https://www.ahladalil.org
 بناتنا والحجاب 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  بناتنا والحجاب 829894
ادارة المنتدي  بناتنا والحجاب 103798
https://www.ahladalil.org
 بناتنا والحجاب 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  بناتنا والحجاب 829894
ادارة المنتدي  بناتنا والحجاب 103798
لقد نسيت كلمة السر
منتديات تقنيات
1 / 4
تقنيات حصرية
2 / 4
اطلب استايلك مجانا
3 / 4
استايلات تومبلايت جديدة
4 / 4
دروس اشهار الموقع

المواضيع الأخيرة
»   Sondos
الثلاثاء 03 أكتوبر 2023, 17:03
»   Sondos
الأربعاء 08 فبراير 2023, 16:19
»   Sondos
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 15:50
»   Sondos
الخميس 02 فبراير 2023, 15:44
»   Sondos
الثلاثاء 31 يناير 2023, 13:40
»   Sondos
الإثنين 30 يناير 2023, 13:04

بناتنا والحجاب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

 بناتنا والحجاب Empty بناتنا والحجاب

مُساهمة من طرف فاطمة الزهراء الأحد 24 يناير 2016, 17:22

بناتنا والحجاب
 بناتنا والحجاب Msword
 

تمهيد:
سبحان الله العليم الحكيم ،والحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد،ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
فإن الحجاب هو أحد أهم القضايا الإسلامية...وعلى الرغم من ذلك فإن حاله بين المسلمين اليوم يدعو للحسرة ، والاستغاثة بمدبر الأمور؛ فقد بدأت نسبة لا بأس بها ممن يرتدين الحجاب في التراجع التدريجي عنه، ومسخه بشكل يُفقده الهدف منه ؛ولعل ذلك يرجع إلى أسباب عديدة، منها المشكلات النفسية الناتجة عن التفكك الأُسَري،أو انشغا ل الوالدين،أو ضعف الإيمان،أو قلة التوكل على الله عز وجل؛ ومنها الانقياد لشياطين الإنس والجن، أو الاكتفاء بالحجاب باعتباره غاية المنتهى في طاعة المرأة لربها...فإذا عُرف السبب بطُل العجب،وأصبح حل المشكلة أيسر.
أما الأجيال الجديدة القادمة، فيمكننا أن نتدارك أمرها بتعليمها حب الحجاب منذ الصغر،فتنشأ الفتاة وهي تحلم بيوم بلوغها سن التكليف لتتشرف بارتداء حجابها،إرضاءً لربها،واعتزازاً بعفتها وحيائها...فتصير لؤلؤة مكنونة وجوهرة مصونة كما أراد لها الله سبحانه!
وفيما يلي تحاول كاتبة هذه السطور بلوغ تلك الغاية السامية؛ فما جاء بها من صواب ، فهو من توفيق الله العليم الحكيم وفضله،وما كان من خطأ فمن نفسها والشيطان...وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

1- ما هو الحجاب؟
هو ما يحجب مفاتن المرأة وعوراتها،التي تتمثل في كل جسدها ما عدا الوجه والكفين...والدليل: حديث عائشة رضي الله عنها ,الذي قالت فيه إن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم , وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها و قال :" يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه" (*)
وشروطه:
(ألا يصف(يكون فضفاضاً) ،
وألا يشِفّ(لا يُظهر ما وراءه) ،
وألا يلفت النظر(ألا يكون به من الحُلي والزينة - أو أن تكون ألوانه -مما يخطف البصر)،
وألا يكون معطَّرا،
وألا يشبه ملابس الرجال،
وألا يُقصد به الشهرة والتباهي به أمام الخلق،

فالمقصود من الأمر بالحجاب إنما هو ستر زينة المرأة ، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه زينة )(1) ولا يعقل أن تعتقد المرأة أن قدميها ليسا بعورة فتظهرهما ؛أو تحاول إخفائهما بجورب شفاف يزيدهما حُسنا‍!
2- لماذا الحجاب؟
أ-لأنه أمرٌ صريح من الله ورسوله، وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب قائلاً:{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور : 31] 
وقال أيضاً: { وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33] وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } [الأحزاب : 59]. 
أما أمر الرسول الكريم به فهو حديث عائشة المذكور سابقا.
ب- لأن الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول في كتابه العزيز:" وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قَضَى اللهُ ورسولهُ أمراً أن تكون لهُم الخِيرَةُ من أمرهم"(36-الأحزاب)
فهو بالتالي فرض على كل مسلمة بالغة كما جاء في القرآن والسنة ؛ 
ويكفي أن نعلم عن ثواب الطائعين لله ما جاء في القرآن الكريم:
 "ومن يطع الله ورسوله يُدخله جناتٍ تجري من تحنها الأنهارُ خالدين فيها وذلك الفوزُُ العظيم"(النساء-13)؛
 "ومَن يطِع اللهَ والرسولَ فأولئك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا" (النساء-69)"؛
 "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون"((النور-52)"؛
 "ومن يطع اللهَ ورسولَه فقد فاز فوزاً عظيماً"( الأحزاب-71)"؛
 " ومن يُطِع اللهَ ورسولَه يُدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ؛ومن يتولَّ يعذبه عذاباً أليما"(الفتح-17)
ج - لأن الحجاب إيمان فالله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقال : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } وقال أيضاً: { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ} 
د- لأنه يميز العفيفة عن غيرها، فتسلَم من المضايقات،وتعرُّض الفساق لها بالأذى ؛لقوله تعالى:"يا أيها النبي قُل لأزواجك وبناتك ونساءِ المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَين ،وكان اللهُ غفوراً رحيماً} (الأحزاب/59).
هـ-لأن الحجاب حياء وستر ،والله حييٌ يحب الحياء ،سِتِّير يحب الستر قال صلى الله عليه وسلم في الحياء: " إن لكل دين خُلُقاً، وإن خلق الإسلام الحياء" موطَّأ مالك 949
وقال: " الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة" 
البخاري كتاب الأدب –باب 77
وقال: "الحياء خيرٌ كله" 
رواه مسلم
و-لأن جسد المرأ ة أمانة أعطاه الله تعالى إياها ؛ وما أحراها بأن تحافظ على هذه الأمانة،فلا إيمان لمن لا أمانة له.
ز- لأن الحجاب تكريم ، فلقد كرم الله سبحانه بني آدم على سائر المخلوقات بعدة أشياء منها ستر عوراته،حياً وميتاً؛ وحجاب المرأة ستر لعوراتها،فكيف تهين نفسها؟!!
ح-لأن الحجاب طهارة، والدليل قوله تعالى::{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب : 53].
ولعله –سبحانه- وصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشتهِ القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب:{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب: 32].
قال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف : 26])(2) 
ط-لأن الحجاب غيرة (فهو يتناسب مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي رضي الله عنه: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار")(3) 
(ولعل فيما حدث عند مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه- عبرة،وعظة لكل ولي أمر من المسلمين،فقد حاولت زوجته "نائلة" أن تدفع عنه الثوار بخلع خمارها،لعلهم إن رأوها استحوا وانصرفوا،ولكن عثمان أبَى وقال:" والله لإن أُقطَّع تقطيعاً أحبَّ إلي من أن يرى رجل منك خصلة شعر واحدة"!!!(4) 

3- ما هو حب الحجاب؟
هو أن تشعر المرأة بأن الحجاب جزء من جسدها ،وأنه سترها، و أداة حيائها وعنوان عفتها،وطريقها لحب الله تعالى لها، وسُلََّمها إلى الجنة.

4- لماذا نسعى لترغيب بناتنا –منذ الصغر-في الحجاب؟
أ-لأن الآباء والأمهات أو المربين سوف يقفون بين يدي الله تعالى ويسألهم عن بناتهم كيف ربينهم ولماذا لم يأمروهن بطاعة الله،يقول صلى الله عليه وسلم:" كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" هذا بشكل عام،أما بالنسبة للرجال من أولي الأمر كالزوج والأب والأخ فإذا لم يأمر نساءه بالحجاب ويرغبهن فيه أصبح ديوثا(أي لا يغار على حرمة نساءه)،والديوث لا يدخل الجنة.
ب- (لأن الإسلام يأمر بتدريب الصغار على العبادة قبل التكليف بها أي قبل بلوغهم؛فالصلاة مثلاً فرض عين على كل مسلم ومسلمة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن ندربهم عليها منذ السابعة،ونضربهم عليها في العاشرة،وذلك قبل بلوغهم سن التكليف؛وقد اختص الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة من بين العبادات لكونها عماد الدين )(5)
والحجاب-كالصلاة- فريضة على المسلمة ،بأمر صريح من الله ورسوله كما تقدم .
ت-لأننا( لو أطلقنا لهن الحرية منذ الصغر في ارتداء ما يشئن- تقليداً لغيرهن من غير الملتزمات- دون حزم أو توجيه، فسوف يعتدن هذا، ثم يفاجأن - حين يصلن لسن التكليف- بمن يأمرهن بالحجاب ،فتكون كالصدمة بالنسبة لهن،مما يؤدي لصعوبة الأمر عليهن وعدم قدرتهن على تنفيذ هذا الأمر؛بينما لو علمنهاهن حبّ الحجاب والاقتناع به منذ الصغر لطلبن ارتداءه من تلقاء أنفسهن ، قبل أن يؤمرن بارتدائه)(6) 
ج-لأنهن لو لم يُحببنه ويقتنعن به منذ الصغر؛ فقد يرتدينه بالإكراه خوفاً من أولي الأمر، مما يؤدي إلى تحايلهن-بعيداً عن أعين أولي الأمر - بشتى الطرق لمسخه وإخراجه عن وظيفته -كما حدث حين انقسمت المحجبات إلى فئات- أو حتى خلعه،وهذا يتنافى مع ديننا السمح، لأن الله تعالى يقول:" لا إكراهَ في الدين"،كما أن هذا يتنافى مع تعليمهن تقوى الله في السر والعلانية.
كيف ندرب يناتنا على حب الحجاب؟
قبل الزواج:
إن أولى وأهم الخطوات هي التي يقوم بها الرجل حين يختار لبناته أُمَّاً ذات خُلق ودين تكون قدوة متحركة ؛ فإذا تربت البنت في أحضان هذه الأم كان الحجاب أمرا ًبديهيا بالنسبة لها ،وقضية لا جدال فيها،وأمنية غالية ترنو لتحقيقها. 

بعد الزواج
على الوالدين أن يبنيا بيتهما على أساس من الود، والاحترام، والتفاهم حتى ينشأ الأبناء فى جو هادىء مستقر؛مما يبعدهم عن المشكلات النفسية التي تؤدي بهم إلى التنفيس عما يحسون به ،بالتمرد والعصيان ومخالفة الأهل.
كما ينبغي أن لا يتوقف الوالدين عن الدعاء لله تعالى بأن يهبهم ذرية صالحة،وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في عدة مواضع منها:" ربِِّّ هَب لي من لدنك ذريةً طيبة إنك سميعُ الدعاء،وفي موضع آخر:" ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين"ولعل هذا الأمر ضروري لأن الشيطان أقسم قائلاً:" لأحتنكنَّ ذريته إلا قليلا "(الإسراء -62)

مرحلة الأجنة:
إن تقرُّب الأم الحامل إلى الله تعالى بالطاعات المختلفة من شانه أن يشيع في نفسها السكينة والاطمئنان... هذه المشاعر تنتقل بقدرته- سبحانه- إلى طفلتها التي تصبح مهيئة للطاعة حين تنمو وتكبر.
بعد الوضع،وحتى سنتين:
من البداية ،ينبغي أن تحرص الأم على تعليم ابنتها الحياء لأنه أساس الحجاب،ولأنه –كما قال صلى الله عليه وسلم-" خيرٌ كله" فتح الباري بشرح صحيح البخاري- كتاب  الإيمان- باب 3 
وكما قال :" لا يأتي إلا بخير" 
فتح الباري بشرح صحيح البخاري-كتاب الأدب – باب 77  
فلا تغيِّر الأم حفاضات طفلتها أمام أحد،أما حين يبدأ تدريبها على ضبط الإخراج فتعلمها -بلطف ومزاح- أن تغطي عوراتها ؛وأن لا تخلع ثيابها أمام أحد،ولا تظن الأم أنها صغيرة ،فالطفل يعي ويدرك ولكنه لا يستطيع التعبير،وكلما بدأت معها الأم مبكرة بهذا الأمر كان أفضل.

بعد ذلك يأتي دور القدوة حيث يكون الطفل متلهفا لاستكشاف العالم من حوله، فحين ترى الطفلة أمها تجري إلى غرفتها لارتداء حجابها لأن شخصا ًمن غير المحارم جاء فجأة لزيارتهم،وحين تلحظها لا تطل من النافذة أو تفتح باب الدار إلا بعد ارتداء الحجاب ،وحين تتأملها وهي تربط حجابها بإحكام وإتقان- وهي تستعد للخروج - خوفا من أن يظهر منها شيء،وحين تعلم أن أمها لا تتعطر إلا في بيتها ،وأمام المحارم فقط ؛ ستتلهف تلقائياً لتقليد أمها وتحاول أن تقف أمام المرآة لتجرب أغطية الرأس ،وعندها يجب أن تنتهز الأم هذه الفرصة وتقول لها:
" ما أجملك بالحجاب يا ابنتي،إنه يضفي عليك نوراً؛هل تعلمي أنك حين تكبرين سأشتري لك العديد من أغطية الرأس الملونة الجميلة لتكوني مثل أمك مسلمة طائعة؟ "
كما أنها إذا رأت أمها تغض البصر عن المحارم،أو عن منظر مُخل بالأدب في أي مكان ؛وتستأذن قبل الدخول حتى على أولادها ؛فإن ذلك يكون أمراً طبيعياً بالنسبة للطفلة،مما ييسر عليها الاستجابة حين توجهها الأم لذلك فيما بعد. 

من ثلاث إلى خمس سنوات:
في هذا العمر يكون تقليد الكبار من الأمور المفضلة لدى الطفل،لذا فان عمل طرحة صغيرة مزركشة بلون تفضِّله الطفلة وتختاره بنفسها؛ لترتديها حين تصحب والدتها إلى المسجد للصلاة أو حضور درس،أو حين تريد تقليد أمها فتصلي معها أو بمفردها، يكون بمثابة تمهيد لحب ارتداءه فيما بعد؛كما أن هذا يعين الإبنة أن تصبح عوناً لأمها،فإذا رأت بعضاً من شعر الأم يظهر دون أن تدري سارعت بتنبيهها،وإن جاءهم شخص من غير المحارم فجأة؛ سارعت بإخبار أمها لكي تستتر،أو أحضرت إليها ملابس الصلاة ...و هكذا.
وفي هذا العمر أيضاً تكون الطفلة –في الغالب- قد تعلمت ضبط الإخراج،لذا يجب أن تعلم أن لها خصوصيات، فلا تقضي حاجتها إلا بعد إغلاق دورة المياه بإحكام ؛ولا تغير ملابسها إلا في مكان مغلق.
وينبغي أن تعرف أن بعض الناس لا يفعلون ذلك لأن أحداً لم يخبرهم أو لأنهم ليسوا مهذبين مثلنا؛ فإذا رأت أحداً يكشف عورته ،فيجب أن تغض بصرها على الفور.
كما نعلمها حدود التعامل مع الغلمان والرجال من الجيران والأقارب،وحتى والدها وإخوتها؛ فتسود علاقتها بهم الود الاحترام ،دون تبسط في التعامل. 
وفي هذا العمر يمكن أن نحفِّّظها ما تيسر من القرآن الكريم؛ مما يلين قلبها ويهيء روحها لطاعة الله تعالى ،مع الشرح الوافي للآيات الكريمة على قدر مستوى فهم الطفلة. ومن المفيد أن توالي حفظ القرآن في دار تجمعها بصحبة صالحة من الفتيات المقبلات على طاعة الله،وتحفُّها بالعديد من المعلمات اللاتي يمثِّلن القدوة الصالحة لها بالإضافة إلى الأم؛ مع ضرورة متابعة الأم لما تتلقاه الطفلة في هذه الدار لتتأكد أنهم ليسوا من المتشددين أو المبتدعين.هذا بالإضافة إلى( الحرص على أن يكون لها مصحفاً خاصاً بها-مع تعليمها آداب التعامل معه- و إعانتها ببعض الأشرطة المعلِّمة التي تترك مساحة من الوقت لتردد وراء المقرىء (**) فإن هذا يعوِّدها القرب من القرآن،والأُنس به،والإقبال عليه؛فإذا ارتبط قلبها بالقرآن فإنها لن تعرف مبدأ تعتقده سوى مبادىء القرآن،ولا تعرف تشريعاً تستقي منه سوى تشريع القرآن،ولا تعرف بلسماً لروحها،وشفاءً لنفسها سوى الخشوع بآيات القرآن،وعندئذٍ نصل بها إلى الغاية المرجوة في تكوينها الروحي وإعدادها الإيماني والخُلُقي)(7) 
هذا بالإضافة إلى تحفيظها ما تيسر من الحديث النبوي الصحيح ليكون ذخراً لها في حياتها المقبلة،بالإضافة إلى القرآن الكريم.

