نصف الرحلات الجوية المقررة الاثنين في اوروبا قد تتم

اعلن الوزير الاسباني المنتدب للشؤون الاوروبية دييغو لوبث غاريدو الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ان نصف الرحلات الجوية المقررة الاثنين في اوروبا "قد تتم".
وصرح لوبث غاريدو في مؤتمر صحافي في بروكسل مقر منظمة "يوروكونترول" الاوروبية للامن والملاحة الجوية ان "التوقعات تفيد ان نصف الرحلات المتوقعة (في اوروبا) قد تتم غدا" الاثنين. وشدد الوزير الاسباني على ضرورة التنسيق على المستوى الاوروبي.
واعلن المفوض الاوروبي للنقل سييم كلاس انه يامل بان يتم 50% من الرحلات المقررة في اوروبا، واكد ان الوضع الحالي "لا يمكن ان يستمر" بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي، لكنه شدد على ان موضوع السلامة فوق كل اعتبار.

الشركات الجوية: القيود مبالغ فيها

وكانت اكبر جمعية شركات النقل الاوروبي وجمعية الشركات التي تدير المطارات قد دعت الاحد الى "اعادة تقييم فورية" للقيود المفروضة على الرحلات الجوية في اوروبا بسبب سحب الرماد البركانية التي تنتشر في اجواء اوروبا.
ووقعت نداء جمعية شركات النقل الاوروبي التي تضم 36 شركة جوية اوروبية، جمعية الشركات التي تدير المطارات التي تمثل اغلبية المطارات الاوروبية.
واعلنت الجمعيتان في بيان ان "جمعية شركات النقل الاوروبي وجمعية الشركات التي تدير المطارات تدعمان الجهود المبذولة من المفوضية الاوروبية ومنظمة "يوروكونترول" الاوروبية للامن والملاحة الجوية والسلطات الوطنية للحفاظ على الامن (الجوي)، لكنهما تدعوان الى اعادة تقييم فوري للقيود الحالية على المستوى الاوروبي".
واوضحت الجمعيتان انه "اذا اعتبرت الشركات الجوية والمطارات الاوروبية الامن اولوية مطلقة فانها تتساءل في الوقت نفسه حول نسبية القيود المفروضة على الرحلات الجوية حاليا".

واعتبرت الجمعيتان ان "ثورة بركان ايسلندي ليس حدثا غير مسبوق والاجراءات المطبقة في مناطق اخرى من العالم بالنسبة لثورات البراكين لا تبدو متضمنة هذا النوع من القيود المفروضة حاليا في اوروبا".
واعلن اوليفييه يانكوفيت مدير جمعية شركات النقل الاوروبي ان 8،6 ملايين راكب تضرروا حتى الان من الاغلاق شبه الكامل للمجال الجوي الاوروبي وقد بلغت تكاليف الاغلاق على المطارات 136 مليون يورو.

ميركل في رحلة ملحمية

وصلت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى برلين بعد ظهر يوم الأحد بعد أن أرغمها إغلاق المجال الجوي الألماني على القيام برحلة ملحمية لمدة 60 ساعة للعودة إلى الوطن قادمة من الولايات المتحدة.
غادرت ميركل سان فرانسيسكو في وقت متأخر من الخميس الماضي، لكن سحب الرماد الناجمة عن بركان أيسلندا أعاقت طائرتها من طراز ايرباص من الهبوط في ألمانيا بعد الرحلة التي عبرت المحيط الأطلسي. وبدلا من ذلك، وجدت ميركل نفسها تجوب أنحاء أوروبا حيث اضطرت طائرتها للهبوط أمس الأول الجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة.
في صباح اليوم التالي توجهت ميركل والوفد المرافق لها المكون من 60 شخصا إلى العاصمة الإيطالية روما على مسافة أقرب إلى برلين تبلغ تقريبا ألف كيلومتر لكن لا يزال هناك طريق طويل للعودة للوطن.
وفي ظل عدم ظهور أي بوادر على اختفاء الرماد البركاني في المجال الجوي شمال أوروبا، فقد كان البديل الوحيد لهذه المجموعة هو استخدام الطريق البري. يصل طول هذا الطريق المقصود إلى 1700 كيلو متر بين روما وبرلين ويتم التوقف فيه خلال الليل في منتجع بولزانو بجبال الألب شمال إيطاليا. وبطبيعة الحال، لا تخلو رحلات الطرق من تعطل السيارات، ولم تكن المستشارة الألمانية استثناء لذلك. وبعد ظهر أمس السبت اضطرت الحافلة
التي تقل وفد ميركل من المستشارين الحكوميين والصحفيين إلى التوقف بالقرب من مدينة فلورنسا لإصلاح إحدى الإطارات التي انفجرت.

في هذه الأثناء كانت ميركل تستقل سيارة منفصلة ليموزين مضادة للرصاص، لكن القافلة بالكامل التي كان يقودها أفراد من الشرطة اضطرت في بادئ الأمر للتوقف على جانب الطريق وبدأت جميعها تصدر إشارات ضوئية. واصلت المستشارة التحرك باتجاه الشمال تاركة خلفها مرافقيها، وفي نهاية المطاف تم إصلاح الحافلة وتحرك الوفد ببطء باتجاه بولزانو في الثانية صباحا (0000 بتوقيت جرينتش) صباح اليوم الأحد.
وابتهجت المدينة التي تقع في وادي جبلي بزيارة ضيفتها غير المتوقعة ونشرت صحيفة محلية عنوان رئيسي يقول "مرحبا بك السيدة المستشارة". وهنا كانت جبال الألب هي الوحيدة التي تفصل ميركل عن الوطن وطريق آخر
لمسافة 850 كيلومترا. هذه المرة صعدت المستشارة إلى متن حافلة سياحية للانضمام إلى بقية المجموعة.
وقالت ميركل فور مغادرتها "لقد شعرت بحالة طيبة للغاية هنا"، وأضافت "لكننا الآن نتطلع إلى رحلة العودة للوطن ".
ونظرا للرحلة الطويلة وغير المتوقعة للمستشارة ، اضطرت ميركل إلى إلغاء مشاركتها في جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي الذي لقي حتفه و95آخرون في حادث تحطم طائرة الأسبوع الماضي.
ولم تكن ميركل الوزيرة الألمانية الوحيدة التي أرغمتنها سحابة الرماد البركاني إلى القيام برحلة برية للعودة للوطن. فقد عاد وزير الدفاع كارل تيودور تسو جوتنبرج إلى برلين اليوم الأحد بعد رحلة بالسيارة لمسافة 2200 كيلو متر من مدينة اسطنبول التركية مرورا ببلغاريا وصربيا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.

جيلاني يلغى زياراته

كما جرى مساء يوم الاحد الغاء زيارة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الى فرنسا وبلجيكا بسبب الرماد البركاني الذي تسبب في اضطرابات في حركة الطيران في اوروبا.
وذكرت وكالة اسوشيتدبرس الباكستانية ان مكتب رئيس الوزراء اعلن انه سوف يتم تحديد موعد جديد مناسب للزيارة بالتشاور مع امانة الاتحاد الاوروبي وحكومتي فرنسا واسبانيا.

وكان من المقرر ان يغادر جيلاني غدا الاثنين باكستان للقيام بزياة لفرنسا يعقبها حضور قمة الاتحاد الاوروبي باكستان في بروكسل . كما كان من المقرر ان تكون زيارة جيلاني لاسبانيا المحطة الاخيرة قبل عودته الى اسلام اباد.

سحب الدخان تصل الى تركيا

من جانبها اعلنت سلطات الملاحة الجوية التركية في بيان الاحد ان سحب الدخان البركانية المنبعثة من بركان ايسلندي وصلت الاحد الى تركيا مشيرة الى اقفال المجال الجوي في ثلاث محافظات شمال البلاد.
وقالت قيادة الطيران المدني في بيان على موقعها على شبكة الانترنت ان "سحب الرماد البركانية بدأت تؤثر على المجال الجوي لبلادنا".
واضاف المصدر نفسه ان المجال الجوي على ارتفاع يقع بين 20 و35 الف قدم فوق ثلاث محافظات على البحر الاسود هي زونغولداك وسينوب وسمسون، اغلق الاحد في الساعة 30،13 تغ حتى الساعة التاسعة تغ الاثنين.

استبعاد اتجاه الرماد نحو الشرق الأوسط

استبعد البروفيسور برايان جولدنج الخبير بهيئة الأرصاد الجوية البريطانية اتجاه سحابة الرماد البركانية القادمة من أيسلندا نحو منطقة الشرق الأوسط، وقال إن اتجاهها المرجح هو صوب شرق أوروبا وروسيا. وأضاف أنه لا توجد دلائل على حدوث تحسن ملموس في هذا الوضع في بريطانيا وأوربا الغربية، مشيراً إلى أنه تتم مراقبة الوضع عن كثب حاليا أملا في ظهور أية احتمالات تسمح بتحليق الطائرات مجددا.
وأوضح جولدنج، الذي يترأس بحوث التوقعات بهيئة الأرصاد الجوية البريطانية والأستاذ الزائر بجامعة بريستول، أن تظل السحابة البركانية قائمة في بريطانية على مدى عدة أيام، مشيراً إلى الحاجة إلى تغير في اتجاه الريح يستمر بضعة أيام لكنه ليست هناك دلائل على حدوث ذلك في المستقبل القريب.
وأشار إلى أنه رغم أن الهيئة البريطانية عادة ما تعمل أربعا وعشرين ساعة على مدار سبعة أيام في الأسبوع، لكنها وبسبب هذه الحالة الاستثنائية زادت من طاقم العمل بها ومن تتعاون معهم من العلماء وأدوات الرصد والتوقع إضافة إلى وجود طائرة إضافية للاستطلاع الجوي.

ولفت إلى أن النصيحة الرئيسية للمواطنين هو مراجعة شركات الطيران قبل التوجه إلى المطارات لتأكيد رحلاتهم. وقال إن المجال الجوي البريطاني يعد على درجة كبيرة من الأهمية، لاسيما في الخطوط العابرة للأطلسي ما بين بريطانيا والولايات المتحدة وأنها تتفوق في هذه الخطوط عن أية دولة أوربية أخرى، ومع ذلك فإن المشكلة تؤثر كثيراً أيضا على سائر الدول الأوروبية.
وبين أن تأثير السحابة البركانية بهذه الصورة تعد الأولى من نوعها في أوروبا، لكن بعض المناطق في العالم تتوقع براكين في كل عام وتقوم بعمليات إغلاق محدودة لمجالاتها الجوية كل مرة يندلع فيها بركان لكن المختلف بالنسبة لبريطانيا هو وجود عدد كبير من المطارات الضخمة والدولية فيها وكلها أغلقت سويا.
وأشار إلى أن السحابة بدأت ما بين الخميس والجمعة الماضيين في اتجاه جنوبي غربي من أيسلندا نحو شمال بريطانيا ثم انتشرت جنوبا عند بحر الشمال ثم شرقا إلى أوروبا ثم غربا إلى انجلترا، وما يزال رمادها محلقا فوق مناطق في جنوبي انجلترا ومن الممكن مشاهدة الرماد عبر الأقمار الصناعية.
وقال إنه من الصعب مقارنة هذه الحالة من إغلاقات المطارات بالإغلاقات التي حدثت مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/آيلول عام 2001، وكانت بسبب تلك العمليات الإرهابية فالظروف ما بين الحالين مختلفة لكن تبقى حالة الفوضى متشابهة والخسائر أيضا.