الطفل.. يكبر، وتكبر معه كلماتنا

تعتبر الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان حيث تبدأ تكوين شخصيته وطريقة تفكيره، ولكن ما يراد إيضاحه هنا: هل يتلقى الأطفال التربية السليمة التي تجعل من الواحد منهم إنساناً ناجحاً في المستقبل ويتمتع بقدرات عقلية مميزة؟
نعرف أن البيئة التي ينشأ فيها الطفل تلعب دورا كبيرا في تكوين شخصيته ومن المعروف أيضا أن الطفل لديه صفات مكتسبة، يكتسبها ممن حوله بالإضافة إلى الصفات الفطرية فإنها تتطور من خلال تربية الأسرة.
بالتالي يجب أن يلاقي الطفل الرعاية والتشجيع كي يكون ناجحاً في حياته لأنه لا يوجد أشخاص فاشلون بالفطرة فالبيئة هي التي تشكل الإنسان حيث تجعل الأسرة ابنها يتكلم بكل طلاقة وحرية، ويعبر عن رأيه بكل شجاعة، تتكون لديه ثقة بنفسه، واحترام لذاته، وتتطور هواياته لأن التربية الكاملة ليست مقصورة على تلبية احتياجاته من الأكل والشرب والملبس، بل هو يحتاج إلى احتياجات معنوية من رعاية وتهذيب وتطوير وتنمية قدراته وصقل مواهبه.
هناك أخطاء ترتكبها الأسرة عندما تلقي صفات على الأبناء مثل الكذب والغباء، الخ.. يطنون أنها كلمات عابرة لا تعني له شيئاً وأنها تنتهي مع الوقت كونه طفلاً، ولا يعرفون أنها تبقى في أعماقه، ينمو وتنمو معه.. يكبر، وتكبر معه!!
قد ينشأ الطفل مهزوزاً نتيجة هذه المعاملة، وقد يكون «لصا» إذا وصمته الأسرة بهذه الصفة منذ الصغر ولم تعالج المشكلة من جذورها إذا كانت توجد لديه هذه الصفة بالفعل..
أين حقوق الطفل في مجتمعاتنا العربية مقارنة بما يتمتع به الأطفال في الغرب؟ هناك بالإضافة إلى المواد أو المناهج الدراسية لديهم مكاتب تحمل في طياتها كافة أنواع العلوم والمعارف التي تغذي عقول الأطفال، أجهزة الحاسوب، النوادي التي تشبع حاجاتهم في الرياضة وأنواع الفنون والآداب، وتنمي قدراتهم البدنية والعقلية والنفسية وتكسبهم المعارف الجديدة وتعزز لديهم القابلية للتمدرس..
تربية الأبناء مسئولية كبيرة، ونستيطع أن نخلق جيلاً ناجحاً ومبدعاً يترك آثاره وبصماته في المجتمع الذي يعيش فيه لأن المجتمعات لا تنمو إلا بأهم بنية (بنية بشرية).. أجيال قادرة على البناء
</STRONG>