ونعود للحجاب ،فتنصح كاتبة هذه السطور بأن تقوم الأم بتفصيل ملابس الحجاب للدمية المفضلة لدى ابنتها، تكون ذات ألوان زاهية مزركشة تنتقيها الطفلة،وتقوم بتغييرها للدمية بنفسها ...ومن المفيد أن تشاركها الأم في اللعب بها وانتقاء غطاء الرأس المناسب للون الجلباب الذي ترتديه الدمية،و في تلك الأثناء تتحدث الأم إلى الدمية قائلة-مثلاً- " كم هو الحجاب جميل عليك ! أرجو أن تكوني معنا في الجنة إن شاء الله ،لأنك تطيعي ربك وتحبي حجابك،فالجنة مليئة بالأشياء الجميلة ومها اللُعَب"...فمن خلال اللعب يمكن أن يتعلم الطفل أكثر وبشكل أيسر مما يتعلمه بالتلقين أو الكلام المباشر.

من ست إلى ثماني سنوات: 
في هذه المرحلة –مع استمرار حفظ وفهم القرآن-نستكمل تعليمها الحياء؛فنعلمها (الاستئذان قبل الدخول على الوالدين –كما جاء في سورة النور- وقبل دخول أي مكان حتى ولو على إخوتها.
وأن يكون صوتها خفيضاً-خاصة أمام غير المحارم- فلا ترفعه بالضحك أو حتى عند الغضب؛وألا تمشي وسط الطريق؛ وإنما عن يمينه أو يساره )(Cool 
وأن تتعلم حدود عورتها أمام غير المحارم،وأمام نساء المسلمين،والنساء من غير المسلمين.

ولعل بعض الأمهات يخطئن بشرا ء الملابس الخليعة لبناتهن- ومنها لباس البحر المبالغ في تبرجه- بحجة أنهن لا يزلن صغيرات،ولكن المشكلة أن في ذلك تشبُّه بالكافرات، كما أن الحياء لا يتجزأ ولا يرتبط بمكان ؛بالإضافة إلى أن البنات يتعودن على مثل هذه الثياب ،حتى يُفاجأن بأمرهن بالحجاب عند سن التكليف،فتكون أشبه بالصدمة بالنسبة لهن، لذا يجب التدرج في تعليمهن الحجاب بشراء الملابس المعتدلة ليكون الحجاب سهلاً فيما بعد إن شاء الله.
كما يجب أن يتعلمن الحياء أمام النفس، من خلال تعليمهن احترام الذات،(وذلك بإظهار احترامنا لهن في شتى تصرفاتنا وتعاملاتنا معهن، فإن ذلك يجعلهن حريصات على بذل مجهود أكبر للسمو بسلوكياتهن ليظللن دائما ًمحل تقدير واحترام من الوالدين)(9)؛فيترتب على ذلك ألا تقبل الفتاة أن ترى نفسها في وضع مخل بالأدب أو الشرف !

من تسع سنوات إلى إحدى عشر عاماً:
في هذه المرحلة ( يرقى فكر الطفلة وتتنوع خبراتها،وتتسع مداركها ،وتنمو قدراتها على التأمل والتخيل،وتتحول إلى طاقة إيمانية مستعدة لتقبل أوامر ربها،وتنفيذها أكثر من أي مرحلة أخرى في حياتها الماضية والمستقبلة،فتتجه بتفكيرها نحو الخالق ، مدركة جوانب التنزيه والوحدانية،والقدرة لديه ومتقبلة لهذه الصفات تقبلا نفسيا تشعر معه بالراحة والرضا،وتصبح قادرة على تصور العظمة الإلهية ؛ فإذا وُجِّهت الطفلة الوجهة السليمة نحو الإيمان والخير،إندفعت إليهما في تعلُّق وشوق. لذا فإن دور الوالدين في هذه الفترة أن يستغلا هذا التطور الإيماني في نفسها، وان يعملا على تقوية عقيدتها بالله التي سترى فيها خير عون لها على تقبُّل ما تتعرض له من آلام الواقع،و صراعات الحياة،والتي سوف تمسح عنها الكثير من صنوف الحرمان والوهم والخوف،وتعمل على تقوية شخصيتها واستعدادها لتكون عوناً لغيرها،وذلك من خلال التركيز على جوانب العقيدة المؤثرة في روحها،ومن أهم تلك الجوانب:
 تعليمها صفات الله تعلى التي تربي فيها أن الله تعالى يحب المتقين ،وأنه قريب منها يراها، ويرعاها أينما كانت كما جاء في القرآن الكريم: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"(سورة البقرة-186) ،و"وهو معكم أينما كُنتم"الحديد -4،وإن الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء"آل عمران-5 )(10) 
، فإن هذا يُعلِّمها مرتبة أرقى من مراتب الحياء (وهو الحياء من الله عز َّ وجل أن يراها على غير ما يحب ويرضى )(11) 
 (دعوتها إلى التعمق في إيمانها بالله تعالى والاطمئنان إلى عظمته وقدرته؛من خلال النظر والتأمل والتفكر في خلقه،فالكون آية الله الكبرى،ومعرض قدرته المعجزة التي تبهر العقول؛ولكن الإلف والعادة يفسدان روعة التطلع في آيات الكون و الإحساس به ؛فتتبلد الحواس لما ترى وتسمع. لذا فقد حث القرآن في الكثير من آياته على هذا،ومنها:" قُل انظروا ماذا في السماواتِ والأرض وما تُغني الآياتُ والنُذُرُ عن قومٍ لا يؤمنون"(يونس- 101) ،و"الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماواتِ والأرض،ربنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك،فقنا عذاب النار" آل عمران-191 
 دعوتها للإيمان بالحياة الآخرة،والتأكيد على أن السعادة الحقة لا تكون إلا في الجنة،وأن الجنة أعدت للمتقين الذين يسيرون في طريق الله ورسوله، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر" رواه البخاري،ومسلم
ويقول في القرآن الكريم:" فلا تعلم نفسٌ ما أُُخفي لهم من قُرةِ أعين"( السجدة-17 )
 تربيتها على الاستسلام لله تعالى وطاعة رسوله،فكثيرا ما تسأل الطفلة عن سبب فعل أشياء معينة،لأنها لم تستطع إدراكه،ومن المفيد أن نجيبها على قدر عقلها،أما الأمور التي تتعلق بالدين،فيجب أن تعرف أن الإسلام مشتق من الاستسلام لله ،وتسليم الأمر له مع بذل الجهد،وأنه ليس لها أن تقيس الدين برأيها وعقلها،لأن العقل له حد ينتهي عنده،وكثيرا ما تخطىء العقول،وتعجز عن تفسير جميع أمور الدين،فالمسلم الحقيقي هو الذي ينفذ أوامر الله-مادام قد ارتضاه ربا-دون أن يعرف الأسباب التي خفيت عليه.
 إعلامها أن الأنثى كالذكر،كلاهما عبدٌ لله،خلقهما لعبادته، يقول تعالى:" من عمِل صالحاً من ذكرٍ أو أُنثى وهو مؤمن فلَنُحيينَّه حياة طيبة" النحل-97كما نقرأ عليها الآية 35 من سورة الأحزاب،ونوضح لها أن الأنثى مخاطَبة في القرآن بقوله تعالى:" يا أيها الناس" ،وكذلك بقوله:" يا أيها الذين آمنوا" وبالخطاب الذي قد يبدو ظاهره أنه للذكر،مثل:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين"(آل عمران 133 ) ومما يعينها على الاستسلام لله وطاعة رسوله أن نقص عليها من القصص ما يعزز ذلك،مثل قصة هاجر عليا السلام حين تركها إبراهيم عليه السلام ووليدها في الصحراء،وقبلت ذلك حين علمت أنه أمر من الله وقالت،"إذن لا يضيِّعنا"،وقصة النساء المهاجرين الأوَل الذين قالت عنهم عائشة رضي الله عنها:"يرحم الله النساء المهاجرات الأوَل ،لما أنزل الله " وليضربن بخُُمُُرهن على جيوبهن"(النور-31 شققن مُروطهن<ستائرهن> فاختمَرن بها" [أخرجه البخاري] أي لم ينتظرن حتى تحصل كل منهن على خمار وإنما نفذن أمر الله بما تيسر لهن.
 غرس الاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام في نفسها ،فالكثير من أبناء الإسلام يتقدم بهم العمر دون أن يعرفوا غايتهم أو هدفهم من الحياة،لذا ينبغي أن تعرف منذ طفولتها أن الإسلام نعمة عظيمة اصطفاها الله بها وأنها تنتسب إلى أمة موصولة بالله ، تسير على نهجه،وتملك ما لا تملكه سائر البشرية وهو كتاب الله،وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،لذا فيجب أن تكون متميزة عن غير المسلمات في مظهرها ومخبرها،وغاياتها وآمالها،وأن تتأسى بأمهات المؤمنين،والصالحات القانتات كمريم عليها السلام،وامرأة فرعون،والصحابيات رضوان الله تعالى عليهن.وأن تعلم أن هذا الدين أمانة وأن عليها أن تحمل رايته بالتزامها الديني والخُلقي ؛و أن يكون هدفها من التعلم أن ترضي الله عز وجل بأن تعلم غيرها ،أو تنفع أخواتها المسلمات بأن تتعلم الطب أو التدريس،وأن تنصح لله ورسوله أينما كانت) (12) ومن المفيد في هذه المرحلة أن تشجعها الأم على تلاوة سورة "النور" مرة كل أسبوع،ففي ذلك تذكرة وتثبيت لها على الخير إن شاء الله. 

ولعل من أخطاء الأمهات أيضاً ألا ترى الأم في ابنتها سوى عروس المستقبل ،وتظل تحلم بيوم زفافها،وتتحدث أمامها عن ذلك،بل وأحياناً حين تطلب البنت شيئاً يكون الرد:" عندما تتزوجين"!!! فيصبح هذا الموضوع هو الشغل الشاغل للبنت، فتعمد إلى المبالغة في إظهار زينتها سعياً لتحقيق حلم الأم الذي أصبح -مع مرور الوقت وإلحاح الأم - حلمها ؛ولعل الحل لهذه المشكلة هو الامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم:" طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة" فالعلم الشرعي والعلم الدنيوي مفروض علينا لكي نكون مسلمين أقوياء؛ولعل الوقت المناسب له هو الطفولة المبكرة ..حين يكون كالنقش على الحجر؛ هذا بالإضافة إلى تنمية ما حباها الله تعالى به من مواهب طبيعية، كالقدرة على تعلم اللغات ،أو الحاسب الآلي ،أو الخطابة ،أو الكتابة الأدبية ،أو ممارسة الرياضة-في حدود الشرع-،أو التمريض،أو الزراعة،أو الرسم -في حدود الشرع أيضاً-أو التطريز، أو الأشغال الفنية،أو التفصيل والحياكة،أو الغزل،أو فنون السجاد اليدوي،أو الطهي أو تصنيع المواد الغذائية،أو تربية الطيور والحيوانات ...إلى آخر ما يمكن أن يمتعها، و يصقل مواهبها، ويشغل عقلها ووقتها بما يفيدها في دينها ودنياها...حتى يأتي الزوج المنتظر،أو لا يأتي؛فهو أمر بيد الله وحده؛ ولا ينبغي أن تنشغل الفتاة العفيفة به أكثر مما ينبغي ؛والدليل قول الله تعالى:" و ليستعفِف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يُغنيهم اللهُ من فضلِه"(النور-33) .
كما يجب أن تعرف البنت أن قيمتها الحقيقية في عقلها وأدبها وحياءها،فهذه الأشياء تنمو مع الزمن،بينما يتناقص الجمال الحسي مع الزمن ،حتى يزول.
ومن المهم في هذه المرحلة –التي تسبق سن التكليف بالحجاب - أن نحكي لهن عن نماذج للعفيفات من السلف الصالح ، مثل:
 عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي قالت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر:"كنت أخلع ثيابي في حجرتي ولم أكن أتحرج،أقول : زوجي وأبي،فلما دُفن عمر رضي الله عنه ،كنت أشد عليِّ ثيابي حياءً من عمر"!!! 
 فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم التي لم تعجبها طريقة وضع الثياب على المرأة وهي ميتة خوفا من أن تصفها،(فقالت لأسماء بنت أبي بكر:" يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء أن يُطرح على المرأة الثوب فيصفها،فقالت أسماء:" با ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحَنَتها ثم طرحت عليها ثوباً،فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تُعرف به المرأة من الرجل،فإذا أنا مِتُّ فغسِّليني أنت وعلي،ولا يدخل عليَّ أحد،فلما توفيت رضي الله عنها غسَّلها علي وأسماء.)(13))

 إمرأة من أهل الجنة حدَّث عنها عطاء بن أبي رباح حين جاءت المرأة فقال لابن عباس:" ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى،فقال هذه المرأة السوداء جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقالت" إني أُصرع وإني أتكشَّف،فادعُ الله لي،فقال إن شئتِ دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة،فقالت:" أصبر:،قالت إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف؛فدعا لها "!!!  رواه البخاري ومسلم

 الفتاة التي سقى لها ولأختها موسى عليه السلام،و قال عنها القرآن الكريم أنها جاءته(" تمشي على استحياءٍ ،قالت إن أبي يدعوك ليجزيَك أجرَ ما سقيتَ لنا" فكانت تمشي على استحياء وتتحدث على استحياء...فلم تتكلم معه إلا بالضروي من الكلام وهو أن أبيها يدعوه،ثم مشت خلفه حتى وصلا إلى أبيها)(حلقة الحب ،من سلسلة حلقات كلام من القلب للأستاذ عمرو خالد)
 "مريم" ابنة عمران التي قال عنها القرآن الكريم أنها: " أحصنت فرجها"،ولما ظهر لها جبريل عليه السلام في صورة رجل،قالت له:" إني اعوذ بالرحمن منك إن كنتَ تقيا"

و بالإضافة إلى ما سبق،يمكننا أن نطلق العنان لأحلامها بذلك اليوم الذي ستحتفل فيه الأسرة والأصدقاء والأقارب بارتدائها الحجاب،فتقيم حفل حجاب"فلانة" !! ويا حبذا لو كانت هناك صديقة لها أو قريبة تحتفل بحجابها أيضاً في نفس الوقت؛ فيكون الحفل لاثنتين أو أكثر؛ فتكون البهجة أكبر! 

مرحلة إلثانية عشر حتى السادسة عشر
في هذه المرحلة تكون ابنتك قد بلغت سن التكليف أو قد لا تكون ،فإذا بلغته فعليك أن تخبريها- بلطف -أن موعد إقامة حفل حجابها قد حان، فإن استجابت عن طيب خاطر،فبها ونعمت؛وإن لم تستجب،فإليك ما نصحت به الأستاذة نيفين السوبفي(14)لمعالجة هذا الأمر،تقول:
" قد يبدو ما سأقوله محبطًا، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نتفهَّمها حتى نستطيع التعامل معها، فما تمر به ابنتك وما تجدينه من صعوبة في إقناعها أمر طبيعي جدًّا، خاصة في مرحلة المراهقة التي تتسم بالعند والرفض، والرغبة في إثبات الذات- حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا شعر أن توقفه عن فعله سيشوبه شائبة أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعًا من ذاته وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد. 

أختي الحبيبة، لن أطيل عليك، وسأبدأ معك في عرض اقتراحاتي لحل المشكلة، وأرجو منك أن تتفهميها وتسمعيني فيها إلى آخر الحديث: 
دعيني أوضح لك شيئًا هامًّا، وهو أن أسلوب الدفع في توجيه البنت وتعديل سلوكها، لن يؤدي إلا إلى الرفض والبعد، فكما يقولون: "إن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه". 

سأقترح عليك برنامجًا قد يستغرق منك 3 أشهر، وربما أقل أو أكثر حسب توفيق الله وقدره وتنظيمه، كالتالي: 

المرحلة الأولى: وستستغرق منك 3 أسابيع إلى شهر: 
قومي فيها بالتوقف عن الحديث في هذا الموضوع" الحجاب" تمامًا، ولا تتحدثي فيه من قريب ولا بعيد، ولو حتى بتلميح مهما بعد. أعلم ما قد تبدينه من استغراب قد يصل إلى الاستنكار، ولكن الأمر بالضبط كالدواء الذي يكتبه لنا الطبيب و نأخذه رغم عدم درايتنا الكاملة بمكوناته و تأثيراته و لكننا تعلمنا من الرسول صلى الله عليه و سلم أن لكل داء دواء لتمرد المراهقة و هو الداء الذي يصيب أغلبية الشباب كما يصيب البرد أغلبية الأطفال في الشتاء. 

تذكري أننا نربِّي ضميرًا ونعالج موضوعًا إذا لم يُعالج في هذه المرحلة فالله سبحانه وحده الذي يعلم إلى أين سينتهي،فلا مناص من الصبر و حسن التوكل على الله و جميل الثقة به سبحانه. 

و نعود مرة أخرى إلى العلاج ألا و هو التوقف لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عن الخوض في موضوع الحجاب ،والهدف من توقفك عن الحديث في هذا الأمر هو نسيان ابنتك له، حتى تفصل بين الحديث في هذا الأمر وبين علاقتك بها، لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة تشعر فيها البنت بالراحة، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بينكما، فتستعيد الثقة في علاقتك بها، وأنك تحبينها لشخصها، وأن الرفض هو للفعال السيئة وليس لشخصها. 

فالتوتر الحاصل في علاقتكما الآن بسبب اختلافكما أحاطك بسياج شائك يؤذيها كلما حاولت الاقتراب منك أو حاولت أنت الاقتراب منها بنصحها حتى أصبحت تحس بأنها تصاب بالأذى النفسي كلما حاولت الكلام معك، وما نريد فعله في هذه المرحلة هو محاولة نزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بينكما. 

المرحلة الثانية: مرحلة الفعل الصامت من ثلاثة أسابيع إلى شهر: 
في هذه المرحلة لن توجهي إليها أي نوع من أنواع الكلام، وإنما ستقومين بمجموعة من الأفعال المقصودة، فمثلا قومي بدعوتها- بشكل متقطع على فترات؛ حتى يبدو الأمر طبيعيًّا وتلقائيًّا- للخروج معك، ومشاركتك حضور أحد الدروس بدعوى أنك تريدين مجرد صحبتها وليس دعوتها لحضور الدرس، بقولك: حبيبتي أنا متعبة وأشعر بشيء من الكسل، ولكني أريد الذهاب لحضور هذا الدرس، تعالَي معي، أريد أن أستعين بك وأستند عليك.. فإذا رفضت لا تعلقي ولا تعيدي عليها الطلب، وأعيدي المحاولة في مرة ثانية؛فإذا حضرته معك إسأليها عن رأيها ودعيها تعبر عن رأيها بحرية ،وبإنصات منك جيد، واتركيها حتى تبدأ هي بالسؤال عن الدين وعن أموره. 

ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركيها في كل ما تصنعينه في أمور التزامك في أول الأمر من خلال طلب رأيها ومشورتها، وكأن هدفك- بل هو في الحقيقة ما يجب- تقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما.. بمنتهى الحب والتفاهم تقولين لها: "حبيبتي تعالَي سمِّعي لي القرآن الكريم الذي حفظته"، أو: "حبيبتي ما رأيك في هذا الحجاب الجديد"، "ما رأيك في هذه الربطة"… كل هذا وأنت تقفين أمام المرآة، تستعدين للخروج مثلاً ... وهكذا بدون قصد أوصليها بالطاعات التي تفعلينها أنت. 

اتركيها تتحدث عن نفسها، وعن رأيها في الدروس التي تحكين لها عنها بكل حرية 
وأود أن أوجِّه نظرك إلى أمور مهمة جدًّا: 

- يجب ألا تتعجلي الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليها تمامًا، فالهدف الأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما، وإعادة وصل الصلة التي انقطعت بينها وبين أمور الدين؛فهذا الأمر تماما كالمضاد الحيوية يجب أن تأخذ رجعته بانتظام و حتى نهايتها،فإذا تعجلت الأمر و أصدرت لها و لو أمرًا واحدًا خلال الثلاثة أسابيع فتوقفي و ابدئي العلاج من البداية. 

- لا تتحدثي في موضوع الحجاب أبدًا، أبدًا في هذا الوقت؛ فهو أمر يجب أن تصل إليه عن قناعة تامة، وإذا نجحتِ في كل ما سبق- وستنجحين بإذن الله، فأنت قد ربيتِ نبتة طيبة حسب ما تذكرين أنك ملتزمة وأن أباها على خُلُق- فسيأتي اليوم الذي تطلب منك هي شخصيًّا أن ترتدي الحجاب، بل قد يأتي اليوم الذي تشتكين فيه من سفر أغطية رأسك وحجابك وهجرتها إلى دولابها الخاص. 

- لا تعلِّقي على ملابسها، إلا في أضيق الحدود، وتجاوزي عن بعض التجاوز فيه مثل الألوان التي لا تعجبك. 

- اقصري الاعتراض واستخدام سلطتك في المنع على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها، مثل: لو أرادت الخروج مع صحبة غير مؤتمنة، أو أي شيء فيه انتهاك شرعي صريح،قد تعترضين و تقولين :"أليس عدم لبس الحجاب بعد البلوغ تجاوز شرعي؟"لا يُخالفك أحد في هذا الأمر و لكن هذا الموضوع نحن بصدد علاجه بصورة جذرية حتى نصل إلى تشكيل قناعة داخلية لا تجعل من موضوع الحجاب و الطاعة بصفة عامة رد فعل لأوامر الأهل. 

- استعيني بالله ولا تحزني، وادعي دائمًا لها، ولا تدعي أبدًا عليها، وتذكري أن الأمر قد يحتاج إلى وقت، لكنه سينتهي بسلام إن شاء الله، فالأبناء في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلة التي يمرون بها وتعاملنا معها بمنتهى الهدوء والتقبل وسعة الصدر والحب)إنتهى حديث الأستاذة" نيفين" جزاها الله تعالى خيرا ؛وتضيف كاتبة هذه السطور أن الأم من حقها أن تحزن وتستاء إن لم تستجب إبنتها ،فهي تخاف عليها من غضب الله وعقابه ،ولكن هذا لا يبرر أن تثور عليها؛ أو تعيِّرها بعدم حجابها،وإنما الأجدى لهدايتها إن شاء الله أن تبلغها أنها مستاءة من عدم حجابها وليس منها هي !! وأنها تحبها -فهي مهجة قلبها- و تتمنى لها الخير في الدنيا والآخرة ...إلا أن عدم حجابها يقلق الأم ويزعجها...وذلك حتى لا تتأثر علاقة الأم بابنتها وتضيع جسور الاتصال التي تعبت في بناءها في الفترة السابقة،فتصبح الإبنة مستعدة لتلقي المزيد من النصح والإرشاد،إذا ما وجهتهم الأم بذكاء ودون ضغط. 
وما أجمل أن تطلبي أيتها الأم منها مشاركتك في اختيار و شراء الهدايا لتهنئة من ارتدين الحجاب من أقاربكم وجيرانكم وأصدقائكم، لعلها تغار !! بل دعيها تسمعك وأنت تهنئينهن برضوان الله، وتوبته عليهن، وإبداله سيئاتهن حسنات إن هن أَتبعن الحجاب بأعمال صالحة،وبالجنة حيث النعيم المقيم،وحيث تكون المرأة المؤمنة أجمل وأرفع مكانة من الحور العين!! 

مرحلة السابعة عشرة وما بعدها: 
أيتها الأم المؤمنة الصابرة :بارك الله في جهدك وأثابك عليه خير الثواب،وأقر عينك بطاعة ابنتك...ولكن إن لم يمنَّ الله عليها بالحجاب حتى هذه المرحلة،فلا تقنطي من رحمة الله،واعلمي أن لحظة التوبة في علم الله ،قد تكون قريبة أو بعيدة،المهم ألا تتوقفي عن محاولاتك....وفي هذه الحالة يمكنك أن تتبعي معها أسلوب الحوار الهادىء الهادف،
المصدر: صيد الفوائد
فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء
مشرفة
مشرفة

تاريخ التسجيل : 26/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 بناتنا والحجاب Empty رد: بناتنا والحجاب

مُساهمة من طرف علا المصرى الأحد 24 يناير 2016, 17:37


مَشِكَـــًَــــًٍــًَوًَرًه وَالله يًَعِطٍِيًَكًى ألَفًً عَاَفَيِة’ يًَسًَـٍـٍـٍـٍـِـِـِلَمًوِ عَلَىِ ألَمَوَضَوَعَ ألِرِاأئٍِعِِ
علا المصرى
علا المصرى
مستشارة عامة
مستشارة عامة

تاريخ التسجيل : 25/07/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 بناتنا والحجاب Empty رد: بناتنا والحجاب

مُساهمة من طرف ابو المجد الأحد 24 يناير 2016, 19:47

شكرا على الطرح الطيب والموضوع الرائع

واصل تألقك لا تحرمنا من جديدك

تقبل تحياتي

ابو المجد


 بناتنا والحجاب 7fad1daba2




 بناتنا والحجاب SxS06334

 بناتنا والحجاب 01110
 بناتنا والحجاب Carsclub_48078126

أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة
ابو المجد
ابو المجد
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 بناتنا والحجاب Empty رد: بناتنا والحجاب

مُساهمة من طرف انا الشيماء الإثنين 25 يناير 2016, 10:11

 بناتنا والحجاب Z9BpdE+n1IKhVgGK6wk3JnJGjDDTsJ9dlMOd0EmXHGMamTDfeEkZRz0U3nkEN1SWRaQAA7
انا الشيماء
انا الشيماء
مديرة منتدى

تاريخ التسجيل : 25/03/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 بناتنا والحجاب Empty رد: بناتنا والحجاب

مُساهمة من طرف wisam الإثنين 01 فبراير 2016, 11:15

ما شاء الله عليك
موضوعك جميل

 بناتنا والحجاب PIC-409-1350907079
wisam
wisam
عضو فعال
عضو  فعال

تاريخ التسجيل : 10/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات تقنيات فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى