المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
برُّ الوالدين بين الماضي والحاضر
برُّ الوالدين بين الماضي والحاضر
لعلَّ أول ما
ينبغي للمرء أن يعرفه في إطار التعامل مع الآخر، تلك المسؤولية التي تخصُّ
علاقته بوالديه، اللذين كانا سبباً مباشراً في وجوده في هذا الكون.
إنها
علاقته الأولى التي تمثِّلُ أول احتكاكٍ مع الغير، بعيداً عن إطار الذات،
ويا لها من علاقةٍ تحلِّقُ في أسمى سماءٍ للإنسانية، تلك التي حَضَّتْ كلُّ
الشرائع والأديان عليها، وثَمَّنَـتْهَا وأوعدت من يقوم بصيانتها
والمحافظة عليها بجزيل الثواب في الدنيا والآخرة، إنها العلاقة بين الأبناء
والآباء، تلك العلاقة التي تسمو بالمجتمع الإنساني، وتجعل منه أسرةً
واحدة، لا يعوزها الدفء والاستقرار، فما منا من أحدٍ إلا ابنٌ أو أبٌ، بنتٌ
أو أمٌ.
علاقته الأولى التي تمثِّلُ أول احتكاكٍ مع الغير، بعيداً عن إطار الذات،
ويا لها من علاقةٍ تحلِّقُ في أسمى سماءٍ للإنسانية، تلك التي حَضَّتْ كلُّ
الشرائع والأديان عليها، وثَمَّنَـتْهَا وأوعدت من يقوم بصيانتها
والمحافظة عليها بجزيل الثواب في الدنيا والآخرة، إنها العلاقة بين الأبناء
والآباء، تلك العلاقة التي تسمو بالمجتمع الإنساني، وتجعل منه أسرةً
واحدة، لا يعوزها الدفء والاستقرار، فما منا من أحدٍ إلا ابنٌ أو أبٌ، بنتٌ
أو أمٌ.
والمتأمل
لمكنون هذه العلاقة وتعاليمها السامية في الشـرائع السـماوية كافَّة،
يجدها في كلِّ العصور ذات صفاتٍ ثابتةٍ لا تقبل التطوُّر، لا لنقصٍ في
تكوينها، بل على العكس من ذلك، إذ أنّها وُجدت _ بتقدير الله تبارك وتعالى
وحكمته _ على مستوى عالٍ من الإنسانية، فالوالدان في كلِّ العصور لهما حقُّ
البرِّ وعليهما واجب التربية، لا يختلف في ذلك أحد من الناس.
لمكنون هذه العلاقة وتعاليمها السامية في الشـرائع السـماوية كافَّة،
يجدها في كلِّ العصور ذات صفاتٍ ثابتةٍ لا تقبل التطوُّر، لا لنقصٍ في
تكوينها، بل على العكس من ذلك، إذ أنّها وُجدت _ بتقدير الله تبارك وتعالى
وحكمته _ على مستوى عالٍ من الإنسانية، فالوالدان في كلِّ العصور لهما حقُّ
البرِّ وعليهما واجب التربية، لا يختلف في ذلك أحد من الناس.
إنها
ذات صفاتٍ ثابتةٌ لأنها فطرةُ الباري عزَّ وجلَّ، أرساها عاطفةً في
القلوب، قبل أن يعقل الناسُ معناها، إنها قانونٌ من قوانين الطبيعة، التي
نظَّم الله بها الكون، حتى أنك لتشهد هذه العلاقة بمفهومها العام في حياة
الحيوانات العجماء، فتجد الطير يحلِّقُ مئات الأميال بحثاً عن قوتٍ لفراخه،
وترى الدابة تغمر مولودها بالحنان والرعاية حرصاً على حياته، وهكذا تتكرر
الصورة في سائر المخلوقات، مما يدلُّنا على أن هذه العلاقة هي ظلٌّ من ظلال
رحمة الله تعالى بمخلوقاته.
ذات صفاتٍ ثابتةٌ لأنها فطرةُ الباري عزَّ وجلَّ، أرساها عاطفةً في
القلوب، قبل أن يعقل الناسُ معناها، إنها قانونٌ من قوانين الطبيعة، التي
نظَّم الله بها الكون، حتى أنك لتشهد هذه العلاقة بمفهومها العام في حياة
الحيوانات العجماء، فتجد الطير يحلِّقُ مئات الأميال بحثاً عن قوتٍ لفراخه،
وترى الدابة تغمر مولودها بالحنان والرعاية حرصاً على حياته، وهكذا تتكرر
الصورة في سائر المخلوقات، مما يدلُّنا على أن هذه العلاقة هي ظلٌّ من ظلال
رحمة الله تعالى بمخلوقاته.
ولأنَّ
مشاعر الوالدين تجاه أبنائهما تتجلَّى فيها معاني الطُّهر والنقاء في أرقى
درجاتها، حيث إن غاية المنى لديهم هي رؤية أبنائهما سعداء، مهما تطلبت هذه
الغاية من تضحيات، ولأن هذه المشاعر قد تُقَابَل بالتقصير من قِبَل
الأبناء في خِضَمِّ الحياة ومواقفها، فقد بيَّن الله تعالى للأبناء حدوداً
لا ينبغي تجاوزها في علاقتهم مع والديهم حيث قال تعالى:{ و قضى ربك ألا
تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحساناً إما يبلغَنَّ عندك الكبر أحدهما أو
كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما و قل لهما قولاً كريماً و اخفض لهما
جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربَّياني صغيراً}[الإسراء: 23].
مشاعر الوالدين تجاه أبنائهما تتجلَّى فيها معاني الطُّهر والنقاء في أرقى
درجاتها، حيث إن غاية المنى لديهم هي رؤية أبنائهما سعداء، مهما تطلبت هذه
الغاية من تضحيات، ولأن هذه المشاعر قد تُقَابَل بالتقصير من قِبَل
الأبناء في خِضَمِّ الحياة ومواقفها، فقد بيَّن الله تعالى للأبناء حدوداً
لا ينبغي تجاوزها في علاقتهم مع والديهم حيث قال تعالى:{ و قضى ربك ألا
تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحساناً إما يبلغَنَّ عندك الكبر أحدهما أو
كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما و قل لهما قولاً كريماً و اخفض لهما
جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربَّياني صغيراً}[الإسراء: 23].
ولن
أكون محرجاً عندما أقول : إن العلاقـة مع الوالدين، إحساناً وبرّاً، _ في
كثيرٍ من أنحاء العالم في عصرنا _ قد لبست ثوب المستَحَبِّ، وخلعت ثوب
الفرض أو الواجب الذي جاءت به الشرائع، الأمر الذي نجم عنه فوضى في فهم
المسؤولية، تمخَّض عنها بعد ذلك فوضى في الالتزام.
أكون محرجاً عندما أقول : إن العلاقـة مع الوالدين، إحساناً وبرّاً، _ في
كثيرٍ من أنحاء العالم في عصرنا _ قد لبست ثوب المستَحَبِّ، وخلعت ثوب
الفرض أو الواجب الذي جاءت به الشرائع، الأمر الذي نجم عنه فوضى في فهم
المسؤولية، تمخَّض عنها بعد ذلك فوضى في الالتزام.
والحقيقة
التي لا تخفى على أحد، أن أي قانون في هذا الكون تناله يدُ التغيير عند
التطبيق مع مرور الزمن، ذلك أن عالم المثال شيء، وعالم الواقع شيء آخر،
وقلَّما يتقيَّد الإنسان بالحدود المرسومة لقانونٍ ما.
التي لا تخفى على أحد، أن أي قانون في هذا الكون تناله يدُ التغيير عند
التطبيق مع مرور الزمن، ذلك أن عالم المثال شيء، وعالم الواقع شيء آخر،
وقلَّما يتقيَّد الإنسان بالحدود المرسومة لقانونٍ ما.
وبرُّ
الوالدين أمرٌ إلهيٌ لبني الإنسان، نال فيه قصب السبق الرعيل الأول من هذه
الأمة بالتزامه بشكلٍ أقرب إلى الكمال، وكلما تقدم الزمن كلما ابتعد الناس
عن الفهم الصحيح لهذا الأمر.
الوالدين أمرٌ إلهيٌ لبني الإنسان، نال فيه قصب السبق الرعيل الأول من هذه
الأمة بالتزامه بشكلٍ أقرب إلى الكمال، وكلما تقدم الزمن كلما ابتعد الناس
عن الفهم الصحيح لهذا الأمر.
ولعلَّ من أهمِّ الأسباب التي أدت إلى تراجع تطبيق برِّ الوالدين على النحو المأمور به هي:
1
– تسلل أخلاق العالم الغربي إلى مجتمعنا العربي والإسلامي، تلك الأخلاق
التي لا تقيم للأمومة أو الأبوَّة وزناً، فما إن يصل الأب أو الأم إلى سنِّ
الشيخوخة حتى يذهب به أبناؤه إلى دار العجزة أو المسنين، وكأنه عبء يلقيه
عن كاهله، ولا شكَّ أن هناك أبناء بررة غير أنهم في حكم النادر.
– تسلل أخلاق العالم الغربي إلى مجتمعنا العربي والإسلامي، تلك الأخلاق
التي لا تقيم للأمومة أو الأبوَّة وزناً، فما إن يصل الأب أو الأم إلى سنِّ
الشيخوخة حتى يذهب به أبناؤه إلى دار العجزة أو المسنين، وكأنه عبء يلقيه
عن كاهله، ولا شكَّ أن هناك أبناء بررة غير أنهم في حكم النادر.
2
– ضعف الوازع الديني في القلوب، حيث التفت كثيرٌ من الناس إلى عالم المادة
بناءً وترقيةً، ونسفوا كلَّ ما يمكن أن يذكرهم بالرقي الأخلاقي مما أدى
إلى إهمال التشريع وتطبيقاته على النحو المطلوب.
– ضعف الوازع الديني في القلوب، حيث التفت كثيرٌ من الناس إلى عالم المادة
بناءً وترقيةً، ونسفوا كلَّ ما يمكن أن يذكرهم بالرقي الأخلاقي مما أدى
إلى إهمال التشريع وتطبيقاته على النحو المطلوب.
3
– انقلاب المفاهيم عند فئاتٍ من الناس، فأخذوا يصفون من يفعل الصالحات
بالأحمق، ومن يفعل الخبائث بالذكي، وربما أصبح لدى الكثير نظرةٌ منافيةٌ
للإحسان إلى الوالدين، كمن يرى أن من يطيع والديه لا رأي لـه، وليس لـه
خبرة في الحياة، ومن يعقّهما ذو شخصيةٍ قويةٍ، وذو نظرةٍ ثاقبة، وهذا ما لا
يرضاه عاقل.
– انقلاب المفاهيم عند فئاتٍ من الناس، فأخذوا يصفون من يفعل الصالحات
بالأحمق، ومن يفعل الخبائث بالذكي، وربما أصبح لدى الكثير نظرةٌ منافيةٌ
للإحسان إلى الوالدين، كمن يرى أن من يطيع والديه لا رأي لـه، وليس لـه
خبرة في الحياة، ومن يعقّهما ذو شخصيةٍ قويةٍ، وذو نظرةٍ ثاقبة، وهذا ما لا
يرضاه عاقل.
أما
ما كان من الصدر الأول للأمة من الالتزام بتطبيق القيم الأخلاقية في
حياتهم والتي منها برُّ الوالدين، فهو عائد لأسباب مناقضة تماماً للأسباب
التي أدت في عصرنا إلى التراجع عن التطبيق، وهي:
ما كان من الصدر الأول للأمة من الالتزام بتطبيق القيم الأخلاقية في
حياتهم والتي منها برُّ الوالدين، فهو عائد لأسباب مناقضة تماماً للأسباب
التي أدت في عصرنا إلى التراجع عن التطبيق، وهي:
1
– كونهم قضوا معظم حياتهم في حضنِ الطبيعة البكر، التي تستعصي على أي شيءٍ
دخيل أن يبثَّ سمَّه فيها، لاسيما ما يتعلَّق بالأخلاق، حيث ورثوا عن
آبائهم الكثير من مكارمها.
– كونهم قضوا معظم حياتهم في حضنِ الطبيعة البكر، التي تستعصي على أي شيءٍ
دخيل أن يبثَّ سمَّه فيها، لاسيما ما يتعلَّق بالأخلاق، حيث ورثوا عن
آبائهم الكثير من مكارمها.
2 -
قوَّة الوازع الديني: الذي أرسى دعائمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
بناء أول مجتمعٍ إسلامي، حيث اقتدى ذلك الرعيل برسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق، والتي منها البرّ بالوالدين.
قوَّة الوازع الديني: الذي أرسى دعائمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
بناء أول مجتمعٍ إسلامي، حيث اقتدى ذلك الرعيل برسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق، والتي منها البرّ بالوالدين.
3 –
صحَّة المفاهيم: حيث كانوا يثنون على من يفعل الخيرات ويعيبون على من يفعل
المنكرات، مما جعل برّ الوالدين لديهم مدعاةً للاحترام والتقدير.
صحَّة المفاهيم: حيث كانوا يثنون على من يفعل الخيرات ويعيبون على من يفعل
المنكرات، مما جعل برّ الوالدين لديهم مدعاةً للاحترام والتقدير.
منقول
|
صفاء الروح- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 05/10/2009
مواضيع مماثلة
» كلمات من الماضي والحاضر
» إبليس بين الماضي والحاضر
» لا تبك على الماضي
» ضجة الماضي
» نقطة من بحر الماضي
» إبليس بين الماضي والحاضر
» لا تبك على الماضي
» ضجة الماضي
» نقطة من بحر الماضي
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى