سباعيات الغربلة

غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    عــلّــنــا  نـــرجـــعُ  يـــومًــا مـؤمـنـيـنـا
غــربــلـيـنـا  كَــــثُـــرَ  الـــخــبــثُ بــــنـــا    ...    وتــحــزَّبــنــا  فـــعُــدنــا  مــشــركـيـنـا
غـربـلـيـنـا  عــظُــمـتْ  فــيــنـا الأنـــــا    ...    وهــي  مــن أخـطرِ مـا فـيهِ ابْـتُلينا
مـــــا  تـــــرَيْ  أنَّــــا غــدوْنــا شِــيَـعًـا    ...    جــعَـلَـتْ  أهــواءَهــا ربًّــــا، وديــنــا!
غــربــلـيـنـا  ذُلُّــــنـــا  مـــــــن  كـــثـــرةٍ    ...    ولَـــكَـــمْ  ضــــــلَّ، وذلَّ الأكــثــرونـا!
واطــمــئــنّـي  إنَّ  غَــــدَوْنـــا قِـــلَّـــةً    ...    آثـــــــرتْ  إرضـــــــاءَ  ربِّ الـعـالـمـيـنـا
كـــــم  رأيـــنــا  قِـــلَّــةً قــــد غَــلِـبَـتْ    ...    حـيـنـمـا  كــــانَ بــنـوهـا مُـخـلـصـينا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    غـربـلـيـنا  قــــلَّ  فــيـنـا الـصـادقـونا
غـربـلـيـنا  وافــضـحـي مـــن أُلِّــهـوا    ...    ولــكــي  نــخـلـصَ مـنـهـم غـربـلـينا
غـربـلـيـنا  أســقـطـي، مـــن أمّــتـي    ...    كـــلَّ  مـــن كــانـوا دعـــاةً مـاكـريـنا
تــاجــروا  بـالـدِّيـنِ وانــقـادوا لــمـنْ    ...    هــم  عـلـى الـدِّيـنِ أشـرُّ الـحاقدينا
أســقــطـي  كـــــلَّ مُـــضِــلٍّ عــلـمُـهُ    ...    لـــم  يــكـنْ إلا لـيُـرضـي الـحـاكمينا
أســقــطــي  كـــــلَّ  ذلـــيــلٍ خـــانِــعٍ    ...    كــــانَ  لـلـطَّـاغـوتِ بــالــذُلِّ مُـعـيـنا
غـربـلـينا  أسـقـطـي مـــن لا يــعـي    ...    أوْ  يـعـي وهــوَ حـلـيفُ الـظَّالمينا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    وخُـــذي  مَـــنْ بــالأعـادي يـحـتـمونا
غــربــلــيــنــا   كـــــثُــــرتْ  أعـــــداؤنــــا    ...    وبـــمــا  يــفــتِـكُ  فــيــنـا أغــرَقــونـا
قــــد  جـهـلـنـا  نَـفْـعَـنـا مـــن ضُــرِّنـا    ...    وبــمــا  لــيـسَ بِـمُـجْـدٍ قـــد رضـيـنـا
غــربــلـيـنـا  عـــــــزَّ  مــــــن يــجـمـعُـنـا    ...    وإلــى  الإرهــابِ يُـنـمى الـمُـتَّقونا
الــخــلافــاتُ  طـــغَــتْ  مـــــا بــيـنـنـا    ...    وعــلـى  لا شــيءَ صـرنـا الـقـاتلينا
لـــم  يَــعُـدْ فـــي أمّــتـي مـعـتـصِمٌ    ...    وتــنـاسـيـنـا  جـــهـــادَ  الـفـاتـحـيـنـا
أمـــرُنـــا  أمـــســـى  لـــمــنْ مــزّقَــنـا    ...    فـــغــدونــا  نــهــبــةً  لـلـطـامـعـيـنا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    غــربـلـيـنـا  مـــــن  فـــنــاءٍ تُـنـقـذيـنـا
غـربـلـي  لا تـرحـمـي مـــن فـسـقوا    ...    إنَّ شـــرَّ الـحُـكْمِ حـكـمُ الـفـاسقينا
كـــيــفَ  تــبــنـي  أمَّـــــةٌ أمــجـادَهـا    ...    وبـــنــوهــا  شـــيـــعٌ مــصـطـرعـونـا!
غـربـلـي  لا تـرحـمـي مـــن هـمُّـهُمْ    ...    أن  يـعـيـشوا مـــن حــرامٍ مُـتـخمينا
وخُــــذي  مَـــن هــجـروا أوطـانَـهُـمْ    ...    لــيــعـيـشـوا  خـــدمًـــا  لـلـمـتـرفـيـنا
عَـــمَــروا  أرضَ الأعـــــادي، وغَــــدتْ    ...    أرضُـهُـمْ تـشكو ولا تـلقى الـبنينا
غـربـلي  مــن نــالَ عِـلْـمًا، وارتـضـى    ...    عِــلـمَـهُ  وقــفًــا  لــنـفـعِ الأبـعـديـنا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    وخُـــذي  مــنّـا جـمـيـعَ الـمُـفـسدينا
وخُـــــــذي  كــــــلَّ  دعــــــيٍّ  فــــــارغٍ    ...    هــمُّـهُ  بـالـمـكرِ ســلـبُ الـغـافـلينا
وخُــــــذي  كـــــلَّ  غـــنــيٍّ مــمــسـكٍ    ...    كـــانَ  بـالـبـذلِ لـــدى الــعـزِّ ضـنـينا
غــربـلـيـنـا  وخُــــــذي  كـــــلَّ فـــتــىً    ...    لــم يـكُنْ فـي صـفوفِ الـطّامحينا
وخُــــذي  كــــلَّ  فــتــاةٍ لــــم تــعُــدْ    ...    تــحــسـبُ  الــعــفَّـة إرثَ الـمُـتَّـقـينا
غــربــلــيــنـا  غـــلـــبَـــتْ  أهـــــواؤنــــا    ...    وغــــدوْنــــا  لـــهـــوانــا  عــابــديــنــا
غــربــلــيــنـا   عـــلّـــمـــي  أجـــيــالَــنــا    ...    أنَّـــمــا  الــعــزَّةُ  تــأبــى أن نــهـونـا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    آنَ  أنْ نــخــلُــصَ مـــمـــن ضــلَّــلـونـا
غــربــلــيــنـا  غـــربـــلـــي  أخـــلاقَـــنــا    ...    ودعــيــنـا  لــلــذي  أهــــدى دعــيـنـا
غــربـلـي  لا تــرحـمـي مــــن فُـتِـنـوا    ...    وارتــضـوْا  غـيـر سـبـيلَ الـمُـصلِحينا
غــربــلــيــنـا  حـــبـــطـــتْ  أعــمــالُــنــا    ...    وتـنـافـسـنا  بــمــا كـــانَ الـمُـشـينا
ذكّــريــنـا  كـــيــفَ  كُـــنَّــا مُـبـدعـيـنـا    ...    وغـــدونــا  بـــعــدَ  عـــلــمٍ جـاهـلـيـنا
ذكّـــريـــنــا  أنــــنــــا  مــــــــن  أمَّـــــــةٍ    ...    قـــد  تـخـطَّـتْ بـهـداهـا الـعـالمينا
مـــا  عـــلا الـتـكـبيرُ يــومًـا زحـفَـهـا    ...    أبـــــــــدًا  إلا  وعـــــــــزَّ الـــزَّاحــفــونــا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    أصـبـحَ الـتَّـضليلُ فـي الـعالمِ ديـنا
ســخَّــروا  الـعِـلـمَ لإعـــدادِ الــقُـوى    ...    لــيـكـونـوا  لـــلــورى مـسـتـعـمـرينا
كـــلُّ  مــا يـبـغونَ أمـسـى حـقَّـهُمْ    ...    فــهــمُ  الأحــــرارُ فــيـمـا يـفـعـلونا
لـــم  يــعُـدْ خــصـمٌ لـديـهمْ يُـتَّـقى    ...    لا ولا هُـم مـن حـسابٍ مـشفقونا
فــغــدا  الــقـتـلُ ســلامًــا عـنـدَهُـمْ    ...    حـسـبُهُمْ مـنـه اسـتلابَ الـجائعينا
وإذا  هُـــــــم  قــــدَّمـــوا مــنــفــعـةً    ...    أتـبـعـوها  بــالـذي يُـشـقي مـئـينا
والـــــذي  يــنــفـعُ  مـــمّــا قـــدّمــوا    ...    هــمْ  بــه فــي كــلِّ حـالٍ صـائدونا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    فـعـسى  مــن غـفـلةٍ أن تـوقظينا
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    آن  أن نـلـقى بـقـومي الـمُـخلصينا
غــربــلــيــنــا   غـــربـــلـــي  أحـــزابَـــنـــا    ...    وشــعــاراتٍ  بــهــا قــــد أتـخـمـونـا
كـــــلُّ  حـــــزبٍ  مـــــا عـــــدا أحــزابـنـا    ...    يـلـتـقـي  فـــي سـعـيـهِ بـالآخـريـنا
ولــديــنــا  كــــــلُّ  حــــــزبٍ مُــخــلـصٌ    ...    ويــــــرى  الآخـــــرَ  مُـــرتــدًّا خـــؤونــا
لا  يـــرى غــيـرَ الـــذي يـسـعى لــه    ...    ولـــو  اجــتـاحَ الـعـفـاةَ الـمـعدمينا
ضــيــعــونــا  ضـــيــعــوا  أوطـــانــنــا    ...    ضـيَّـعوا  مــا قــد بـنـاه الـسَّـابقونا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    غــربــلــيــنـا   وبـــنـــصـــرٍ  بَـــشِّــريــنــا
ذكّـــريـــنـــا  أنَّـــــنــــا  الـــــقــــومُ  إذا    ...    مـا صـحوْا يـومًا تـخطّوا الـسابقينا
صــاغــنـا  الــتـوحـيـدُ  يـــومًــا أمَّـــــةً    ...    بــهُــداهـا  عـــــزَّتِ  الــدُّنـيـا قُــرونــا
كـــلُّ  فـــردٍ  كـــانَ مـنـهـا مُـصـحـفًا    ...    وعـــلــى  إبـــلاغِــهِ  كـــــانَ الأمــيـنـا
يـنـشـرونَ  الــدّيـنَ بـالـعـدلِ الـــذي    ...    لـــمْ  يــزلْ يـفـخرُ فـيـه الـمـنصفونا
وغـــــدا  أحــفــادُهـم وا حــســرتـي    ...    بــالــذي  حــــلَّ  بــهــم لا يـأبـهـونـا
غــربــلــيــنـا  غـــربـــلـــي  إعـــلامَـــنـــا    ...    إنّـــــه  أمـــســى مــــلاذَ الـكـاذبـيـنا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربــلـيـنـا  كــــثُـــرَ  الـــظُّــلــمُ  بـــنـــا    ...    وتـــولانـــا  الــطُّــغـاةُ  الـظـالـمـونـا
كـــــلَّ  شـــبــرٍ  قـــــام فــيــهِ مُــــدَّعٍ    ...    يـــمـــلأ  الأرضُ ضــــــلالاً وفــتــونــا
ويـــــرى  الـــنــاسَ  عــبــيـدًا عـــنــده    ...    وبــمــا  يُــرضـيـهِ قــســرًا يـعـمـلونا
مــزَّقــونــا  ألــــــفَ  حــــــزبٍ حـــاقــدٍ    ...    ولــكــي  يــقــوَوْا عـلـيـنـا مــزَّقـونـا
لــــم  تــعـدْ تـجـمـعُ قــومـي قــيـمٌ    ...    لــــم  يــكـونـوا بـسـواهـا يُـذكـرونـا
ديــنُــهـمْ  مــصـلـحـةٌ  أنَّـــــى بــــدتْ    ...    لــســواهــا  ســـاعــةً  لا يـعـمـلـونـا
قــــد  نـسـيـنـا اللهَ فــــي أعـمـالِـنا    ...    وكـــمــا  نـــحــن  نــسـيـنـاهُ نـسـيـنـا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربــلــيــنــا  كـــــثُـــــرتْ  أمـــوالُـــنـــا    ...    كــثــرةً  أُذهِــــلَ مـنـهـا الـعـالَـمونا
وبـــهــا  قـــــد  زاد قــومــي بــطــرًا    ...    فــنــثــرنـاهـا  شــــمـــالاً  ويــمــيــنـاً
أتــخـمـت  كــــلَّ بــنــوكِ الـعـالـمـينا    ...    وبــنــو  قــومــي حــفــاةٌ جـائـعـونا
وقـــبـــلــنــا   ردّهــــــــــا  أســـلـــحـــةً    ...    نــقـتـلُ  الأهــــلَ بــهــا والأقـربـيـنا
لـــو  وضـعـنـاها بــمـا يُــجـدي لـمـا    ...    كــان  فــي عـالـمنا مــن يَـسـبقونا
غـربـلـيـنـا  وخُـــــذي  مـــــن بـــطِــروا    ...    وبــهــدرِ  الــمـالِ كــانـوا الـبـارعـينا
وإلـــــى  أعــدائــنـا  طـــــاروا بـــهــا    ...    حـسْـبُـنا مـنـها ابـتـسامَ الـنَّـاهبينا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    آنَ  أنْ نــصــحـو ونــحــيـا مـؤمـنـيـنـا
يــــــوم  آخــــــى  بــيـنـنـا إســلامُــنـا    ...    لـــم  يــكُـنْ يـومًـا سِـوانـا عـالِـمونا
ونـسـيـنـا  مـــا  بـــهِ سُــدنـا الـــورى    ...    وعــلــى  أهـلـيـهِ صِــرنـا الـنَّـاقـمينا
وإذا  لـــــلــــهِ  قـــــامــــتْ دعــــــــوةٌ    ...    عــدَّهـا  الـطَّـاغوتُ جـهـلاً، وجـنـونا
وإذا  أخـــــلـــــصَ  حــــــــــرٌّ  ديـــــنَــــهُ    ...    كـــانَ  مـحـظوظًا إذا مــاتَ سـجـينا
غــربـلـيـنـا  يـــــا  مـــآســي غـربـلـيـنـا    ...    غــربــلــيــنـا   وبـــنـــصـــرٍ  بـــشّــريــنــا
لـــم  يَـــدُمْ لـلـظُّـلمِ يــومًـا مــجـدُهُ    ...    وسـيـبقى الـمـجدُ حــقَّ الـصَّالحينا
*                   *                  *    ...    *                   *                  *
غـربـلـيـنا  غــربـلـي  كــــي تُـنـقـذيـنا    ...    وبـــــــلا  غــربــلــةٍ  لــــــن تُــنـقـذيـنـا
غــربــلــيــنـا  أحـــســـنـــي  غـــربـــلـــةً    ...    لا  نُــــــــرى  بـــعــدَهــا مــنـحـرفـيـنـا
غــربــلـيـنـا  غـــربــلــي  لا تـــرحــمــي    ...    مــن  غــدوْا خُــدَّامَ كــلِّ الـمـعتدينا
فــغــدا  الــدِّيــنُ  الـــذي عـــزّوا بـــه    ...    عــنـد  أهـــلِ الـكـفـرِ إرهـابًـا لـعـينا
غــربــلـيـنـا  مـــــــا  لـــكــفــرٍ  ذمَّـــــــةٌ    ...    لا  ولا طــاغــوتُــهُ يـــعـــرفُ ديـــنــا
غــربــلــيـنـا  أو  ســتــلــقـيْـنَ غـــــــدًا    ...    أنَّ قومي قد غدوا في الهالكينا
غــربــلــيــنـا  أحـــســـنـــي  غـــربـــلـــةً    ...    أو  فـقـومـي يـــا مـآسـيـنا انـدُُبـينا
مصطفى عكرمة