المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
:
في جلسَةٍ لطِيفَةٍ هَادِئة ..
تتجاذبُنا أطرافُ الأحاديثِ ، وتترصّدُ لنَا الذّكريَات
نتذكّر أيّاماً مضَتْ ..
.................. وذِكرَياتٍ عَبرَتْ ..
............................................ و نِعَمٌ فُقِدَتْ ..
نقول : كنّا في مَا مَضَى كَذا وكَذا ..
........................................ وكنّا كَذا وكَذا ..
واليوم فقدنَا هَذا الأمر .. !
نتأمّل اجتماعاَ ولقاءً للأحباب فقدناهُ اليوم !
نتأمّلُ أعمالاً طيّبة كنّا نقوم بها البارحة .. لا نستطيعُ القيام بهَا اليوم !
نتحسّرُ على أيّام الدّراسَةِ وعلى أيّام لقاءِ الأحبّة فِيها ..
وربّما انتهَى البعضُ اليومَ مِن الدّراسة وسافرَ بعيداً عن الأقاربِ والأصحَاب ..
ولازلنا دائِماً نتحسّر ونتحسّر .. كنّا و كنّا .. ولن تعودَ تلكَ الأيّام !
ولازلنا نحنّ لما مضى ونفقد معه كلّ لذّةٍ وحلاوة لحاضرنا ؟!
العجيبُ أنّنا عندمَا كُنّا نعيشُ فِي ظلالِ تلكَ الأيّام ..
نتحسّرُ أيضَاً على أيّام سبقَتها .. ونتصيّدُ عيوبَ الواقِع بكُلّ تفاصِيلِه !
ومع ذلك مضَتْ تلكَ الأيّام ونسِينَا عيُوبَها أو تناسِيناهَا ..
وبقيتْ فِي ذاكرَتِنا حلاوةٌ رسخَتْ فِي الأعماقِ تدفَعُنا للتّحسّرِ عليها !
= واليومَ نُمارِسُ نفسَ الفِعل ..
نتحسّر على فَقدِ المَاضِي ونتَصَيّدُ عُيوبَ الحاضِر ..
فلا نشعرُ بجمالِ واقِعِنا الذّي نُقابلُهُ بالــ ( البَطَر ) !
ليأتِي بعدَ ذلك يومٌ نتَحَسّر فيهِ على هَذا الوَاقِع !
هل فَهِمنَا المُعادَلة ؟ أمْ ليسَ بعد ؟
الأمرُ كُلّهُ يدورُ حولَ الرّضا وتلمّس النّعم وشُكرَها
وعدم البطَرِ على حَاضرٍ يَفيضُ نِعمَاً ، ولا نستشعِرُها بسببِ فقدِنَا لِنعمَةٍ واحِدة !
ثمّ بعدَ ذلك لا تسَلْ عنْ هذا الجِيلِ القَادِم ..
في بُيُوتنا .. في مدِارسِنا .. في تَجمّعاتِنا العائلية ..
ونحنُ نُردّدُ دائِماً أمامَهُم كلمات البطَر على النِّعم ..
( طفش ، ملل ، ليتَ أيام زمان تعود )
و( الطفش ) هي الكلمةُ المُقابلة تمامَاً لكلمةِ البطَر
ثمّ إنّنا لشّدةِ تبطّرنا على النّعم وعدمِ إحساسِنا بِها وقلّة شكرِنا لها
أصبحنا لا نشعرُ بها .. بلْ نشعرُ أنّها أموراً عاديّةً واجبةَ الوُجودِ حولنا
وكأنّنا لم نفقه معنى هذه الآية ..
{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ } القصص58
ولنتوقّف هُنا وقفةً بسيطةً مع أنفسنا :
إذا انقطع التّيار الكَهربائِي عنْ بُيوتِنا لمدةِ ساعةٍ أو أقل ..
فلنتأمّلْ حينَها أحوالنا .. سبابٌ وشتمٌ للشّركة !
ونعودُ بالّلائمة عليها ، وعليها فقط !
ولا نعودُ بالّلائمةِ على قلّةِ شُكرِنا للمُنعِم علينا بهذِهِ النّعمة
التي نتفَيؤُ ظِلالها ليلَ نهار ..
نعمةٌ حُرمها قومٌ كثيرون .. وأنعمَ اللهُ بها علينا
ففِي أحوالنا العاديّة لا نهتمّ بأنوارِ بيتنا التّي نتركُها مُضاءةً ليلَ نهار !
لا نهتمّ بتلفازٍ في غرفةٍ ليسَ فِيها من يُشاهِده !
لا نعبأُ كثيرَاً بتركِ التّكيّيفِ يعمَلُ فِي غُرفةٍ ما
ونخرجُ ونعودُ بعدَ ساعاتٍ لتلكَ الغرفةِ التّي تقومُ بتبريدِ أثاثِها بمكيّفِها !
هلْ عرفنا معنَى هذا البطَر ؟!
هلّا تذّكرنا معنَى معيشةِ آبائِنا بل وأجدادِنا من قبل ..
وهم يتبرّدون برشّ الماءِ على ملابِسِهم وعلى ترابِ منازِلهم
وعلى ستائرِ نوافذِهِم سعياً لتخفيفِ حرارةِ الجوّ الخانِقة ؟!
= وأحياناً نرتكب نحنُ جريمةَ زرعِ بُذُورِ البطر في قُلوب غيرنا !
فقدْ تزورُ إحدانا امرأةً راضيةً بما قسمَ الله لها من منزلٍ متواضع
أو رٍ محدود .. أو مستوى عيشٍ متوسط ..
فتأتيها تلك .. وتتدافع كلماتها :
- لماذا لا تطلُبينَ من زوجكِ الانتقالَ إلى منزلٍ أفضل ؟
- لماذا لا تغيّرين هذا الأثاثَ المُتواضِع ؟
- كيف تصبرينَ على العيشِ في بيتٍ كهذا البيتِ المُتهالك ( الخربان ) ؟!
أيّ جريمةٍ نرتكبُها في حَقّ أخواتنا عندمَا ننثرُ مثل تلك الأفكار ؟
فنحوّلها إلى إنسانةٍ تعيشُ البطرَ ولا ترضَى عن واقِعِها
بعدَ أن كانتْ تعيشُ القناعةَ والرّضا بما قسمَ اللهُ لها !
= ونرى أُخرى قدْ أنعمَ الله عليها ، ورزَقَها بعددٍ من الأطفالِ تِباعَاً بعدَ زواجِها
وتعيشُ حياتها قانِعةً تقومُ برعايةِ أولادِها بلا شكوَى ولا تذّمُر ..
وتأتِي إليها الأُخرَى .. وتبدأُ في زرعِ البطرِ فتُشعِرُها بأنّ هذهِ من النّقم :
- أعانكِ الله .. لا أعلمُ كيفَ تقومينَ برعايتهِم جميعَاً وهمْ صغارٌ مُتتابِعُون !
- هداكِ الله .. لماذا لم تُباعِدِي حملكِ بينَ الطّفلِ والآخر ؟
- الحمدُ لله أنّني لستُ مِثلكِ .. لم أكنْ حينَها سأتحمّل !
تلكَ المسكينة .. كانتْ تعيشُ الشّكر للمُنعم .. وتتنعّم بالحمدِ لله على النّعم
ثمّ بعد هذا الغرس السّيء .. ستشعرُ بأنّها تعيشُ نِقمَاً وليستْ نِعمَاً ..
فقدهَا الكثيرون .. ولا زال يسعَى وراءَها الكثيرون
وتصلُ بهذا للبطَرِ على النّعمِ .. بسببِ ( إحدانا ) !
= ونرى أحياناً المجتمعَ كلّهُ يمارسُ جريمةَ غرسِ البطَرِ فِي النّفوس
حينَ تنتشرُ فِي مجتمعٍ ما مقاييسَ مُحدّدة للجمَال ..
إما الشّقراء ذاتَ العيونِ الخضراء !
أو السّمراء ذاتَ الشّعرِ الأسودِ النّاعم والعيونِ السّوداء الواسعة !
فهاتان هما الجميلتان والباقي تكملةُ عددٍ فقط !
ونسمعها بآذاننا حين تٌقارن الأمهات بين البناتِ الصّغيرات
وتفصحُ عنها بصراحةٍ وجرحِ مشاعرٍ لصغيرتها وصغيراتِ العائلة
اللواتي لم يرهنّ الله بما ر بهِ إحداهنّ من نسبة الجمال !
فتقعُ الأمّ في البطرِ على ما رها الله
وتنسى أنّ الله قد رها ابنة سليمةً صحيحة رغم كونها أقلّ جمالاً
وتعيش ابنتها بطَراً على نعمةِ الله عليها وعدم الرّضا عن خلقِ اللهِ لها
فتشعر بأنّها فاقدة لأعظمِ نعمة .. مُتحسّرة على حالها وشكلها
حتى نرى بعضهنّ تقول : أتمنّى أن أصبح جميلة مثل فلانة ..
ولا يهمّ بعدها أن أفقدَ كلّ شيء !!
= هل علمنا عِظمَ جرائمنا على أنفسنا وعلى غيرنا ؟
حتى وصلنا لبغض النّعمة وتمنّي غيرها ..
ولو أنّها كانت خيرٌ لنا لرنا الله إيّاها ..
لذلك لا نستغرب من فقدنا للنّعم من صحةٍ وجمالٍ وأطفالٍ وعلمٍ وغيره
ونعيشُ حياتنا ونحن غافلون عن هذا الحديث العظيم
( من أصبحَ منكم معافى في جسدِه ، آمِناً في سِربِه ، عندهُ قوتُ يومِه ، فكأنّما حِيزَتْ لهُ الدّنيا ) حديث حسن
= وهنيئاً لمنَ أحسّ بجمال النّعمة ..
وقَنِعَ بعطايا الله ولم يتبطّر عليها وشكرَ الله عليها
ورجع بالفضل إلى الله في تفاصيل النّعم كلّها
فليس من نعمةٍ إلا منه سبحانه ، فقام بحقّها وأحسنَ شكرها
وأيقنَ أنّ الله لم يحرمنا النّعم الأخرى إلا لخيرِنا ومصلحتنا
فأصبحَ بهذا الحرمان نفسه يُعدّ نعمةً علينا بحمدِ الله
وفي نهاية حديثِنا هذا .. هُنا دعوة للـ
- هل نستشعر فعلاً معنَى الرّضا عن ما رَنا الله إيّاه
فلا نتطلّع إلى ما في أيدي الغير ؟
ونقنعُ بعطاء الله الذّي هُو خيرةُ اللهِ لنا ؟
_ هل نشعر بأنّنا بحاجةٍ لإعادة النّظر في شكرنا للمنعم سبحانه
ونستعين به على شكره على نعمهِ التّي لا تُعدّ ولا تُحصى ؟
فبالشّكر تدوم النّعم ( ولئن شكرتُم لأزيدنكم )
_ ماذا يمكنُ أن نفعل لمحاولة بثّ عبادة الشّكر وتطبيقها في أنفسنا
وفي كلّ من حولنا ؟
_ هل نشعرُ بأهمية غرسِ هذه القيم في نفوسِ الجيل القادم
بنفس المعول الذّي غرسنا بهِ بطرَ النّعمة في قلوبهم ؟
= وخِتاماً ..
فلنستشعر النّعم في حاضرنا بكلّ تفاصيلها وجمالها
ولنعيش حلاوةَ الحاضِر ونسعد به قبل فقده
ولنحسن شكر هذه النّعم لتدوم ..
في جلسَةٍ لطِيفَةٍ هَادِئة ..
تتجاذبُنا أطرافُ الأحاديثِ ، وتترصّدُ لنَا الذّكريَات
نتذكّر أيّاماً مضَتْ ..
.................. وذِكرَياتٍ عَبرَتْ ..
............................................ و نِعَمٌ فُقِدَتْ ..
نقول : كنّا في مَا مَضَى كَذا وكَذا ..
........................................ وكنّا كَذا وكَذا ..
واليوم فقدنَا هَذا الأمر .. !
نتأمّل اجتماعاَ ولقاءً للأحباب فقدناهُ اليوم !
نتأمّلُ أعمالاً طيّبة كنّا نقوم بها البارحة .. لا نستطيعُ القيام بهَا اليوم !
نتحسّرُ على أيّام الدّراسَةِ وعلى أيّام لقاءِ الأحبّة فِيها ..
وربّما انتهَى البعضُ اليومَ مِن الدّراسة وسافرَ بعيداً عن الأقاربِ والأصحَاب ..
ولازلنا دائِماً نتحسّر ونتحسّر .. كنّا و كنّا .. ولن تعودَ تلكَ الأيّام !
ولازلنا نحنّ لما مضى ونفقد معه كلّ لذّةٍ وحلاوة لحاضرنا ؟!
العجيبُ أنّنا عندمَا كُنّا نعيشُ فِي ظلالِ تلكَ الأيّام ..
نتحسّرُ أيضَاً على أيّام سبقَتها .. ونتصيّدُ عيوبَ الواقِع بكُلّ تفاصِيلِه !
ومع ذلك مضَتْ تلكَ الأيّام ونسِينَا عيُوبَها أو تناسِيناهَا ..
وبقيتْ فِي ذاكرَتِنا حلاوةٌ رسخَتْ فِي الأعماقِ تدفَعُنا للتّحسّرِ عليها !
= واليومَ نُمارِسُ نفسَ الفِعل ..
نتحسّر على فَقدِ المَاضِي ونتَصَيّدُ عُيوبَ الحاضِر ..
فلا نشعرُ بجمالِ واقِعِنا الذّي نُقابلُهُ بالــ ( البَطَر ) !
ليأتِي بعدَ ذلك يومٌ نتَحَسّر فيهِ على هَذا الوَاقِع !
هل فَهِمنَا المُعادَلة ؟ أمْ ليسَ بعد ؟
الأمرُ كُلّهُ يدورُ حولَ الرّضا وتلمّس النّعم وشُكرَها
وعدم البطَرِ على حَاضرٍ يَفيضُ نِعمَاً ، ولا نستشعِرُها بسببِ فقدِنَا لِنعمَةٍ واحِدة !
ثمّ بعدَ ذلك لا تسَلْ عنْ هذا الجِيلِ القَادِم ..
في بُيُوتنا .. في مدِارسِنا .. في تَجمّعاتِنا العائلية ..
ونحنُ نُردّدُ دائِماً أمامَهُم كلمات البطَر على النِّعم ..
( طفش ، ملل ، ليتَ أيام زمان تعود )
و( الطفش ) هي الكلمةُ المُقابلة تمامَاً لكلمةِ البطَر
ثمّ إنّنا لشّدةِ تبطّرنا على النّعم وعدمِ إحساسِنا بِها وقلّة شكرِنا لها
أصبحنا لا نشعرُ بها .. بلْ نشعرُ أنّها أموراً عاديّةً واجبةَ الوُجودِ حولنا
وكأنّنا لم نفقه معنى هذه الآية ..
{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ } القصص58
ولنتوقّف هُنا وقفةً بسيطةً مع أنفسنا :
إذا انقطع التّيار الكَهربائِي عنْ بُيوتِنا لمدةِ ساعةٍ أو أقل ..
فلنتأمّلْ حينَها أحوالنا .. سبابٌ وشتمٌ للشّركة !
ونعودُ بالّلائمة عليها ، وعليها فقط !
ولا نعودُ بالّلائمةِ على قلّةِ شُكرِنا للمُنعِم علينا بهذِهِ النّعمة
التي نتفَيؤُ ظِلالها ليلَ نهار ..
نعمةٌ حُرمها قومٌ كثيرون .. وأنعمَ اللهُ بها علينا
ففِي أحوالنا العاديّة لا نهتمّ بأنوارِ بيتنا التّي نتركُها مُضاءةً ليلَ نهار !
لا نهتمّ بتلفازٍ في غرفةٍ ليسَ فِيها من يُشاهِده !
لا نعبأُ كثيرَاً بتركِ التّكيّيفِ يعمَلُ فِي غُرفةٍ ما
ونخرجُ ونعودُ بعدَ ساعاتٍ لتلكَ الغرفةِ التّي تقومُ بتبريدِ أثاثِها بمكيّفِها !
هلْ عرفنا معنَى هذا البطَر ؟!
هلّا تذّكرنا معنَى معيشةِ آبائِنا بل وأجدادِنا من قبل ..
وهم يتبرّدون برشّ الماءِ على ملابِسِهم وعلى ترابِ منازِلهم
وعلى ستائرِ نوافذِهِم سعياً لتخفيفِ حرارةِ الجوّ الخانِقة ؟!
= وأحياناً نرتكب نحنُ جريمةَ زرعِ بُذُورِ البطر في قُلوب غيرنا !
فقدْ تزورُ إحدانا امرأةً راضيةً بما قسمَ الله لها من منزلٍ متواضع
أو رٍ محدود .. أو مستوى عيشٍ متوسط ..
فتأتيها تلك .. وتتدافع كلماتها :
- لماذا لا تطلُبينَ من زوجكِ الانتقالَ إلى منزلٍ أفضل ؟
- لماذا لا تغيّرين هذا الأثاثَ المُتواضِع ؟
- كيف تصبرينَ على العيشِ في بيتٍ كهذا البيتِ المُتهالك ( الخربان ) ؟!
أيّ جريمةٍ نرتكبُها في حَقّ أخواتنا عندمَا ننثرُ مثل تلك الأفكار ؟
فنحوّلها إلى إنسانةٍ تعيشُ البطرَ ولا ترضَى عن واقِعِها
بعدَ أن كانتْ تعيشُ القناعةَ والرّضا بما قسمَ اللهُ لها !
= ونرى أُخرى قدْ أنعمَ الله عليها ، ورزَقَها بعددٍ من الأطفالِ تِباعَاً بعدَ زواجِها
وتعيشُ حياتها قانِعةً تقومُ برعايةِ أولادِها بلا شكوَى ولا تذّمُر ..
وتأتِي إليها الأُخرَى .. وتبدأُ في زرعِ البطرِ فتُشعِرُها بأنّ هذهِ من النّقم :
- أعانكِ الله .. لا أعلمُ كيفَ تقومينَ برعايتهِم جميعَاً وهمْ صغارٌ مُتتابِعُون !
- هداكِ الله .. لماذا لم تُباعِدِي حملكِ بينَ الطّفلِ والآخر ؟
- الحمدُ لله أنّني لستُ مِثلكِ .. لم أكنْ حينَها سأتحمّل !
تلكَ المسكينة .. كانتْ تعيشُ الشّكر للمُنعم .. وتتنعّم بالحمدِ لله على النّعم
ثمّ بعد هذا الغرس السّيء .. ستشعرُ بأنّها تعيشُ نِقمَاً وليستْ نِعمَاً ..
فقدهَا الكثيرون .. ولا زال يسعَى وراءَها الكثيرون
وتصلُ بهذا للبطَرِ على النّعمِ .. بسببِ ( إحدانا ) !
= ونرى أحياناً المجتمعَ كلّهُ يمارسُ جريمةَ غرسِ البطَرِ فِي النّفوس
حينَ تنتشرُ فِي مجتمعٍ ما مقاييسَ مُحدّدة للجمَال ..
إما الشّقراء ذاتَ العيونِ الخضراء !
أو السّمراء ذاتَ الشّعرِ الأسودِ النّاعم والعيونِ السّوداء الواسعة !
فهاتان هما الجميلتان والباقي تكملةُ عددٍ فقط !
ونسمعها بآذاننا حين تٌقارن الأمهات بين البناتِ الصّغيرات
وتفصحُ عنها بصراحةٍ وجرحِ مشاعرٍ لصغيرتها وصغيراتِ العائلة
اللواتي لم يرهنّ الله بما ر بهِ إحداهنّ من نسبة الجمال !
فتقعُ الأمّ في البطرِ على ما رها الله
وتنسى أنّ الله قد رها ابنة سليمةً صحيحة رغم كونها أقلّ جمالاً
وتعيش ابنتها بطَراً على نعمةِ الله عليها وعدم الرّضا عن خلقِ اللهِ لها
فتشعر بأنّها فاقدة لأعظمِ نعمة .. مُتحسّرة على حالها وشكلها
حتى نرى بعضهنّ تقول : أتمنّى أن أصبح جميلة مثل فلانة ..
ولا يهمّ بعدها أن أفقدَ كلّ شيء !!
= هل علمنا عِظمَ جرائمنا على أنفسنا وعلى غيرنا ؟
حتى وصلنا لبغض النّعمة وتمنّي غيرها ..
ولو أنّها كانت خيرٌ لنا لرنا الله إيّاها ..
لذلك لا نستغرب من فقدنا للنّعم من صحةٍ وجمالٍ وأطفالٍ وعلمٍ وغيره
ونعيشُ حياتنا ونحن غافلون عن هذا الحديث العظيم
( من أصبحَ منكم معافى في جسدِه ، آمِناً في سِربِه ، عندهُ قوتُ يومِه ، فكأنّما حِيزَتْ لهُ الدّنيا ) حديث حسن
= وهنيئاً لمنَ أحسّ بجمال النّعمة ..
وقَنِعَ بعطايا الله ولم يتبطّر عليها وشكرَ الله عليها
ورجع بالفضل إلى الله في تفاصيل النّعم كلّها
فليس من نعمةٍ إلا منه سبحانه ، فقام بحقّها وأحسنَ شكرها
وأيقنَ أنّ الله لم يحرمنا النّعم الأخرى إلا لخيرِنا ومصلحتنا
فأصبحَ بهذا الحرمان نفسه يُعدّ نعمةً علينا بحمدِ الله
وفي نهاية حديثِنا هذا .. هُنا دعوة للـ
- هل نستشعر فعلاً معنَى الرّضا عن ما رَنا الله إيّاه
فلا نتطلّع إلى ما في أيدي الغير ؟
ونقنعُ بعطاء الله الذّي هُو خيرةُ اللهِ لنا ؟
_ هل نشعر بأنّنا بحاجةٍ لإعادة النّظر في شكرنا للمنعم سبحانه
ونستعين به على شكره على نعمهِ التّي لا تُعدّ ولا تُحصى ؟
فبالشّكر تدوم النّعم ( ولئن شكرتُم لأزيدنكم )
_ ماذا يمكنُ أن نفعل لمحاولة بثّ عبادة الشّكر وتطبيقها في أنفسنا
وفي كلّ من حولنا ؟
_ هل نشعرُ بأهمية غرسِ هذه القيم في نفوسِ الجيل القادم
بنفس المعول الذّي غرسنا بهِ بطرَ النّعمة في قلوبهم ؟
= وخِتاماً ..
فلنستشعر النّعم في حاضرنا بكلّ تفاصيلها وجمالها
ولنعيش حلاوةَ الحاضِر ونسعد به قبل فقده
ولنحسن شكر هذه النّعم لتدوم ..
|
ايمان ورد- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 29/03/2014
رد: لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
يعطيك العافية …………
عالطرح القيم والمفيد والمهم والشامل
تحيتي
عالطرح القيم والمفيد والمهم والشامل
تحيتي
|
المسافر البعيد- مدير عام
- تاريخ التسجيل : 18/11/2010
الموقع : www.gold.keuf.net
رد: لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
بانتظار جديدكم دائما
تقبلوا مروري
خالص تحياتي
بانتظار جديدكم دائما
تقبلوا مروري
خالص تحياتي
|
أمل عربية- نائبة المدير
- تاريخ التسجيل : 22/11/2013
رد: لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و جزاك الله عنا خير الجزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و جزاك الله عنا خير الجزاء
|
ابو المجد- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب
رد: لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
سلمت على الطرح القيم
تقدم لنا كل مميز ورائع
جزيل الشكر لك
|
نجلاء- المراقبة العامة
- تاريخ التسجيل : 10/04/2014
رد: لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
الى كل من مر من هنا, باقة ورد
وتحية وتقدير من القلب
وتحية وتقدير من القلب
|
ايمان ورد- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 29/03/2014
رد: لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
السلام عليكم ورحمة الله
طرح مميز ورائع
تم نقله الى القسم المناسب
واصلي تالقك اختي
طرح مميز ورائع
تم نقله الى القسم المناسب
واصلي تالقك اختي
|
بسمة العلوي- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/10/2011
الموقع : /sirajinour.forummaroc.net
مواضيع مماثلة
» لماذا توجد الجاذبية في الارض ؟ لماذا لا يمكن ان نطير كما هو الحال في الفضاء؟ ما تفسير الجاذبية ؟ تفضل اقرأ
» لماذا نحلم
» لماذا الهموم
» لماذا أصمت !؟
» لماذا الغضب
» لماذا نحلم
» لماذا الهموم
» لماذا أصمت !؟
» لماذا الغضب
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى