المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجية
عشرات القضايا في المحاكم والخلاف الجنسي أهم الأسباب
قصص يندى لها الجبين، لا تمت بصلة للدين الإسلامي ولا لقيم المجتمع الجزائري والأسرة الجزائرية، قضايا كانت تعتبر في وقت قريب من الشواذ ولا يسمع عنها إلا نادرا، غير أن التغيرات التي طرأت على المجتمع وتغير نمط المعيشة وأسلوب الحياة والمستجدات التكنولوجية جعلت منها قضايا عادية في المحاكم الجزائرية التي أصبحت تسجل يوميا فضائح تهز كيان العائلة تنتهي في معظم الأحيان بالطلاق... إنها الخيانة الزوجية.
لا يزال موضوع الخيانة الزوجية من الطابوهات الكبيرة المسكوت عنها في الأوساط الاجتماعية، والتي تستوجب تسليط الأضواء عليها، للكشف عن أسبابها وخلفياتها وتداعياتها. زوجات خُائنات أزواج خائنون والنهاية طلاق، خراب بيوت وفي حالات أحلك جرائم تنتهي بأصحابها وراء قضبان السجون، وفي أهون الحالات ينتهي الأمر بمكتشفي خيانة الطرف الآخر في دوامة الأمراض النفسية وتحت طائلة الانهيارات العصبية.
فرغم السرية التي تحاط بها علاقات الخيانة الزوجية في العادة، الأمر الذي يدعو إلى البحث في هذا الموضوع وأسبابه إلا أن الموضوع أصبح في السنوات الأخيرة محل اهتمام الباحثين وحديث الكثير من الناس، خاصة أن المحاكم الجزائرية أصبحت تسجل العشرات من القضايا في هذا الخصوص ولهذا فسنحاول من خلال هذا التحقيق، تسليط الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أسباب ودواعي حدوث هذا الشرخ العائلي، إلى جانب إبراز نتائجها الوخيمة، عبر تصفحنا لبعض الملفات وحضور بعض الجلسات في المحاكم التي تحمل قصصا واقعية لعائلات شتتتها ظاهرة الخيانة الزوجية، وجدنا أن معظم الدوافع التي تدفع الزوج أو الزوجة إلى اختراق الخطوط الحمراء للتوجه إلى المحظور، هو تعمد بعضهم إحياء قصص غرامية، ظلت مدفونة طيلة فترة الزواج، وهو ما يدفع الزوجة إلى السقوط في فخ الحرام، والبحث من جديد عن العشيق السابق والتلذذ بلحظات مع ذكريات الماضي، غير آبهة بالجرم المرتكب في حق الزوج المسكين. ولعل البحث في موضوع الخيانات بشكل عام، والخيانات الزوجية بشكل خاص، من الأمور الصعبة جدا في المجتمعات العربية، ومجتمعنا الجزائري على وجه الخصوص، لأن مجرد الكلام في موضوع الخيانة يعد محظورا اجتماعيا أو مسكوتا عنه، وغالبا ما يحجم الكثير من المختصين والباحثين عن الخوض في الأسباب التي تقف وراء الخيانة الزوجية، سواء أكانت من قبل الرجل أو المرأة، وعادة ما تكون المعلومات التي يحصل عليها الدارسون حول الموضوع تأتي فقط من بعض المختصين بالمعالجة الزوجية، والمقابلات التي يقومون بها مع مراجعيهم، أو من علماء النفس الذين يطلبون من الرجال والنساء الإجابة على أسئلة حول علاقات حب افتراضية خارج نطاق الزوجية، وقليل من الأزواج من يعرض مشكلته أمام مختص، أو يجيب بصدق أمام المعالج النفسي عن هذا الموضوع، بل غالبا ما يبقى هذا الأمر طي الكتمان، الأمر الذي يؤدي إلى جرح نفسي عميق، لا يندمل في معظم الأحيان، كما يؤدي إلى اضطراب في الشخصية. وحينما ننظر إلى الأسباب المسكوت عنها في قضايا الطلاق، نجد أن نسبة كبيرة من الأسباب تعود للعلاقة الجنسية بين الزوجين واضطرابها، والتي تؤدي إلى الخيانة في كثير من الأحيان. أغلب الزوجات اللواتي عانين من الخيانة وقعن فريسة الانهيار العصبي زوجات حائرات، قصص كثيرة ومتنوعة، ولكل حكايتها وروايتها بعد أن مررن بتجربة خيانة أزواجهن، وعانين ويلاتها من بدايتها إلى نهايتها، حتى وصلن إلى الانهيار العصبي.
أول قصة ترويها لنا السيدة "كريمة" من بلدية العفرون، بداية الدردشة معها كانت بتقديم نصيحة لكافة الزوجات ''النصيحة التي أقولها للزوجات بناء على تجربتي هي أنه على المرأة أن تعمل على تجاهل الأمر من أجل أن لا يتمادى الرجل أكثر في خيانتها، فالزوج عندما يحمل في ذهنه فكرة أن زوجته لا تعلم بالأمر، يحاول دائما إخفاء هذا الأمر عنها، ويحاول الحفاظ على مشاعرها ويركز على أداء واجباته نحو بيته وزوجته". ولكن تضيف "كريمة" ''إذا أدرك الزوج أن زوجته تعرف بأمر الخيانة، فقد يستمر في خيانتها وبشكل أكثر وضوحا وصراحة، بل ودون عقدة لأنه لا يجد مبررا لكي يخفي خيانته عن زوجته.
القصة الثانية روتها لنا السيدة ''خديجة'' من حجوط في ولاية تيبازة فهذه الزوجة لها أسلوب مختلف في التعامل مع زوجها الخائن، حيث انتقمت لكرامتها المجروحة، حيث كشفت لنا قائلة ''عرفت عن طريق الصدفة أن زوجي كان يخونني مع إحدى السيدات، ثم تطورت بينهما العلاقة، حتى تزوجها في نهاية الأمر، ففي بداية زواجه بها ثرت عليه وواجهته، ولكن نظرا إلى الظروف الصعبة حاولت أن أهدئ من روعي، واضطررت لإكمال الحياة معه، ورغم هذا فإنني لم أسامحه حتى الآن، وأنا بكل صراحة أتبع معه أسلوب التعذيب النفسي".
ولكن لـ"فطيمة "من بواسماعيل حكاية أخرى مع الخيانة، فهي ترفض أي محاولة لإيجاد عذر لزوجها الذي خانها، تقول ''الزوج الخائن غير جدير بالاحترام أو الحب من زوجته، مهما حاول أن يبدي ندمه ومهما ادعى من أسباب وأعذار، هذا الزوج لا يمكن إصلاحه ولا يمكن للمرأة أن تثق به مرة أخرى، مهما ادعت أنها تحبه أو أنها تريد أن تحافظ على بيتها، لأن ذكرى هذه الخيانة ستظل تلاحق الزوجة في كل يوم من حياتها، ولن تستطيع أن تكذب على نفسها وتسامحه من قلبها أبدا، فإذا كان هذا الزوج عنده ولو ذرة احترام وتقدير لزوجته، لما أقدم على ما فعله".
الفراغ العاطفي، استرجاع الماضي والخلافات الجنسية أولى بوادر وأسباب الخياية
بعيدا عن كل المفاهيم لا يوجد تعريف دقيق للخيانة، لأنه مفهوم مجتمعي بحت، ومرتبط بواقع تعيشه الأسرة الجزائرية لتصبح جريمة تقع لأسباب مختلفة منها مثلا أن الخلافات الأسرية الدائمة بين الأب والأم وقيام الوالدين باضطهاد الفتاة في المعاملة يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها زوجها بالاطمئنان، ولو عجز الزوج عن توفير هذا الإحساس لها وانكسرت علاقتها بزوجها، ولم تجد الاحترام من زوجها، فإنها تتجه للخيانة مع أي شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها، كما أن هناك سيدات غير ناضجات نفسيا تعلم الواحدة منهن أن زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضا، وهناك نوع آخر من السيدات المغرورات بجمالهن مما يجعلهن يتمردن على أزواجهن وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادي أينما عجز الزوج. وفي أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة في الجنس من جانب الزوجة عاملا مهما في الخيانة، بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج، إضافة إلى أن الخلافات الجنسية وعدم التوافق في هذا الأمر يؤدي إلى ظهور خلافات كبيرة بين الزوجين وبالتالي الوقوع في الخيانة التي تنتهي بالطلاق في معظم الأحيان.
والأدهى من كل ذلك، أن هناك أزواجا يقعون في الخطيئة، رغم مرور سنوات على زواجهم وإنجاب الأطفال، وهنا تكون العواقب جد وخيمة، وهو ما ينطبق على قصة السيدة ''فتيحة '' التي تقطن بالبليدة، حيث تجرأت على خيانة زوجها الغني، لا لسبب سوى أن هذا الأخير يظل منشغلا طيلة أيام الأسبوع في السفريات والاجتماعات المهنية، وهذا ما دفعها إلى ربط علاقة غير شرعية مع شخص آخر، يزاول نشاط تجارة بيع الملابس النسائية، إلا أن خداعها انكشف بعدما ترددت أحاديث عن ذلك بين الجيران، وهذا ما جعل زوجها يتفطن لذلك، وفي أحد الأيام، تظاهر أنه سيقوم بسفرية للعمل تدوم أسبوعا، إلا أنه باغتها بعودته دون سابق إنذار ليضبط العشيقين في حالة تلبس، الأمر الذي دفعه إلى إبلاغ مصالح الأمن حتى تأخذ العدالة مجراها.
الظاهرة عرفت انتشارا حتى في المدن الداخلية والمحافظة
تغير حال بعض المدن الداخلية للوطن بدرجة كبيرة، فبعد أن كانت هذه الأخيرة محافظة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ها هي اليوم تئن تحت وطأة الآفات الاجتماعية بكل أشكالها، وعلى رأسها الخيانة الزوجية التي تعدت الأزواج إلى الزوجات، وبشكل فاضح، بل وصار البعض يجهر بها للعيان، وتلك جريمة أكبر من الخيانة والزنا في حد ذاته، لأن المجاهر بالمعصية في مرتبة الكافر وأكثر إثما من العاصي الذي قد يتوب فيتوب الله عليه.
ومن بين مظاهر المجاهرة بالمعصية التي تعيشها هذه الولايات سواء في شرق الجزائر أو غربها، إهداء الأغاني أو كما يطلق عليها بالمفهوم الشعبي ''التبراح'' باسم العشيق أمام الحاضرين في الأعراس، خاصة بعد أن تحولت الحفلات العائلية إلى القاعات على أنغام ''الديسك جوكي'' وصارت مثل هذه التجاوزات مباحة دون أن يلتفت أحد إلى الأمر. فزوجة فلان تهدي أغنية عاطفية لفلان الذي هو عشيقها، وتبدأ حلبة المنافسة والعناد ونفس الحكاية بالنسبة إلى الرجال، بل وصل الأمر ببعض الزوجات اللواتي التقينا بهن أن أكدن بأن أزواجهن يشكون في أمر علاقاتهن، لكنهم يتغاضون عن الأمر، في سبيل الحصول على راحتهم مع عشيقاتهم هم أيضا، وهو ما يسمى بالخيانة بالتراضي أو تعدد الشركاء الجنسيين. الوقوع في المحظور سببه الاستياء.. الانتقام أو الكبت الجنسي وفي هذا المجال، نوقشت هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا وعاداته وتقاليده من قبل نفسانيين ومختصين في المجال الاجتماعي، قانونيين وعلماء الدين، حيث انصبت معظم تحاليلهم على أن خيانة الأزواج جريمة بكل المقاييس في الوطن العربي والمجتمع الجزائري على وجه الخصوص، الذي تحكمه معايير وقيم دينية.
وفي هذا الشأن يقول أستاذ علم الاجتماع الجريمة والانحراف بجامعة الجزائر 2 حسان عيط "إن الخيانة شعور نابع من أعماق الأنا وهي حالة ناتجة عن الاستياء أو نقص في الحنان، كما قد تأتي نتيجة التهميش والإحساس به، وقد تكون محاولة لإثبات الوجود أو ردّ الاعتبار، ومحركها الأساسي المكبوتات الجنسية أو عدم الرضى من الطرف الآخر، ولهذا نجدها سائدة عند الرجال أكثر من النساء، فعموما الخائن لا يستطيع إخفاء التصرفات الطارئة عليه ويمكن كشفه بسهولة، إلا أنه لا مجال للتملص من هذه الصفة، ويمكن أن يكررها في مشوار حياته. وأضافت قائلة إن هناك بعض حالات لنساء متزوجات، أزواجهن عجزوا عن تلبية رغباتهن بسبب ضعف مدخولهم، ما يدفعهن إلى ارتكاب جرائم الزنا، لكسب المال وتلبية جميع رغباتهن، وهناك من الأزواج من يلجأ إلى ربط علاقات غير شرعية بامرأة أخرى، بحكم رغبته في التغيير لتناسي المشاكل الزوجية التي تواجهه في ارتباطه الأول. كما أن هناك بعض الرجال الذين يعانون من حالات هستيرية لربط علاقات بعدد معتبر من النساء غير زوجاتهم، لملء فراغهم العاطفي الذي أضحى يلاحقهم، رغم أنهم متزوجون.
ويرى المتحدث أن الخيانة واقع لا نستطيع التملص منه، وهي نتاج تراكمات اجتماعية وحالات للتقييد وتضييق الخناق، بما أنها تتكرر أكثر في الأسر المغلقة والمعروفة بمحافظتها، وتبقى أحد الطابوهات الموجودة التي لا يسمح للمجتمع بالخوض فيها، وحتى في حال وجودها فإننا نتعامل معها وكأنها لم تحدث ويمنع الخوض فيها، وهذا تصرف خاطئ طبعا".
ومن الناحية القانونية، يقول الأستاذ نسيم فولح محامي لدى مجلس قضاء البليدة في تصريح لـ"البلاد" إن مشكلة الخيانة الزوجية من أبرز المشاكل التي تواجه أي مجتمع على مستوى العلاقات الشخصية، والخيانة الزوجية تتأرجح اختلافاً بين الشرع والقانون من حيث أركان ثبوتها وعقوبتها، وإن كانا متفقين على تعريفها. فالخيانة هي اقتراف جريمة الزنا التي تعني كل اتصال جنسي أو معاشرة جنسية بين شخص متزوج وشخص آخر أياً كان هذا الشخص، وأياً كان نوع هذا الاتصال الجنسي، فالقانون يجرمه ويوقعه تحت طائلة قانون العقوبات. والقانون يشترط لاكتمال أركان جريمة الزنا، أن يتم ضبطها في حالة تلبس أو اعتراف أو ثبوت من واقع شهادة الشهود والمعاينة والفحص والتحليل في حال عدم التلبس أو الاعتراف أما إذا لم يحدث ضبط تلبس بالجريمة ولم يعترف المتهم أو المتهمة، وسقط أحد أركان دعوى الزنا، فلا يكون هناك جريمة قانوناً يحاسب عليها الجاني قانوناً، كما يستطيع الزوج أو الزوجة المجني عليه أو عليها أن يتنازل عن حقه في مقاضاة الطرف الجاني حفاظاً على الأولاد والسمعة والشرف ودرءاً للفضائح بشرط أن تستأنف الحياة الزوجية بينهما مرة أخرى، حتى لو تم هذا التنازل في بداية إجراءات التقاضي.
وردت في القانون الجزائري مادة تقضي بالحبس من سنة إلى سنتين لكل امرأة متزوجة يثبت ارتكابها جريمة الزنا وتطبيق العقوبة ذاتها على كل من ارتكب جريمة الزنا مع امرأة يعلم أنها متزوجة.
في حين تعتبر هذه الجرائم الخاصة بالزنا تعديا على شرف الزوج أو الزوجة، أي الطرف المتضرر، حيث تنص مادة قانونية أخرى 143 على أن الدليل الذي يقبل ارتكاب المعاقب عليها بالمادة المذكورة سابقا، يقوم إما على محضر قضائي يحرره أحد رجال الضبط القضائي في حالة تلبس، وإما قرار ورد في رسالة أو مستندات صادرة عن المتهم، وإما بقرار قضائي، أما بالنسبة لأثر خيانة الزوجة لزوجها، فيتمثل في سقوط حقها في المتعة وبقية حقوقها كمؤخر الصداق وغيره فقط، وبالنسبة لأولادها يسقط حق حضانتها لهم، إذا كانوا في سن التمييز بين الخطأ والصواب، ولا تحتفظ إلا بالطفل الذي هو دون العامين، والذي لا يستغنى عن خدمة الأم في الطعام والنظافة، ولا يستطيع تمييز ما تفعله أمه.
منقول
قصص يندى لها الجبين، لا تمت بصلة للدين الإسلامي ولا لقيم المجتمع الجزائري والأسرة الجزائرية، قضايا كانت تعتبر في وقت قريب من الشواذ ولا يسمع عنها إلا نادرا، غير أن التغيرات التي طرأت على المجتمع وتغير نمط المعيشة وأسلوب الحياة والمستجدات التكنولوجية جعلت منها قضايا عادية في المحاكم الجزائرية التي أصبحت تسجل يوميا فضائح تهز كيان العائلة تنتهي في معظم الأحيان بالطلاق... إنها الخيانة الزوجية.
لا يزال موضوع الخيانة الزوجية من الطابوهات الكبيرة المسكوت عنها في الأوساط الاجتماعية، والتي تستوجب تسليط الأضواء عليها، للكشف عن أسبابها وخلفياتها وتداعياتها. زوجات خُائنات أزواج خائنون والنهاية طلاق، خراب بيوت وفي حالات أحلك جرائم تنتهي بأصحابها وراء قضبان السجون، وفي أهون الحالات ينتهي الأمر بمكتشفي خيانة الطرف الآخر في دوامة الأمراض النفسية وتحت طائلة الانهيارات العصبية.
فرغم السرية التي تحاط بها علاقات الخيانة الزوجية في العادة، الأمر الذي يدعو إلى البحث في هذا الموضوع وأسبابه إلا أن الموضوع أصبح في السنوات الأخيرة محل اهتمام الباحثين وحديث الكثير من الناس، خاصة أن المحاكم الجزائرية أصبحت تسجل العشرات من القضايا في هذا الخصوص ولهذا فسنحاول من خلال هذا التحقيق، تسليط الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أسباب ودواعي حدوث هذا الشرخ العائلي، إلى جانب إبراز نتائجها الوخيمة، عبر تصفحنا لبعض الملفات وحضور بعض الجلسات في المحاكم التي تحمل قصصا واقعية لعائلات شتتتها ظاهرة الخيانة الزوجية، وجدنا أن معظم الدوافع التي تدفع الزوج أو الزوجة إلى اختراق الخطوط الحمراء للتوجه إلى المحظور، هو تعمد بعضهم إحياء قصص غرامية، ظلت مدفونة طيلة فترة الزواج، وهو ما يدفع الزوجة إلى السقوط في فخ الحرام، والبحث من جديد عن العشيق السابق والتلذذ بلحظات مع ذكريات الماضي، غير آبهة بالجرم المرتكب في حق الزوج المسكين. ولعل البحث في موضوع الخيانات بشكل عام، والخيانات الزوجية بشكل خاص، من الأمور الصعبة جدا في المجتمعات العربية، ومجتمعنا الجزائري على وجه الخصوص، لأن مجرد الكلام في موضوع الخيانة يعد محظورا اجتماعيا أو مسكوتا عنه، وغالبا ما يحجم الكثير من المختصين والباحثين عن الخوض في الأسباب التي تقف وراء الخيانة الزوجية، سواء أكانت من قبل الرجل أو المرأة، وعادة ما تكون المعلومات التي يحصل عليها الدارسون حول الموضوع تأتي فقط من بعض المختصين بالمعالجة الزوجية، والمقابلات التي يقومون بها مع مراجعيهم، أو من علماء النفس الذين يطلبون من الرجال والنساء الإجابة على أسئلة حول علاقات حب افتراضية خارج نطاق الزوجية، وقليل من الأزواج من يعرض مشكلته أمام مختص، أو يجيب بصدق أمام المعالج النفسي عن هذا الموضوع، بل غالبا ما يبقى هذا الأمر طي الكتمان، الأمر الذي يؤدي إلى جرح نفسي عميق، لا يندمل في معظم الأحيان، كما يؤدي إلى اضطراب في الشخصية. وحينما ننظر إلى الأسباب المسكوت عنها في قضايا الطلاق، نجد أن نسبة كبيرة من الأسباب تعود للعلاقة الجنسية بين الزوجين واضطرابها، والتي تؤدي إلى الخيانة في كثير من الأحيان. أغلب الزوجات اللواتي عانين من الخيانة وقعن فريسة الانهيار العصبي زوجات حائرات، قصص كثيرة ومتنوعة، ولكل حكايتها وروايتها بعد أن مررن بتجربة خيانة أزواجهن، وعانين ويلاتها من بدايتها إلى نهايتها، حتى وصلن إلى الانهيار العصبي.
أول قصة ترويها لنا السيدة "كريمة" من بلدية العفرون، بداية الدردشة معها كانت بتقديم نصيحة لكافة الزوجات ''النصيحة التي أقولها للزوجات بناء على تجربتي هي أنه على المرأة أن تعمل على تجاهل الأمر من أجل أن لا يتمادى الرجل أكثر في خيانتها، فالزوج عندما يحمل في ذهنه فكرة أن زوجته لا تعلم بالأمر، يحاول دائما إخفاء هذا الأمر عنها، ويحاول الحفاظ على مشاعرها ويركز على أداء واجباته نحو بيته وزوجته". ولكن تضيف "كريمة" ''إذا أدرك الزوج أن زوجته تعرف بأمر الخيانة، فقد يستمر في خيانتها وبشكل أكثر وضوحا وصراحة، بل ودون عقدة لأنه لا يجد مبررا لكي يخفي خيانته عن زوجته.
القصة الثانية روتها لنا السيدة ''خديجة'' من حجوط في ولاية تيبازة فهذه الزوجة لها أسلوب مختلف في التعامل مع زوجها الخائن، حيث انتقمت لكرامتها المجروحة، حيث كشفت لنا قائلة ''عرفت عن طريق الصدفة أن زوجي كان يخونني مع إحدى السيدات، ثم تطورت بينهما العلاقة، حتى تزوجها في نهاية الأمر، ففي بداية زواجه بها ثرت عليه وواجهته، ولكن نظرا إلى الظروف الصعبة حاولت أن أهدئ من روعي، واضطررت لإكمال الحياة معه، ورغم هذا فإنني لم أسامحه حتى الآن، وأنا بكل صراحة أتبع معه أسلوب التعذيب النفسي".
ولكن لـ"فطيمة "من بواسماعيل حكاية أخرى مع الخيانة، فهي ترفض أي محاولة لإيجاد عذر لزوجها الذي خانها، تقول ''الزوج الخائن غير جدير بالاحترام أو الحب من زوجته، مهما حاول أن يبدي ندمه ومهما ادعى من أسباب وأعذار، هذا الزوج لا يمكن إصلاحه ولا يمكن للمرأة أن تثق به مرة أخرى، مهما ادعت أنها تحبه أو أنها تريد أن تحافظ على بيتها، لأن ذكرى هذه الخيانة ستظل تلاحق الزوجة في كل يوم من حياتها، ولن تستطيع أن تكذب على نفسها وتسامحه من قلبها أبدا، فإذا كان هذا الزوج عنده ولو ذرة احترام وتقدير لزوجته، لما أقدم على ما فعله".
الفراغ العاطفي، استرجاع الماضي والخلافات الجنسية أولى بوادر وأسباب الخياية
بعيدا عن كل المفاهيم لا يوجد تعريف دقيق للخيانة، لأنه مفهوم مجتمعي بحت، ومرتبط بواقع تعيشه الأسرة الجزائرية لتصبح جريمة تقع لأسباب مختلفة منها مثلا أن الخلافات الأسرية الدائمة بين الأب والأم وقيام الوالدين باضطهاد الفتاة في المعاملة يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها زوجها بالاطمئنان، ولو عجز الزوج عن توفير هذا الإحساس لها وانكسرت علاقتها بزوجها، ولم تجد الاحترام من زوجها، فإنها تتجه للخيانة مع أي شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها، كما أن هناك سيدات غير ناضجات نفسيا تعلم الواحدة منهن أن زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضا، وهناك نوع آخر من السيدات المغرورات بجمالهن مما يجعلهن يتمردن على أزواجهن وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادي أينما عجز الزوج. وفي أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة في الجنس من جانب الزوجة عاملا مهما في الخيانة، بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج، إضافة إلى أن الخلافات الجنسية وعدم التوافق في هذا الأمر يؤدي إلى ظهور خلافات كبيرة بين الزوجين وبالتالي الوقوع في الخيانة التي تنتهي بالطلاق في معظم الأحيان.
والأدهى من كل ذلك، أن هناك أزواجا يقعون في الخطيئة، رغم مرور سنوات على زواجهم وإنجاب الأطفال، وهنا تكون العواقب جد وخيمة، وهو ما ينطبق على قصة السيدة ''فتيحة '' التي تقطن بالبليدة، حيث تجرأت على خيانة زوجها الغني، لا لسبب سوى أن هذا الأخير يظل منشغلا طيلة أيام الأسبوع في السفريات والاجتماعات المهنية، وهذا ما دفعها إلى ربط علاقة غير شرعية مع شخص آخر، يزاول نشاط تجارة بيع الملابس النسائية، إلا أن خداعها انكشف بعدما ترددت أحاديث عن ذلك بين الجيران، وهذا ما جعل زوجها يتفطن لذلك، وفي أحد الأيام، تظاهر أنه سيقوم بسفرية للعمل تدوم أسبوعا، إلا أنه باغتها بعودته دون سابق إنذار ليضبط العشيقين في حالة تلبس، الأمر الذي دفعه إلى إبلاغ مصالح الأمن حتى تأخذ العدالة مجراها.
الظاهرة عرفت انتشارا حتى في المدن الداخلية والمحافظة
تغير حال بعض المدن الداخلية للوطن بدرجة كبيرة، فبعد أن كانت هذه الأخيرة محافظة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ها هي اليوم تئن تحت وطأة الآفات الاجتماعية بكل أشكالها، وعلى رأسها الخيانة الزوجية التي تعدت الأزواج إلى الزوجات، وبشكل فاضح، بل وصار البعض يجهر بها للعيان، وتلك جريمة أكبر من الخيانة والزنا في حد ذاته، لأن المجاهر بالمعصية في مرتبة الكافر وأكثر إثما من العاصي الذي قد يتوب فيتوب الله عليه.
ومن بين مظاهر المجاهرة بالمعصية التي تعيشها هذه الولايات سواء في شرق الجزائر أو غربها، إهداء الأغاني أو كما يطلق عليها بالمفهوم الشعبي ''التبراح'' باسم العشيق أمام الحاضرين في الأعراس، خاصة بعد أن تحولت الحفلات العائلية إلى القاعات على أنغام ''الديسك جوكي'' وصارت مثل هذه التجاوزات مباحة دون أن يلتفت أحد إلى الأمر. فزوجة فلان تهدي أغنية عاطفية لفلان الذي هو عشيقها، وتبدأ حلبة المنافسة والعناد ونفس الحكاية بالنسبة إلى الرجال، بل وصل الأمر ببعض الزوجات اللواتي التقينا بهن أن أكدن بأن أزواجهن يشكون في أمر علاقاتهن، لكنهم يتغاضون عن الأمر، في سبيل الحصول على راحتهم مع عشيقاتهم هم أيضا، وهو ما يسمى بالخيانة بالتراضي أو تعدد الشركاء الجنسيين. الوقوع في المحظور سببه الاستياء.. الانتقام أو الكبت الجنسي وفي هذا المجال، نوقشت هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا وعاداته وتقاليده من قبل نفسانيين ومختصين في المجال الاجتماعي، قانونيين وعلماء الدين، حيث انصبت معظم تحاليلهم على أن خيانة الأزواج جريمة بكل المقاييس في الوطن العربي والمجتمع الجزائري على وجه الخصوص، الذي تحكمه معايير وقيم دينية.
وفي هذا الشأن يقول أستاذ علم الاجتماع الجريمة والانحراف بجامعة الجزائر 2 حسان عيط "إن الخيانة شعور نابع من أعماق الأنا وهي حالة ناتجة عن الاستياء أو نقص في الحنان، كما قد تأتي نتيجة التهميش والإحساس به، وقد تكون محاولة لإثبات الوجود أو ردّ الاعتبار، ومحركها الأساسي المكبوتات الجنسية أو عدم الرضى من الطرف الآخر، ولهذا نجدها سائدة عند الرجال أكثر من النساء، فعموما الخائن لا يستطيع إخفاء التصرفات الطارئة عليه ويمكن كشفه بسهولة، إلا أنه لا مجال للتملص من هذه الصفة، ويمكن أن يكررها في مشوار حياته. وأضافت قائلة إن هناك بعض حالات لنساء متزوجات، أزواجهن عجزوا عن تلبية رغباتهن بسبب ضعف مدخولهم، ما يدفعهن إلى ارتكاب جرائم الزنا، لكسب المال وتلبية جميع رغباتهن، وهناك من الأزواج من يلجأ إلى ربط علاقات غير شرعية بامرأة أخرى، بحكم رغبته في التغيير لتناسي المشاكل الزوجية التي تواجهه في ارتباطه الأول. كما أن هناك بعض الرجال الذين يعانون من حالات هستيرية لربط علاقات بعدد معتبر من النساء غير زوجاتهم، لملء فراغهم العاطفي الذي أضحى يلاحقهم، رغم أنهم متزوجون.
ويرى المتحدث أن الخيانة واقع لا نستطيع التملص منه، وهي نتاج تراكمات اجتماعية وحالات للتقييد وتضييق الخناق، بما أنها تتكرر أكثر في الأسر المغلقة والمعروفة بمحافظتها، وتبقى أحد الطابوهات الموجودة التي لا يسمح للمجتمع بالخوض فيها، وحتى في حال وجودها فإننا نتعامل معها وكأنها لم تحدث ويمنع الخوض فيها، وهذا تصرف خاطئ طبعا".
ومن الناحية القانونية، يقول الأستاذ نسيم فولح محامي لدى مجلس قضاء البليدة في تصريح لـ"البلاد" إن مشكلة الخيانة الزوجية من أبرز المشاكل التي تواجه أي مجتمع على مستوى العلاقات الشخصية، والخيانة الزوجية تتأرجح اختلافاً بين الشرع والقانون من حيث أركان ثبوتها وعقوبتها، وإن كانا متفقين على تعريفها. فالخيانة هي اقتراف جريمة الزنا التي تعني كل اتصال جنسي أو معاشرة جنسية بين شخص متزوج وشخص آخر أياً كان هذا الشخص، وأياً كان نوع هذا الاتصال الجنسي، فالقانون يجرمه ويوقعه تحت طائلة قانون العقوبات. والقانون يشترط لاكتمال أركان جريمة الزنا، أن يتم ضبطها في حالة تلبس أو اعتراف أو ثبوت من واقع شهادة الشهود والمعاينة والفحص والتحليل في حال عدم التلبس أو الاعتراف أما إذا لم يحدث ضبط تلبس بالجريمة ولم يعترف المتهم أو المتهمة، وسقط أحد أركان دعوى الزنا، فلا يكون هناك جريمة قانوناً يحاسب عليها الجاني قانوناً، كما يستطيع الزوج أو الزوجة المجني عليه أو عليها أن يتنازل عن حقه في مقاضاة الطرف الجاني حفاظاً على الأولاد والسمعة والشرف ودرءاً للفضائح بشرط أن تستأنف الحياة الزوجية بينهما مرة أخرى، حتى لو تم هذا التنازل في بداية إجراءات التقاضي.
وردت في القانون الجزائري مادة تقضي بالحبس من سنة إلى سنتين لكل امرأة متزوجة يثبت ارتكابها جريمة الزنا وتطبيق العقوبة ذاتها على كل من ارتكب جريمة الزنا مع امرأة يعلم أنها متزوجة.
في حين تعتبر هذه الجرائم الخاصة بالزنا تعديا على شرف الزوج أو الزوجة، أي الطرف المتضرر، حيث تنص مادة قانونية أخرى 143 على أن الدليل الذي يقبل ارتكاب المعاقب عليها بالمادة المذكورة سابقا، يقوم إما على محضر قضائي يحرره أحد رجال الضبط القضائي في حالة تلبس، وإما قرار ورد في رسالة أو مستندات صادرة عن المتهم، وإما بقرار قضائي، أما بالنسبة لأثر خيانة الزوجة لزوجها، فيتمثل في سقوط حقها في المتعة وبقية حقوقها كمؤخر الصداق وغيره فقط، وبالنسبة لأولادها يسقط حق حضانتها لهم، إذا كانوا في سن التمييز بين الخطأ والصواب، ولا تحتفظ إلا بالطفل الذي هو دون العامين، والذي لا يستغنى عن خدمة الأم في الطعام والنظافة، ولا يستطيع تمييز ما تفعله أمه.
منقول
|
ihab- كبار الشخصيات
- تاريخ التسجيل : 03/06/2014
مواضيع مماثلة
» الخيانة الزوجية
» ما معنى الخيانة الزوجية
» اسباب الخيانة الزوجية
» الخيانة الزوجية في الإسلام
» حواء و الخيانة الزوجية
» ما معنى الخيانة الزوجية
» اسباب الخيانة الزوجية
» الخيانة الزوجية في الإسلام
» حواء و الخيانة الزوجية
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى