المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
أنا مؤمن | الملائكة
أنا مؤمن | الملائكة
الحمدلله القوي المتين , القاهر الظاهر الملك الحق المبين , لا يخفى على سمعه خفُّي الأنين,
ولا يغرب عن بصره حركات الجنين , ذلّ لكبريائه جبابرة السلاطين,
وقضى القضاء بحكمته وهو أحكم الحاكمين , أحمده حمد الشاكرين ,
وأساله معونة الصابرين, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في الأولين والآخرين,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى على العالمين.
نعمة حلاوة الإيمان ولذة الطاعة والإحسان , نعمة لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا من ذاقها
وأحس بها وعاش معها , ولذة لا يستشعر أثرها إلا من تذوق طعمها وأنس بوجودها .
وحلاوة الإيمان تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق ,
فيأنس بها القلب وتطمئن بها النفس , فلا يحس معها المرء بأرق ولا قلق ولا ضيق,
قال تعالى : \" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)
وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)
لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)"الأنعام"
و الإيمان عنصر هام في عقيدة المسلم ، فلا يصلح إسلامٌ يخلو من الإيمان ؛
وهو تركيب متجانس ، يكمل بعضه بعضاً ، يتفرع إلى ستة أقسام رئيسية ؛
سنصبو إليها بإذن الله تعالى في هذه السلسلة المتكونة من ستة أجزاء
واللتي كانت فكرتها بالبداية عبارة عن موضوع واحد
لكن الإيمان مسألة مترامية الأطراف و المعالم ، ومتشعبة الجذر
فكل جزء سيكون عن رُكن من أركان الأيمان بإذن الله ..
إن الإيمان ليس بالاسم فقط، فللإيمان شروط وأركان يجب توافرها في المؤمن. فالإيمان يكون بالقول و العمل، و والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام أي الشهادتين، أما العمل فهو قسمان أيضا أولهما النية و ثانيهما الجوارح المتمثلة في ( الصلاة، الصيام، الزكاه، و غيرها….). الإيمان هو الاعتقاد بالجنان و القول باللسان، و القيام بالأركان الإيمانية كاملة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل جبريل عن الإيمان فقال النبي قال : ( الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) صدق رسول الله . و في هذا الحديث ذكر النبي ستة من أركان الإيمان، ولايكتمل الإيمان دونها، فهي كلها مترابطة و متكاملة، كل ركن يكمل الآخر،فمن كفر بواحد منهم أصبح كافرا بالجميع وذلك لأنهم جميعا يدعون إلى شريعة واحدة وهي عبادة الله.
قال أئمّة السّلف: إنّ الإيمان ذو شعب، وقد يوجد بعضه ويذهب بعضه، كسائر المركّبات الّتي تتشابه أجزاؤها، بل وحتّى كثير من المتفاوتة أجزاؤها؛ فالشجرة يُقطع بعض أجزائها وتبقى شجرة وإن كانت ناقصة، والجسد يذهب بعض أجزاؤه ويبقى اسم صاحبه إنسانًا كان أو حيوانًا.
ولهذا قالوا إنّ الإيمان الشرعي مركب من أجزاء، كلّ منها داخل في حقيقته وماهيّته الشرّعية، وإن كان بعضها أهمّ وأجلّ من بعض، بعضها يقوم بالقلب كالتصديق والخوف والمحبة وغيرها من أعمال القلوب، وبعضها يقوم باللسان كشهادة التوحيد والذكر وقراءة القرآن، وبعضها يقوم بالجوارح كالصلاة والصّوم ونحوها، وعبّروا عن ذلك بقولهم: الإيمان قول وعمل، أو: قول واعتقاد وعمل.
*الملائكة :
عالم غيبيٌّ ، مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية و الألوهية شيء ،
خلقهم الله تعـالى من نور ، ومنحهـم الانقياد التامَّ لأمره ، والقوة على تنفيذه .
قال الله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبـِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ *
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ) [سورة الأنبياء : 19 ، 20]
*الملائكة :
في أصل اللغة جمع ملَك، وهو مشتق من الألوكة، أي: الرسالة،
أو مشتق من الملك بفتح الميم وتسكين اللام، وهو الأخذ بقوة، أما تعريفهم في الشرع:
" فهي أجسام لطيفة، أعطيت قدرة على التشكل، بأشكال مختلفة، ومسكنها السموات "
وعلى هذا جمهور العلماء، كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر .
وهم عدد كثير ، لا يحصيهم إلا الله تعالى ، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس
في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفع له البيت المعمور في السماء ،
يُصلِّي فيه كلَّ يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم (1) .
الإيمان بالملائكة؛ هو الاعتقاد الجازم بوجودهم، وأنهم مخلوقون لله سبحانه،
قال تعالى:"وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ" (البقرة - 177)
ركن من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان العبد إلا به،
وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين،
قال تعالى:
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ"
(البقرة: 285)؛ والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور :
الأول : الإيمان بوجودهم .
الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم أسماءهم نؤمن بهم إجمالاً.
الثالث : الإيمان بما علمنا من صفاتهم ، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أنه رآه على صفته التي خُلق عليها ، وله ستمائة جناح قد سدَّ الأفق .
وقد يتحول الملك بأمـر الله تعالى إلى هيئـة رجل ،
كما حصل (لجبريل) حين أرسله الله تعالى إلى مريم فتمثَّل لها بشرًا سويـًّا ،
وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه ،
جاءه بصفة رجلٍ شديدِ بياضِ الثياب ، شديدِ سوادِ الشعر ، لا يُرى عليه أثرُ السفر ،
ولا يعرفه أحد من الصحابة ، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ،
ووضع كفيه على فخذيه ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ، والإيمان ،
و الإحسان ، والساعة ، وأماراتها ؛ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق ،
ثم قال صلى الله عليه وسلم : (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) (2) .
وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم، ولوط كانوا على صورة رجال .
الرابع مما يتضمنه الإيمان بالملائكة :
الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى ؛ كتسبيحه ،
والتعبد له ليلاً ونهارًا بدون ملل ، ولا فُتُور .
وقد يكون لبعضهم أعمال خَاصَّة .
مثل : جبريل الأمين على وحي الله تعالى ، يرسله الله به إلى الأنبياء و الرسل .
وميكائيل : الموكل بالقطر أي بالمطر و النبات .
وإسرافيل : الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق .
وملك الموت : الموكل بقبض الأرواح عند الموت .
ومالك : الموكل بالنار ، وهو خازن النار .
والملائكة الموكلين بالأجـِنَّةِ في الأرحام ، إذا أتم الإنسان أربعة أشهر في بطن أمه ،
بعث الله إليه ملكـًا وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقيٍّ، أو سعيد.
والملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم ، وكتابتها لكل إنسان ،
ملكان أحدهما عن اليمين و الثاني عن الشمال .
والملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره ؛ يأتيه ملكان ،
يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه .
والإيمان بالملائكة ، يثمر ثمراتٍ جليلةً منها :
الأولى : العلم بعظمة الله تعالى ، وقوَّته ، وسلطانه،
فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .
الثانية : شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم ،
حيث وكَّل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم ،
وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم .
الثالثة : محبة الملائكة علـى ما قامـوا به من عبادة الله تعالى .
وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجسامـًا ،
وقالوا : إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات ،
وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين .
قال الله تعالى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثـُلاثَ وَرُبَاعَ ) [سورة فاطر : 1].
وقال تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [سـورة الأنفال : 50].
وقال تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ) [سورة الأنعام : 93] .
وقال تعالى :
(حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَن قُلُوبـِهِمْ قَالُوا مَاذا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبـِيرُ) [سورة سبأ : 23].
وقال في أهل الجنة :
( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بـِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [سورة الرعد : 23 ، 24].
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحبُ فلانـًا فأحببه ؛ فيحبّه جبريل ،
فينادي جبريل في أهل السماء : إنَّ الله يحب فلاناً فأحبُّوه؛ فيحبه أهل السماء ،
ثم يوضع له القبول في الأرض ) (3) .
وفيه أيضـًا عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول ،
فإذا جلس الإمام ؛ طووا الصحف ، وجاءوا يستمعون الذكر ) (4) .
وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية ، كما قال الزائغون ،
وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون .
وللملائكة وظائف عدة :
إن أول وظيفة للملائكة أنهم رسل إلى رسل الله سبحانه وتعالى,
وهناك وظائف أخرى كنفخ الروح في الأجنة, مراقبة أعمال البشر,
المحافظة عليهم, قبض أرواحهم, لهم علاقة بنا في كثير من أمور حياتنا ومعاشنا وأعمالنا,
أخبرنا سبحانه وتعالى عنهم وكلفنا بالإيمان بهم إيمانا غيبيا مسلكه اليقين الإخباري,
لا نستطيع أن نعرف من حقيقة الملائكة إلا ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم,
لأننا بحسب العادة لا نتصل بهم عن طريق الحس اتصالا يفيد العلم اليقين
حتى تنكشف لنا حقيقتهم ونحدد تكوينهم, وحسبنا في العقيدة أن نقتصر
على ما وردت به النصوص دون أن نجري وراء التكهنات.
ولا يغرب عن بصره حركات الجنين , ذلّ لكبريائه جبابرة السلاطين,
وقضى القضاء بحكمته وهو أحكم الحاكمين , أحمده حمد الشاكرين ,
وأساله معونة الصابرين, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في الأولين والآخرين,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى على العالمين.
نعمة حلاوة الإيمان ولذة الطاعة والإحسان , نعمة لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا من ذاقها
وأحس بها وعاش معها , ولذة لا يستشعر أثرها إلا من تذوق طعمها وأنس بوجودها .
وحلاوة الإيمان تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق ,
فيأنس بها القلب وتطمئن بها النفس , فلا يحس معها المرء بأرق ولا قلق ولا ضيق,
قال تعالى : \" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)
وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)
لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)"الأنعام"
و الإيمان عنصر هام في عقيدة المسلم ، فلا يصلح إسلامٌ يخلو من الإيمان ؛
وهو تركيب متجانس ، يكمل بعضه بعضاً ، يتفرع إلى ستة أقسام رئيسية ؛
سنصبو إليها بإذن الله تعالى في هذه السلسلة المتكونة من ستة أجزاء
واللتي كانت فكرتها بالبداية عبارة عن موضوع واحد
لكن الإيمان مسألة مترامية الأطراف و المعالم ، ومتشعبة الجذر
فكل جزء سيكون عن رُكن من أركان الأيمان بإذن الله ..
إن الإيمان ليس بالاسم فقط، فللإيمان شروط وأركان يجب توافرها في المؤمن. فالإيمان يكون بالقول و العمل، و والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام أي الشهادتين، أما العمل فهو قسمان أيضا أولهما النية و ثانيهما الجوارح المتمثلة في ( الصلاة، الصيام، الزكاه، و غيرها….). الإيمان هو الاعتقاد بالجنان و القول باللسان، و القيام بالأركان الإيمانية كاملة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل جبريل عن الإيمان فقال النبي قال : ( الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) صدق رسول الله . و في هذا الحديث ذكر النبي ستة من أركان الإيمان، ولايكتمل الإيمان دونها، فهي كلها مترابطة و متكاملة، كل ركن يكمل الآخر،فمن كفر بواحد منهم أصبح كافرا بالجميع وذلك لأنهم جميعا يدعون إلى شريعة واحدة وهي عبادة الله.
قال أئمّة السّلف: إنّ الإيمان ذو شعب، وقد يوجد بعضه ويذهب بعضه، كسائر المركّبات الّتي تتشابه أجزاؤها، بل وحتّى كثير من المتفاوتة أجزاؤها؛ فالشجرة يُقطع بعض أجزائها وتبقى شجرة وإن كانت ناقصة، والجسد يذهب بعض أجزاؤه ويبقى اسم صاحبه إنسانًا كان أو حيوانًا.
ولهذا قالوا إنّ الإيمان الشرعي مركب من أجزاء، كلّ منها داخل في حقيقته وماهيّته الشرّعية، وإن كان بعضها أهمّ وأجلّ من بعض، بعضها يقوم بالقلب كالتصديق والخوف والمحبة وغيرها من أعمال القلوب، وبعضها يقوم باللسان كشهادة التوحيد والذكر وقراءة القرآن، وبعضها يقوم بالجوارح كالصلاة والصّوم ونحوها، وعبّروا عن ذلك بقولهم: الإيمان قول وعمل، أو: قول واعتقاد وعمل.
*الملائكة :
عالم غيبيٌّ ، مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية و الألوهية شيء ،
خلقهم الله تعـالى من نور ، ومنحهـم الانقياد التامَّ لأمره ، والقوة على تنفيذه .
قال الله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبـِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ *
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ) [سورة الأنبياء : 19 ، 20]
*الملائكة :
في أصل اللغة جمع ملَك، وهو مشتق من الألوكة، أي: الرسالة،
أو مشتق من الملك بفتح الميم وتسكين اللام، وهو الأخذ بقوة، أما تعريفهم في الشرع:
" فهي أجسام لطيفة، أعطيت قدرة على التشكل، بأشكال مختلفة، ومسكنها السموات "
وعلى هذا جمهور العلماء، كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر .
وهم عدد كثير ، لا يحصيهم إلا الله تعالى ، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس
في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفع له البيت المعمور في السماء ،
يُصلِّي فيه كلَّ يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم (1) .
الإيمان بالملائكة؛ هو الاعتقاد الجازم بوجودهم، وأنهم مخلوقون لله سبحانه،
قال تعالى:"وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ" (البقرة - 177)
ركن من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان العبد إلا به،
وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين،
قال تعالى:
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ"
(البقرة: 285)؛ والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور :
الأول : الإيمان بوجودهم .
الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم أسماءهم نؤمن بهم إجمالاً.
الثالث : الإيمان بما علمنا من صفاتهم ، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أنه رآه على صفته التي خُلق عليها ، وله ستمائة جناح قد سدَّ الأفق .
وقد يتحول الملك بأمـر الله تعالى إلى هيئـة رجل ،
كما حصل (لجبريل) حين أرسله الله تعالى إلى مريم فتمثَّل لها بشرًا سويـًّا ،
وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه ،
جاءه بصفة رجلٍ شديدِ بياضِ الثياب ، شديدِ سوادِ الشعر ، لا يُرى عليه أثرُ السفر ،
ولا يعرفه أحد من الصحابة ، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ،
ووضع كفيه على فخذيه ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ، والإيمان ،
و الإحسان ، والساعة ، وأماراتها ؛ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق ،
ثم قال صلى الله عليه وسلم : (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) (2) .
وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم، ولوط كانوا على صورة رجال .
الرابع مما يتضمنه الإيمان بالملائكة :
الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى ؛ كتسبيحه ،
والتعبد له ليلاً ونهارًا بدون ملل ، ولا فُتُور .
وقد يكون لبعضهم أعمال خَاصَّة .
مثل : جبريل الأمين على وحي الله تعالى ، يرسله الله به إلى الأنبياء و الرسل .
وميكائيل : الموكل بالقطر أي بالمطر و النبات .
وإسرافيل : الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق .
وملك الموت : الموكل بقبض الأرواح عند الموت .
ومالك : الموكل بالنار ، وهو خازن النار .
والملائكة الموكلين بالأجـِنَّةِ في الأرحام ، إذا أتم الإنسان أربعة أشهر في بطن أمه ،
بعث الله إليه ملكـًا وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقيٍّ، أو سعيد.
والملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم ، وكتابتها لكل إنسان ،
ملكان أحدهما عن اليمين و الثاني عن الشمال .
والملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره ؛ يأتيه ملكان ،
يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه .
والإيمان بالملائكة ، يثمر ثمراتٍ جليلةً منها :
الأولى : العلم بعظمة الله تعالى ، وقوَّته ، وسلطانه،
فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .
الثانية : شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم ،
حيث وكَّل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم ،
وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم .
الثالثة : محبة الملائكة علـى ما قامـوا به من عبادة الله تعالى .
وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجسامـًا ،
وقالوا : إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات ،
وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين .
قال الله تعالى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثـُلاثَ وَرُبَاعَ ) [سورة فاطر : 1].
وقال تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [سـورة الأنفال : 50].
وقال تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ) [سورة الأنعام : 93] .
وقال تعالى :
(حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَن قُلُوبـِهِمْ قَالُوا مَاذا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبـِيرُ) [سورة سبأ : 23].
وقال في أهل الجنة :
( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بـِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [سورة الرعد : 23 ، 24].
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحبُ فلانـًا فأحببه ؛ فيحبّه جبريل ،
فينادي جبريل في أهل السماء : إنَّ الله يحب فلاناً فأحبُّوه؛ فيحبه أهل السماء ،
ثم يوضع له القبول في الأرض ) (3) .
وفيه أيضـًا عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول ،
فإذا جلس الإمام ؛ طووا الصحف ، وجاءوا يستمعون الذكر ) (4) .
وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية ، كما قال الزائغون ،
وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون .
وللملائكة وظائف عدة :
إن أول وظيفة للملائكة أنهم رسل إلى رسل الله سبحانه وتعالى,
وهناك وظائف أخرى كنفخ الروح في الأجنة, مراقبة أعمال البشر,
المحافظة عليهم, قبض أرواحهم, لهم علاقة بنا في كثير من أمور حياتنا ومعاشنا وأعمالنا,
أخبرنا سبحانه وتعالى عنهم وكلفنا بالإيمان بهم إيمانا غيبيا مسلكه اليقين الإخباري,
لا نستطيع أن نعرف من حقيقة الملائكة إلا ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم,
لأننا بحسب العادة لا نتصل بهم عن طريق الحس اتصالا يفيد العلم اليقين
حتى تنكشف لنا حقيقتهم ونحدد تكوينهم, وحسبنا في العقيدة أن نقتصر
على ما وردت به النصوص دون أن نجري وراء التكهنات.
|
aymen.z- كبار الشخصيات
- تاريخ التسجيل : 13/05/2014
مواضيع مماثلة
» ما من مؤمن إلا و له ذنب يعتاده
» ارفض الهزيمة لانى مؤمن
» اسماء الملائكة عليهم السلام ووظائفهم
» كيف تموت الملائكة ؟؟؟
» تعرف على الملائكة يزداد حبك لها
» ارفض الهزيمة لانى مؤمن
» اسماء الملائكة عليهم السلام ووظائفهم
» كيف تموت الملائكة ؟؟؟
» تعرف على الملائكة يزداد حبك لها
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى