً..
2- فإذا آمنّا بأن الله هو القابض الباسط.. يحثّنا على النفقة في سبيل الله ليس بالمال فقط بل تنفق علم، جهد تكون حقاً خادم لله تبارك وتعالى.
3- الاعتدال: تتعلم متى تُعطي ومتى تمنع، وهكذا مع أهل بيتك مثلاً فهناك أوقات تبسط وتوسع عليهم، وأوقات تقبض قليلاً، والمطلوب الاعتدال بينهما، ويُعطي كل ذي حق حقه..
4- فقه التعامل مع النفس بالقبض والبسط في العبادات: كيف تعاملها بالخوف والرجاء، بالترغيب والترهيب، فبعض الناس قد يتعبد الله بالحرمان ويظن أنه كلما حرم نفسه كان لله أطوع، وخير الهدي هدي النّبيّ صلّ الله عليه وسلّم، كان يصوم حتى لا يكاد يُفطر ويُفطر حتى لا يكاد يصوم، وهذا أعظم في العبودية لأنه فقه القبض والبسط، فقه التعامل مع النفس، وليس عبودية الهوى.
- ومن كلام الإمام ابن القيّم رحمه الله عن منزلة البسط والتخلّي عن القبض (في كتاب المدارج): "والانبساط مع الحقّ سبحانه: أن لا يحبسك خوف ولا يحجبك رجاء، ولا يحول بينك وبينه آدم ولا حوّاء، فالمعنى أنك تراه أقرب إليك من أمّك وأبيك وأرحم عليك منهما، فالمُحب الصادق لا بد أن يقارنه أحياناً فرح بمحبوبه -هذه هو الانبساط، السرور بالله- ويشتد فرحه به ويرى مواقع لُطفه به وبرّه به وإحسانه إليه وحُسن دفاعه عنه، والتّلطّف في إيصال المنافع له، والمسّار بكل طريق ودفع المضار والمكاره عنه بكل طريق، وكلما فتّش عن ذلك اطّلع منه على أمور عجيبة".
نختم بما كان عليه النبي صلّ الله عليه وسلّم، لم يكن مُنبسط ولا متدلل، ولا قابضاً طوال الوقت، بل كان أشد الناس لله خشية وتعظيمًا وإجلالاً في كمال عبوديته، وفي نفس الوقت كان أعظم الناس حبّاً ورجاء فيه سبحانه وتعالى، فبينهما ندندن بين السرور والفرح والرجاء، وفي نفس الوقت يكون منه على وجل لأن الله يقبض ويبسط.
المصدر: موقع الكلم الطيب
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
رد: شرح وأسرار الأسماء الحسنى (الشيخ هاني حلمي )
طرح رائع
ابدعت واحسنت الاختيار
ربي يعطيك العافيه
علي طرح المميز
ابدعت واحسنت الاختيار
ربي يعطيك العافيه
علي طرح المميز
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
رد: شرح وأسرار الأسماء الحسنى (الشيخ هاني حلمي )
كل الشكر والتقدير والاحترام على مروركم
الراقي الذي أعتبره وساماً على صدري
دمتم بكل خير
تحياتي
_________________
الراقي الذي أعتبره وساماً على صدري
دمتم بكل خير
تحياتي
_________________
|
Admin- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net
مواضيع مماثلة
» هل هذه الأسماء من أسماء الله تعالى؟ الشيخ محمد بن صالح العثيمين ~
» التقويم الهجرى وأسرار القمر
» خفايا وأسرار النمو الطبيعي للأطفال
» فساتين لمصمم هاني البحيري
» فساتين حمل تصميم هاني البحيرى
» التقويم الهجرى وأسرار القمر
» خفايا وأسرار النمو الطبيعي للأطفال
» فساتين لمصمم هاني البحيري
» فساتين حمل تصميم هاني البحيرى
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى