تعاملى مع التصرفات العدوانية لطفلك من عنف وضرب

الطفل الصغير قد يهاجم ويضرب- فى الكثير من الأحيان- طفلا آخر أو قد يعرضه طفل آخر لنفس الموقف، إن كل الأمهات تقريبا لديهن مشكلة التعامل مع ضرب الطفل لأطفال آخرين ومحاولة فهم تلك النوعية من التصرفات العدوانية ما بين ضرب وعض وشد للشعر. وبالتأكيد فإن الأمر قد يأتى كالصدمة للأم لأنها ستجد طفلها الهادئ قد اتجه لعض أصدقائه من الأطفال أو لرمى الأغراض عليهم أو على شقيقه الصغير حديث الولادة مثلا. وهناك بعض المبادئ العامة التى ستساعدك فى التعامل مع تصرفات الطفل العنيفة والعدوانية وحاولي فهمها وبالتالى محاولة مساعدة الطفل.
إن الطفل بطبيعته لا يحب مهاجمة الآخرين فهو يحب اللعب معهم ويحب أن يشعر بحب من حوله واعلمى أن الطفل عندما يشعر أنه محبوب ومسترخٍ ومطمئن فإنه سيكون أكثر إقبالا على تكوين الصداقات وأكثر انفتاحا على اللعب معهم. وعلى الأم أن تعلم أن الطفل سيفقد أعصابه عندما يشعر أنه غير قادر على التفكير أو طلب المساعدة مع الوضع فى الاعتبار أن الأم قد لا تفهم أحيانا كيف يضرب طفلها مثلا طفلا آخر ولا تبدو عليه أى ملامح استياء ولكنها مع الملاحظة الدقيقة فقد ترى أن وجه الطفل تبدو عليه علامات اللامبالاة. إن الخوف يجعل الطفل غير قادر على الشعور بالتعاطف مع من حوله.

يجب أن تحاولى التواصل مع طفلك جديا لكى تتمكنى من مساعدته حتى لو كان سلوكه العنيف والعدوانى يجعلك تشعرين بالغضب تجاهه والاستياء منه وهو الأمر الذى قد يجعل رد فعلك مخيفا بالنسبة له. حاولى أن تجدى شخصا مقربا منك تتحدثين معه عن كيفية شعورك حيال طفلك وكيفية تعاملك مع سلوكه العدوانى وهو الأمر الذى سيجعلك تشعرين بنوع من التحسن حتى تتمكنى من التعامل بشكل أفضل مع وضع طفلك. إذا كان طفلك على استعداد للقيام بأى تصرف عدوانى تجاه طفل آخر من ضرب أو عض أو شد شعر فيمكنك أن تحاولى الاقتراب منه وامتصاص غضبه. يجب عليك أيضا أن تتدخلى بنوع من الحزم لمنع طفلك من ضرب الطفل الآخر لأن الطفل فى تلك اللحظة يكون غير قادر على التحكم فى أفعاله.
لا تتوقعى من طفلك أن يكون عقلانيا أو منطقيا خلال فترة سلوكه العدوانى العنيف مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل فى تلك اللحظات قد لا يكون قادرا على الكلام أو فتح حوار معك وفى تلك الحالة يمكنك أن تتركيه يبكى لبعض الوقت مع جعله يستوعب أنك تهتمين به وتحبينه ومع الوقت سيهدأ الطفل وسيشعر بالقرب منك. إن الطفل يدرك الفرق بين الخطأ والصواب وهو فى فترة السلوك العدوانى قد يتناسى هذا الأمر ولكنه يكون مدركا له جيدا.
إذا كان طفلك قد قام بالفعل بضرب أو عض أو شد شعر طفل آخر فيجب عليك على الفور أن تقومى بسحب اللعبة التى استخدمها فى الضرب أو بمنعه على الفور من شد شعر شقيقته مثلا. لا تقومى بالمبالغة عندما يأتى الأمر للوم الطفل أو معاقبته لأن مثل هذا التصرف سيجعل الطفل أكثر خوفا وأكثر انعزالا وقد يؤدى لجعل الطفل أكثر عنفا. يجب عليك كأم أن تستمعى للطرفين ما بين طفلك والطفل الذي قام طفلك بضربه وابتعدى عن التركيز فقط على التعامل مع الضحية فيجب أن يكون التعامل مع الطرفين بنفس القدر. يجب عليك بالطبع التأكد من أن الطفل الذى تعرض للضرب من طفلك بخير ولكنك فى نفس الوقت عليك أن تعملى على تهدئة طفلك والجلوس والتحدث معه.
شجعى طفلك أن يأتى إليك عند شعوره بالغضب أو الحزن وبالرغم من أن الطفل لن يفعل هذا الأمر بسهولة إلا أنه مع الوقت سيشعر أنه مرتاح عندما يأتى الأمر لطلب المساعدة منك.