غـــربة الـــروح

غـــربة الـــروح

كثيرا ما يستهويني الخوض في هذا المجهول
الذي أصبح حال الكثير منا لا بل أجزم
أن ليس منا من لم يعش تلك الغربة
ولست أقصد هنا غربة الديار والوطن
إنما هي غربة الروح وهجرة العقول وألم الضياع
والعيش مع الأوهام أو أن تعيش الأوهام فينا

غربة الروح
عندما تجد نفسك بمعزل عن كل من حولك
تسكنك الأحزان والألم ..خوف وضجر ضيق واختناق
يتغلغل في أوصالك تشعر إنك لست موجود معهم أو بينهم
تتقطع السبل ....لا بل قد لا تجد الأسباب لما أنت فيه
قد تناظر مرآتك لتجد شخصا أخر
وجها عابسا أخر لا تسكنه الحياة إنه وجهك الذي لا تعرفه
إنه وجه من تغربت عنه روحه وبقي يسكن جسدا يئن ويتألم

غربة الروح
غربة أقسى وأمر من غربة الديار والأوطان
فكل غريب لا بد له يوما من رجوع للأهل والأحبة
أما أن تعيش معهم وتفتقدهم فتلك غربة الروح
أن تسكنك أفكار يرفضها كل من حولك رغم قناعتك بها فهي غربة أخرى
كم وكم هي قاسية تلك الغربة
وكم أنت رائع يا قلمى
بوصفك لها:
يا غربةَ الروح في دنيا من الحَجَر
و الثلج و القار و الفولاذ و الضجر ِ,
يا غربة الروح ... لا شمس ٌ فأأتلقُ
فيها ولا أفقُ
يطير فيه خيالي ساعة َ السَّحَر ِ .
نارٌ تضيء الخواء البرد’ تحترقُ
فيها المسافات, تًدنيني , بلا سَفَرِ ,
من نخل جيكورَ أجني دانيَ الثَّمَرِ .
نارٌ بلا سَمَرِ

غربة الروح
عندما تفقد الإحساس بالجمال والسعادة
عندما تفقد الأمان والاطمئنان بكل شيء
عندها فقط تبدأ بفقدان كل شيء وتعيش الغربة الحقيقية
غربة مهما تحدثت عنها لن أوصفها بكلمات لأنها غربة داخلية
لا يعرفها إلا من عاشها وعاش معها أصعب اللحظات
مع تحيات أخوكم امين