المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
من روائع اخلاق الرسول صل الله علية وسلم
من روائع اخلاق الرسول صل الله علية وسلم
من روائع اخلاق الرسول صل الله علية وسلم
بسم الله الرحمان الرحيم
1- اذهبوا فأنتم الطلقاء:
لما فتح رسول الله مكة جمع قريشًا فقال لهم:
"يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية
وتعظُّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب"، ثم تلا
هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] الآية كلها. ثم
قال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟" قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن
أخ كريم. قال "اذهبوا فأنتم الطلقاء"[1].
2- جذبه أعرابي فأمر له بعطاء!
عن
أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع النبي وعليه بُردٌ نجراني غليظ
الحاشية
،فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة،حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي قد
أثَّرت به حاشية الرداء من شدة جذبته،
ثم قال:مُرْ لي من مال الله الذي
عندك.فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء[2].
3- يدعو بالهداية لمن آذاه:
عن عبد الله بن عبيد قال: لما كسرت رباعية[3] رسول الله ، وشُجَّ[4] في
جبهته، فجعلت الدماء تسيل على وجهه، قيل: يا رسول الله، ادعُ الله عليهم.
فقال : "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْنِي طَعَانًا وَلا لَعَّانًا،
وَلَكِن بَعَثَنَي دَاعِية وَرَحْمَة، اللهُمَّ اغْفِر لِقَومِي فَإنَّهُمْ
لاَ يَعْلَمُونَ"[5]. وعندما عَصَتْ قبيلةُ دوسٍ في بداية أمرها أَمَرَ
رسول الله ، قال أبو هريرة: قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي
فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا عصت وأبت، فادعُ الله عليها. فقيل: هلكت
دوس! قال: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ"[6].
4- من يمنعك مني؟
يروي جابر بن عبد الله يقول:قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ مُحَارِبَ خَصَفَةَ[7]
بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً؛ فَجَاءَ رَجُلٌ
مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ عَلَى
رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟
قَالَ: "اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ".
فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ r فَقَالَ: "مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟"
قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ.
قَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟"
قَالَ: لا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ
قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى
أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ"[8].
5- دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه:
يقول سلمة بن الأكوع:"...ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ
حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا. قَالَ: وَكُنْتُ
تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَسْقِي فَرَسَهُ
وَأَحُسُّهُ وَأَخْدِمُهُ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي
وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ . قَالَ: فَلَمَّا
اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ،
أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا.
قَالَ: فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ
فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ فَأَبْغَضْتُهُمْ،
فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى وَعَلَّقُوا سِلاَحَهُمْ
وَاضْطَجَعُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ
أَسْفَلِ الْوَادِي: يَا لِلْمُهَاجِرِينَ! قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ.
قَالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ
وَهُمْ رُقُودٌ، فَأَخَذْتُ سِلاَحَهُمْ فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا[9] فِي
يَدِي. قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لاَ
يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلاَّ ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ.
قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ: وَجَاءَ
عَمِّي عَامِرٌ[10] بِرَجُلٍ مِنَ الْعَبَلاَتِ[11] يُقَالُ لَهُ:
مِكْرَزٌ يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَى فَرَسٍ
مُجَفَّفٍ[12] فِي سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ
رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: "دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ
وَثِنَاهُ[13]". فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ "[14].
6- أعطوه سنا مثل سنه:
عن أبي هريرة أن رجلاً تقاضى رسول الله r فَأَغْلَظَ، فَهَمَّ بِهِ
أَصْحَابُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ
الْحَقِّ مَقَالاً"، ثُمَّ قَالَ: "أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ".
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلاَّ أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ. فَقَالَ:
"أَعْطُوهُ؛ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً"[15].
7- لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما:
قال زيد بن سعنة -وكان من أحبار اليهود قبل أن يسلم-:
إنه لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد
حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه:يسبق حلمه جهله،
ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حِلمًا،فكنت
أتلطف له لأنْ أخالطه فأعرف حلمه وجهله.
قال:فخرج
رسول الله من الحجرات،ومعه علي بن أبي طالب،فأتاه رجل على راحلته
كالبدويِّ،
فقال: يا رسول الله، قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في
الإسلام، وكنت أخبرتهم أنهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدًا، وقد أصابهم شدة
وقحط من الغيث، وأنا أخشى -يا رسول الله- أن يخرجوا من الإسلام طمعًا كما
دخلوا فيه طمعًا، فإن رأيت أن تُرسِل إليهم من يُغيثهم به فعلت. قال: فنظر
رسول الله إلى رجل جانبه -أراه عمر- فقال: ما بقي منه شيء يا رسول الله.
قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه، فقلت له: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا
معلومًا من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: "لاَ يَا يَهُودِيُّ،
وَلَكِن أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا
أُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلانٍ". قلت: نعم. فبايَعَنِي، فأطلقت همياني[16]،
فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، قال:
فأعطاها الرجل وقال: "اعْجَلْ عَلَيْهِمْ وأَغِثْهُمْ بِهَا".
قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة،
خرج رسول الله في جنازة رجل من الأنصار
ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، ونفر من أصحابه، فلما
صلَّى على الجنازة دنا من جدار فجلس إليه، فأخذت بمجامع قميصه،
ونظرت إليه بوجهٍ غليظ، ثم قلت: ألا تقضيني يا محمد حقي؟
فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب بمَطْلٍ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم!!
قال:ونظرتُ إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره وقال: أيْ عدو الله!
أتقول لرسول الله ما أسمع، وتفعل به ما أرى؟!
فوالذي بعثه بالحق، لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي هذا عنقك.
ورسول الله ينظر إلى عمر في سكونٍ وتؤدة، ثم قال:
"إِنَّا كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ يَا عُمَرُ،أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأَدَاءِ،
وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ،اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاقْضِهِ
حَقَّهُ،وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ غَيْرِهِ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ".
قال زيد: فذهب بي عمر فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعًا من تمر
فقلت: ما هذه الزيادة؟
قال: أمرني رسول الله أن أزيدك مكان ما رُعْتُكَ. فقلت: أتعرفني
يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة. قال: الحَبْر؟ قلت: نعم،
الحبر. قال: فما دعاك أن تقول لرسول الله ما قلت، وتفعل به ما فعلت؟
فقلت:يا
عمر، كل علامات النبوة قد عرفتُها في وجه رسول الله حين نظرت إليه إلا
اثنتين لم أختبرهما منه:
يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا
حلمًا، فقد اختبرتهما، فأُشهدك -يا عمر- أني قد رضيت بالله ربًّا،
وبالإسلام دينًا،وبمحمد نبيًّا،وأشهدك أن شطر مالي
- فإني أكثرها مالاً - صدقة على أمة محمد .
فقال عمر:أوْ على بعضهم؛فإنك لا تسعهم كلهم.قلت:
أو على بعضهم.فرجع عمر وزيد إلى رسول الله ،
فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله "[17].
[1]ابن
هشام: السيرة النبوية 2/411، وابن القيم: زاد المعاد 3/356،
والسهيلي:
الروض الأنف 4/170، وابن كثير: السيرة النبوية 3/570، وكذلك ابن
حجر: فتح الباري 8/18، وقال الألباني: سنده ضعيف مرسل.
[2] البخاري: كتاب الخمس، باب ما كان النبي يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه (2980).
[3] الرباعية: السن بين الثنية والناب، وهي أربع: رباعيتان في الفك الأعلى، ورباعيتان في الفك الأسفل.
[4] شُجّ: جرَحه غيرُه.[5] البخاري، كتاب الأنبياء، باب
"أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم" (3290)،
ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد(1792)
والبيهقي في شعب الإيمان (1447) واللفظ له.[6] البخاري:
كتاب الجهاد والسير، باب الدعاء للمشركين بالهداية ليتألفهم (2300)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل
بسم الله الرحمان الرحيم
1- اذهبوا فأنتم الطلقاء:
لما فتح رسول الله مكة جمع قريشًا فقال لهم:
"يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية
وتعظُّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب"، ثم تلا
هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] الآية كلها. ثم
قال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟" قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن
أخ كريم. قال "اذهبوا فأنتم الطلقاء"[1].
2- جذبه أعرابي فأمر له بعطاء!
عن
أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع النبي وعليه بُردٌ نجراني غليظ
الحاشية
،فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة،حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي قد
أثَّرت به حاشية الرداء من شدة جذبته،
ثم قال:مُرْ لي من مال الله الذي
عندك.فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء[2].
3- يدعو بالهداية لمن آذاه:
عن عبد الله بن عبيد قال: لما كسرت رباعية[3] رسول الله ، وشُجَّ[4] في
جبهته، فجعلت الدماء تسيل على وجهه، قيل: يا رسول الله، ادعُ الله عليهم.
فقال : "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْنِي طَعَانًا وَلا لَعَّانًا،
وَلَكِن بَعَثَنَي دَاعِية وَرَحْمَة، اللهُمَّ اغْفِر لِقَومِي فَإنَّهُمْ
لاَ يَعْلَمُونَ"[5]. وعندما عَصَتْ قبيلةُ دوسٍ في بداية أمرها أَمَرَ
رسول الله ، قال أبو هريرة: قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي
فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا عصت وأبت، فادعُ الله عليها. فقيل: هلكت
دوس! قال: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ"[6].
4- من يمنعك مني؟
يروي جابر بن عبد الله يقول:قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ مُحَارِبَ خَصَفَةَ[7]
بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً؛ فَجَاءَ رَجُلٌ
مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ عَلَى
رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟
قَالَ: "اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ".
فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ r فَقَالَ: "مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟"
قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ.
قَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟"
قَالَ: لا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ
قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى
أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ"[8].
5- دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه:
يقول سلمة بن الأكوع:"...ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ
حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا. قَالَ: وَكُنْتُ
تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَسْقِي فَرَسَهُ
وَأَحُسُّهُ وَأَخْدِمُهُ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي
وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ . قَالَ: فَلَمَّا
اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ،
أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا.
قَالَ: فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ
فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ فَأَبْغَضْتُهُمْ،
فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى وَعَلَّقُوا سِلاَحَهُمْ
وَاضْطَجَعُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ
أَسْفَلِ الْوَادِي: يَا لِلْمُهَاجِرِينَ! قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ.
قَالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ
وَهُمْ رُقُودٌ، فَأَخَذْتُ سِلاَحَهُمْ فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا[9] فِي
يَدِي. قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لاَ
يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلاَّ ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ.
قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ: وَجَاءَ
عَمِّي عَامِرٌ[10] بِرَجُلٍ مِنَ الْعَبَلاَتِ[11] يُقَالُ لَهُ:
مِكْرَزٌ يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَى فَرَسٍ
مُجَفَّفٍ[12] فِي سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ
رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: "دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ
وَثِنَاهُ[13]". فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ "[14].
6- أعطوه سنا مثل سنه:
عن أبي هريرة أن رجلاً تقاضى رسول الله r فَأَغْلَظَ، فَهَمَّ بِهِ
أَصْحَابُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ
الْحَقِّ مَقَالاً"، ثُمَّ قَالَ: "أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ".
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلاَّ أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ. فَقَالَ:
"أَعْطُوهُ؛ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً"[15].
7- لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما:
قال زيد بن سعنة -وكان من أحبار اليهود قبل أن يسلم-:
إنه لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد
حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه:يسبق حلمه جهله،
ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حِلمًا،فكنت
أتلطف له لأنْ أخالطه فأعرف حلمه وجهله.
قال:فخرج
رسول الله من الحجرات،ومعه علي بن أبي طالب،فأتاه رجل على راحلته
كالبدويِّ،
فقال: يا رسول الله، قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في
الإسلام، وكنت أخبرتهم أنهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدًا، وقد أصابهم شدة
وقحط من الغيث، وأنا أخشى -يا رسول الله- أن يخرجوا من الإسلام طمعًا كما
دخلوا فيه طمعًا، فإن رأيت أن تُرسِل إليهم من يُغيثهم به فعلت. قال: فنظر
رسول الله إلى رجل جانبه -أراه عمر- فقال: ما بقي منه شيء يا رسول الله.
قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه، فقلت له: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا
معلومًا من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: "لاَ يَا يَهُودِيُّ،
وَلَكِن أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا
أُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلانٍ". قلت: نعم. فبايَعَنِي، فأطلقت همياني[16]،
فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، قال:
فأعطاها الرجل وقال: "اعْجَلْ عَلَيْهِمْ وأَغِثْهُمْ بِهَا".
قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة،
خرج رسول الله في جنازة رجل من الأنصار
ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، ونفر من أصحابه، فلما
صلَّى على الجنازة دنا من جدار فجلس إليه، فأخذت بمجامع قميصه،
ونظرت إليه بوجهٍ غليظ، ثم قلت: ألا تقضيني يا محمد حقي؟
فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب بمَطْلٍ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم!!
قال:ونظرتُ إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره وقال: أيْ عدو الله!
أتقول لرسول الله ما أسمع، وتفعل به ما أرى؟!
فوالذي بعثه بالحق، لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي هذا عنقك.
ورسول الله ينظر إلى عمر في سكونٍ وتؤدة، ثم قال:
"إِنَّا كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ يَا عُمَرُ،أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأَدَاءِ،
وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ،اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاقْضِهِ
حَقَّهُ،وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ غَيْرِهِ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ".
قال زيد: فذهب بي عمر فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعًا من تمر
فقلت: ما هذه الزيادة؟
قال: أمرني رسول الله أن أزيدك مكان ما رُعْتُكَ. فقلت: أتعرفني
يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة. قال: الحَبْر؟ قلت: نعم،
الحبر. قال: فما دعاك أن تقول لرسول الله ما قلت، وتفعل به ما فعلت؟
فقلت:يا
عمر، كل علامات النبوة قد عرفتُها في وجه رسول الله حين نظرت إليه إلا
اثنتين لم أختبرهما منه:
يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا
حلمًا، فقد اختبرتهما، فأُشهدك -يا عمر- أني قد رضيت بالله ربًّا،
وبالإسلام دينًا،وبمحمد نبيًّا،وأشهدك أن شطر مالي
- فإني أكثرها مالاً - صدقة على أمة محمد .
فقال عمر:أوْ على بعضهم؛فإنك لا تسعهم كلهم.قلت:
أو على بعضهم.فرجع عمر وزيد إلى رسول الله ،
فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله "[17].
[1]ابن
هشام: السيرة النبوية 2/411، وابن القيم: زاد المعاد 3/356،
والسهيلي:
الروض الأنف 4/170، وابن كثير: السيرة النبوية 3/570، وكذلك ابن
حجر: فتح الباري 8/18، وقال الألباني: سنده ضعيف مرسل.
[2] البخاري: كتاب الخمس، باب ما كان النبي يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه (2980).
[3] الرباعية: السن بين الثنية والناب، وهي أربع: رباعيتان في الفك الأعلى، ورباعيتان في الفك الأسفل.
[4] شُجّ: جرَحه غيرُه.[5] البخاري، كتاب الأنبياء، باب
"أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم" (3290)،
ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد(1792)
والبيهقي في شعب الإيمان (1447) واللفظ له.[6] البخاري:
كتاب الجهاد والسير، باب الدعاء للمشركين بالهداية ليتألفهم (2300)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل
|
منصورة- المديرة العامة النائبة الاولى
- تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمل/الترفيه : تقنية سامية بالصحة بشهادة دولة(متقاعدة)
الموقع : منتدى منصورة والجميع
رد: من روائع اخلاق الرسول صل الله علية وسلم
بارك الله فيك وحفظك
جزاك الله الجنة ان شاء الله
تحياتي وتقبلو مروري
جزاك الله الجنة ان شاء الله
تحياتي وتقبلو مروري
|
اميرة الحكمة- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 25/05/2013
الموقع : عالم اميرة الحكمة
مواضيع مماثلة
» سواك الرسول ( صلى الله علية وسلم )
» خديجه بنت خويلد رضي الله عنها.... زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم
» من اخلاق الرسول صلى الله عليـه وســلــم
» أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
» معجزات النبي صلى الله علية وسلم مع البشر
» خديجه بنت خويلد رضي الله عنها.... زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم
» من اخلاق الرسول صلى الله عليـه وســلــم
» أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
» معجزات النبي صلى الله علية وسلم مع البشر
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى