https://www.ahladalil.org
فضل المدينة المنورة 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فضل المدينة المنورة 829894
ادارة المنتدي فضل المدينة المنورة 103798
https://www.ahladalil.org
فضل المدينة المنورة 613623عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فضل المدينة المنورة 829894
ادارة المنتدي فضل المدينة المنورة 103798
لقد نسيت كلمة السر
منتديات تقنيات
1 / 4
تقنيات حصرية
2 / 4
اطلب استايلك مجانا
3 / 4
استايلات تومبلايت جديدة
4 / 4
دروس اشهار الموقع

المواضيع الأخيرة
»   Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
»   Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59

فضل المدينة المنورة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

فضل المدينة المنورة Empty فضل المدينة المنورة

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 21 أبريل 2010, 22:27

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : -
قال الله - تعالى - : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة 100].

إن مكانة الشيء إنما تكون بما اتصفت به ذاته ، أو ماورد عنه وما جاء فيه من صفات الكمال والجمال ، وهكذا كانت طيبة الطيبة المدينة المنورة ، فقد اجتمع لها كل ذلك ، وحسبك في مكانتها ومكانة أهلها الآيات والأحاديث الواردة بشأنها عن الصادق الأمين رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، المبلغ عن الله رب العالمين .
ولا يسعني في محاضرة أو أكثر أن أوفي طيبة الطيبة " المدينة المنوّرة " حقها ، أو أن آتي على محامدها كلها ، ولكن أوجزها فيما يلي : ــ

1 : ـ فتحت بالإيمان والقرآن ، ولم تفتح بقتال : فقد تشرف أهلها بالإيمان بالله - تعالى - ، والتصديق بالرسالة وبالرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة، امتدحهم الله - تبارك وتعالى - بقوله : {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر 9] .
لمّـا أذن الله – تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة استقبله أهلها بالغبطة والسرور ، فكانت مدخل صدق ، لنبي صدق ، ولأهل سبق وصدق ، فهنيئا لهم فهم جيرانه حيا وجيرانه ميتا .

2 : ــ ضمت أرض المدينة المنوّرة في ثراها المبارك رسول - صلى الله عليه وسلم - في قبره : فهو فيه حيا حياة برزخية لا يعلم كنهها إلا الله - تبارك وتعالى - ، وهو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، وأول من يخرج من قبره .

ولا يوجد نص قاطع يحدد مكان قبر أحد من الأنبياء إلا قبر رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - .

3 : ــ اختارها الله - تبارك وتعالى- لتكون مُهاجِرَ نبيّه وحبيبه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فأمره بالهجرة إليها : فعن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (رأيت كأني الليلة في درع حصينة ، ورأيت بقرا تنحر، فأولت أن الدرع الحصينة المدينة، وأن البقر نفر ، والله خير) [الصحيحة 3476 ] .
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب، وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد) [متفق عليه] .
والمعنى : أمرت بالهجرة إليها واستيطانها .
أما قوله - صلى الله عليه وسلم - " تأكل القرى" فتفسيره على وجهين :
أحدهما : أنها مركز جيوش الإسلام فى أول الأمر ، فمنها انطلقت الدعوة ، وغلبت القرى من حولها وفتحتها ، وظهرت عليها . وغنمت أموالها وسباياها .
والثانى : أن أكلها وميرتها من القرى التي فتحت ، وإليها تُساق غنائمُها .
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( رأيت كأني الليلة في دار عقبة بن رافع، وأتيت بتمر من تمر طاب، فأولت أن لنا الرفعة في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب ) [صحيح الجامع 3475].
وقد سمى الله – تعالى - المدينة طابة : فعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : " سمعت النَّبىَّ - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - يـقول : (إنَّ الله – تعالى- سمَّى المدينةَ طابـَة) [مختصر مسلم 783].

4 : ــ يأرز إليها الإيمان : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن الإيمان ليأرز* إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها) [تفق عليه].
ومعنى يأرز إليها الإيمان : أي يتجه إليها ويكون فيها، يؤمها المسلمون ويقصدونها ، يدفعهم إلى ذلك الإيمان بالله - تعالى -، ومحبته ومحبة حبيبه ونبيّه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،ومحبة هذه البقعة الطيبة المباركة .
فهي المركز الأول لتأسيس دولة الإسلام وانطلاق الفتح المبين ، والدعوة إلى الله رب العالمين ، وتضم بين جنباتها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الطيبين الطاهرين ، نجوم الهداية الذين واصلوا الدرب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ونصروه على الكفار والمشركين بإذن الله رب العالمين .
امتن الله - تعالى - علينا بهم فأوصلوا لنا هذا الخير العميم ، جزاهم الله عنا خير الجزاء وأثقل لهم الموازين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعلى ذلك فإن المؤمنين في كافة أنحاء العالم يتجهون بأحاسيسهم ، ومشاعرهم الإيمانية نحو تلك البقعة المباركة ، يحبونها ويشتاقون إليها .

5 : ــ في رحاب طيبة الطيبة " المدينة المنورة " مواضع لها أثرها وأهميّتها . ومن أهمها :

1/5 المسجد النبوي : مركز الدعوة الأول إلى الله - تبارك وتعالى -، وهو المسجد الطاهر المبارك الذي أسس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنيانه على التقوى من أول يوم ، وقد بنــــــاه يداً بيد مع المسلمين . فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : مرّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال : قلت له : كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسّسَ على التقوى؟ قال : قال لي أبي : دخلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيت بعض نسائه ، فقلت يا رسول الله ! أي المسجدين أسس على التقوى؟ قال : فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ثم قال : هو مسجدكم هذا – لمسجد المدينة – قال : فقلت : أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره ) [مختصر مسلم 791 ] .
وهذا يدل على أن الآيات الكريمة في سورة التوبة التي نزلت في مسجد قباء الذي أسس على التقوى من أول يوم ، وفي أهل قباء ، لا يمنع أن تشمل هذه الآيات الكريمة مسجد رسول - صلى الله عليه وسلم - أيضا ، كمسجد قباء ، في أنه اسس أيضا على التقوى ، كما دل على ذلك : إجابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في هذا الحديث أعلاه عندما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى .
(انظر التعليق على هذا الحديث ، وحديث : [ رقم 1656 الحاشية ص 439 ] في مختصر صحيح مسلم ، لشيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - وجعل الفردوس الأعلى مأواه ) .
قال الله - تعالى- : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة 107 ــ 108] .


وقد اختصه الله - تبارك وتعالى - المسجد النبوي بفضائل كثيرة منها :

* . هو أحد المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال : فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا، والمسجد الأقصى، والمسجد الحرام) [متفق عليه] . وروى ابن حبان ، وأحمد بسند صحيح عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا ، والبيت العتيق) [الصحيحة 1648] .
* . الصلاة فيه بألف صلاة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال - صلى الله عليه وسلم - : (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام) [مختصر مسلم 790] .
* . ما بين منبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - وقبره في بيته ، روضة من رياض الجنة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال - صلى الله عليه وسلم - : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على الحوض) [مختصر مسلم 787 ] .
* . منبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ترعة من ترع الجنة : روى أحمد عن سهل بن سعد ، وجابر ، وعبدالله بن زيد الأنصاري - رضي الله عنهم - قالوا : قال - صلى الله عليه وسلم - : (منبري هذا على ترعة من ترع الجنة) [صحيح الجامع 6621] .
* . اختص النبي ـ صلى الله عليه وسلم - طالب العلم ومعلمه في المسجد النبوي بمنزلة المجاهد في سبيل الله : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا بخير يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل جاء ينظر إلى متاع غيره) [صحيح الترغيب 83] و [ صحيح الجامع 6183] .
وبهذا حثّ رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - على أن يكون القادم إلى مسجده بالمدينة المنورة طالبا للعلم ، أو معلمه لينال الدرجات العلى، وتكتب له المنزلة العظيمة التي أعدها الله - تبارك وتعالى- للمجاهدين في سبيله.

2/5 : ــ وفي رحاب طيبة الطيبة " المدينة المنورة ": مسجد قباء وهو من الأماكن التي تشرع فيه الزيارة ، والصلاة فيه كأجر عمرة : فعن أسيد بن حضير - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الصلاة في مسجد قباء كعمرة ) [صحيح الجامع 3871 ] .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كان رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين ) مختصر صحيح مسلم 792 .
وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتيه كل يوم سبت فيصلي فيه : فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كان يأتي قباء كل سبت، وكان يقول : (رأيت رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - يأتيه كل سبت) [مختصر مسلم 793] .

3/5 : ــ وفيها جبل أحد يحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ يحبه : فعن أنس - رضي الله عنه - نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ إلى أحد فقال : ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) [مختصر مسلم 788 ] .
وفي رواية عن أبي حميد أنس - رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- : ( هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه ) [مختصر مسلم 1543] و[ صحيح الجامع 7011 ] .

4/5 : ــ وادي العقيق ويقع غربي المدينة المنورة عند ذي الحليفة ، ميقات أهل المدينة ، وله شهرة تاريخية ومكانة مباركة : فعن ابن عباس - رضي الله عنهما قال : قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه : " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي العقيق يقول أتاني الليلة آت من ربي فقال : صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة . وفي رواية قل : عمرة وحجة . (صحيح ) رواه البخاري .
فمن كان ميقاته ذا الحليفة استحُب له أن يصلي فيها ، لا لخصوص الإحرام وإنما لأن جيريل أمر رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- أن يصلي فيه لخصوصية المكان وبركته .
وليس للإحرام صلاة تخصه ، لكن إن أدركته الصلاة قبل إحرامه صلى ثم أحرم عقب صلاته ، كان له أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث أحرم بعد صلاة الظهر . انظر : [مناسك الحج والعمرة /14] .
ذكر صاحب آثار المدينة أنه سمي بذلك : لأنه عُقّ في الحرّة ، أي شُقَّ منها ، وإطلاق اسم العقيق على الوادي نظرا لكونه شقّ في الأرض، السيل الذي يجري فيه .

5/5 : ــ وفيها مقابر البقيع : وهذه المقابر التي دفن فيها الصحابة الأبرار ، صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته وأزواجه الأطهار .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج من آخر الليل يزور البقيع ، ويدعو لأهلها : فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما كان ليلتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنن ، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الفرقد " . [أخرجه مسلم ( 3 / 63 )] ، وزاد ابن السني آخره : ( يستنفر لهم مرتين أو ثلاثا ) .
وفي رواية عنها ، في حديث لها قالت : " قلت : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال : قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، وإنما إن شاء الله بكم الاحقون ) . أخرجه مسلم ( 3 / 64 ) والنسائي ( 1 / 286 - 287 ) انظر : [ إرواء الغليل 3/238] .

6/5 : ــ وفيها ثنية المرار وفضل الصعود عليها : عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - : ( من يصعد الثنية، ثنية المرار، فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل ) [مختصر مسلم 1939] و [صحيح الجامع 6616] .

6 : ــ المدينة حرم آمن : حرمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فعن عامر بن سعد عن أبيه - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها، أو يقتل صيدها، المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها، إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة، ولا يريد أحد أهل المدينة بشر إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء) [متفق عليه] . [مختصر مسلم 774] .
وعن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( المدينة حرم آمن ) صحيح الجامع 6686 .
وعن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (المدينة حرام، ما بين عير إلى ثور، لا يختلى خلاها، ولا ينفّر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يَصلُحُ لرجل أن يحمل فيها سلاحا لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة، إلا أن يعلف رجل بعيره) [صحيح الجامع 6684] .
وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حراما، وإني حرمت المدينة ما بين مأزميها*، أن لا يُراق فيها دم، ولا يُحمل فيها سلاح لقتال، ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللهمّ بارك لنا في مدينتنا. اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدّنا. اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا عليها) [مختصر مسلم 779] و[780 عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه ] .
* مأزميها : طرفيها .


والمقصود بالحرم :
كل المدينة وما يحيطها من حدود، لا كما يطلقه البعض على المسجد النبوي أنه حرم فقط، وهذا من الخطأ الشائع .

7 : ــ دعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحبّبها إلينا وأن يصححها ، ويبارك لنا فيها : ففي صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " قدمنا المدينة وهي وبيئة فاشتكى أبو بكر، واشتكى بلال، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شكوى أصحابه قال : (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد ، وصححها ، وبارك لنا في صاعها ومدها ، وحوّل حمّاها إلى الجحفة) [مختصر مسلم780].
وإن من الأدب مع الله – تبارك وتعالى - ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحب ما كان يحبه النبي - صلى الله عليه وسلم - . فوالله إننا لنحب المدينة التي احتضن أهلها نبينا وحبيبنا محمد - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - ، ونصروه ، ونصروا أخوانهم من المهاجرين ، ونصروا هذا الدين ، نحبهم محبة لله – تعالى - وطاعة لأمره .
نحب المدينة التي رعت الإسلام في مهده ، ونما فيها حتى أصبح اليوم بفضل الله - تعالى - يشع نوره على مشارق الأرض ومغاربها .
نحب المدينة التي ضم ثراها الطيب جسد نبينا وحبيبنا محمد - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - ، الشريف فيه ، فها هي القلوب تهواها وتهوى إليها.

8 : ــ وقد كان - صلَّى الله عليه وسـلَّم - يحب الأنصار ويوصي بهم خيرا : عن عبد الله بن زيد بن عاصم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - : (الأنصار شعار، والناس دثار، ولو أن الناس استقبلوا واديا أو شعبا، واستقبلت الأنصار واديا، لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار) [متفق عليه ] .
وعن أسيد بن حضير ، وأنس - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - : (الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس سيكثرون، وهم يقلّون، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم) [متفق عليه ] . وعن أنس - رضي الله عنه - قال : ( كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم ) [صحيح الجامع 4947] .
وعن أبى حُميْدٍ الساعدى قال في حديث طويل : خرجنا مع رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - فى غزوة تبوك ... وساق الحديث .... إلى أن قال : فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ( إنى مُسْرعٌ ، فمن شاء منكم فليسرع معي ، ومَنْ شاء فليمكُثْ ) فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال : (هذه طَابةُ، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه) ، ثم قال : (إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الانصار خير)، فلحقنا سعد بن عبادة ، فقال أبو أسيد : ألم تر أن رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - خيّرَ بين الأنصار فجعلنا آخرا ؟ فأدرك سعد رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - فقال : يا رسول الله ! خيّرتَ دور الأنصار فجعلتنا آخرا ؟. فقال : (أوَ ليسَ بحسبكم أن تكونوا من الخيار) [مختصر مسلم 1543] .

9 : ــ دعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضاعف الله - تعالى - فيها مع البركة بركتين : فعن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ، دعاك لأهل مكة بالبركة ، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة ، أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثليْ ما باركت لأهل مكة ، مع البركة بركتين) [صحيح الجامع 1272] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤتى بأول الثمر فيقول : (اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي وفي مُـدّنا، وفي صاعنا، بركة مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان) [مختصر مسلم 778] .

10 : ـ عجوة " العالية " – في المدينة - شفاء من السم والسحر بإذن الله – تعالى - : فعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم) [الصحيحة 2000] .
وفي رواية : عن شريك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن في عجوة العالية شفاء ، أو أنها ترياق أول البكرة ) [أخرجه مسلم (6 / 124)] .
وفي رواية : عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابيتي المدينة على الريق، لم يضره يومه ذلك شيئ حتى يمسي – قال : وأظنه قال : (وإن أكلها حين يمسي ، لم يضره شيئ حتى يصبح) [أخرجه أحمد (1 / 168)] و [الصحيحة 2000] .
وعن سعد - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ، لم يضره ذلك اليوم سم حتى يمسي ) رواه مسلم . [صحيح الجامع 6085] .

11 : ـ حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سكناها : فعن سفيان بن أبي زهير - رضي الله عنه - أنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح الشام، فيأتي قوم يبسّون *، فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق، فيأتي قوم يبسّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ) [مختصر مسلم 785 ] .
* يبسّون : أي يسيرون سيرا شديدا، وأصل البسّ : سوْق الإبل . انظر : [مختصر مسلم. الحاشية ص :205] .

12 : ـ من صبر على شدتها كان له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً) [مسلم 2 / 1004] .
وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إني أحرّم ما بين لابتيّ المدينة أن يقطع عضاها، أو يقتل صيدها، وقال : المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة) [مختصر مسلم 774].
وعن أبي سعيد مولى المهري ، أنه جاء أبا سعيد الخدري ، ليالي الحرة ، فاستشاره في الجلاء من المدينة وشكا إليه أسعارها ، وكثرة عياله ، وأخبره أنه لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها ، فقال له : ويحك لا آمرك بذلك ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (لا يصبر أحد على لأوائها فيموت، إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة، إذا كان مسلماً) [مسلم 2 / 1002] .

13 : ـ من أخاف أهل المدينة أخافَه اللهُ : عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - : (من أخافَ أهلَ المدينةِ أخافَه اللهُ) [صحيح الجامع 5977] .
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - : (من أخافَ أهلَ المدينةِ ، فقد أخاف ما بين جنبي) [صحيح الجامع 5978] .

14 : ـ نهى عن حمل السلاح للقتال فيها وتنفير صيدها، والتقاط لقطتها، وهذا من تمام المان فيها : فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (المدينة حرام ما بين عيْـر إلى ثوْر لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها سلاحا لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة، إلا أن يعلف رجل بعيره) [صحيح الجامع 6684].

15 : ــ ولكرامتها عند الله – تبارك وتعالى - توعّـد من آذى أهلها بأشد أنواع النكال : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال أبو القاسم - صلَّى الله عليه وسـلَّم - : (من أراد أهلَها بسُوءٍ ـ يريد المدينةَ ـ أذابَه اللهُ كما يذوبُ الملحُ فى الماء) [مختصرمسلم 784] .

16 : ــ وتوعد الله - تعالى - من أحدث فيها أو آوى محدثا بأشد العقوبة وذلك لعظم شأنها ، وخطورة المعصية فيها : فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( المدينة حرام من كذا وكذا، لا يقطع شجرها ، ولا يحدث فيها حدث ، من أحدث فيها أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) [متفق عليه] و[صحيح الجامع 6685] .

17 : ــ حماها الله - تعالى – من الطاعون والدجال فلا يدخلانها : وروى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) [متفق عليه ] . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يدخل المدينة المسيح والطاعون ) [صحيح الجامع 7677] .
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يأتي الدجال المدينة فيجد الملائكة يحرسونها ، فلا يدخلها . الدجال ولا الطاعون إن شاء الله - تعالى - ) [صحيح الجامع7991] . وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان) [صحيح الجامع 7678] .

18 : ــ المدينة تنفي خبثها : *. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه : هلم إلى الرخاء‍ ، هلم إلى الرخاء ‍، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه ، ألا إن المدينة كالكير ، تخرج الخبيث ، لاتقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد) [مسلم 2 /992] .

*. وترتجف المدينة بأهلها فيخرج الله - تعالى - منها كل منافق ومنافقة : عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الطويل : ( يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض، منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله - عز وجل - لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلّة بين الشام والعراق. فيعيث يمينا وشمالا ، يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي) ... إلى أن قال - صلى الله عليه وسلم : (يقول أنا ربكم، ولا تروْنَ ربكم حتى تموتوا ، وإنه أعور ، وإن ربكم ليسَ بأعْوَر ، وإنه مكتوب بين عينيه : كافر ، يقرؤه كل مؤمن، كاتب أوغير كاتب) .... وإلى أن قال : (وإنه لا يبقى شيئ من الأرض إلا وطئه، إلا مكة والمدينة، لا يأتيها من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها ، كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، قيل فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم قليل ... ) [صحيح الجامع 7875] و [ الصحيحة 2457] .

*. ويخرج الله - تعالى - منها كل كافر : فعن أنس - رضي الله عنه - قال : أن النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال : (ليسَ من بلدٍ إلا سيطؤُه الدجالُ إلا مكَّـةَ والمدينةَ، وليسَ نقبٌ من أنِقابها إلا عليه الملائكةُ صافِّين تحرسه، فينزل بالسبخة، فتــرجفُ المدينةُ ثلاثَ رجفات يـخْرجُ اليهُ منها كلَّ كافرٍ ومنافقٍ) [مختصر صحيح مسلم 2055 ] و[صحيح الجامع 5430 ] .

19 : ــ المسيح الدجال يُـقرّ بحرمة مكة والمدينة : فعن عامر بن شراحيل الشعبي " شعب همدان " أنه سأل فاطمة بنت قيسٍ أخت الضحاك بن قيسٍ - رضي الله عنه -، وكانت من المهاجرات الأول فقال : " حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت : لئن شئت لأفعلن، فقال لها : أجل حدثيني، فقالت في الحديث الطويل : ( ..... فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي – منادي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – ينادي : الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليتُ مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، فكنتُ فى صفِّ النساء الَّذي يلى ظهور القوم ، فلمَّا قضى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم صلاتَه جلس على المنبر وهو يضحك، فقال : ( ليلزمْ كل إنسانٍ مصلاه )، ثمَّ قال : ( أتدرون لم جمعـتكم )، قالوا : اللهُ ورسوله أعلم . قال : (إنَّى والله ما جمعتكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ، ولكنْ جمعتكم لأنّ تميماً الدارىَّ كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايع وأسلم، وحدَّثنى حديثاً وافق الذى كنتُ أحدِّثكم عن مسيح الدجال. حدَّثنى أنَّه ركبَ فى سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجــلاً من لخمٍ وجذامٍ ، فلعب بهم الموجُ شهراً فى البحرِ ، ثمَّ أرفؤا إلى جزيرةٍ فى البحر حتَّى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرُب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب : كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجسّاسة ، قالوا : وما الجسّاسة ؟ قالت : يا أيها القوم اعمدوا إلى هذا لرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال : لما سمّت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة ، قال : فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قطّ خلقا ، وأشدّه وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ركبناَ فى سفينةٍ بحريةٍ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموجُ شهراً، ثمَّ أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة ، فلقيتنا دابة أهلب، كثير الشعر ، لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجسّاسة، قلنا : وما الجسّاسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا لرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن من أن تكون شيطانة. فقال : فأخبروني عن نخل بيسان، قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا نعم . قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء ، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال : أخبروني عن عين زغر ، قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم ، قال كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهرعلى من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم : قد كان ذاك ؟ قلنا : نعم، قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني : إني أنا المسيح" الدجال" ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرجُ، فأسير فى الأرض فلا أدعُ قريةً إلا هبطتُها فى أربعين ليلةً ، غير مكَّـة وطَيْبَة فهما محرمتان عليّ كلتاهما ، كلما أردتُ أن أدخل واحدةً أو واحدا منهما استقبلنى مَلَك بيده السيفُ صَلْتاً يصدُّنى عنها ، وإنَّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةٌ ٌيحرسونها ". قالت : قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وطعن بمخصرته فى المنبر : (هذه طيْبَةُ. هذه طيْـبَةُ. هذه طيْـبَةُ. يعنى المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ قال الناس : نعم . فإنه أعجبني حديث تميم وافق أنه الذي كنت أحدثكم عنه، وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده نحو المشرق، قالت : فحفظتُ هذا من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -) [مختصر صحيح مسلم 2054] و [صحيح الجامع 2508] .

20 : ــ يخرج من أهل المدينة رجل من خير الناس يومئذٍ ، ليكشف زيف الدجال أمام الناس : فعن أبى سعيدٍ الخدرى - رضي الله عنه - قال : " حدَّثنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حديثاً طويلاً عن الدجال، فكان فيما حدَّثنا به أن قال : (يـأتى الدجالُ، وهو مُحَرّمٌ عليه أن يدخلَ نقابَ المدينةِ، فينزل بعضَ السباخ التى بالمدينة، فيخرجُ إليه يومئذٍ رجلٌ هو خير النَّاس أو من خير النَّاس، فيقول له : أشهد أنَّك الدجالُ الَّذى حدَّثنا عنك رسـول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حديثه ، فيقول الدجالُ : أرأيتَم إنْ قتلتُ هذا ثمَّ أحييتُهُ؛ هل تشكُّون فى الأمر؟ ، فيقولون : لا، فيقتُلُهُ ، ثمَّ يُحْييه ، فيقولُ حين يُحْييه : والله ما كنتُ قطُّ أشدَّ بَصيرةً منِّي اليوم ، فيُريدُ الدجال أن يقتله ، فلا يُسلِّطُ عليه) [صحيح الجامع 7992] .

21 : ــ استحباب الموت في المدينة لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يشفع لمن مات بالمدينة : عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها) [صحيح الجامع 6015] .


فيا لها من مكانة عالية تتمتع بها المدينة دون سائر المدن والبلدان ، ويا لها من منزلة رفيعة نالتها واختصت بها .

وهنيئا للمدينة ولأهلها وساكنيها مجاورة حبيبنا ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - رزقنا الله شفاعته ، وجمعنا بهم على حوضه .

اللهم آمين وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات ملتقى الحج في اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.
Admin
Admin
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمل/الترفيه : مهندس
الموقع : www.ahladalil.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل المدينة المنورة Empty رد: فضل المدينة المنورة

مُساهمة من طرف دلع الخميس 22 أبريل 2010, 02:05

شكرااااااااا لك امين على المعلومات
تسلم ايدك
دلع
دلع
مديرة منتدى
مديرة منتدى

تاريخ التسجيل : 16/01/2010
الموقع : http://dalla.ahlamontada.com/forum.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل المدينة المنورة Empty رد: فضل المدينة المنورة

مُساهمة من طرف ابو المجد الخميس 22 أبريل 2010, 16:39

فضل المدينة المنورة 395809
ابو المجد
ابو المجد
المدير العام
المدير العام

تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات تقنيات فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى